الرئيسية / صحف ومقالات / الأخبار : التيار يحذّر من “النوايا الخبيثة” وراء التسمية: لا مشاركة ولا ثقة | تكليف ميقاتي اليوم… والتأليف ‏مفتوح؟
الاخبار

الأخبار : التيار يحذّر من “النوايا الخبيثة” وراء التسمية: لا مشاركة ولا ثقة | تكليف ميقاتي اليوم… والتأليف ‏مفتوح؟

حُسمت مسألة تسمية نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة اليوم. وقبل أن يصدر ‏التكليف رسمياً، كان ميقاتي قد بدأ مشاورات التأليف، مستنداً إلى دعم دولي ‏وعربي ومحلي واضح، من دون أن يعني ذلك سهولة تأليف الحكومة

حتى مساء أمس كانت صورة الملف الحكومي أقرب إلى الآتي: دولياً، حصل المرشح الأبرز لتشكيل الحكومة نجيب ‏ميقاتي على دعم الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والاتحاد الأوروبي، شرط أن يلتزم ببرنامج التعاون الفوري مع ‏صندوق النقد الدولي ويؤلف حكومة تضمن إطلاق برنامج الإصلاحات، مع رغبة في توزير فريق كبير من ‏الاختصاصيين، وأن تكون مستعدة تماماً للإشراف على انتخابات نيابية في موعدها‎.

عربياً، أعلنت مصر دعمها لميقاتي، وكذلك فعل الأردن الذي شارك في اتصالات لتأمين الدعم الدولي له. أما ‏السعودية، فما زالت عند موقفها الرافض لدعم أي حكومة لا تلبّي مطلبها بضمان “كبح جماح حزب الله” في العراق ‏واليمن، علماً بأن استقبال السفير السعودي وليد البخاري للوزير السابق محمد الصفدي، لم يُقرأ إلا بوصفه “تنقيراً” على ‏ميقاتي، لكن من دون أن يعني ذلك أن موقفها متشدد تجاهه، كما هي الحال مع سعد الحريري، الذي يرفض محمد بن ‏سلمان السماع باسمه حتى. وبينما لا يظهر الإماراتيون والقطريون مواقف علنية معارضة لتنصيب ميقاتي، إلا أن ‏الدولتين وكل من موقعها لا تريد إغضاب السعودية‎.‎

محلياً، كشف رؤساء الحكومة السابقون عن الاتفاق الفعلي الذي يشمل “القوى السياسية المسلمة” بوجه خاص، أي إن ‏ميقاتي سيحظى بتأييد تيار المستقبل وحركة أمل وحزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي، إضافة إلى “مسيحيي القوى ‏الإسلامية”، في مقابل سعي إلى فرض “حُرم مسيحي” ينطلق من رفض التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية تسمية ‏ميقاتي، إضافة الى استقالة نواب الكتائب والمستقلين المسيحيين المعارضين للسلطة. وفيما ستسمّي كتل “المردة” ‏و”القومي” و”الطاشناق” ميقاتي، لم تعط بكركي موقفاً من تسميته، فاكتفى البطريرك بشارة الراعي، في عظة الأحد، ‏بالقول إنه: “نتطلع إلى أن تجري الاستشارات النيابية الملزمة وتسفر عن تكليف شخصية إصلاحية يثق بها الشعب ‏اللبناني المنتفض والباحث عن التغيير الحقيقي، مطالباً بتأليف الحكومة قبل 4 آب، فلا يكرر المعنيون لعبة الشروط ‏والشروط المضادة والتنازع على الصلاحيات‎”.
على أن تسهيل حصول ميقاتي على أغلبية كافية لتكليفه وتخطيه “عقدة” ميثاقية التسمية، أسوة بما فعل الحريري، ‏فإن ذلك لا يضمن مسبقاً قدرته على تشكيل حكومة بأسرع وقت، وخصوصا أنه يريد الانطلاق في حواره مع الرئيس ‏ميشال عون من النقطة التي وصل إليها الرئيس سعد الحريري، بينما لا توجد مؤشرات على نية عون إدخال تعديلات ‏جوهرية على موقفه من طريقة تشكيل الحكومة ومن برنامج عملها، ما يعني أنه لا توجد ضمانة بتوافر عناصر ‏تشكيل الحكومة‎.‎

لكن بين ما يشاع من أجواء إيجابية تقول إن ميقاتي يحصل على دعم مسبق يتيح له إحداث صدمة بتخفيض سعر ‏الدولار بما يزيد على عشرين في المئة قبل الرابع من آب المقبل (انخفض أمس إلى 17500 ليرة)، وبين احتمال ‏تعقد الأمور نحو مواجهة تعيد خلط الأوراق، فإن الأمور تحتاج الى انتظار تطورات الأيام المقبلة. لكن الواضح أن ‏أركان السلطة وغالبية القوى الخارجية يقفون اليوم عند شعار: حكومة اليوم، وبأي ثمن‎!

وعلى هذه القاعدة، كسرت حدة الاصطفاف قبيل الاستشارات، واقترب التيار الوطني الحر خطوة من ميقاتي، ‏متراجعاً عن قرار تسمية نواف سلام إلى عدم تسمية أحد. وفيما تردد أن النائب جبران باسيل زار ميقاتي مساء ‏السبت، فإن اللقاء بحد ذاته بدا خطوة متقدمة، بالمقارنة مع تعذر اللقاء بالرئيس المكلف السابق. وعلى ما تشير ‏المعلومات، فإن حزب الله لعب دوراً في تليين موقف التيار، وخاصة أن الحزب يتعامل مع ميقاتي كمرشحه، وهو ‏سيسميه اليوم للمرة الثالثة بعد العامين 2005 و2011‏‎.

كذلك، فإن الرئيس ميشال عون قطع الطريق أمام أي معلومات عن عدم حماسته لخيار ميقاتي، وقال في حديث إلى ‏‏”الجمهورية”: “أنا جاهز للتعاون مع الرئيس ميقاتي أو أي شخصية يسمّيها النواب. ليست لديّ أي مشكلة على ‏هذا الصعيد”. أضاف: “الرئيس ميقاتي يجيد تدوير الزوايا، وهو من النوع المتعاون الذي يأخذ ويعطي، وبالحوار ‏الصادق نستطيع أن نعالج أكبر مشكلة. هو يقترب قليلاً وأنا اقترب قليلاً، ويُمكننا عندها أن نلتقي في المنطقة ‏الوسطى، من غير أن نخالف الدستور والأعراف‎”.

وكان واضحاً أنه بعد حسم تسمية ميقاتي، فقد خصص الأخير لقاءاته أمس للبحث في شؤون التأليف، فالتقى، ‏إضافة إلى باسيل، كلاً من الرئيس نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ومن ثم المعاون ‏السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل. لكن لم تتضح بعد وجهة ميقاتي في التعامل مع الملف، يؤمل أن لا ‏يكرر ما فعله الحريري، الذي قال إثر تكليفه بتشكيل الحكومة: “سأنكبّ على تشكيل حكومة بسرعة لأن الوقت ‏داهم والفرصة أمام بلدنا هي الوحيدة والأخيرة”. فكانت النتيجة هدر تسعة أشهر، وتراجع حاد في كل المؤشرات ‏الاقتصادية والاجتماعية والنقدية‎.

مصادر التيار قالت لـ”الأخبار” إن تكتل لبنان القوي سينعقد قبل ظهر اليوم لاتخاذ قرار في شأن تسمية السفير ‏نواف سلام من عدمه. وقالت لـ”الأخبار” إن لقاء العشاء بين ميقاتي وباسيل تم على ” أساس واضح، وهو أن ‏التيار لن يسمّي ميقاتي لرئاسة الحكومة، ولن يشارك فيها، ولن يمنحها الثقة… إلا إذا كان هناك ما يُبهر في ‏تشكيلتها وبرنامجها”. وأكدت أن اللقاء “لم يتطرق مطلقاً الى تشكيلة الحكومة أو توزيع الحقائب”، وأن البحث ‏‏”اقتصر على استماع ميقاتي، بناءً على طلبه، إلى رؤية باسيل لشروط نجاح الحكومة، وأن الأخير أكد أنه “ليس ‏معنياً بالحكومة”، مع التأكيد “أننا لسنا في صدد العرقلة، بدليل إصرار رئيس الجمهورية على إبقاء الاستشارات ‏النيابية في موعدها، رغم إدراكنا للنيّات الخبيثة التي ستتكشّف تباعاً، وراء هذه التسمية ووراء الإتيان بميقاتي ‏ليُكمل ما بدأه الحريري”. وإذ أكدت أن “مطلبنا حكومة الآن… وبسرعة”، أعربت عن تشاؤمها من إمكان ‏الخروج قريباً من “حفلة الجنون” القائمة‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *