الرئيسية / صحف ومقالات /  الجمهورية:الحريري ينتظر الجواب .. واستعجال دولي للــتأليف .. واسرائيل تتوعّد “الحزب”
الجمهورية

 الجمهورية:الحريري ينتظر الجواب .. واستعجال دولي للــتأليف .. واسرائيل تتوعّد “الحزب”

سؤال واكب اللقاء التاسع عشر بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري: هل يتناغم الشريكان في تأليف الحكومة مع الزخم العربي والدولي المتزايد في هذه الفترة، ويتفقان على وقف مسلسل التعطيل المستمر منذ شهر آب من العام الماضي؟

30 دقيقة

اللقاء بين الرئيسين، الذي انعقد بعد فترة طويلة من انقطاع التواصل المباشر بينهما، دام لنحو 30 دقيقة، أعلن الحريري على إثره انّه قدّم لرئيس الجمهورية ما اعتبرها تشكيلة حكومة جديدة، قادرة على أن تقوم بالبلد. يفترض ان يأتي الجواب الرئاسي عليها – وفق ما تمنّى الحريري – اليوم، إما بقبولها، وهذا يعني الإيذان بولادة الحكومة خلال الساعات المقبلة، وربما اليوم، واما برفضها، وهذا معناه الدوران مجدداً في حلقة التعقيدات والاحتمالات المفتوحة على بحر من السلبيات في شتى المجالات.

الحريري

وكان الرئيس المكلّف قد زار عصر أمس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وعرض معه آخر المستجدات، لا سيما المتعلقة منها بملف تشكيل الحكومة. كما ورد في بيان للمكتب الاعلامي للحريري.

وبعد الاجتماع الذي دام من الرابعة والنصف حتى الخامسة عصراً اكتفى الحريري بالقول، “قدّمت لفخامة رئيس الجمهورية تشكيلة حكومية تضمّ 24 وزيراً من الاخصائيين بحسب المبادرة الفرنسية ومبادرة الرئيس نبيه بري. وبالنسبة لي فإنّ هذه الحكومة بإمكانها النهوض بالبلد والبدء بالعمل جدّياً لوقف الانهيار، وتمنيت جواباً من فخامة الرئيس غداً، لكي يُبنى على الشيء مقتضاه. لقد مرّت 9 اشهر على محاولات تشكيل الحكومة، والآن جاء وقت الحقيقة، وبإذن الله غداً سنعرف”.

بعبدا

وسارعت بعبدا الى عرض جوهر ما جرى في اللقاء بين عون والحريري، عبر بيان لرئاسة الجمهورية، أعلنت فيه “أنّ الرئيس ميشال عون تسلّم من رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري تشكيلة حكومية تتضمن اسماء جديدة وتوزيعاً جديداً للحقائب والطوائف، مختلفاً عمّا كان الاتفاق عليها سابقاً، وطلب الحريري من الرئيس عون جواباً عنها قبل ظهر غد الخميس (اليوم)”.

اضاف البيان: “وابلغ الرئيس عون الرئيس الحريري انّ التشكيلة المقترحة بالأسماء الواردة فيها وبالتوزيع الجديد للحقائب ستكون موضع بحث ودراسة وتشاور ليُبنى على الشيء مقتضاه”.

 

عون: بيؤمر

وفي موقف لافت، لرئيس الجمهورية في دردشة له مع الاعلاميين في القصر الجمهوري عقب مغادرة الرئيس الحريري، حيث قال رداً على سؤال حول ما استجد: “إن شاء الله خير”.

وعندما سُئل عن إعطائه مهلة 24 ساعة من قِبل الحريري ردّ ممازحاً: “بيؤمر”.

 

في ملعب عون

في غياب الصورة الحقيقية للجو الذي ساد اللقاء بين الرئيسين، أكان ايجابياً ام سلبياً، وهو ما لم يشر اليه عون او الحريري، كانت الكلمة لمطابخ التحليل. حيث أنّ ثمة من قرأ في اقتصار اللقاء الرقم 19، بين الرئيسين على 30 دقيقة، إشارة سلبية تشي بأنّ رئيس الجمهورية لم يبد موقفاً فورياً من تشكيلة الحريري، كما انّ ثمة من اعتبر أنّ قمة السلبية تتبدّى في ما إذا كان الحريري قد قدّم تشكيلته لرئيس الجمهورية على قاعدة اقبلها او ارفضها، ضمن مهلة اقصاها اليوم. علماً انّ الحريري لم يشر الى اتفاق بينه وبين رئيس الجمهورية على ان يكون جوابه اليوم، بل قال إنّه يتمنى ان يأتي جواب الرئيس اليوم ليُبنى على الشيء مقتضاه. فإنّ صحّ ذلك معناه ليس التوجّه الى حلحلة بل إلى تصعيد، وخصوصاً أنّ رئيس الجمهورية لا يقبل تقييده بأي موقف أو أي موعد، ومن هنا ليس مستبعداً ان يتريّث رئيس الجمهورية في إبداء موقفه الى الغد او بعده.

ترويج تناقضات

الجدير ذكره في هذا السياق، هو اشاعة أخبار متناقضة حول موقف رئيس الجمهورية، فمن ناحية نُسب الى مصادر سياسية واسعة الاطلاع قولها، “إنّ إعطاء الحريري رئيس الجمهورية مهلة 24 ساعة للردّ على تشكيلته الحكومية أمر غير جائز، ولا يمكن بالتالي التعامل مع رئاسة الجمهورية بهذه الطريقة الإستفزازية”.. وفي الوقت ذاته، نُسب إلى “مصادر بعبدا”، أنّ رئيس الجمهورية يجري تقييماً جدّياً للتشكيلة التي تقدّم بها الرئيس المكلّف.. ولا رفض ولا إيجاب، ونعمل على قياس التشكيلة بجميع ظروفها، بقدرتها على الإصلاح وبتداعيات تأليفها وتداعيات الاعتذار”. وفي الوقت ذاته نُقل عن مصادر في “التيار الوطني الحر” قولها “إنّ الاجواء اكثر ارتياحاً، لكن نرفض تقييد رئيس الجمهورية بمِهل، فهذه تُعتبر سابقة دستورية”.

الرئيسان محشوران

الاّ أنّ مصادر سياسية خالفت الجو السلبي، وقرأت اجواء اللقاء بين الرئيسين عون والحريري بأنّها هادئة ولم تكن متشنّجة، بدليل عدم ظهور أيّ علامة امتعاض على الرئيس المكلّف بعد انتهائه، خلافاً للإجتماع الثامن عشر الذي خرج منه الحريري مكفهر الوجه، وتحدث صراحة عن سلوك رئيس الجمهورية المنحى التعطيلي لجهوده الرامية الى تأليف الحكومة.

عملياً، ألقى الرئيس المكلّف كرة التأليف في ملعب رئيس الجمهورية، مؤدّياً بذلك قسطه المطلوب منه في هذا السياق، ويفترض بالتالي أن يأتي الجواب الرئاسي عليها اليوم. ولكن بمعزل عن الروايات السلبيّة التي سبقت هذا اللقاء وتلته، فإنّ المصادر السياسية ترى أنّ من السابق لأوانه تحديد موقف رئيس الجمهورية من تشكيلة الحريري سواء لناحية رفضها أو قبولها. الّا أنّها لفتت الإنتباه الى مسألة اساسية، وهي أنّ عون والحريري باتا محشورين في زاوية الحاجة الداخلية الى حكومة تتصدّى للأزمة المتفاقمة، والرغبة العربية والدولية في التعجيل بتشكيلها.

قوة دفع

واللافت للانتباه في مجريات الامس، انّ أوساطاً سياسية معنية بالملف الحكومي، استبقت لقاء عون والحريري بالاشارة الى “قوة دفع” – ربطاً بالحراك العربي والدولي المتسارع على الخط الحكومي – تتحرّك بجديّة وزخم هذه المرّة في اتجاه دفع الرئيسين عون والحريري الى التوافق على حكومة.

وفي معلومات هذه الاوساط، انّ حظوظ التفاهم هذه المرّة اكبر مما كانت عليه في السابق، وخصوصاً انّ التشكيلة التي قدّمها الحريري، وُضعت بنفس ايجابي وليونة ظاهرة في مقاربة هذا الملف ومرونة جدّية تحاكي ما يريده الحريري، وكذلك ما يقبل به رئيس الجمهورية، علماً انّ مشاورات مكثفة جرت في الفترة الاخيرة على كل الخطوط المعنية بملف التأليف ومن دون استثاء أي طرف، أفضت إلى إعداد هذه التشكيلة.

سباق

على أنّ الساعات السابقة للقاء الرئيسين شهدت ما يشبه التشويش المتعمّد على هذا اللقاء ونعياً لنتائجه قبل حصوله، عبر تغريدات وتصريحات وروايات وسيناريوهات من الضفة المواجهة للرئيس المكلّف، أدرجت مبادرته لزيارة الرئيس عون في سياق مناورة يقدّم من خلالها تشكيلة حكومية جديدة مرفوضة سلفاً من رئيس الجمهورية، يبني عليها الحريري خطوته التالية نحو الاعتذار عن تشكيل الحكومة، على ما روّجت تلك الروايات.

هذا المنحى التشويشي السابق للقاء التاسع عشر، بدا انّه كان في سباق محموم مع الدخول العربي والدولي المكثّف والمباشر في قلب المشهد الداخلي، الذي بدا جليّاً أنّه يشدّ في إتجاه التوافق على حكومة في أسرع وقت ممكن، بدءًا من اللقاء الثلاثي الاميركي- الفرنسي- السعودي في روما، وما تلاه من حركة مكثفة لسفراء الدول الثلاث في بيروت، مروراً بمواكبة الإتحاد الأوروبي للملف اللبناني وعقوباته التي سيفرضها على معطلي تشكيل الحكومة قبل شهر آب المقبل، وصولاً الى رسالتين بالغتي الأهمية، الاولى من باريس، وما نقله مستشار الرئيس الفرنسي للشأن اللبناني باتريك دوريل، من تأكيد على القيادات بضرورة الانصياع الى الحاجة الملحّة لحكومة انقاذية واصلاحية، والخروج من متاهات التعطيل وتجنّب التعقيدات التي ستجلب عقوبات على مفتعليها بالتأكيد. والثانية من مصر، التي أكّدت على لسان رئيسها عبد الفتاح السيسي بالامس، دعمها للرئيس المكلّف، وعلى تكاتف مساعي الجميع لتسوية الخلافات وإعلاء مصلحة لبنان الوطنية.

السيسي

وكان الرئيس الحريري، قد قام بزيارة سريعة الى مصر، التقى خلالها الرئيس السيسي في حضور وزير الخارجية المصرية سامح شكري ورئيس المخابرات العامة عباس كامل، وتناول اللقاء آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

وأكّد المتحدث الرسمي بإسم رئاسة الجمهورية المصرية السفير بسام راضي، أنّ الرئيس عبد الفتاح السيسي أكّد خلال استقباله الرئيس المكلّف سعد الحريري دعم مصر الكامل للمسار السياسي للحريري “الذي يهدف لاستعادة الاستقرار في لبنان والتعامل مع التحدّيات الراهنة، بالإضافة إلى جهود تأليف الحكومة، مع أهمية تكاتف مساعي الجميع لتسوية أي خلافات في هذا السياق لإخراج لبنان من الحال التي يعانيها حالياً، بإعلاء مصلحة لبنان الوطنية، بما يساعد في صون مقدّرات الشعب اللبناني الشقيق ووحدة نسيجه الوطني”.

بدوره، أشاد الحريري بجهود مصر “الحثيثة والصادقة” لحشد الدعم الدولي للبنان على الصعد كافة، في ظل استمرار التحدّيات الصعبة التي يواجهها الشعب اللبناني، خصوصاً على المستوى السياسي والاقتصادي، مؤكّداً اعتزاز لبنان بالعلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط الدولتين، التي تقوم على أسس من التضامن والأخوة، وتقدير بلاده للدور المصري الحيوي كركيزة أساسية في حفظ الاستقرار فيها والمنطقة العربية ككل.

وقد واكبت زيارة الحريري جملة اخبار صحافية أفادت بأنّ القاهرة طالبت الحريري بعدم الاعتذار عن تشكيل الحكومة. واشارت الى انّ مصر “ستعمل على وضع خارطة طريق لحلّ أزمة لبنان، وستدعو دولاً عربية عدة لاجتماعات تنسيقية حول لبنان”. كما لفتت إلى انّ “القاهرة ستسعى الى إنشاء مجموعة اقتصادية دولية لدعم لبنان، كاشفة انّ وفداً مصرياً رفيع المستوى سيزور بيروت قريباً لدعم تشكيل الحكومة. وأبلغت مصر الحريري، أنّها ستقود حواراً عربياً لدعم لبنان ومنع تصاعد الأمور. كما وأنّها ستدعم الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية بشكل كامل، واتفقت مع الحريري على جدول زمني يتمّ التشاور فيه لتشكيل الحكومة”. ونُسب الى مصادر مصرية قولها: “إنّ تشكيلة الرئيس الحريري التي سيقدّمها في قصر بعبدا، تُظهر قدراً من المرونة في توزيع الحقائب، والعبرة في تجاوب الرئيس عون، لأنّ الخيارات الأخرى غير مضمونة”.

دوريل

وقد تسارعت التطورات الحكومية، مع مروحة لقاءات واسعة اجراها باتريك دوريل، شملت رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي نبيه بري وعدداً من الشخصيات.

و دعا دوريل بعد لقائه رئيس الجمهورية الى “الإسراع في تشكيل حكومة جديدة، ومباشرة الإصلاحات التي تنادي بها فرنسا والمجتمع الدولي”. وقال: “مؤتمر الدعم بداية الشهر المقبل يدخل في إطار حرصنا على الاستمرار في مساعدة لبنان”. فيما اكّد عون تأييد “المبادرة الفرنسية. واللبنانيون شاكرون لما يبذله الرئيس ماكرون لمساعدة بلدهم”. مضيفًا: “انّ الجهود لا تزال قائمة لتشكيل حكومة جديدة وآمل ان يحمل اللقاء مع الرئيس المكلّف مؤشرات إيجابية”. ودعا “للإسراع في تشكيل حكومة جديدة ومباشرة الإصلاحات التي تنادي بها فرنسا والمجتمع الدولي”. واشار الى انّ التحقيقات مستمرة في جريمة تفجير مرفأ بيروت ولا غطاء سياسياً لأي مقصّر او مُرتكب”.

بري

بدوره اكّد الرئيس بري، انّه ناقش مع الموفد الفرنسي أمرين، الأوّل المؤتمر الدولي الذي دعا اليه الرئيس ماكرون في الرابع من آب المقبل لمساعدة لبنان واللبنانيين، والأمر الثاني الوضع الحكومي والجهود المبذولة في هذا الاطار فرنسياً ولبنانياً، للوصول الى خواتيم تدعو الى التفاؤل.

صندوق النقد

ولفتت امس زيارة ممثل لبنان والمجموعة العربية في مجلس إدارة صندوق النقد الدولي محمد محيي الدين، حيث التقى عون وبري، وابلغ الى الرئيسين أنّ “صندوق النقد الدولي سيعمد إلى تخصيص لبنان بما يوازي 860 مليون دولار أميركي من ضمن برنامج متكامل بوحدات حقوق السحب الخاصة تبلغ قيمته 650 مليار دولار تُوزَّع على 190 دولة وذلك خلال الشهرين المقبلين”.

واكّد محيي الدين على وصفها “رزمة من الحلول والطروحات التي تلائم الوضع اللبناني الراهن، وبالتالي تضعه على سكة الانقاذ”. فيما أكّد الرئيس بري مواكبة المجلس النيابي لهذه المسيرة بإنجاز سلسلة من مشاريع القوانين التي تُعتبر اساسية في هذا المضمار ولإقرارها.

اسرائيل تتوعد

من جهة ثانية، اعلنت وزارة الدفاع الاسرائيلية أنّ “حزب الله بنى مستودع أسلحة على بعد 25 متراً فقط من مدرسة في قرية عبا جنوب لبنان، ولن نتردّد باتخاذ ما يلزم حيال الأهداف الفاعلة. والمخزن العسكري في منطقة عبّا واحد من آلاف الأهداف التي سيتمّ استهدافها في المواجهة القادمة”.

ووفق “العربيّة” فإنّ “حزب الله” لا يتوانى في زرع مستودعاته العسكرية في المناطق السكنية”، وقالت اسرائيل، “لن نتردّد باتخاذ ما يلزم حيال الأهداف النشطة والفاعلة لـ”حزب الله”. وسنكشف مواقع في لبنان سيتمّ استهدافها في أي حرب مع حزب الله”. ورأت أنّ “حزب الله يستخدم سكان لبنان كتكتيك عسكري لتنفيذ مخططاته”.

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *