الرئيسية / صحف ومقالات / الشرق: حرائق في الشارع وعلى الحدود.. وبرودة في بعبدا
الشرق

الشرق: حرائق في الشارع وعلى الحدود.. وبرودة في بعبدا

على ثلاثة حبال يتأرجح الوضع اللبناني الداخلي. تداعيات الذكرى السنوية الاولى لتفجير 4 آب الذي جدد خلالها اللبنانيون وعدهم وعهدهم بالنضال للوصول الى الحقيقة واسقاط منظومة الفساد التي لوّنت ايامهم وحياتهم بلون قلبها الاسود. الاعتداءات الجوية الاسرائيلية الاولى من نوعها على الجنوب منذ العام 2006 والتهديد بمزيد من التصعيد. الملف الحكومي الذي لا يعرف سبيلا الى التشكيل بعدما سلك دربا وعرة مجددا مع الرئيس نجيب ميقاتي بفعل التمسك بالشروط وبروز العقد نفسها. والحال ان الحبال الثلاثة تملك السلطة الحاكمة، آلة التحكم بها وقادرة على ايصالها الى بر الآمان، لكنها لا تريد وتستمر للغاية في المراهنة على مصير لبنان والمقامرة بحياة شعبه من دون ان يرّف لها جفن، على غرار ما فعلت امس مشيحة النظر عن اوجاع وآلام اهالي ضحايا التفجير الاجرامي الذين ابكوا البشر والحجر.

اللقاء الخامس
فغداة المؤتمر الدولي لدعم لبنان الذي شدد على ضرورة تشكيل حكومة اصلاحية سريعا، وعلى وقع التظاهرة الشعبية الحاشدة المُدينة للطبقة الحاكمة التي شهدتها العاصمة في ذكرى 4 آب امس، عقد اليوم اللقاء الخامس بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي الذي قال على الاثر: فرنسا كانت واضحة بأن لا مساعدة قبل تشكيل الحكومة ولهذا اجتمعت مع الرئيس اليوم (امس). اجتماع اليوم (امس) له أهمية خاصة بعد ما حصل أمس ويجب أن نأخذ العبر من صوت المتضررين من انفجار 4 آب كما من مؤتمر الدول المانحة. واضاف: أكدت للرئيس ضرورة تشكيل الحكومة والا نرتكب اثما اذا لم نسرّع بالتشكيل وكان هناك تقدم اليوم ولو كان بطيئا ومثابرون ومصرون على تشكيل الحكومة لان في ذلك خيرا للبنان ونريد حكومة تكون رافعة لا نقطة احباط واتمنى من اللبنانيين الا نحترف التشاؤم. من مبدأ الحس الوطني لن اترك المهلة مفتوحة وجلسة اليوم خطوة ايجابية للأمام ولا التزم بأي مهلة زمنية انما أسعى لتشكيل الحكومة وقبلت التكليف لتأليف ولم آتِ على ذكر الاعتذار الذي لا مكان له حتى الساعة.

البنك الدولي
في الاثناء، شدد رئيس البنك الدولي دافيد مالباس والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا على “أهمية التدقيق المالي الجنائي في حسابات مصرف لبنان ومؤسسة كهرباء لبنان”، مركزين على “ضرورة قيام لبنان بإصلاحات جذرية في العديد من قطاعاته”. مواقف مالباس وجورجييفا جاءت في كلمتين لهما في خلال مؤتمر دعم لبنان وشعبه في باريس الذي انعقد اول امس عبر تقنية الـvideo conference والذي شاركت فيه 33 دولة و13 منظمة دولية و5 ممثلين عن المجتمع المدني اللبناني.

نقل نيترات؟
في التحقيقات، كشف عماد كشلي، موظف في شركة وسائق شاحنة بمرفأ بيروت، انّه رأى يوم 4 آب 2020 “أمورًا غريبة وحركة غريبة في المرفأ”. وقال في مداخلة عبر برنامج “صار الوقت” على قناة “mtv”: “انا كنت سائق شاحنة وفي مرّتين حملت “نقلة” من النيترات إلى الجنوب”، مضيفًا “صرلي سنة ما شكيت همي. ما في حدا تأمّن تحكي معو”. وافيد ان “بطلب من النيابة العامة التمييزية فرغت المباحث المركزية ما قاله كشلي حول نقله نيترات الأمونيوم إلى الجنوب، وتم إرسال الملف إلى المحقق العدلي في جريمة مرفأ بيروت طارق البيطار لإجراء المقتضى القانوني”.

تصعيد اسرائيلي
وسط هذه الاجواء، احتل التصعيد الاسرائيلي جنوبا صدارة الاهتمام الرسمي. فقد أطلقت مدفعية الجيش الاسرائيلي اثنتين وتسعين قذيفة. وبحسب قيادة الجيش: تعرض وادي حامول والسدانة وسهل الماري وخراج راشيا الفخار وسهل الخيام اضافة إلى سهل بلاط إلى قصف بمدفعية الجيش الإسرائيلي وأحصي عدد القذائف بحوالى 92 وذلك بعد اطلاق صواريخ من احدى المناطق الجنوبية باتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة، ما أدى إلى نشوب حريق في بلدة راشيا الفخار. كما نفذ الطيران الحربي غارات جوية.

عون يتابع
تعقيبا، وفيما حذرت الجامعة العربية من مغبة التصعيد في جنوب لبنان، اطلع رئيس الجمهورية من قيادة الجيش على نتائج التحقيقات المتعلقة بإطلاق صواريخ من الاراضي اللبنانية التي حصلت امس، والاجراءات الواجب اتخاذها في هذا الشأن، واعتبر ان “تقديم الشكوى الى الأمم المتحدة خطوة لا بد منها لردع اسرائيل عن استمرار اعتداءاتها على لبنان”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *