الرئيسية / صحف ومقالات / الجمهورية : ميقاتي رئيساً مكلّفاً اليوم والتأليف ‏رهن بـ”الـتعاون”.. ورغبة دولية بحكومة ‏خلال أيام
الجمهورية

الجمهورية : ميقاتي رئيساً مكلّفاً اليوم والتأليف ‏رهن بـ”الـتعاون”.. ورغبة دولية بحكومة ‏خلال أيام

نجيب ميقاتي اليوم، رئيساً مكلّفاً لتشكيل الحكومة بأصوات أكثرية ‏نيابية موصوفة، لتبدأ بعده مباشرة ما تُسمّى مرحلة حكّ الركاب على ‏حلبة التأليف.‏
الأخطاء
‏واذا كان اختيار ميقاتي بديلاً من الرئيس سعد الحريري، قد جاء بعد ‏مخاض سياسيّ شاركت فيه مختلف الكتل السياسية، واكبته بشكل ‏مباشر جهات اقليمية ودولية، بالحثّ على التعجيل بإنجاز الاستحقاق ‏الحكومي تكليفاً وتأليفاً، فإنّه في رأي مصادر سياسية مسؤولة، ليس ‏المهمّ شخص الرئيس المكلّف بقدر ما أنّ المهم هو إدراك مختلف ‏القوى الداخلية ما آل إليه الوضع الداخلي من اهتراء يهدّد بزوال الكيان ‏اللبناني عن خريطة الوجود، وبالإعدام الشامل لكل فئات الشعب ‏اللبناني، مع أنّ هذا الشعب صار معدماً، ومقاصصاً يوميّاً من قِبل ‏المافيات في كل القطاعات والأساسيات، ولا ننسى طوابير الإذلال.‏ ‏
ومن هنا، تضيف المصادر، فإنّ مسار التأليف الجديد، ينبغي أن ‏يستفيد من كلّ الأخطاء والعثرات التي عطّلت التكليف السابق، ‏والإنطلاق سريعاً نحو تأليف حكومة في غضون أيام، وعدم الركون ‏الى الشروط العجيبة الغريبة والمماطلات والتعقيدات التي عطّلت ‏البلد فترة تقارب السنة، فيما هو يتطلب تشكيل حكومة طوارئ على ‏كلّ المستويات، فالناس أصبحت في الحضيض.‏
‏ ‏
وإذ لفتت المصادر، إلى معطيات تؤكّد عزم الرئيس المكلّف على ‏توليد سريع لحكومته بروح منفتحة وفق ما ينص عليه الدستور بلا ‏زيادة او نقصان، ورافضة لأي أعراف جديدة تحرّف التأليف عن النص ‏الدستوري، وفي الوقت نفسه غير راضخة للمماحكات والمناورات التي ‏قد يتعمّدها، معارضة تكليفه هذه المهمة، فإنّها قرأت في المقابل ‏إشارة مشجعة في الكلام الأخير لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون ‏بإبدائه الاستعداد للتعاون مع الرئيس ميقاتي، وقوله بأنّه بالحوار ‏الصادق يمكن ان تُحلّ كل الأمور.‏
‏ ‏أمام موقفي عون وميقاتي، ترى المصادر انّ الفرصة ممكنة لولادة ‏حكومة في المدى القريب جداً، ولكن التجارب علّمتنا ألّا نحكم فقط ‏على الكلام، بل على الافعال وصفاء النيات. على أنّ المصادر نفسها ‏عندما سُئلت عمّا إذا كانت متفائلة في إمكان إحداث خرق حكومي ‏سريع، سارعت إلى القول: ” نتفاءل فقط عندما نرى الحكومة وقد ‏تشكّلت، وهذا رهن بالتسهيل المتبادل بين الشريكين في التأليف، أي ‏رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، وأي كلام عن تفاؤل قبل تشكيل ‏هذه الحكومة لا قيمة له .. ثم كيف يمكن أن نتفاءل طالما انّ البعض ‏ما زال يصرّ على شروط تعطيلية مسبقة؟”. في إشارة إلى موقف ‏‏”التيار الوطني الحر”، وهجومه المسبق على تكليف الرئيس ميقاتي.‏
‏ ‏
باريس: لا عذر
‏ ‏إلى ذلك، نقلت مصادر ديبلوماسية من باريس، أجواء تفيد باستعجال ‏فرنسي فوق العادة هذه المرة لتشكيل حكومة في لبنان.‏
‏ ‏واشارت المصادر، إلى انّ اجواء الإيليزية وكذلك أجواء الخارجية ‏الفرنسية، تتقاطع عند اعتبار التكليف الجديد فرصة ممنوحة للقادة ‏في لبنان للنزول عند مطالب الشعب اللبناني، بحكومة تُطفئ الأزمة ‏التي بلغت حداً خانقاً، وبالتالي لا عذر على الاطلاق امام أي تعطيل ‏متعمّد لعودة انتظام الوضع السياسي في لبنان، والذي يشترط اولاً ‏وجود حكومة موثوقة من المجتمع الدولي، وتوحي بالطمأنينة ‏للشعب اللبناني.‏
‏ ‏واعربت المصادر عن بالغ تفاؤلها حيال الوضع في لبنان مع تشكيل ‏الحكومة فيه، وهذه فرصة ثمينة جدًا ينبغي استغلالها كما يجب، ‏وقالت: إنّ باريس ستواكب عن كثب الفرصة الجديدة، وستشكّل عاملاً ‏مساعداً حال ما تجد أنّ المسار في لبنان قد سلك طريقه فعلاً إلى ‏الغاية التي ينشدها اللبنانيون.‏
‏ ‏وعمّا اذا كان تشكيل الحكومة، سيوقف الإجراءات العقابيّة التي قرّرتها ‏المجموعة الأوروبيّة بحق من سمّتهم معطّلي الحلول في لبنان، قالت ‏المصادر: ليس المهمّ هو العقوبات، التي هي مقرّرة أصلاً على ‏المعطلين، بل أنّ الأولوية الآن هي لتشكيل حكومة طال انتظارها ‏أشهراً طويلة.‏
‏ ‏
حكومة تمنع السقوط
‏ ‏ما نقلته المصادر الفرنسية يتقاطع مع ما أكّدت عليه مصادر ‏ديبلوماسية غربيّة لـ”الجمهورية”، حيث اعتبرت انّ تأليف حكومة ‏يشكّل المدخل الوحيد لوقف الانهيار المالي في لبنان. ودعت القوى ‏السياسية إلى تحويل مناسبة التكليف فرصة لتأليف سريع، يجنِّب ‏لبنان السقوط الكبير، لأنّ الوضع يزداد سوءاً، وفي حال دخل التكليف ‏الجديد في النزاعات نفسها التي شهدها التكليف السابق، فيعني انّ ‏على لبنان السلام هذه المرة.‏
‏ ‏ودعت المصادر المسؤولين إلى الاستفادة من فرصة مثلثة الأضلع، ‏الضلع الأول يتمثّل بمحطة التكليف، الضلع الثاني بالدفع الدولي ‏الاستثنائي لتأليف حكومة، والضلع الثالث بالبيئة اللبنانية المشجعة ‏لأي توجّه ينقذها من وضعها الكارثي ومن الأعظم.‏
‏ ‏ورأت هذه المصادر، انّ الوضع المالي يستدعي الإسراع في التكليف ‏والتأليف ونيل الحكومة الثقة، وهذا المسار وحده يؤدي إلى صدمة ‏إيجابية في الداخل، ورسالة تعاون للخارج، على ان تضع الحكومة ‏سريعاً برنامجها الإصلاحي لتبدأ التفاوض حوله مع صندوق النقد ‏الدولي.‏
‏ ‏وحذّرت المصادر من استمرار سياسة الفراغ والعرقلة والتسويف ‏والمماطلة، لأنّ لبنان بات على قاب قوسين أو أدنى من السقوط ‏المدوي، وقالت: “إذا كان البعض لا يخشى العقوبات الآتية حتماً من ‏منطلق انّ الانهيار سيجنّبها هذه العقوبات، فهي مخطئة، كون ‏العقوبات تعني حرمانها من المشاركة في ورشة الإنقاذ مستقبلًا”.‏
‏ ‏
العهد وميقاتي
‏ ‏الى ذلك، بالرغم من بعض الإشارات الايجابية التي اطلقها رئيس ‏الجمهورية في اتجاه ميقاتي، الّا أنّ مصادر سياسية مواكبة للأجواء ‏التي سادت عشية استشارات الاثنين، اعتبرت أنّ العهد يفضِّل تكليف ‏رئيس حكومة من فئة الرئيس حسان دياب، اي غير مجرّب في الحكم ‏ومن دون قاعدة سياسية، فيتمكّن من إبقاء المبادرة بيده، ولكن ما بين ‏ما يتمناه العهد، وبين الواقع على الأرض، ثمة هوة كبيرة، لأنّه عدا عن ‏افتقاده لأي حليف داعم لتوجّهه على هذا المستوى، فإنّ الوضع ‏المالي الكارثي لا يتحمّل تكرار السيناريو نفسه لتكليف الحريري، ‏خصوصاً انّ “حزب الله” أثبت في كل المرحلة السابقة انّه غير مستعدّ ‏لدعم العهد على حساب علاقته مع السنّة في لبنان.‏
‏ ‏
وقالت المصادر نفسها، انّ العهد لا يرتاح الى ميقاتي تأسيساً على ‏تجربة حكومته الثانية في العام 2011، وبسبب خبرته وعلاقاته ‏وشخصيته، ولكن لا يستطيع العهد التعامل مع من يرتاح، إنما عليه ‏التعاون مع من تختاره الكتل النيابية، ومن تبدّيه بيئته على غيره، وان ‏يضع معه قواعد تعاون لما فيه مصلحة البلد والناس.‏
‏ ‏واعتبرت المصادر، انّه على رغم معرفة العهد انّ ميقاتي يُتقن فن ‏الديبلوماسية، فلا يخاصم ولا يحالف، وانّ إمكانيات التعاون معه تبقى ‏مفتوحة دائماً على رغم صعوبتها، إلّا انّ همّ العهد الأساسي يبقى في ‏مرحلة ما بعد انتهاء ولايته، وخشيته من خروجه من معادلة السلطة، ‏ومن المتوقع ان يمثِّل هذا الشق العقدة الأساس. وتوقعت المصادر ‏ان يلتقي ميقاتي بعد تكليفه بباسيل، تسهيلاً لولادة الحكومة، كما مع ‏غيره من رؤساء الكتل، حيث سيُظهر أقصى إيجابية في محاولة لتأليف ‏الحكومة في أسرع وقت ممكن. وختمت المصادر بالسؤال التالي: “هل ‏يمكن ان تولد الحكومة العتيدة قبل 4 آب؟”.‏‏ ‏
وما خلا “تكتل لبنان القوي” وحزب “القوات اللبنانيّة”، فإنّ غالبية ‏الكتل النيابيّة قد حسمت موقفها لناحية تسمية الرئيس نجيب ميقاتي ‏في الاستشارات الملزمة التي ستنتهي مساء بتكليف ميقاتي رسمياً، ‏لاسيما كتلة “تيار المستقبل”، و”اللقاء الديموقراطي”، وكتلة فرنجية، ‏والكتلة القومية، وكتلة “تيار العزم”، اضافة الى عدد من النواب ‏المستقلين، فيما ستقرّر “كتلة التنمية والتحرير” موقفها اليوم مع ‏تسمية ميقاتي، واما موقف “كتلة الوفاء للمقاومة” سيتحدّد اليوم، ‏من دون استبعاد تسمية ميقاتي. إضافة الى موقف كتلة نواب الارمن ‏الذي سيُحسم اليوم أيضاً، علماً انّ أمين عام الحزب النائب هاغوب ‏بقرادونيان قد اشار في تصريح له الى انّه قبل شخص المرشّح ‏للتكليف يجب ان نطّلع على برنامجه.‏
‏ ‏
رؤساء الحكومات
‏ ‏وفيما ابلغ الرئيس سعد الحريري “كتلة المستقبل” تأييده للرئيس ‏نجيب ميقاتي ، مؤكّداً أنّه “سيساعده بكل السبل الممكنة من اجل ‏الوصول الى قيام حكومة تحظى بثقة الداخل والخارج”، عقد رؤساء ‏الحكومات السابقون: سعد الحريري، نجيب ميقاتي، تمام سلام وفؤاد ‏السنيورة اجتماعاً في “بيت الوسط” امس، وقرّروا “دعم ترشيح ‏الرئيس ميقاتي ليتولّى مهمة تأليف الحكومة، استناداً إلى استشارات ‏نيابية ملزمة، على ان تتمّ عملية التأليف حسب ما تمليه القواعد ‏الدستورية والقانونية، وتحاكي توقعات اللبنانيين وأشقائهم العرب ‏واصدقائهم في العالم”.‏
‏ ‏وجاء في بيان لرؤساء الحكومات: “ينتظر اللبنانيون بفارغ الصبر ‏مبادرات إيجابية من قِبل الجميع تأتي انطلاقاً من المبادرة الفرنسية ‏واستكمالاً لها، والى مبادرة الرئيس نبيه بري، بحيث يُصار الى تكليف ‏شخصية بنتيجة استشارات نيابية ملزمة تكون قادرة على أن تؤلف ‏حكومة من مستقلين غير حزبيين من أصحاب الاختصاص، بعيداً من ‏تسلّط القوى والأحزاب السياسية، تحت ذرائع أثلاث معطّلة أو غيرها ‏تدفعها الى الاستقالة، وعلى أن تكون هذه الحكومة منسجمة ‏ومتضامنة تحظى بثقة اللبنانيين وثقة المجتمعين العربي والدولي، ‏وتستطيع أن تقود لبنان خلال المرحلة القادمة”.‏
‏ ‏واكّد رؤساء الحكومات، على أنّ “من مهام الحكومة العمل على البدء ‏بتطبيق الاصلاحات الاقتصادية والمالية والنقدية والادارية والسياسية، ‏ومن ضمن ذلك المسارعة الى البدء بإجراء حوار وتعاون شفاف وجدِّي ‏ومجدٍ مع صندوق النقد الدولي، وكذلك مع المؤسسات العربية ‏والدولية والمالية والتنموية والدول الشقيقة والصديقة، بما يسهم ‏في استعادة النهوض والاستقرار للأوضاع الاقتصادية والمالية ‏والنقدية”.‏
‏ ‏
ميقاتي يتصل بعون
‏ ‏وفي هذه الاجواء، كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ “الجمهورية”، انّ ‏الرئيس ميقاتي اجرى السبت اتصالاً هاتفياً برئيس الجمهورية، شاكراً له ‏لفتته التي عبّر عنها في حديثه الى جريدة “الجمهورية”.‏
‏ ‏ولفتت المصادر، الى انّ ميقاتي تشاور وعون في بعض الملاحظات ‏التي رافقت بعض المواقف، متمنياً ان يكون الجو مؤهلاً للتعاون في ‏المرحلة المقبلة. فالظروف لا تسمح بما رافق مرحلة تكليف الحريري، ‏بمعنى “انّها مرحلة ويجب أن تُطوى”، فالبلد يتجه بسرعة الى ‏الارتطام الكبير، وإن لم تكن ولن تكون كافية للخروج من المأزق، لكنها ‏الخطوة الاولى الى مرحلة التعافي والإنقاذ. وانّ امامها مهمات كبيرة ‏تتزامن مع مواجهة الاستحقاقات المعيشية والإقتصادية والنقدية ‏وفقدان مقومات العيش اليومية. فعليها ان تستعد للتحضيرات التي ‏عليها مقاربتها في وقت قريب مع دخول البلاد خلال الأشهر القليلة ‏المقبلة مدار الانتخابات النيابية، وانّ هناك خطوات قانونية ودستورية ‏من الواجب مقاربتها بالتعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.‏
‏ ‏وعبّر ميقاتي خلال الاتصال عن الامل بإمكان إدخال البلاد مرحلة توحي ‏بإمكان استعادة ثقة اللبنانيين بالدولة ومؤسساتها فيه، والتي تفتح ‏الطريق إلى استعادة الثقة الدولية. فعلاقات لبنان الخارجية لا يمكن ‏ان تستمر على ما هي عليه.‏
‏ ‏
موفد أممي في بعبدا قبل الاستشارات
‏ ‏وقبل بدء الاستشارات النيابية الملزمة في قصر بعبدا اليوم، يلتقي ‏رئيس الجمهورية وفداً من مجلس الشيوخ الفرنسي، ووكيل الأمين ‏العام لعمليات حفظ السلام جان بيير لاكروا الذي وصل الى بيروت ‏امس، في إطار جولة تحمله الى لبنان واسرائيل عشية التمديد للقوات ‏الدولية في الجنوب قبل نهاية آب المقبل.‏
وفي معلومات “الجمهورية”، انّ الجولة التي تستمر خمسة ايام، ‏يخصّصها لاكروا لجولة على كبار المسؤولين اللبنانيين، ويتفقد القوات ‏الدولية في الجنوب، حاملاً معه رأي الأمم المتحدة ومضمون التقارير ‏التي وضعها ممثلو الأمين العام في بيروت حول ما نُفّذ من القرار ‏‏1701 الذي صدر في الثاني عشر من آب العام 2006، في أعقاب حرب ‏تموز في ذلك العام، وما يجب القيام به لتنفيذه، في ظل التزام ‏اللبنانيين والإسرائيليين بمضمونه.‏
‏ ‏وكان فرحان حق نائب المتحدث بإسم الأمين العام للأمم المتحدة قال ‏يوم السبت الماضي، إنّ “لاكروا سيعقد خلال زيارته إلى كل من لبنان ‏وإسرائيل اجتماعات مع المسؤولين الحكوميين وأصحاب المصلحة ‏الرئيسيين، لمناقشة عمليات قوات حفظ السلام الدولية في جنوب ‏لبنان (اليونيفيل)”.‏
‏ ‏وقال حق إنّ “دعوة الأمم المتحدة جاءت على لسان المنسقة الأممية ‏الخاصة إلى لبنان جوانا ورونيكا، خلال جلسة مشاورات مغلقة لمجلس ‏الأمن الدولي عُقدت الخميس الماضي، وحضرها وكيل الأمين العام ‏لعمليات حفظ السلام جان بيير لاكروا”.‏
‏ ‏وأضاف أنّ “ورونيكا سلّطت الضوء في إفادتها على الصعوبات ‏الاجتماعية والاقتصادية والمالية والسياسية المتعدّدة والمتراكمة في ‏البلاد، وتأثيرها في الناس. وجدّدت دعوات الأمم المتحدة لتشكيل ‏حكومة ذات صلاحيات كاملة يمكنها وضع البلاد على طريق ‏التعافي”.‏
‏ ‏
الراعي
‏ ‏
الى ذلك، أمل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ‏خلال قداس الأحد في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، ان ‏‏”تسفر الاستشارات عن تكليف شخصية وطنية إصلاحية يثق بها ‏الشعب المنتفض والباحث عن التغيير الحقيقي، ويرتاح إليها ‏المجتمعان العربي والدولي المعنيان بمساعدة لبنان للخروج من ‏ضائقته المادية ومن الانهيار”. واهاب “بكل المعنيين بموضوع ‏التكليف والتأليف أن يتعاونوا ويسهّلوا، هذه المرة، عملية تشكيل ‏الحكومة سريعاً، فلا يكرّروا لعبة الشروط والشروط المضادة وبدعة ‏الاجتهادات الدستورية والتنازع على الصلاحيات”. ورأى “انّ الوضع لا ‏يحتمل البحث عن جنس الحقوق والصلاحيات، والبلد يسقط في الفقر، ‏وتنتشر فيه الفوضى، وتترنح مؤسسات الدولة. فما قيمة حقوق ‏الطوائف أمام الخطر الداهم على لبنان. أليس “لبنان أولاً؟”.‏
‏ ‏وطالب الراعي المسؤولين “بأن ينتهوا من تأليف الحكومة قبل الرابع ‏من آب، تاريخ تفجير مرفأ بيروت. ونقول لهم: لم تقدّموا إلى الشعب ‏الحقيقة، فقدّموا إليه، على الأقل، حكومة”.‏
‏ ‏
عوده
‏ ‏
وأمل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس ‏عوده، خلال قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت، ‏‏”تشكيل حكومة، بأسرع وقت، تتولّى وقف الموت الزاحف إلى حياة ‏اللبنانيين. لقد أدّى التناحر السياسي إلى خنق البلد ونحر المواطنين، ‏وقد حان وقت العمل الجدّي لوقف الكارثة. إنّ التعامي عن الحقيقة ‏ودفن الرأس في الرمال جبن. من الضروري جداً تشكيل حكومة بالسرعة ‏القصوى، لكي تبدأ بالإصلاحات الضرورية جداً، والتي طال انتظارها، ‏من أجل تحقيق بعض الإستقرار السياسي والإقتصادي، ومن أجل ‏إعطاء إشارة إيجابية إلى المجتمع الدولي الذي ينتظر بدوره هذه ‏الإشارة ليساعدنا”.‏
‏ ‏
قبلان
‏ ‏
بدوره قال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في بيان أمس: ‏‏”المطلوب حكومة إنقاذ لا حكومة متاريس، وبخاصة أنّ البلد هش ‏للغاية ويعاني تفككاً سريعاً وانهياراً عمودياً، رغم أنّ خريطة الطريق ‏الدولية لا تريد إنقاذاً بل إدارة أزمة”.‏
‏ ‏
ورأى انّ “المطلوب تسمية رئيس حكومة إنقاذي يحمي مشروع الدولة ‏وسيادتها ويعيد الشارع للمؤسسات وليس العكس، ويدرك أنّ لبنان ‏دولة قبل أن يكون مصلحة دولية، والحجر الأساس يبدأ من رئيس ‏حكومة فوق الطوائف وأكبر من الحسابات الإقليمية والدولية”.‏

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *