الرئيسية / صحف ومقالات / البناء : ميقاتي بـ 72 صوتاً رئيساً مكلَّفاً والأسبوع ‏الأول سيتكفل بتظهير فرص التأليف / ‏الاستشارات مع الكتل النيابية اليوم… ‏وحردان: الأولوية لوجود حكومة تتحمل ‏المسؤولية / مصادر فرنسيّة تؤكد الدعم ‏السعوديّ والفرص العالية لتشكيل حكومة ‏تتجاوز العقد‎
flag-big

البناء : ميقاتي بـ 72 صوتاً رئيساً مكلَّفاً والأسبوع ‏الأول سيتكفل بتظهير فرص التأليف / ‏الاستشارات مع الكتل النيابية اليوم… ‏وحردان: الأولوية لوجود حكومة تتحمل ‏المسؤولية / مصادر فرنسيّة تؤكد الدعم ‏السعوديّ والفرص العالية لتشكيل حكومة ‏تتجاوز العقد‎

لم يكن متوقعاً أن ينال الرئيس نجيب ميقاتي تسمية الذين لم يسمّوه، خصوصاً أنهم لم ‏يقوموا بتسمية سواه، في إشارة سبق لرئيس التيار الوطني الحر ان اعتبر مثيلتها في حالة ‏استشارات تسمية الرئيس سعد الحريري رسالة إيجابية لجهة عدم الطعن بميثاقيّة التكليف، ‏فالتكتلان المسيحيان الكبيران، التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، باتا أسيري مواقف ‏وسقوف تجعل مشاركة أي منهما في تسمية ميقاتي خسارة لا يستطيع تحمل نتائجها، ووفقاً ‏لمصدر تابع الاستشارات النيابية والمشاورات التي سبقتها، فإن التيار محكوم بتاريخ من ‏التجاذبات مع الرئيس ميقاتي، كان آخرها الاتهامات المتبادلة حول صفقة بواخر الكهرباء، ‏وتسمية ميقاتي من بين رؤساء الحكومات السابقين ووفقاً لثوابتهم تشكل سبباً كافياً لتعقيد ‏التسمية، هذا عدا عن أن التيار وضع سقفاً للتسمية يخاطب به شارعه، بحيث لا يمكن ‏لميقاتي أن ينسجم مع المواصفات التي التزم بها التيار منذ مدة، بينما القوات أسيرة دعوتها ‏للإنتخابات المبكرة، بصورة جعلتها هامشية في الحياة النيابية حتى موعد الانتخابات النيابية، ‏وباستثناء هاتين الكتلتين وما تمثلانه من حجم نيابي يضم 35 نائباً، يشكل ما ناله ميقاتي في ‏التسمية رقماً عالياً، خصوصاً أن كتلة الوفاء للمقاومة تدخل للمرة الأولى نادي التسمية ‏لمرشح من نادي رؤساء الحكومات السابقين، وهو ما لم ينله الرئيس الحريري رغم تبني حزب ‏الله لترشيحه وتسهيله مهمة التأليف، بينما كان موقف الكتلة القومية التي سمّت ميقاتي ‏أيضاً، كما عبّرعنه رئيسها النائب أسعد حردان قائماً على اعتبار أن الأولوية هي لوجود حكومة ‏تتحمل المسؤولية، في وضع يهدد بالانهيار الشامل‎.‎

رغم الحذر الذي تبديه المصادر المواكبة للمسار الحكومي في إبداء التفاؤل، إلا أنها تلفت ‏لاعتبار الأسبوع الأول كافياً لمعرفة اتجاه الرياح، وهو اتجاه يبدو مشجعاً مما تجمع من ‏معطيات لدى المصادر حول مواقف رئيس الجمهورية والرئيس المكلف وسعيهما للتعاون، ‏وشعورهما بخطورة الفشل، سواء بانعكاسه على البلد وأوضاع الناس وصولاً لحد الانهيار ‏الشامل، أو بما سيترتب عليه سياسياً من تبعات تطال من سيتحمل مسؤولية التعطيل، وهو ‏ما كان مفهوماً في حالة الرئيس الحريري في ظل معرفة الجميع في الداخل والخارج ان ‏العقدة الرئيسية تتأتى من رفض السعودية وولي عهدها التعاون معه، وإبلاغها للمعنيين بان ‏التمسك ببقائه وتسهيل مهمته سيشكل نوعاً من التحدي للسعودية، وهذا غير وارد في حالة ‏ميقاتي، الذي تؤكد مصادر فرنسية ان باريس أكملت عدة التجهيز اللازمة لإقلاع مركبه ‏الحكومي، بالتنسيق مع واشنطن والرياض، وانها وفرت ما مجموعه ثلاثة مليارت دولار سيتمّ ‏ضخها على مراحل حتى موعد الانتخابات النيابية، موزعة على ثلاثة أثلاث، ثلث من قروض ‏مدورة من البنك الدولي وثلث مساعدات عاجلة لمنع الانهيار من صندوق النقد الدولي، ‏وثلث من مساهمات الدول المانحة التي سيجمعها الرئيس الفرنسي بعد تشكيل الحكومة ‏طلباً لمليار دولار‎.‎
الرئيس المكلف الذي يبدأ اليوم الاستشارات مع الكتل النيابية، ويتوجه إلى بعبدا بعد نهايتها ‏لجوجلة النتائج مع رئيس الجمهورية ومناقشة المخطط التوجيهي لتشكيل الحكومة انطلاقاً ‏من مسودة الـ 24 وزيراً، يفضل وفقاً للمصادر المتابعة عدم التقيد بتلك المسودة مع ‏موافقته على رقم الـ 24، منعاً لحدوث مطابقة بالتفاصيل مع ما قبله وما رفضه الرئيس ‏الحريري وتقييد حركته بضوابط يفضل التحرر منها دون التفريط بصلاحيات رئيس الحكومة، ‏ولكن لتسهيل الحركة والمناورة عليه وعلى رئيس الجمهورية لتقديم تنازلات متبادلة تتيح ‏تسريع تشكيل الحكومة‎.‎

تقول المصادر إن ميقاتي سيعرض على رئيس الجمهورية سلة توزيع للحقائب على الطوائف ‏والمرجعيات السياسية ضمنها، تتضمن فرص تبادل متعددة للحقائب التي يهتم رئيس ‏الجمهورية ورئيس الحكومة بتسميتها، ومن ضمنها فرص تبادل في طوائف الوزراء ‏المحسوبين على الرئيسين، بحيث يسمّي كل من الرئيسين وزيراً أو أكثر من طائفة الرئيس ‏الآخر، وأنه سيعتمد جداول وخانات تشبه تلك التي يعتمدها الرئيس ميشال عون لأن هذه هي ‏طريقته أصلاً باعتماد التفاصيل المكتوبة في كل أعماله السياسية وغير السياسية، ما ‏سيسهل فرص التعاون والتوصل للتسويات، التي سيكون الفرنسيّون على اطلاع كامل على ‏تفاصيلها مع جهوزية للتدخل لحلحلة العقد والمساعدة على تذليلها‎.‎
وانتهى يوم الاستشارات الطويل إلى تكليف الرئيس نجيب ميقاتي لتأليف الحكومة بـ 72 ‏صوتاً مقابل صوت واحد للسفير نواف سلام و42 لا تسمية ومقاطعة ثلاثة نواب هم طلال ‏أرسلان ونهاد المشنوق ومصطفى الحسيني‎.‎

وبرز موقف الرئيس سعد الحريري بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون الذي رسم سقفاً ‏سياسياً لميقاتي في عملية التأليف، وبالتالي ألزم ميقاتي بعدم التنازل عما رفض التنازل عنه ‏خلال مفاوضات التأليف مع عون. فيما لفت موقف كتلة الوفاء للمقاومة التي منحت ‏أصواتها لميقاتي مصحوبة برسالة سياسية إلى الحليف بضرورة الالتفات إلى المصلحة ‏العامة دون المصالح الخاصة، في حين امتنع تكتل لبنان القوي عن التسمية من دون أن ‏يسمّي مرشحاً آخر متراجعاً عن توجّهه بتسمية سلام لتجنب استفزاز حزب الله‎.‎

وبدأ استحقاق الاستشارات بلقاء بين عون وميقاتي ثم التقى الحريري الذي قال من بعبدا بعد ‏اللقاء: “أبلغت فخامة الرئيس تسميتي للرئيس نجيب ميقاتي. امام البلد اليوم فرصة والجميع ‏يرى ما تشهده الليرة من تحسن وهذا المهم. سمّيت الرئيس ميقاتي على أساس ان يتابع ‏المسار الدستوري الذي اتفقنا عليه في بيت الوسط وإن شاء الله يتم تكليفه وتشكيل ‏الحكومة في أسرع وقت ممكن، ولا يجب ان نتوقف عند الصغائر فالبلد بحاجة لحكومة‎”.‎

أما كتلة الوفاء للمقاومة فسمّت ميقاتي. وقال رئيسها النائب محمد رعد: “منذ استقالة حكومة ‏حسان دياب في 10 آب 2020 والكتلة ترى ضرورة تشكيل حكومة لتيسير الأوضاع العامة ‏ولطالما سعينا لإنجاز خطوة تشكيل الحكومة وتعاطينا بإيجابية مع كافة الجهود التي بذلت ‏في هذا السياق”. واضاف: “اليوم مع وجود بوادر إيجابية لتكليف ميقاتي نُسمّيه لرئاسة ‏الحكومة القادمة وسنتعاطى بايجابية معه”. وتابع: سمينا الرئيس ميقاتي ما يعكس جديتنا ‏بأولوية تشكيل الحكومة ولنتقصّد إعطاء جرعة دعم لتسهيل التأليف‎.”‎

وكشفت مصادر قناة “أو تي في” أن “حزب الله لم يكن يستسيغ فكرة تكليف ميقاتي بدلًا ‏من الحريري عند اعتذار الأخير، لكن عند طرح اسمه بشكل جدّي كان هناك طلب من ميقاتي ‏للحصول على تأييد علني له من قبل حزب الله”. وأشارت المصادر الى أن “تسمية ميقاتي ‏كانت بقصد إعطاء جرعة إضافية لتسهيل التشكيل وتأكيد جدية حزب الله خاصة أنه يطالب ‏دائمًا بضرورة إنجاز التشكيل‎”.‎

بدوره أشار النائب الوليد سكرية باسم كتلة اللقاء التشاوري: “مرشحنا المبدئي هو فيصل ‏كرامي ولكن أمام حاجة البلد لحكومة نأمل ان تكون انقاذية لانتشاله من الوضع السيئ قررنا ‏إظهار حسن النوايا وقرر كل من النائبين عبد الرحيم مراد وعدنان طرابلسي تسمية ميقاتي أما ‏فيصل كرامي وأنا فلم نسمِّ”. وقد انقسم موقف اللقاء بين رأيين حسم الأمر بعد مشاورات ‏امتدت لساعات‎.‎
كما سمّى النائب فؤاد مخزومي السفير نواف سلام‎.‎

واستهلت الجولة الثانية بلقاء الرئيس عون مع كتلة القوات اللبنانيّة، التي تحدث باسمها ‏النائب جورج عدوان قائلا: “لم نسمّ أحدا لاننا صادقون مع الناس ومع انفسنا وبوجود هذه ‏الأكثرية لا يمكن فعل شيء”. وقد ثبت حضور النائب جان طالوزيان بمفرده الى بعبدا خروجه ‏من كتلة القوات لا سيما وأنه عاكس القوات وسمّى ميقاتي، كما لوحظ تجنب حضور النائب ‏سيزار المعلوف مع كتلة القوات بداعي السفر رغم تفويضه الكتلة التسمية عنه‎.‎
كما سمّى النواب ميشال ضاهر وجان طالوزيان وجهاد عبد الصمد ميقاتي، قال النائب ‏اسامة سعد: “لا ثقة بهم وإن حكموا وعهدي مع الناس ألا أسمي أحدًا منهم فعدم جهوزية ‏البدائل لا يعني القبول بواقعهم التعيس‎”.‎

أما النائب جميل السيد فلم يسمِ أحداً وقال بعد لقائه عون: “ذاهبون نحو فشل مع ميقاتي ‏لأن التركيبة نفسها باقية حتى الانتخابات والحكومة ستكون انتقالية للحفاظ على الوضع على ‏حاله من انهيار حتى الانتخابات”. وأضاف “اتمنى لميقاتي التوفيق لكن لم أسمّه وهو آت ‏بشروط الحريري ذاتها‎”.‎

وسمت كتلة التنمية والتحرير ايضاً الرئيس ميقاتي وقال النائب انور الخليل باسم الكتلة: ‏‏”سمينا الرئيس نجيب ميقاتي ليكون الرئيس المكلف، وتمنينا على فخامة الرئيس ان يكون ‏عوناً للرئيس المكلف”. وأضاف: “الكتلة تدعم الوصول إلى حكومة مهمة اختصاصيين غير ‏سياسيين‎”.‎

وبحسب ما علمت “البناء” فقد توجّه الرئيس بري الى عون بالقول: “نتمنى تعاونك أنت ‏والرئيس المكلف لكي نصل بسرعة لحكومة واستبشرنا خيراً من خلال مقابلتك الصحافية ‏الأخيرة وموقفك من ميقاتي‎”.‎

وقال النائب جبران باسيل باسم تكتل “لبنان القوي” من بعبدا: “نظراً لعدم ترشح النائب ‏فيصل كرامي وعدم الاستمرار بتسمية السفير السابق نواف سلام وبقاء مرشح جدّي وحيد هو ‏ميقاتي، قررنا عدم تسمية أحد لأن لدينا تجربة سابقة غير مشجّعة وتطلعاتنا الإصلاحية معه ‏غير مناسبة”. وفيما لم تسم كتلة الأرمن أحداً، كان لافتاً المخرج الذي أعده أرسلان الذي تغيب ‏عن الاستشارات لكي لا يظهر أنه عارض موقف حزب الله ومن دون تفويض كتلته ضمانة ‏الجبل التي لم تسم أحداً‎.‎

وبعد نهاية الاستشارات أعلنت رئاسة الجمهورية بأن الرئيس عون استدعى ميقاتي لتكليفه ‏برئاسة الحكومة بعد نيله 72 صوتاً مقابل صوت واحد لنواف سلام و42 صوتاً لم يسموا احداً، ‏وغياب 3 نواب. ثم حضر ميقاتي وعقد اجتماع ثلاثي ضمّه الى رئيس الجمهورية ورئيس ‏مجلس النواب نبيه بري‎.‎

وقال الرئيس المكلف نجيب ميقاتي: “أبلغني فخامة الرئيس تكليفي بتشكيل حكومة جديدة ‏وأشكر كل من سمّاني من النواب ومن لم يسمّني أتمنى التعاون لإيجاد الحلول المطلوبة”. ‏وأضاف: “أريد ثقة الناس ووحدي لا أملك عصا سحرية وأن المهمة صعبة، خطوت هذه ‏الخطوة ونحن على شفير الانهيار”. وأكد ميقاتي أنه لم يكن ليقبل التكليف لولا وجود ارادة ‏دولية واسعة لدعم الحكومة المقبلة لمنع الانهيار‎.‎
وأردف: “بالتعاون مع رئيس الجمهورية سنصل الى تشكيل حكومة حسب مندرجات المبادرة ‏الفرنسية‎”.‎
وختم قائلاً: “إخماد الحريق لا يتم إلا بتعاون جميع اللبنانيين وأنا مطمئن ولو لم تكن لدي ‏الضمانات الخارجية ولم لم أكن على معرفة أنّ هناك من يريد إخماد النار ما كنت لأقدم على ‏هذه الخطوة‎”.‎

وأشارت مصادر دبلوماسية لـ”البناء” الى أن “المناخ الدولي مؤاتٍ ومساعد لتأليف حكومة ‏في لبنان للجم الانهيار الحاصل على كافة الصعد المالية والاقتصادية والنقدية وتجنباً ‏للفوضى الاجتماعية والأمنيّة”، مذكرة بالاجتماع الثلاثي الأميركي الفرنسي السعودي منذ ‏حوالي شهر الذي أكد على ضرورة تأليف حكومة ومنع الانهيار في المؤسسات اللبنانية‎”.‎

من جهتها، لفتت مطلعة على مسار الاستشارات والمشاورات الحكومية الى أن “مسار تأليف ‏الحكومة الجديدة سينطلق بعد الاستشارات النيابية غير الملزمة باجتماع مرتقب مساء اليوم ‏بين عون وميقاتي أو على الأقل باتصال يجريه ميقاتي بعون للتداول في هذا الأمر”. كما ‏اشارت الى أن “ميقاتي متمسك بحقيبة الداخلية دون اشتراطه أن يتولاها سنّي، فربما تكون ‏لمسيحي لكن من حصة ميقاتي”. وأشارت المصادر الى أنه “قد تكون هناك مرونة أكبر من ‏ميقاتي في التعامل مع شكل الحكومة‎”.‎

واشارت مصادر عين التينة لـ”البناء” الى أن “الوضع لم يعد يحتمل مماطلة وتسويفاً ‏وتعطيلاً من اي طرف من الاطراف”، معربة عن تفاؤل الرئيس بري بإمكانية تأليف حكومة ‏خلال مدة شهر كحد اقصى وفي حال لم يتم ذلك فالأمور ستذهب الى تصعيد كبير جداً‎”.‎
وأفادت مصادر ميقاتي لـ “البناء” الى أن أجواء اللقاء مع عون كانت إيجابية جداً وهناك اتفاق ‏بينهما على سرعة تأليف الحكومة بشكل لا نصل الى النتيجة التي وصل اليها الرئيس المكلف ‏سعد الحريري، كما لفتت الى ان ميقاتي وضع مهلة للتأليف وسيواظب على زيارة بعبدا ‏لتذليل العقبات وقال ميقاتي لعون بحسب المعلومات “أنا رح شوفك بأقرب فرصة ‏وسأستمزج آراء النواب وسأعود إليك قريباً بعد التشاور مع الكتل‎”.‎

وأعرب رئيس الجمهورية خلال استقباله وفد “مجموعة الصداقة اللبنانية – الفرنسية” في ‏مجلس الشيوخ الفرنسي برئاسة كريستين لافارد، وفي حضور سفيرة فرنسا آنّ غريّو. عن أمله ‏‏”ان يتم تشكيل حكومة جديدة في اقرب وقت ممكن لتباشر إجراء الإصلاحات الضرورية لإنقاذ ‏الوضع الاقتصادي في البلاد”، مجدداً تأييده للمبادرة الفرنسية، شاكراً لنظيره الفرنسي ‏ايمانويل ماكرون “الدعم الذي يقدمه للبنان لا سيما بعد انفجار مرفأ بيروت في العام ‏الماضي، والمؤتمرات التي دعا اليها لدعم الشعب اللبناني، ومنها المؤتمر الذي سيُعقد في 4 ‏آب المقبل”. وأعربت لافارد عن “اهتمام فرنسا بلبنان وشعبه انطلاقاً من العلاقات التاريخية ‏التي تربط بين البلدين”، لافتة الى أن بلادها “تدعم الإصلاحات التي ينوي لبنان اتخاذها بعد ‏تشكيل الحكومة‎”.‎

وفي أول موقف دولي من تكليف ميقاتي وزعت السفارة الفرنسية بياناً للناطقة باسم وزارة ‏الخارجية الفرنسية جاء فيه: “أحيطت فرنسا علماً بتسمية مجلس النواب اللبناني السيد نجيب ‏ميقاتي رئيساً للوزراء. الحاجة الملحّة الآن هي تشكيل حكومة كفوءة قادرة على تنفيذ ‏الإصلاحات الضرورية لنهوض البلد، وهو ما يتوقعه كل اللبنانيين. وتدعو فرنسا جميع القادة ‏اللبنانيين إلى التحرّك في هذا الاتجاه في أسرع ما يمكن. وتشارك مسؤوليتهم. وفرنسا من ‏جهتها ستبقى إلى جانب اللبنانيين كما كانت دائماً‎”.‎

ومساء أمس، قام الرئيس المكلف بالزيارات التقليدية الى رؤساء الحكومات السابقين، ‏واستهلها بزيارة الحريري في “بيت الوسط” وعرضا آخر المستجدات وملف تشكيل الحكومة ‏الجديدة. ثم زار الرئيس فؤاد السنيورة، فالرئيس تمام سلام. كما زار رئيس حكومة تصريف ‏الأعمال حسان دياب. وأجرى الرئيس ميقاتي اتصالاً بعائلة الرئيس سليم الحص واطمأن الى ‏صحته‎.‎

وللدلالة على سرعة في التأليف أعلنت الأمانة العامة لمجلس النواب، أنّ “استشارات التأليف ‏ستجرى في مجلس النواب – ساحة النجمة بدءاً من صباح اليوم‎”.‎

وانعكست أجواء الاستشارات الإيجابية على الاسواق وعلى سعر الصرف حيث انخفض سعر ‏صرف الدولار الى 16500 ليرة للدولار الواحد اي اكثر من 5 آلاف ليرة خلال يومين، وما لبث ان ‏ارتفع إلى 18000 ل ل أمس، لكن الاسعار بقيت على ارتفاعها. في السياق نفسه، طلب وزير ‏الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال راوول نعمه “من المستوردين وأصحاب ‏المؤسسات التجارية، خفض الأسعار بأقصى سرعة وبشكل ملحوظ قبل صباح الغد كحدّ ‏أقصى، وذلك مع الانخفاض الكبير بسعر الصرف وتحسساً مع المواطنين”، مؤكداً أن ‏‏”استمرارهم في التلاعب بالأسعار أو الغش سيعرّضهم الى أقصى العقوبات وصولاً الى ‏الطلب من القضاء بإقفالهم”. كذلك أكد في بيان أن “فِرَق مديرية حماية المستهلك ‏ستواصل جولاتها الرقابية استناداً الى القوانين المرعية الإجراء لحماية المستهلك، والوزارة ‏التي تتفهّم الارتفاع بأسعار بعض السلع في حال ارتفاع سعر الصرف، إلا أنها تحذّر من تمادي ‏بعض أصحاب المؤسسات التجارية في عدم خفض الأسعار مع انخفاض سعر الصرف، وهو ‏أمر غير مقبول لا أخلاقياً ولا مهنياً في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها اللبنانيون”. ‏وليس بعيداً، داهم مراقبو وزارة الاقتصاد عدداً من مستودعات مستوردي المواد الغذائية، ‏مطالبين بإعادة النظر في الأسعار بعد تراجع سعر صرف الدولار‎.‎

وشهدت سوق المحروقات بعض الانفراج مع تزويد محطات المحروقات بالبنزين، فيما أزمة ‏المازوت لا تزال على حالها، وقال ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا إن “من المرجّح ان ‏تكون الطوابير قد شارفت على الانتهاء بين الاثنين والثلاثاء. وتوقع أن يشهد السوق ارتياحاً ‏ابتداء من اليوم نتيجة كميات البنزين التي توزّع بعد تفريغ حمولة البواخر. وأشار الى وجود ‏صعوبة في حلحلة أزمة المازوت حتى نهاية الأسبوع الحالي‎.‎
أما المستشفيات فرفعت الصوت محذّرة من الكارثة مع اقتراب مخزونها بالمازوت من ‏النضوب‎.‎

وفي سياق ذلك ورغم توقيع الحكومتين اللبنانيّة والعراقيّة اتفاقاً لحصول لبنان على مليون ‏طن من النفط العراقي الخام، إلا أن عقبات عدة تحول دون تنفيذ الاتفاق. فقد كشف مصدر ‏مطلع على الملف لـ”البناء” أن “النفط العراقي سيصل إلى لبنان قريباً واتخذ القرار بهذا ‏الشأن على أعلى المستويات ولا عوائق سياسية مطلقاً لكن هناك عقبات تقنية وادارية، ‏علماً أن المفاوضات اللبنانية – العراقية لتوقيع هذه الاتفاقية بدأت منذ 5 شهور ووزارة ‏الطاقة لم تكلف نفسها تجهيز مصفاة لتكرير النفط لا في لبنان ولا في الخارج”. ولفت ‏المصدر إلى أن “وزارة الطاقة حتى الساعة لم تحدّد الدولة التي سينقل إليها النفط الخام ‏لمبادلته لكي يصبح صالحاً للاستخدام في لبنان، وهناك دول عدة مستعدّة وتستطيع ذلك ‏كالجزائر والمغرب والإمارات”. لكن المصدر شدّد على أن حل هاتين العقدتين سيفرج عن ‏مليون طن من النفط الخام الذي ينتج الفيول لتشغيل محطات الكهرباء على أن تصل البواخر ‏المحملة بالفيول إلى المصافي اللبنانية خلال أسبوعين على أبعد تقدير ما يسدّ ثلث حاجة ‏لبنان من الفيول وبالتالي رفع ساعات التغذية عدة ساعات يومياً بالإضافة إلى حل أزمة ‏المازوت المرتبطة بعدة قطاعات حيوية وخدمية وحياتية‎”.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *