الرئيسية / صحف ومقالات / البناء : ميقاتي رئيساً مكلّفاً بعتبة الـ 70 صوتاً… ‏بعد اجتماعات مع الكتل وترشيح الرؤساء ‏السابقين / مسودة الـ24 وزيراً أساس ‏الحكومة… والوزيران المسيحيان مقابل ‏وزيرَيْ اللقاء التشاوريّ الدولار إلى 17 ‏ألفاً وقد يلامس الـ 15 ألفاً… والاتفاق ‏النفطيّ مع العراق نموذج قابل للتعميم‎ /‎
flag-big

البناء : ميقاتي رئيساً مكلّفاً بعتبة الـ 70 صوتاً… ‏بعد اجتماعات مع الكتل وترشيح الرؤساء ‏السابقين / مسودة الـ24 وزيراً أساس ‏الحكومة… والوزيران المسيحيان مقابل ‏وزيرَيْ اللقاء التشاوريّ الدولار إلى 17 ‏ألفاً وقد يلامس الـ 15 ألفاً… والاتفاق ‏النفطيّ مع العراق نموذج قابل للتعميم‎ /‎

بات محسوماً أن الرئيس نجيب ميقاتي سيسمّى اليوم رئيساً مكلفاً بتشكيل الحكومة الجديدة، ‏والتسمية السريعة والتي تحظى بإجماع قوى نيابيّة كبرى، وتأييد خارجي واسع، تؤشر الى ‏وجود جملة استنتاجات متفق عليها داخلياً وخارجياً، أولها ان اعتذار الرئيس سعد الحريري لم ‏تتم مقاربته بصفته اعلاناً لاستحالة تشكيل حكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية العماد ‏ميشال عون، وهذا ما يفسّر تجاهل التعقيبات الدولية السريعة على اعتذار الحريري بالاكتفاء ‏بالدعوة للتسريع بتسمية بديل وتشكيل حكومة. وهذا بقدر ما يعني أن إزاحة الحريري من ‏الواجهة ستفسح في المجال لتخطي عقبتين من طريق تشكيل حكومة جديدة، عقبة الفيتو ‏السعودي على ترؤس الحريري للحكومة ورفض التعاون معه، وعقبة تحفّظ رئيس الجمهورية ‏على الحريري ورفض التعامل معه، فهو يتضمّن لوماً ضمنياً للحريري للتمسك بالاحتفاظ ‏بالتكليف هذه المدة الطويلة، التي يتضح أنها لم تكن منسقة مع الخارج الذي كان يصول ‏ويجول الحريري في عواصمه، مشيراً الى انه كان يلقى دعمه، ووفقاً لمصادر تابعت ‏المشاورات السريعة التي أفضت الى شبه الإجماع على ميقاتي، فإن الفرنسيين الذين قادوا ‏التسمية حصلوا على الموافقة السعودية والدعم الاميركي على خلفية تفاهم أرساه لقاء ‏وزراء خارجية الدول الثلاث قبل شهر تقريباً تحت عنوان الحؤول دون انهيار الوضع اللبناني، ‏وما ستيترتب عليه من خطوات أعلن حزب الله بلسان أمينه العام أنه سيجد نفسه مضطراً ‏للقيام بها، خصوصاً في تأمين مستلزمات الحياة الساسية من محروقات ودواء وغذاء، بصورة ‏تتيح للحزب وفقاً لما قاله قادة كيان الاحتلال لعب دور البطل والمخلص، ووفقاً للخبراء ‏الاقتصاديين الغربيين فتح الباب لتغييرات هيكلية في الاقتصاد اللبناني تصعب العودة عنها ‏لاحقاً ستنتهي بترجمة شعار التوجّه شرقاً ونقل لبنان من ضفة الى ضفة في معادلات ‏الاقتصاد السياسي في المنطقة‎.‎

المصادر التي تابعت المشاورات قالت إن ميقاتي سيحصل على عتبة الـ 70 صوتاً، مع ضمان ‏تصويت كتلة المستقبل وكتل التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة والمردة واللقاء التشاوري ‏واللقاء الديمقراطي والكتلة القومية وعدد من النواب المستقلين، بينما سيكتفي التيار ‏الوطني الحر بعدم تسمية أحد وستفعل القوات اللبنانية ذلك أيضاً، بما يعتبر تصويتاً سلبياً ‏لصالح ميقاتي بعدم تسمية منافس، ويحول دون فتح الباب للطعن بميثاقية التسمية، مع ‏سابقة تسمية الرئيس الحريري بالطريقة ذاتها وتعامل الجميع معها واقعياً‎.‎

لا تتوقف المصادر كثيراً أمام عقد التأليف فتقول إن الأساسي في موقف التيار الوطني الحر ‏كان رفض الحريري، ولذلك سيكون أكثر مرونة مع ميقاتي، وهذا ما عبرت عنه كلمات رئيس ‏الجمهورية، وان الحريري كان يمعن في تجاهل التيار ورئيسه النائب جبران باسيل ويرفض ‏لقاءه، وهذا ما تخطاه ميقاتي بلقاء باسيل قبل الاستشارات النيابية، وبالمقابل فإن سعي ‏الحريري لتأخير البحث الجدّي بالتأليف والتنازلات التي تسهل ولادة الحكومة سعياً لإزالة ‏التعقيد السعودي من طريقه، ليس قائماً في حالة الرئيس ميقاتي‎.‎

تقول المصادر إن مسودة حكومة الـ 24 وزيراً ستشكل أساس الحكومة الجديدة، مع بعض ‏التعديلات، وربما يكون متاحاً تجاوز تسمية ميقاتي للوزيرين المسيحيين، طالما أنه لن يحصر ‏الوزراء السنة بنفسه مكتفياً بوجوده رئيساً للحكومة وبتوزيع الوزراء الأربعة بين تيار المستقبل ‏واللقاء التشاوري، وتتوقع المصادر أن تتم ولادة الحكومة خلال أسبوعين من التسمية، معتبرة ‏أن 10 آب يشكل موعداً معقولاً لولادة الحكومة رغم أن المهلة المعاطة من الرئيس ميقاتي ‏لنفسه هي نهاية شهر آب، ليعتذر بعدها في حال أفشل بتشكيل حكومته بالتفاهم مع رئيس ‏الجمهورية، وعن عقدة منح الثقة من قبل التيار الوطني الحر قالت المصادر إن شراكة التيار ‏بالحكومة تبدو مضمونة ومثلها المشاورات التي ستستمر بين ميقاتي كرئيس مكلف ورئيس ‏التيار، وبالتالي سيتم إيجاد مخرج مناسب لقضية منح الثقة، ربما يكون إعلان أولوية التدقيق ‏الجنائي في مهام الحكومة واحدة منها‎.‎

حسمت اتصالات ومشاورات الساعات الماضية تكليف الرئيس نجيب ميقاتي في الاستشارات ‏النيابيّة الملزمة اليوم، حيث سيحصل الرئيس ميقاتي وفق المعلومات على عدد كبير من ‏الأصوات (يرجّح حصوله على 70 نائباً)، حيث تتجه كتل 8 آذار (كتلة التحرير والتنمية، كتلة ‏الوفاء للمقاومة، الكتلة القومية الاجتماعية، الطاشناق، المردة) وكتلة المستقبل، الوسط ‏المستقل، الحزب التقدمي الاشتراكي، فضلا عن توجّه عدد من نواب اللقاء التشاوري الى ‏التسمية أيضاً وعدد من النواب المستقلين. أما على خط تكتل لبنان القوي فالترجيح أن ‏يخلص اجتماع التكتل صباح اليوم الى عدم تسمية أحد، على اعتبار بعض الأوساط ان تسريب ‏اسم السفير نواف سلام كمرشح لبنان القويّ الهدف منه الزكزكة السياسية لا أكثر، فالنائب ‏جبران باسيل يدرك جيداً أن تسمية كهذه من شأنها أن تقلب طاولة اتفاق مارمخايل‎.‎

هذا وزار رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الرئيس ميقاتي مساء السبت، وأبلغه أنه لن ‏يسمّي أحداً ولن يشارك في الحكومة”. وفي الإطار ذاته، زار المعاون السياسي للأمين العام ‏لحزب الله الحاج حسين الخليل الرئيس ميقاتي، وبحث معه في التكليف على أن تبحث ‏تفاصيل التأليف لاحقاً‎.‎

ولفتت مصادر في القوات لـ “البناء” الى ان توجه الجمهورية القوية الى عدم تسمية أحد ‏يأتي انسجاماً مع موقفها من تشكيل الحكومات، وبالتالي هذه الخطوة غير موجّهة ضد ‏الرئيس ميقاتي خاصة أن القوات لن تذهب الى تسمية أي شخصية أخرى‎.‎
وكان رؤساء الحكومات السابقون عقدوا اجتماعاً ضمّ فؤاد السنيورة، نجيب ميقاتي، سعد ‏الحريري وتمام سلام، عند الساعة الخامسة عصر أمس، في بيت الوسط، جرت خلاله مناقشة ‏آخر المستجدات السياسية في البلاد ولا سيما موضوع الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية ‏رئيس للحكومة الجديدة‎.‎

وأكد الرئيس فؤاد السنيورة، بعد انتهاء اجتماع رؤساء الحكومات السابقين، أنهم اتفقوا على ‏تسمية الرئيس نجيب ميقاتي في الاستشارات النيابية نهار الاثنين، قائلا: “ندعم الرئيس نجيب ‏ميقاتي لتولّي تشكيل الحكومة‎”.‎
ورأى السنيورة أنه من الضروري تشكيل حكومة قادرة على إنقاذ لبنان بناءً على وثيقة الوفاق ‏الوطني والدستور اللبنانيّ بعيداً عن البدع‎.‎
هذا وقرّرت كتلة المستقبل “المشاركة في الاستشارات وتسمية الرئيس نجيب ميقاتي”.

‏وأعلنت الكتلة أن “الرئيس سعد الحريري أبلغ كتلته بأنه سيساعده بكل السبل الممكنة من ‏أجل الوصول الى قيام حكومة تحظى بثقة الداخل والخارج‎”.‎
هذا وأفادت مصادر مطلعة لـ “البناء” أن الرئيس ميقاتي أجرى في الساعات الماضية ‏اتصالات مع رؤساء الكتل النيابية، لافتة الى أنه سوف ينطلق في تشكيل الحكومة المهمة ‏المرتقبة من المبادرة الفرنسية وخطته تقوم على وقف الانهيار، مشددة على ان الأجواء ‏إيجابية مشيرة إلى أن الرئيس ميقاتي منفتح ويتعاطي بإيجابية مع القوى السياسية كافة ‏وأنه سيعمل وفق الدستور‎.‎

وقال البطريرك الماروني بشارة الراعي إننا نتطلع إلى أن تُجرى الاستشارات النيابيّة اليوم ‏وتسفر عن تكليف شخصية وطنية إصلاحيّة يثق بها الشعب المنتفض والباحث عن التغيير ‏الحقيقي، ويرتاح إليها المجتمعان العربي والدولي المعنيان بمساعدة لبنان للخروج من ‏ضائقته المادية ومن الانهيار. ونهيب بكل المعنيين بموضوع التكليف والتأليف أن يتعاونوا ‏ويسهّلوا، هذه المرة، عملية تشكيل الحكومة سريعاً، فلا يكرّروا لعبة الشروط والشروط ‏المضادة وبدعة الاجتهادات الدستورية والتنازع على الصلاحيات. الوضع لا يحتمل البحث عن ‏جنس الحقوق والصلاحيّات، والبلد يسقط في الفقر، وتنتشر فيه الفوضى، وتترنّح مؤسسات ‏الدولة. فما قيمة حقوق الطوائف أمام الخطر الداهم على لبنان. أليس “لبنان أولا”؟ وطالب ‏المسؤولين بأن ينتهوا من تأليف الحكومة قبل الرابع من آب، تاريخ تفجير مرفأ بيروت‎.‎

إلى ذلك رأس رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي مراسم توقيع اتفاق مع لبنان ‏لتوريد النفط مقابل الخدمات والسلع. ووقع عن لبنان وزير الطاقة والمياه في حكومة ‏تصريف الأعمال ريمون غجر العقدَ النهائي لاستيراد مليون طن من الفيول الذي يُفترض أن ‏يصل الى لبنان خلال الاسابيع المقبلة بعد اكتمال الإجراءات الإدارية والتقنية واللوجستية. ‏وجرى توقيع عقد تقني بين المديرية العامة للنفط بشخص مديرتها أورور فغالي وشركة ‏سومو العراقية التي ستتولّى عملية تصدير النفط العراقي إلى لبنان‎.‎
هذا وبدأت بواخر النفط التي كانت راسية بالقرب من الشواطئ اللبنانية يوم السبت بتفريغ ‏حمولاتها من مادتي البنزين والمازوت‎.‎

وفي الشأن القضائي، أعلن مكتب الادعاء في نقابة المحامين في بيروت الخاص بفاجعة 4 ‏آب 2020، في بيان، أنه يتمسك بصلاحية المحقق العدليّ في هذه القضية ويُتابع كل ‏الخُطوات للسير بالتحقيق العدلي مع أي مشتبه به حتى النهاية مِن دون أية عوائق، ‏وللتصدّي لكل محاولات عرقلة مسار العدالة‎.‎

على المستوى الصحيّ عاد عداد كورونا الى الارتفاع، واعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل ‏‏844 إصابة جديدة بكورونا وحالة وفاة واحدة خلال الساعات الـ24 الماضية. واشار رئيس لجنة ‏الصحة النيابية النائب عاصم عراجي الى ان “الإصابات بكورونا ارتفعت اذ دخل الى قسم ‏العناية، سبعة عشر مريضاً، خمسة منهم على التنفس الاصطناعي، وهو مؤشر يدعو الى ‏القلق الشديد، أمام قطاع صحي يتهاوى”. ودعا عراجي “للالتزام بالتدابير الوقائية، وتتبع ‏الوافدين، تناول اللقاح، والأ سنكون أمام سيناريو تفشي كبير‎”.‎

الى ذلك، أطلق ضباط متقاعدون من مختلف الأجهزة العسكرية والأمنية، تجمع “الولاء ‏للوطن”، من صالة رعية مار الياس انطلياس، في احتفال حاشد تخلله إعلان وثيقة “سيادة ‏وطن، كرامة مواطن”، تعهدوا فيها “التزام العمل الى جانب كل الشعب اللبناني المقيم ‏والمغترب، لاسترداد سيادة الدولة وهيبتها وكرامة المواطن ومحاسبة المسؤولين عن ‏انهيارها، وصولاً الى قيام دولة عصريّة مدنيّة، دولة القانون والمؤسسات حيث يتساوى فيها ‏المواطنون بالحقوق والواجبات، وذلك بكافة الوسائل السلمية والديمقراطية المشروعة ‏والمتاحة‎”.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *