مرَّ قطوع 4 آب، بذكراه الحزينة، والمفجعة، على حدّ سواء، حاملاً في طيّاته جملة من المؤشرات والرسائل، بعضها يتصل بغليان الشارع، وتعدد ولاءاته وانقساماته، ولجوء الدولة بمؤسساتها الأمنية، لا سيما الجيش اللبناني إلى احتواء غضب الشارع، وزخمه الحاشد، الذي غطى على ما عداه، فضلاً عن الدعم الدولي الذي مثله مؤتمر باريس للمساعدات الإنسانية، والذي شارك فيه الرئيسان ميشال عون ونجيب ميقاتي، بصفة مراقب.وتعهدت خلاله الدول المشاركة في مؤتمر الدول المانحة للبنان، الذي نظمته فرنسا والأمم المتحدة أمس، عبر تقنية الفيديو بتقديم نحو 370 مليون دولار كمساعدات للبنان، وفق بيان صادر عن المجتمعين.
وكرر المشاركون دعوتهم إلى «تشكيل حكومة مهمتها إنقاذ البلاد» مبدين خشيتهم من التأخير الحاصل في التحقيق القضائي حول انفجار مرفأ بيروت المروع بعد مرور عام على وقوعه.
وعقد المؤتمر بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمم المتحدة، وشهد مشاركة عدد من رؤساء الدول والمنظمات الدولية وممثلين عن المجتمع المدني.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية إن المؤتمر قد جمع أكثر من 370 مليون دولار من المساعدات المطلوبة لتلبية الاحتياجات الإنسانية في لبنان.
من جهته تعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن بمنح الولايات المتحدة 100 مليون دولار مساعدات إنسانية إضافية للبنان. (راجع الخبر في مكان آخر).
الاجتماع الخامس
وغداة هذه التطورات، بدأ الاجتماع الخامس بين الرئيسين عون وميقاتي، عند الرابعة من بعد ظهر أمس، فور وصول الرئيس المكلف إلى بعبدا، بالتوقف عند صرخة اللبنانيين، في محيط الانفجار أمس الأوّل في 4 آب، بالتزامن مع تأكيد مؤتمر الدول المانحة، الذي شدّد على ضرورة تشكيل حكومة..
ولاحظ الرئيس ميقاتي ان عملية التشكيل مستمرة، لكن التقدم بطيء، داعياً اللبنانيين لعدم احتراف التشاؤم، فالابتسامة أو العبوس اليوم يغيران طبع اللبنانيين. مطالباً بالتفاؤل، لأن المرحلة صعبة جداً على الصعد الاقتصادية والمالية وكيفية إعادة لبنان إلى الخريطة المالية الدولية.
وأقرّ الرئيس ميقاتي ضمناً بصعوبة العراقيل، داعياً إلى تجاوز إعادة توزيع الحقائب، من زاوية ان لا «حقيبة مرتبطة دستورياً بطائفة أو مذهب، ولا وقت للدخول في مشاكل جانبية» وتحدث عن إعطاء هذه الحقيبة لهذه الطائفة أو تلك، لنترك المشاكل ونذهب باتجاه تشكيل حكومة.
وأكّد انه في جلسة أمس «خطونا خطوة إيجابية إلى الامام».
ويعود الرئيس ميقاتي إلى الاجتماع السادس اليوم، من زاوية عدم الالتزام:
1 – لا بمهلة زمنية.
2 – لا بعدد معين لإعضاء الحكومة.
3 – لم اقبل التكليف حتى لا اشكل حكومة.
4 – هدفي تشكيل حكومة، وإذا وصلت إلى طريق مسدود في إيجاد فريق عمل متجانس للنهوض، سأخاطب اللبنانيين، وأقول لهم انني اعتذر عن المهمة، ولتاريخه لا مشكلة.
وأعلن الرئيس ميقاتي التزامه «بنزاهة الانتخابات المقبلة» معتبرا ان لا انقلابات في لبنان، لا «عبور إلزامياً بمرحلة دستورية إلزامية للوصول إلى الانتخابات».
ولاحظت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة، تراجعا في الاجواء التصادمية التي عكست نتائج اللقاء السابق بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، واستبدالها بتعميم اجواء اكثر ملاءمة من السابق وان كانت لا ترقى الى مستوى تحقيق اختراق جدي في عملية التشكيل بعد، ولكنها اعربت عن أملها بانها اذا استمرت على الوتيرة نفسها بالايام المقبلة، قد تؤدي الى ولادة الحكومة الجديدة. وفي اعتقاد المصادر نفسها، ان ما تسبب في تنفيس اجواء الاحتقان التي سادت اللقاء السابق بين الرئيسين، مؤثرات
التحركات الشعبية الواسعة التي جرت امس الاول بالذكرى الاولى لانفجار مرفأ بيروت التدميري، ومضمون البيان الختامي، الصادر عن مؤتمر الدعم الدولي للبنان، وما تضمنه من دعم لافت لرئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي وتكرار الدعوة لتشكيل الحكومة العتيدة بسرعة، وربط تقديم المساعدات المالية والاقتصادية لحل الأزمة المتعددة الاوجه التي يواجهها لبنان بتشكيلها، في حين تكررت المواقف الدولية ولاسيما الفرنسية منها،المنتقدة للطبقة السياسية وتحمٌلها مسؤولية مباشرة عن فشل مساعي التشكيل وتصاعد حدة الازمة وزيادة معاناة اللبنانيين.
ووصفت المصادر مادار بين عون وميقاتي بالامس،بانه تفاهم على تجاوز النقاش السلبي والبناء على الإيجابيات، لتجاوز الخلافات بينهما.وقد تناول اللقاء جوجلة للافكار والمقترحات التي طرحت منذ البداية، وعرض العديد من الاسماء المرشحة للتوزير. وما رشح من معلومات حسب المصادر المذكورة، انه تم اتفاق مبدئي على استبعاد المداورة بتوزيع الحقائب الوزارية ولاسيما السيادية منها، وابقاء القديم على قدمه، لصعوبات عدة تلف اعتماد المداورة حاليا، في حين تردد ان طرح الخروج من عقدة تسمية وزيري الداخلية والعدلية، اللتين يطالب بهما التيار الوطني الحر، يرتكز على ان يتم اختيار الاول من احدى الشخصيات السنيٌة الحيادية والتي تحظى بتأييد العهد من جهة والرئيس المكلف وحلفائه من جهة ثانية، وكذلك الامر بالنسبة لحقيبة العدل، بحيث تتولاها شخصية مسيحية بالمواصفات نفسها. وتوقعت المصادر ان يكون لقاء رئيس الجمهورية بالرئيس ميقاتي، مهما، لجهة تحديد افاق تشكيل الحكومة الجديدة او فشلها. ولكن بالمقابل، اعتبرت مصادر سياسية بارزة، ان كل ما يروج من خلاف هنا اوهناك، وتقدم على صعيد تشكيل الحكومة الجديدة وخلافات على مقعد هنا اوهناك، ليس هو الأساس بعملية تشكيل الحكومة الجديدة، لان الاساس يبقى بالسؤال، هل افرجت طهران عن ورقة تشكيل الحكومة، ام انها ماتزال تحتفظ بها لتوظيفها في اطار مصالحها الخاصة على حساب المصلحة الوطنية اللبنانية العليا، رغم كل ما يقال عن تسهيلات يقدمها وكيلها حزب الله، بتسمية رئيسها مثلا، ولكن من دون ممارسة اي دور ايجابي فاعل ومؤثر بعملية التشكيل كما يحصل منذ استقالة حكومة حسان دياب وحتى اليوم. والارجح كما تقول المصادر ان طهران ماتزال تمسك بورقة تشكيل الحكومة الجديدة اكثر من السابق، مع احتدام صراعها مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والغرب عموما حاليا وهذا يعني توقع صعوبة بالغة وعقد مفتعلة بعملية التشكيل.
وبرغم التحفظ والتكتم، علمت «اللواء» ان التقدم الذي تحدث عنه ميقاتي يتعلق بالتفاهم مع عون على توزيع الغالبية العظمى من الحقائب الاساسية ما ينعكس إيجاباً على توزيع الحقائب الاربع السيادية، والتي سيتم إستكمال البحث بها في اللقاء السادس بين الرئيسين بعد ظهر اليوم، والتي من المرجح ان يتم البحث حولها في اقتراح أن يبقى توزيعها على الطوائف كما هو في الحكومة الحالية المستقيلة، لكن على ان يتم التوافق على اسماء الوزراء بين الرئيسين والجهات الاخرى المعنية بالتسمية لا سيما الرئيس نبيه بري.وفي حال تم التوافق اليوم يصبح الانتقال الى البحث في الاسماء وإسقاطها على الحقائب عملية سهلة لا تعقيدات كبرى فيها.
وأكدت مصادر مواكبة لعملية التأليف لـ «اللواء» أن هناك ارتياحا أبداه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف في لقائهما الخامس وقد بدا هذا الارتياح أفضل من أي وقت مضى وإنهما تفاهما على صيغة توزيع أكثر ملاءمة من السابق وكشفت عن حصول تقدم في صيغة توزيع الحقائب الأساسية على نحو يمكن أن يرتد ايجابا على الحقائب السيادية ولكن ما من تفاصيل وهذه المسألة ستشكل موضع بحث خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة ويستكمل البحث في ما تبقى من نقاط قليلة. ولذلك كان التوافق على قيام الاجتماع بينهما اليوم ولعل ذلك يعد مؤشرا إلى تجاوز بعض العقبات والإسراع في الوصول إلى نتيجة مريحة.
وافادت أن الرئيسين متفقان على عدم الدخول في أسماء قبل الاتفاق على التوزيع النهائي مشيرة إلى أن هناك مقترحات تصب في سياق النتائج الإيجابية لاسيما أن أي تفاهم على الحقائب الأساسية قد ينعكس على التفاهم على الحقائب الأخرى.
وبعد كلام الرئيس ميقاتي، كررت محطة الـ «OTV» المعزوفة نفسها، لا حكومة قبل التوقيع على مرسوم التشكيل، والتوقيع على المرسوم المذكور غير مضمون الا على تركيبة تراعي الدستور والميثاق والمعايير الواحدة، وتكون مبنية على برنامج واضح للانقاذ يكون قابلاً للتطبيق.
استجواب سلامة
وقرّر القاضي طنوس تركه رهن التحقيق بانتظار استكمال الاستجواب في جلسات اخري، بعد إبراز عدد من المستندات التي طلبها المدعي التمييزي..
ويأتي الاستجواب على خلفية، ما اثير ضد سلامة في سويسرا وفرنسا، وطلب القضاء السويسري تعاونا من القضاء اللبناني للوصول إلى حقيقة القضايا التي يتهم بها سلامة، بالإضافة إلى شقيقه رجا ومساعدته ماريان حويك.
عدوان اسرائيلي وشكوى
وسط هذه الاجواء، دخل العدو الاسرائيلي على خط توتير الاوضاع مجدّداً فشنت طائرته الحريية عند الواحدة من فجر امس، غارة على مزرعة المحمودية في مجرى وادي الليطاني بين جزين والنبطية، إقتصرت اضرارها على الماديات. كما نفذ غارتين وهميتين في أجواء المنطقة، سمعت أصواتهما في أرجاء الجنوب كافة.
وذكر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حساباته على مواقع التواصل، أن الغارات «استهدفت مناطق إطلاق القذائف الصاروخية، بالإضافة إلى بنية تحتية تستخدم لنشاطات إرهابية».
وأضاف: تتحمل دولة لبنان مسؤولية ما يجري داخل أراضيها، محذرا من «مواصلة محاولات الاعتداء ضد مواطني إسرائيل وسيادتها».
وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي قد أطلقت اثنتين وتسعين قذيفة عصر امس الاول رداً على إطلاق ثلاثة صواريخ كاتيوشا من جنوب لبنان سقط اثنان منها في مستعمرة كريات شمونة وواحد داخل لبنان. وبحسب قيادة الجيش اللبناني تعرض وادي حامول والسدانة وسهل الماري وخراج راشيا الفخار وسهل الخيام اضافة إلى سهل بلاط إلى قصف بمدفعية الجيش الإسرائيلي وأحصي عدد القذائف بحوالى 92 وذلك بعد اطلاق صواريخ من احدى المناطق الجنوبية باتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة، مما أدى إلى نشوب حريق في بلدة راشيا الفخار. وسيّر الجيش دوريات في المنطقة وأقام عدداً من الحواجز، كما باشر التحقيقات لكشف هوية مطلقي الصواريخ. وتتم متابعة الوضع مع قوات الامم المتحدة الموقتة في لبنان».
وسارع لبنان الى تقديم شكوى عاجلة الى الامم المتحدة حيث طلب رئيس حكومة تصريف الاعمال دكتور حسان دياب من وزيرة الخارجية بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر «الإيعاز إلى مندوبة لبنان لدى الأمم المتحدة السفيرة أمل مدللي تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي بشأن العدوان الإسرائيلي على لبنان.
واصدر دياب بيانا قال فيه: نفذ الجيش الاسرائيلي، بمدفعيته أولاً وبطائراته الحربية ثانياً، عدوانا صريحا على السيادة اللبنانية، واعترف علناً بهذا الخرق الفاضح للقرار 1701، متذرعاً بسقوط صواريخ مشبوهة الأهداف والتوقيت على شمال فلسطين المحتلة من الأراضي اللبنانية ولم تتبنّها أي جهة.
اضاف: إن هذا العدوان الجديد والخطير يشكل تهديدا كبيرا للهدوء على حدود لبنان الجنوبية، بعد سلسلة من الخروق الاسرائيلية للسيادة اللبنانية واستخدام الأجواء اللبنانية للعدوان على سوريا.
ودعا «الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى ردع إسرائيل لوقف انتهاكاتها المتكررة للسيادة اللبنانية، لأن هذه الانتهاكات باتت تهدد القرار 1701 والاستقرار القائم منذ العام 2006».
وفيما حذرت الجامعة العربية من مغبة التصعيد في جنوب لبنان، اطلع رئيس الجمهورية من قيادة الجيش على نتائج التحقيقات المتعلقة بإطلاق صواريخ من الاراضي اللبنانية التي حصلت امس الاول، والاجراءات الواجب اتخاذها في هذا الشأن، واعتبر ان «تقديم الشكوى الى الأمم المتحدة خطوة لا بد منها لردع اسرائيل عن استمرار اعتداءاتها على لبنان». واعلن ان «استخدام اسرائيل سلاحها الجوي في استهداف قرى لبنانية هو الاول من نوعه منذ العام 2006، ويؤشر الى وجود نوايا عدوانية تصعيدية تتزامن مع التهديدات المتواصلة ضد لبنان وسيادته، وما حصل انتهاك فاضح وخطير لقرار مجلس الأمن الرقم 1701، وتهديد مباشر للأمن والاستقرار في الجنوب».
وأعلنت نائبة مدير المكتب الإعلامي لـ«اليونيفيل» كانديس آرديل انه «في وقت مبكر من فجر هذا اليوم (امس)، سمع جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل انفجارات قوية بالقرب من صور ومرجعيون والمحمودية. ولاحقا أكد الجيش الإسرائيلي أنه شن غارات جوية على ثلاثة مواقع في جنوب لبنان».
وقالت: أن رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول، حث الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في هذه الأوقات العصيبة لتجنب المزيد من تصعيد الوضع.
وأكدت آرديل: «أن قوات اليونيفيل تواصل التنسيق مع الأطراف والعمل مع القوات المسلحة اللبنانية لتعزيز الأمن، وقد فتحنا تحقيقاً».
وفي تطور آخر، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس عن استعداد بلاده لشن هجوم في إيران. وقال في تصريح صحافي امس: أنه مما لا شك فيه أن إيران تسعى لتشكيل تحد متعدد الجبهات لإسرائيل. أن طهران باتت تعزز قوتها في لبنان وغزة، وتنشر ميليشيات في سوريا والعراق، وتدعم الحوثيين في اليمن.
وأكد الوزير الإسرائيلي ضرورة مواصلة تطوير قدرات تل أبيب في التأقلم متعدد الجبهات، لأن هذا هو المستقبل، وفق قوله. ودعا العالم الى التعامل مع إيران عسكرياً لإنهاء تهديدها.
عظة الراعي
وكان البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي ألقى عظة في قدّاس شهداء المرفأ، جاء فيها: «اننا هنا لنشهد على وحدة المسيحيين والمسلمين في الولاء للبنان وحده».
ورأى أن «الدول المشاركة في مؤتمر باريس لمساعدة لبنان مشكورة»، مشيرا الى أن «تجاوب العالم مع لبنان يبدأ بإنقاذه اقتصاديا وماليا وبعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان يعلن حياده ويضع آلية لتنفيذ القرارات الدولية، حتى لو استدعى ذلك إصدار قرارات جديدة».
أضاف: «مهما تغاضت الجماعة السياسية عن الواقع، لن تستطيع قهر الشعب الى ما لا نهاية». وأكد أن «القضية مسألة وقت وإنقاذ لبنان آت لا محالة».
وتابع: «لا نريد قتالا ولا اقتتالا ولا حروبا، لدينا فائض حروب وشهداء ومقاومات، فلنتجه نحو الحرية والسلام ولنبعد عن كياننا التاريخي الخرائط التي تحاك لمنطقة الشرق الأوسط».
واستعاد اللبنانيون في ذكرى 4 آب، مشهد 17ت1 (2019)، تخليداً لذكرى شهداء تفجير العنبر 12 في مرفأ بيروت، وتأكيداً ان «الثورة لم ولن تموت».
تسونامي من المنتفضين
فقد بدأ العشرات من المواطنين بالتجمع في شارع الجميزة بالقرب من «مطعم بول»، رافعين الإعلام اللبنانية وصور بعض الشهداء استعدادا للانطلاق إلى المرفأ. وكان أهالي شهداء فوج إطفاء بيروت قد بدأوا بالتوافد منذ الصباح الى ثكنة الفوج في الكرنتينا استعداداً للمسيرة.
ومن طرابلس انطلقت عشرات الباصات باكرا باتجاه العاصمة بيروت للمشاركة في احياء الذكرى الأليمة.. ومن صور، انطلق بعد ظهر اليوم، من ساحة ثوار العلم ، عدد من الباصات للمشاركة في إحياء الذكرى السنوية الاولى على انفجار مرفأ بيروت، تضامنا مع اهالي الشهداء والجرحى تحت شعار «رفع الحصانة عن المتورطين والمنظومة الفاسدة، التي أوصلت البلاد للانهيار والمتسببين في تفجير المرفأ». وقد رفع المشاركون الاعلام اللبنانية وشعارات تندد بالمنظومة الحاكمة، وسط تدابير أمنية مشددة اتخذها الجيش والقوى الامنية.
وقبيل القداس على نية شهداء المرفأ الذي ترأسه البطريرك الراعي عند السادسة مساء، إنطلقت مسيرات سيّارة من مختلف المناطق وجابت شوارع بيروت، وصولا الى المرفأ عند تمثال المغترب.
وانطلقت السيارات من الاشرفية ومار مخايل والجميزة، وحمل فيها المحتجون الاعلام اللبنانية، في حين توجه بعضهم سيرا على الاقدام مع رفع الاناشيد الوطنية عبر مكبرات الصوت، وسط إجراءات أمنية مشددة.
كما انطلقت مسيرة من شارع ارمينيا في برج حمود باتجاه ساحة الشهداء، ومنها الى تمثال المغترب، للمشاركة في التجمع المركزي لإحياء ذكرى انفحار المرفأ. ورفع المشاركون الاعلام اللبنانية واللافتات المطالبة بالحقيقة والعدالة ورفع الحصانات ومحاسبة كل من كانت له يد في الانفجار.
ومن أمام شركة كهرباء لبنان، انطلقت مسيرة كبيرة على أن تمر في الجميزة وصولا إلى المرفأ. كما انطلقت مسيرة من خليج السان جورج في بيروت بإتجاه المرفأ ووصلت الى ساحة الشهداء بدعوة من الحزب الشيوعي.
وتميزت التحركات الشعبية بحدثين الاول: تمثل بمحاولات اقتحام مجلس النواب، حيث دارت مواجهات بين مجموعات المحتجين، الذين استخدموا الحجارة وقنابل المولوتوف، والقوى الأمنية التي تمكنت من ابعادهم بعد تدخل قوة الجيش اللبناني، مستخدمة القنابل المسيلة للدموع والمفرقعات.
في حين لجأ محتجون إلى اقتحام مكتب خاص في أحد مباني وسط العاصمة فحطموا محتوياته وبعثروا اوراقه، ظناً منهم انه تابع لوزارة الاقتصاد، ليتبين أنه لشركة خاصة.
والحدث الثاني، تمثل بالاشتباك الدامي بين متظاهرين من الحزب الشيوعي واتحاد الشباب الديمقراطي ومناصرين للقوات اللبنانية أدى إلى سقوط جرحى من الشيوعي.
وأدان المكتب الإعلامي للحزب الشيعي بشدة «الكمين المدبر والاعتداء الجبان الذي نفذّته زمرة ميليشياوية من القوات اللبنانية ضد التظاهرة الشعبية التي دعت اليها لجنة أهالي ضحايا مرفأ بيروت بمناسبة 4 آب، والتي انطلقت من خليج السان جورج باتجاه المرفأ، بحجة مرورها في «منطقتهم» – شارع الجميزة – والذي ترافق ايضاً مع اعتداء آخر نفذته أيضاً هذه العصابة ضد احد اهالي ضحايا المرفأ لرفضه رفع علم القوات في احتفال المرفأ».
وأعلن الشيوعي في بيانه الذي صدر اليوم «سقط نتيجة هذا الاعتداء عدد من الجرحى المتظاهرين بينهم رفاق لنا، وبعضهم في حالة الخطر، ونحن نتمنى الشفاء العاجل للجميع»… محملاً «القوات اللبنانية المسؤولية الكاملة عن هذا الاعتداء الهمجي وما قد يترتب عليه من نتائج، كما يحمّل ايضاً القوى الأمنية المسؤولية.
وتناول رئيس حزب «القوات» سمير جعجع بعد لقاء وفد كتلة نواب «المستقبل» البحث في دعم اقتراح رفع الحصانة عن جميع مَن تطالهم الحصانات، لاجراء الاستجوابات والملاحقة بحقهم.
وختم وفد «تيار المستقبل» الذي ضم النائبين هادي حبيش ومحمد الحجار، في حضور عضو تكتل الجمهوريّة القويّة النائب وهبه قاطيشا، أمين سر التكتل النائب السابق فادي كرم، رئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل جبور ومستشاره سعيد مالك. واستهل جعجع كلمته بالقول: «سأتطرّق في حديثي اليوم إلى نقطتين أساسيتين فقط الأولى لها علاقة ببعض الحوادث التي وقعت البارحة في ذكرى يوم 4 آب المشؤوم، أما الثانية فلها علاقة باجتماعنا في الوقت الراهن مع وفد تيار المستقبل وبمسألة رفع الحصانات والإقتراحين اللذين أعدهما التيار».
ولفت جعجع إلى أنه «في ما يتعلّق بما حصل بالأمس، فنحن تفاجأنا منذ منتصف النهار بحملة كبيرة جداً تستهدف حزب القوّات اللبنانيّة من قبل بعض مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لمحور «المقاومة والممانعة والتصدي والصمود» وبعض وسائل الإعلام التي يعرف الجميع أنها مأجورة ولصالح من تعمل، وللأسف على هذا الصعيد سأفتح هلالين لأقول: بالنسبة لباقي هذه المؤسسات نحن نعلم تماماً أنها تقول ما تقوله لأسباب سياسيّة وإيديولوجية ودوغماتيّة وعقائديّة كبيرة إلا أنني أتأسف كثيراً، وهذه من المرات القليلة التي أتكلّم بها على هذا النحو، من المعيب جداً على شخص كبيار الضاهر أن يقوم بما قام به إلا أنه في الأحوال كافة، شخص قام بسرقة محطّة تلفزيونيّة ضخمة على مرأى من كل الشعب اللبناني لن تصعب عليه أبداً تحوير بعض الوقائع «لغاية في نفس يعقوب». مشيرا إلى ان أنصار الشيوعي هتفوا: سمير جعجع صهيوني.
ولفت جعجع إلى أن “هذه هي حقيقة الحوادث التي وقعت بالأمس وبكل صراحة، فبدل أن يقوم البعض بتصويرها على أن “القوّات” لا شغل شاغل لها سوى الانتظار من أجل معرفة مكان أي حراك لإفشاله، في حين أن هؤلاء لا علاقة لهم بالحراك ولم يقوموا يوماً بأي شيء وإنما هم “مصاصي دماء الشعوب”، وينتظرون حصول أي حراك شعبي من أجل “مصّ دمائه”.
أما بالنسبة لمسألة الحصانات واللقاء مع وفد “تيار المستقبل” قال، “نلتقي اليوم بكل ترحاب والمناقشة مستمرّة فيما بيننا، إلا أنني أود أن أؤكد مجدداً على موقفنا فنحن بالنسبة لنا لا حصانات على أحد في ما يتعلّق بالتحقيق في انفجار المرفأ، إلا أننا لدينا مقاربة ووفد “تيار المستقبل” لديه مقاربة أخرى ونحن نتناقش حول هذه المسألة من أجل أن نحاول إيجاد المقاربة الاجدى والأسرع من أجل اعتمادها فالأهم هو الوصول إلى الحقيقة في أقرب وقت ممكن”.
صرخة أصحاب المولدات
حياتياً، اعتصم عدد من أصحاب المولدات أمام وزارة الطاقة والمياه، وطالبوا بأن «توزّع المنشآت النفطية المازوت لجميع أصحاب المولدات، لأنّ طريقة المنشأت الحالية في التوزيع تؤدي إلى احتكار بعض التجار للمادة وبيعها في السوق السوداء».
وقال أحد أصحاب المولدات أنّه «على الوزارة أن تقوم بكشف على الكميات مع القوى الأمنية، وأن تسلّم الوزارة المحروقات للمستشفيات والأفران وأصحاب المولدات، وليس للتجار فقط».
وأضاف: «السوق السوداء موجودة بسبب بعض التجار، والدولة لا تراقبهم في كيفية توزيع المازوت والمحروقات الأخرى».
وفي التحركات الميدانية قطع شبان طريق السكسكية- صيدا في ساحة البلدة احتجاجاً على الأوضاع وتوقف المولدات الكهربائية عن العمل.
كما قطع الأهالي طريق البابلية – صيدا قبالة محطة البغدادي احتجاجاً على قطع اشتراك الكهرباء ايضا.
كما قطع مواطنون غاضبون طريق عام الهلالية في صيدا بمستوعبات النفايات احتجاجا على انقطاع الكهرباء، واشتراكات المولدات بسبب نفاد المازوت.
كما قطع عدد من أهالي الفيلات- صيدا الطريق في المكان احتجاجاً على انقطاع الكهرباء ومولدات الاشتراكات، بسبب نفاد المازوت وعدم تسليم أصحاب المولدات حصتهم من المازوت بحسب تعبير الأهالي..
شمالاً، اقدم أصحاب المولدات على قطع طريق عام الكورة بالقرب من الساعة بالسيارات والحجارة، احتجاجا على عدم تأمين المازوت للمولدات الكهربائية، فيما افيد عن إعادة فتحها في وقت لاحق، بحسب ما ذكرت غرفة التحكم المروري.
567044 إصابة
صحياً، اعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 1148 اصابة جديدة بفايروس كورونا فضلا عن 5 حالات وفاة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 567044 اصابة مثبتة مخبرياً، منذ 21 شباط 2020.