يصون الدستور اللبناني الحريات ويكفل “إحترام الحريات العامة وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد“، لذلك تنشط وتتنوع في لبنان الأحزاب السياسية والجمعيات فمنها الإيديولوجي الأممي او القومي ومنها الوطني والديني والمناطقي، وهي تعمل سياسياً وإجتماعياً وتستقطب حولها منتسبين ومؤيدين. ومر العمل الحزبي في لبنان بثلاثة مراحل رئيسية هي:مرحلة الحرب الداخلية (1975 – 1990) وما قبلها وما بعدها او ما يعرف بمرحلة ما بعد إتفاق الطائف.
للأحزاب في لبنان تمثيل واسع في الندوة البرلمانية. وأبرز هذه الأحزاب والقوى السياسية هي:
أفواج المقاومة اللبنانية “أمل“
بدأ مؤسس حركة “أمل” الامام السيد موسى الصدر نشاطاته بالشؤون الاجتماعية عام 1960 في مدينة صور بمحو الامية واستنهاض دور المرأة وبناء المؤسسات، فهيئة نصرة الجنوب عام 1970 فاعتصامات تطالب برفع الحرمان، فاسس “حركة المحرومين” واعتبرها “حركة اللبناني نحو الافضل“، وكانت تضم شخصيات وطنية من مختلف الطوائف، ومع اندلاع الحرب الاهلية وقف موقف الرافض بشدة لها ومع بروز البعد الاسرائيلي ونواياه العدوانية على لبنان بدأ بتدريب الشباب اللبناني على السلاح لمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية، وأعلن عن ولادة حركة أمل (وهي مختصر الاحرف الاولى لـ “أفواج المقاومة اللبنانية“) إثر الإنفجار الذي وقع في معسكر تدريب لشباب حركة المحرومين إستشهد فيه أكثر من 35 شاباً في قرية عين البنية في قضاء بعلبك الهرمل في 6/7/1975. وأوضح الامام الصدر أن شباب أمل هم الذين استجابوا لدعوته من أجل حماية الوطن وصيانة كرامة الأمة عندما وجه لهذه الغاية دعوته الى اللبنانيين جميعاً بتاريخ 20/1/1975 “في الأيام التي بلغت بها الإعتداءات الإسرائيلية على الجنوب ذروتها ولم تقم السلطات المسؤولة بواجبها“. رافضاً الحرمان والتوطين معتبراً أن “مطامع إسرائيل في الجنوب تتجاوز المياه والأرض بل إنها تريد أن توطن الفلسطينيين وتنهي قضيتهم” .
ويقول ميثاقها بانها “تمتد جذورها عبر الزمن مع وجود الإنسان منذ أن كان. إنها حركة الإنسان العامة في التاريخ، قادها الأنبياء والأولياء والمصلحون ودفعها المجاهدون، وأغناها الشهداء الخالدون، وتلتزم الأبعاد التالية: تنطلق من الإيمان بالله بمـعناه الحقيقي لا بمفهومه التجريدي وأن الإيمان بالإنـسان هو البعد الأرضـي للإيمان بالله – الايمان بالتراث والقيم – الايمان بالحرية الكاملة للمواطن وتحارب كافة أنواع الظلم من استبداد وإقطاع وتسلط وتصنيف المواطنين وتعتبر أن نظام الطائفية السياسية في لبنان لم يعط ثماره وهو الآن يمنع التطور السياسي ويجمد المؤسسات الوطنية ويصنف المواطنين ويزعزع الوحدة الوطنية – ورفض الظلم الاقتصادي – التمسك بالسيادة الوطنية وسلامة أراضي الوطن وتحارب الاستعمار والاعتداءات والمطامع التي يتعرض لها لبنان، وصيانة لبنان الجنوبي والدفاع عن تنميته هو جوهر الوطنية وأساسها حيث لا يمكن بقاء الوطن بدون الجنوب ولا تصور المواطنية الحقة بدون الوفاء للجنوب – قضية فلسطين والأرض المقدسة في صلب عقلها، سيما وأن الصهيونية تشكل الخطر الفعلي والمستقبلي على لبنان وعلى القيم وعلى الإنسانية جمعاء وإنها ترى في لبنان بتعايش الطوائف فيه تحدياً دائماً لها ومنافساً قوياً لكيانها – عدم تصنيف المواطنين وتتبنى الحاجات وتنظر إلى حرمان المواطنين وتدرس الحلول وتتحرك لأجلها وتناضل إلى جانب المحرومين إلى النهاية لذلك فإنها تعتقد أنها حركة اللبنانيين الشرفاء جميعاً” .
وفي عام 1982 كانت الحركة رأس الحربة في مقاومة الاجتياح ثم الاحتلال الاسرائيلي وقادت اخراجه من العاصمة والجبل ومعظم الجنوب والبقاع الغربي وصولاً الى منطقة ما كان يعرف بالشريط الحدودي.
وشكلت مواجهات خلدة ومقتل نائب رئيس الاركان الاسرائيلي هناك نقطة تحول أساسية في تاريخ الحركة ومقاومتها ولبنان، ثم اسقاط اتفاقية 17 ايار (صلح مع اسرائيل)،بعد انتفاضة السادس من شباط عام 1984 التي غيرت مجرى الأحداث وقلبت موازين القوى في لبنان والمنطقة.
في 31 آب 1978، انقطع الاتصال بالإمام الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والأستاذ عباس بدر الدين، وكانوا في زيارة ليبيا استجابة لدعوة رسمية من حاكمها .
ترأّس حركة أمل بعد تغييب السيّد موسى الصدر الرئيس حسين الحسيني لفترة قصيرة ثم قادها الرئيس نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني .
بالاضافة الى رئاسة البرلمان، للحركة عدد من الوزراء منذ حكومات اتفاق الطائف، وعدداً من النواب في جميع المجالس التي توالت بعد الاتفاق المذكور. وتشكل حالياً تكتلاً نيابياً يعرف باسم “كتلة التنمية والتحرير“.