اعتذاران حريريان من بعبدا. الاول تم والثاني على طريق الاتمام. اعتذر الرئيس سعد الحريري عن زيارة قصر بعبدا امس فأرجئ الموعد الى اليوم، في انتظار انتهاء مخرج مسلسل التكليف من وضع اللمسات الاخيرة على الاعتذار عن عدم التأليف. كل المؤشرات تصب في هذه الخانة وقد تولدت قناعة جماعية بان لا جدوى ولا طائل من استمرار تكليف محسوم عدم بلوغه التأليف، وهو معبر الزامي لمنع الانفجار المدوّي…الا اذا طرأ طارئ من شأنه قلب الامور رأسا على عقب في ربع الساعة الاخير.
الملف يمر في ساعات حاسمة. فبعيد زيارة الرئيس المكلف مصر اليوم للقاء رئيسها عبدالفتاح السيسي، من المفترض ان ينتقل الى قصر بعبدا لتقديم تركيبة من 24 وزيرا الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. فاذا وافق الاخير عليها كان به، والا فإن الحريري قد يتجه الى الاعتذار قبل نهاية الاسبوع الجاري.
الصلاحيات والدستور
وفي موقف لا يوحي بليونة رئاسية، غرد رئيس الجمهورية عبر حسابه على “تويتر” كاتبا “من يريد انتقاد رئيس الجمهورية حول صلاحيته في تأليف الحكومة فليقرأ جيداً الفقرة الرابعة من المادة 53 من الدستور”…
وافادت “الوكالة الوطنية للاعلام” ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تلقى امس اتصالا من الرئيس الحريري، وطلب تأجيل الاجتماع بينهما الذي كان مقررا امس الى اليوم.
الحريري يترجم
وكان الرئيس المكلف الذي يطل في مقابلة تلفزيونية غدا الخميس، استقبل في “بيت الوسط” نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي الذي قال على الأثر: “اللقاء مع الرئيس الحريري لا يقتصر كالعادة على موضوع واحد، بالرغم من أهمية مسألة تشكيل الحكومة، والتي أصبح هو مدركا لكل أهدافها وأبعادها ومراميها ومغازيها، والتي يحاول قدر الإمكان أن يتعاطى مع هذا الشأن بذاته، والعواطف بشأنها، وفقا للمتيسر بين يديه، وهو سيحاول ترجمة الأمور في الوقت القريب والقريب جدا بإذن الله”.
استعجال فرنسي
وسط هذا الشلل، الموفدون الاوربيون والفرنسيون حاضرون في بيروت، ويطالبون بالاسراع في التشكيل، ولكن نداءاتهم تبدو كصرخة في واد. في السياق، اكد وزير التجارة الخارجية الفرنسي فرانك ريستر أن “فرنسا تقف إلى جانب الشعب اللبناني ولا سيما سكان بيروت والمتضررين من انفجار المرفأ وهي تعمل على مساعدات اقتصادية واجتماعية وتعليمية في لبنان، قائلا إن فرنسا خصصت 400 مليون يورو لمشروع منطقة الاهراءات في مرفأ بيروت”. واعلن من المرفأ “أننا نعمل في الأطر اللوجستية ونقوم بالدراسات اللازمة لتأمين عودة الحياة إلى مرفأ بيروت بأسرع وقت ممكن، ولا نزال عند وعودنا، وفرنسا تحترم التزاماتها على عكس السلطة اللبنانية التي لم تلتزم الإصلاحات”. وقال: “لا يمكن الإستمرار هكذا في لبنان، وستصدر عقوبات بحق المسؤولين الذين يعرقلون تشكيل الحكومة، ورسالتنا اليوم هي لتأكيد دعمنا للبنانيين، ولتذكير المسؤولين بالوعود التي أطلقوها”.
الانتخابات في موعدها:
الى ذلك، أبلغ عون الرئيسة السابقة لبعثة الاتحاد الاوروبي التي تولت مراقبة الانتخابات النيابية في العام 2018 ايلينا فالنسيانو، التي استقبلها في قصر بعبدا، أن الانتخابات النيابية ستجرى في موعدها في ربيع 2022، وان لبنان يرحّب بوجود مراقبين اوروبيين لمتابعتها كما حصل في العام 2018.
استعداد للمراقبة
وكانت فالنسيانو التي زارت لاحقا الرئيس الحريري، عبّرت للرئيس عون عن شكرها للتعاون الذي لقيته البعثة التي رأستها في العام 2018، الامر الذي مكّنها من تنفيذ المهمة التي اتت من اجلها. واشارت الى ان الاتحاد الاوروبي على استعداد لتكرار تجربة مراقبة الانتخابات النيابية في العام المقبل.
لا مازوت
الى ذلك، وبينما العتمة الشاملة تقترب من جديد، كشفت مصادر نفطية أن البلد مقبل على أزمة مازوت حادة في ظل تخصيص اعتمادات لبواخر البنزين اكثر من المازوت وعدم فتح مصفاتي طرابلس والزهراني الا ليوم واحد في خلال الأسبوع المنصرم، ما سينعكس انقطاعا تاما في الكهرباء لعدم القدرة على تأمين المازوت للمولدات وبالتالي نفاد الكمية من المستشفيات والمصانع والافران وقطاعات حيوية اخرى”.
..تفريغ باخرة
ولاحقا، اعلنت المديرية العامة للنفط في بيان، “فتح وتعزيز اعتماد الباخرة المحمّلة بكمية 30 ألف طن من مادة المازوت الراسية في طرابلس، لتبدأ عصراً تفريغ نصف حمولتها في منشآت النفط في طرابلس، على أن تستكمل يوم الخميس تفريغ النصف الباقي في منشآت الزهراني، وعملياً سيُعاد تسليم السوق المحلية يومَي الخميس والجمعة مداورةً بين المنشأتين في طرابلس والزهراني”.
بدل النقل
من جهة ثانية، وقع وزير المال في حكومة تصريف الأعمال كتابا وأرسله إلى رئاسة مجلس الوزراء للحصول على موافقة لزيادة بدل النقل الذي يعطى للعاملين في القطاع العام ليصبح 24 ألف ليرة لبنانية بدلا من 8 آلاف ليرة لبنانية.
الامن ممسوك
في الغضون، القلق كبير على الاستقرار الاجتماعي، ليس فقط من الازمة المعيشية بل من تمييع التحقيق في جريمة انفجار المرفأ. وليس بعيدا، طمأن وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي من دار الفتوى، اللبنانيين “أن الوضع الأمني متماسك وممسوك، وهناك جهوزية تامة لضباط وعناصر القوى الأمنية اللبنانية رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها لمعالجة أي خلل قد يحصل في أي منطقة لبنانية”.