أسبوع ما قبل عيد الأضحى المبارك، هل هو أسبوع التضحية السياسية لمصلحة البلد، أم أن حسابات فريق بعبدا، هو المضي بالخيار الخاطئ وهو التضحية بلبنان لمصلحة وهم الحقوق، أو عبارات الميثاق ووحدة المعايير؟
بعد حفلة عاصفة من السجال القاسي بين التيار البرتقالي، أي التيار الوطني الحر والازرق أي تيّار «المستقبل»، على خلفية نحر البلد، وذبحه وسائر المفردات ذات الصلة بالقلوب المليانة بين الطرفين، جنحت الأمور إلى التهدئة، وتقدم الكلام مجدداً عن مسار التأليف، وسط انفراجات جزئية، بعضها يتعلق باستئناف محطات المحروقات عملها، وبعضها الآخر يتعلق برهان على وعود مؤسسة كهرباء لبنان بزيادة طفيفة على ساعات التغذية، مع صعود خيالي لسعر صرف الدولار في السوق السوداء، قرابة العشرين ألف ليرة لبنانية لكل دولار.
فرصة أخيرة أو ما قبلها؟
وعليه، لا تخفي مصادر معنية انتظار ما سيتمخض عنه هذا الأسبوع، ضمن حسم 3 نقاط في مسار الرئيس المكلف:
1 – تشكيلة جديدة، ينجم عنها زيارة إلى بعبدا، للإتفاق على مرسوم صدورها والانتهاء من المشكلة.
2 – زيارة مصر للاجتماع إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في إطار لقاءات تتعلق بمستقبل الوضع السياسي، في حال اتخذ قرار الاعتذار.
3 – كيف سيتم الإعتذار وما يكون مضمونه.
وأكدت مصادر تيار المستقبل ان الرئيس الحريري تلقى نصائح من دول صديقة بتقديم تشكيلة حكومية الى الرئيس عون، لذلك كان تركيز الثنائي الاميركي الفرنسي على اولوية تشكيل الحكومة وهو ما بدا واضحاً في ما صدر من بيانات من الطرفين حول تشكيل الحكومة بغض النظر عن جانب الدعم الإنساني. ما يعني ان نتائج الحراك الاميركي الفرنسي والروسي قد تظهر لاحقاً وربما في مواقف الحريري خلال المقابلة التلفزيونية المرتقبة له هذا الاسبوع والتي يتحدد موعدها تبعاً للظروف (الارجح ان تتم الخميس)، سواء لجهة تقديم صيغة حكومية جديدة تُمهّد للإعتذار اذا رفضها عون، او مزيد من التريث.
وأكّدت مصادر على صلة لـ«اللواء» يبقى قرار إعتذار الحريري عن التكليف، هو الخيار المتقدم حاليا على سائر الخيارات والتوجهات الاخرى.اما موعد الاعلان عنه فينتظر مواقف محلية واقليمية.
على ان العقبة، ما تزال هي العقبة: وتتعلق بما تسميه أوساط التيار البرتقالي بوحدة المعايير واحترام الميثاق، وكأن الرئيس المكلف يؤلف خارج هذه المعايير… أم ان لغة العراقيل تبقى هي الطاغية..
ولاحظت المصادر المتابعة لملف تشكيل الحكومة دخول لافت للديبلوماسية الروسية على المساعي والجهود المبذولة لحل أزمة تشكيل الحكومة الجديدة، بعد الاندفاعة الاميركية والفرنسية مع المملكة العربية السعودية، لتنسيق المواقف من هذا الملف والتفاهم على آلية التعاطي معه ولاسيما ما يتعلق بتقديم المساعدات الانسانية وغيرها. واعتبرت المصادر ان البيان الصادر عن وزارة الخارجية الروسية، حدد بوضوح الموقف الروسي من التطورات اللبنانية الداخلية، وتكرار تأييد موسكو لتشكيل حكومة مهمة برئاسة سعد الحريري، الذي يتمتع بعلاقات ثقة مع الدول الصديقة والشقيقة والمؤسسات المالية الدولية، المهتمة بدعم ومساعدة الحكومة الجديدة لكي تتمكن من حل الأزمة التي يواجهها لبنان حاليا. واشارت المصادر إلى ان التحرك الروسي لمساعدة لبنان على تاليف الحكومة الجديدة، لا يقتصر على الاتصالات المتتالية مع السياسيين اللبنانيين الذين تحرص موسكو على التواصل والالتقاء معهم للاطلاع على وجهات نظرهم والتشاور فقط،و تحثهم باستمرار على التفاهم فيما بينهم والالتقاء على القواسم المشتركة التي تجمعهم لحل الازمة التي باتت تهدد بلدهم، بل تشمل كذلك استعمال نفوذ روسيا بالمنطقة والاتصال مع الجانب الايراني على أعلى المستويات أيضا، وهذا ما حصل اكثر من مرة وذلك في سبيل المساعدة مع الاطراف التي تؤثر عليها بالداخل اللبناني وتحديدا حزب الله، لتسهيل عملية تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة.
من جهة ثانية، كشفت المصادر المذكورة نفسها ان الاتصالات غير المعلنة خلال الأيام الماضية، لم تؤد إلى حلحلة او تبريد حدة الاجواء التشاؤمية التي خيمت على عملية تشكيل الحكومة ،بل زادت حدة التشنج وتبادل التراشق السياسي، ما يعني ضمنا ان كل ابواب التشكيل مغلقة والجميع اصبح في طريق مسدود.
وذكرت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن ما يحكى عن زيارة سيقوم بها الرئيس الحريري إلى قصر بعبدا ليس بالأمر الجديد لكن ما هو مؤكد أن بعبدا تنتظر خطوة الرئيس المكلف وما إذا كان سيقدم تشكيلة وزارية وفق مبادرة رئيس مجلس النواب ام لا. وأوضحت المصادر أن السؤال المطروح هو أنه كيف يمكن أن تقدم تشكيلة بعض تفاصيلها لم تحل ولذلك لفتت هذه المصادر إلى أن هذه الزيارة قد لا تخرج بتأليف للحكومة وقد يكون المقصود تهيئة الجو أمام الخيار الذي درسه والقول أن المحاولات استنفدت.
ورأت المصادر إن هناك احتمالا آخر أي ان يعاد البحث في ما بقي من تعقيدات الملف الحكومي مشيرة إلى أنه في كل الأحوال لم يتظهر السيناريو أو المخرج المعد لولادة الحكومة وبالتالي الخشية تتكرر من تداعيات المراوحة أو الاعتذار وبقاء البلد من دون حكومة جديدة.
ولاحظ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة برس الراعي ان عبارة الاتفاق مع رئيس الحكومة، لا تعي تعطيل التشكيك ولا التكليف يعني تكليفاً ابدياً، من دون تأليف حكومة، فمصلحة الشعب تعلو كل التفسيرات الدستورية.
أبو صعب: الملف الحكومي باتجاه الحسم
واعتبر النائب الياس بوصعب أنّ «المملكة العربية السعودية لا تعرقل تشكيل الحكومة»، مشيراً إلى أن «الأسبوع المقبل يجب أن يكون حاسماً بشأن الملف الحكومي»، وقال: «الأمور لا يمكن أن تبقى كما هي».
وأردف: «بحثت مع الرئيس عون في اللقاء الاخير المعطيات التي كانت متوفرة لدي من الجهات الخارجية التي كانت تجتمع في روما والتي كانت تشير الى الدفع باتجاه تشكيل حكومة تجري اصلاحات تنقذ البلاد وتحضر للانتخابات».
وفي ملف انفجار مرفأ بيروت، قال بوصعب: «إن طلبني المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، فطبعاً سأمثل أمامه، وسبق وأعلنت انني لا اقبل ان يكون لدي حصانة ان كنت اتعاطى الشأن العام ولا اريد ان تكون الحصانة عائقا امام اي دعوى تتعلق بعملي كوزير».
وتابع: «لم تصل إليّ في فترة وجودي في وزارة الدفاع اي مراسلة تتعلق بنيترات الامونيوم، وأنا ضد التدخل بعمل القاضي بيطار وليكمل مهامه إلى النهاية، وأتمنى ان يذهب كل من يطلبه القاضي للمثول امامه ويضع كل المعطيات امام القضاء».
وفي ملف ترسيم الحدود البحريّة، رأى بوصعب أن «هناك مصلحة للبنان ان يرسم حدوده البرية والبحرية وهنا مصلحة اقتصادية مهمة في الحدود البحرية ولبنان اليوم بحاجة لذلك».
المجذوب: الامتحانات في موعدها
في الشؤون الحياتية، أكد وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب ان القرار هو اجراء الامتحانات، وكشف انه اتخذت الإجراءات لمراعاة الظروف، وقلصت المواد من 11 إلى 6 مواد، وان المركز التربوي يُركز على الكفايات الأساسية، مع التركيز على الحد الأدنى من المعلومات، وان الامتحانات تقتصر على ثلاثة أيام.. والشهادة هي جواز سفر في لبنان وفي الخارج..
ودعت روابط وتنظيمات طلابية إلى تحركات طلابية اليوم لإلغاء الامتحانات الرسمية في ما خص البكالوريا القسم الثاني بفروعها على اختلافها.. من خلال اعتصام امام وزارة التربية والتعليم العالي، مع التهديد بقطع الطرقات..
المحروقات: إنفراج!
على صعيد المحروقات، من المتوقع أن تعاود محطات الوقود تسليم المواطنين المحروقات، بطريقة أقل صعوبة، ومن الملفت للانتباه ان محطات الأمان والأيتام والوقود أبلغت الزبائن عن إعادة العمل بدءاً من اليوم، ومن الثامنة إلى الخامسة بعد الظهر من كل يوم.
لكن مدير محطات الأيتام جمال مكة، تحدث عن ان المحطات ستفتح أبوابها، بحسب الكميات المتوافرة والتي ستتسلمها من الشركات لتبيعها مباشرة للزبائن حتى نفاد الكمية.
التغذية: تحسن أم ذر الرماد في العيون
وعلى صعيد الكهرباء، يفترض في ضوء إعادة الإنتاج إلى معمل الزهراني، ان ترتفع التغذية بالتيار من ساعتين إلى أربع ساعات، ولكن الأساس في الموضوع، هو زيادة المخزون من المازوت، لتجنب الوقوع في مشكلة نفاد هذه المادة الحيوية، في وقت كشف فيه النقاب على ان سعر 5 Ampere كهرباء بات بحدود المليون ليرة لبنانية شهرياً.
ويتضح مصير رفع الدعم عن السلع الأساسية بدءاً، من منتصف الأسبوع، بعد اجتماع المجلس المركزي لمصرف لبنان، لينظر في مصير الدعم ككل أم يبقيه فقط على الأدوية الخاصة بالأمراض المستعصية، وذلك بعد غد الأربعاء.
تحقيقات المرفأ
وعلى صعيد التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، يمثل مدير المخابرات الأسبق العميد كميل ضاهر اليوم امام المحقق العدلي القاضي طارق البيطار كما يمثل العميد جودت عويدات امامه غداً.
وأعلن النائب هادي أبو حسن عن رفع الحصانة عن الجميع، من رأس الهرم نزولاً إلى أي عنصر، مشددا باسم اللقاء الديمقراطي على سقوط كل الحصانات.
وكان أهالي شهداء مرفأ بيروت اجتمعوا مع وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي، وعلت الهتافات التي تطالبه بالنزول من منزله وبمواجهة أهالي الشهداء، وسط حالة من الغضب الشديد، وتوتر مع عناصر من قوى الأمن.
وتوجّه المتحدث بإسم أهالي شهداء المرفأ إبراهيم حطيط إلى الوزير فهمي، بالقول: «نطالبك بأن تقابلنا والا سنضطر الى المواجهة مع اخوتنا في القوى الأمنية». ووصلت تعزيزات أمنية إضافية إلى أمام منزل الوزير فهمي.كما نفذ الأهالي، مسيرة انطلاقا من ساحة الشهداء، وصولا إلى أمام مجلس النواب ثم وزارة الداخلية.
ولفت المتحدث باسم أهالي الضحايا ابراهيم حطيط، إلى أنهم حضروا أنفسهم «لمعركة مع الهيئة العامة، وقلنا لهم بالأمس من لا يصوت معنا سنعتبره عدواً لقضيتنا وشريكاً في الجريمة». وتابع، «هم بالأمس كذبوا علينا. رئيس مجلس النواب نبيه بري عبر مستشاره، كذب علينا، وما حدث معيب جدا». وأكد أنهم لن يجلسوا في بيوتهم بعد اليوم، «ولا يمكننا الصبر بعد، وسنكون موجودين في الشارع بأي مكان وبأي زمان».
541556 إصابة
صحياً، سجلت وزارة الصحة حالتي وفاة و314 اصابة جديدة بفايروس كورونا، ليرتفع العدد التراكمي إلى 541556 اصابة مثبتة مخبرياً، بدءاً من 21 شباط 2020..