لبنان يتأرجح بين جبهتين؛ الأولى جبهة سياسيّة داخليّة معطّلة بأقفال مُحكَمة تمنع إخراج الحكومة العتيدة من مغارة التعقيدات والأنانيات والحسابات السياسية والحزبيّة. ولا بصيص أمل جدّياً حتى الآن، في إمكان كسر باب تلك المغارة، وإن كانت أجواء الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي توحي ببدء سلوكهما خطوات إيجابية إنّما ببطء. وأمّا الثانية، فهي الجبهة الجنوبيّة التي يبدو أنّها دخلت حرب الرسائل الصاروخية المتبادلة، ما يجعلها عرضة لشتى الإحتمالات.
الحدث الجنوبي، طغى على ما عداه في السّاعات الأخيرة، وسط علامات استفهام كثيرة أحاطت محاولة إشعال نار التصعيد التي تبدّت مع صلية الصواريخ المشبوهة التي أطلقتها جهات فلسطينيّة “مجهولة” من الجانب اللبناني في اتجاه المستعمرات الاسرائيلية، الاربعاء الماضي، وتلاها قصف وغارات اسرائيلية على عدد من المناطق اللبنانية.
وقد عاشت المنطقة الجنوبيّة بالأمس، حالاً من الحذر الشّديد، وبدا جلياً في البلدات المحاذية للحدود، التي لوحظت حركة فرار للأهالي منها، أعقب إطلاق “حزب الله” لمجموعة من الصّواريخ من منطقة العرقوب في اتّجاه مزارع شبعا، وذلك في عملية أعلن الحزب أنّها جاءت ردّاً على القصف الاسرائيلي، وأعقب ذلك تحليق مكثف للطيران الحربي والاستطلاعي الاسرائيلي، وقصف مدفعي اسرائيلي على عدد من المناطق القريبة في رباع التبن وبسطرة والسدانة، ما أدّى الى اندلاع حرائق. وتخلّل ذلك، قيام بعض اهالي المنطقة باعتراض مطلقي الصواريخ في بلدة شويا، ما أدّى إلى توقيفهم من قِبل الجيش ومصادرة سيّارة بيك آب كانت تحمل راجمة الصواريخ، تبيّن أنّها ما زالت مذخّرة بـ11 صاروخاً، فيما أُطلق منها 21 صاروخاً. واعقبت ذلك توترات شعبية في أكثر من منطقة في الجنوب، وصولاً الى طريق الشام حيث اتخذ الجيش إجراءات لمنع الاحتكاكات.
بيان العملية
وقد صدر عن “المقاومة الإسلامية” بيان قالت فيه: “عند الساعة 11:15 دقيقة من قبل ظهر اليوم الجمعة، ورداً على الغارات الجوية الإسرائيلية على أراضٍ مفتوحة في منطقتي الجرمق والشواكير ليلة الخميس الماضي، قامت مجموعات الشهيد علي كامل محسن والشهيد محمد قاسم طحان في المقاومة الإسلامية، بقصف أراضٍ مفتوحة في محيط مواقع الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا بعشرات الصواريخ من عيار 122 ملم”.
بيان توضيحي
وبعد ما جرى من اعتراض لمجموعة “حزب الله” في شويا، أصدرت المقاومة الاسلامية بياناً ثانياً، قالت فيه: “عند الساعة 11:15 من ظهر اليوم الجمعة (امس)، ردّت المقاومة الإسلامية على الاعتداءات الصهيونية على لبنان، باستهداف محيط مواقع العدو الاسرائيلي في مزارع شبعا بصليات صاروخية من مناطق حرجية بعيدة تماماً عن المناطق السكنية، حفاظاً على أمن المواطنين، ولدى عودة المقاومين من عملهم وأثناء مرورهم بمنطقة شويا في قضاء حاصبيا، أقدم عدد من المواطنين على اعتراضهم”.
اضاف البيان: “إنّ المقاومة الإسلامية، كانت ولا تزال وستبقى، من أحرص الناس على أهلها وعدم تعريضهم لأي أذى خلال عملها المقاوم، وهي التي تدفع الدماء الزكية من شبابها لتحافظ على أمن لبنان ومواطنيه”.
قاسم
وقال نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم: “إنّ حزب الله التزم علناً بأنّ الاعتداء على لبنان يعني أن يُقابل بالردّ المناسب، ويجب أن تفهم إسرائيل أنّ لبنان ليس ساحة مفتوحة لتصفّي حساباتها وتختبر قدراتها فيها”.
اضاف: ”على إسرائيل أن تفهم بأنّ عليها أن تبقى مردوعة، واننا جاهزون للردّ”. لافتاً إلى “أننا وجدنا في “حزب الله” أنّ هذا الردّ هو المناسب، أما تحليل التفاصيل فلتحلّل “إسرائيل” ما تريد. وما فعله “حزب الله” هو ردّ على عدوان رآه كل العالم، لا يمكن أن نسكت عليه”.
بيان الجيش
واعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه: أنّه “بتاريخ 6 / 8 / 2021، حوالى الساعة 11.30، أطلقت قوات العدو الإسرائيلي قذائف مدفعية باتجاه الأراضي اللبنانية، سقط منها 10 قذائف في خراج بلدة السدانة و30 قذيفة في خراج بلدتي بسطرة وكفرشوبا، ما أدّى إلى اندلاع عدد من الحرائق، وذلك بعد أن أُطلق عدد من الصواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه مزارع شبعا المحتلّة”.
وأفادت قيادة الجيش في بيان، بأنّ وحدة من الجيش أوقفت في بلدة شويّا أربعة أشخاص قاموا بإطلاق الصواريخ وضبطت الراجمة المستخدمة في العملية. وأشارت الى أنّ “وحدات الجيش المنتشرة على الأرض تقوم بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان، باتخاذ التدابير الأمنية اللاّزمة لإعادة الهدوء إلى المنطقة”.
الموقف الاسرائيلي
في الجانب الاسرائيلي، اعلنت وسائل اعلام العدو انّ اجتماعاً أمنياً مصغّراً للحكومة الاسرائيلية قد عُقد للبحث في “التصعيد” على الحدود مع لبنان. وقال المتحدث بإسم جيش العدو الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إنّه تمّ “إطلاق أكثر من 10 قذائف من لبنان نحو الأراضي الإسرائيلية، حيث تمّ اعتراض معظمها بينما سقطت بقية القذائف في مناطق مفتوحة في منطقة جبل روس (هار دوف)”، مضيفاً أنّ “حالة اعتيادية كاملة في البلدات المجاورة للحدود اللبنانية”.
وقال الجيش الإسرائيلي: “حزب الله أطلق الصواريخ متعمداً باتجاه مناطق مفتوحة وغير مأهولة، ما يدلّ الى أنّه لا يريد الحرب”. اضاف: “حزب الله يستخدم اللبنانيين دروعاً بشرياً واضعاً صواريخه بين منازلهم”.
وتابع: “ندرس الردّ على القصف من جنوب لبنان، لكن لن نذهب إلى تصعيد”. وأردف: “لا نرغب بالتصعيد على الحدود مع لبنان، لكنّنا مستعدّون لذلك”. وقال: “حان الوقت لينهي لبنان مرحلة احتلال “حزب الله” لقرارات ولن نقبل الاعتداء على سيادتنا”.
وقالت القناة 13 العبرية، انّ رئيس الوزراء الاسرائيلي نفتالي بينيت سيجري تقييمًا للوضع مع وزير الجيش بيني غانتس ورئيس الأركان أفيف كوخافي، واشارت الى أنّ “حزب الله” وضع عناصره في حال استنفار وتأهّب في جنوب لبنان. فيما ذكرت صحيفة “يديعوت احرونوت” انّ ما يحصل في الجبهة الشمالية اختبار أول ومهم لرئيس الحكومة نفتالي بينيت، وهو الأقرب لسيناريو أيام المعركة “جولة قتال مع حزب الله”.
وبحسب وسائل اعلام اسرائيلية فإنّ ردّ “حزب الله” جاء إلى حدّ كبير بمثابة مفاجأة كبيرة للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية. حيث لم تكن هناك معلومات استخبارية تفيد بأنّ “حزب الله” كان يستعد لإطلاق النار، أعطى “حزب الله” إجابته هذا الصباح.
اضافت: “إن حقيقة أنّ “حزب الله” تمكّن من إطلاق أكثر من 10 صواريخ دون أن تعرف المخابرات الإسرائيلية بذلك قبل الإطلاق. يجب أن يقلق الجيش الإسرائيلي. هناك خلل في العمليات والاستخبارات، يجب على الجيش الإسرائيلي التحقيق”.
ونقلت “إنتلي تايمز العبرية” عن مسؤول إسرائيلي كبير: “نحن نواجه تصعيداً كبيراً على الجبهة الشمالية، قد يؤدي الى أيام طويلة من المعارك”.
واعتبر الإعلام الاسرائيلي “انّ منطق نصر الله هو ضرب عصفورين بحجر واحد: عدم السماح لـ “إسرائيل” بتغيير قواعد اللعبة، بعدم السماح لـ “إسرائيل” بمواصلة الهجوم من الجو، بالإضافة إلى الانتقام لمقتل إثنين من النشطاء، علي كامل محسن و محمد قاسم طحان”.
وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي، التقديرات على المستوى السياسي أنّ هذه الأحداث لن تؤدي إلى تصعيد على الجبهة الشمالية. وبحسب التقديرات، فإنّ “حزب الله” كان يناقش هل سيردّ على قصف سلاح الجو أهدافاً في جنوب لبنان، كان التقدير أنّه لن يفعل ذلك.
وقال الاعلام الاسرائيلي، انّ الجيش الاسرائيلي والمستوى السياسي لا يريدان الدخول في الفوضى اللبنانية.
ونقلت “سكاي نيوز” عن وزير دفاع العدو الإسرائيلي قوله: “الوضع في لبنان مريع، ويمكننا جعله أسوأ، وسنقابل التهدئة بالتهدئة ولا مصلحة لنا في لبنان”.
وأضاف: “ننصح “حزب الله” والجيش وحكومة لبنان ألّا يختبرونا”.
“اليونيفيل”
الى ذلك، قيادة قوات “اليونيفيل” قالت انّ: “قواتنا رصدت اطلاق صواريخ من لبنان وردّاً بالمدفعية الاسرائيلية، والوضع خطير جداً، ونحث جميع الاطراف على وقف اطلاق النار”.
وجاء في بيان لـ”اليونيفيل”: “عند ظهيرة هذا اليوم (امس) رصدت “اليونيفيل” إطلاق صواريخ من منطقة مزارع شبعا في جنوب لبنان في اتجاه الجولان الذي تحتله إسرائيل، وأعقب ذلك على الفور تقريباً ردّ مدفعي إسرائيلي في منطقة مزارع شبعا”.
ولفتت الى انّ “رئيس بعثة “اليونيفيل” وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول على اتصال مباشر مع الأطراف، ويدعو الجميع إلى وقف النار فوراً.
وأكّدت انّ “الوضع خطير للغاية في ظلّ الأعمال التصعيدية التي شهدناها من الجانبين خلال اليومين الماضيين”.
وأوضحت “اليونيفيل”، انّها “تعمل بنشاط مع الأطراف عبر جميع آليات الارتباط والتنسيق الرسمية وغير الرسمية، لمنع الوضع من الخروج عن نطاق السيطرة. كما اننا ننسق مع القوات المسلحة اللبنانية لتعزيز الإجراءات الأمنية في جميع أنحاء منطقة العمليات”.
وختم البيان: “انّ “اليونيفيل” تدعو الأطراف إلى وقف النار والحفاظ على الهدوء حتى نتمكن من بدء التحقيق”.
الأمم المتحدة
وأعلنت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانّا فرونِتسكا أنها تتابع “بقلقٍ بالغ تبادل إطلاق النار الذي حصل بين لبنان وإسرائيل في الأيام الماضية”. ولقد قامت المنسقة الخاصة، في إطار ممارسة مساعيها، بتَنشيط اتصالاتها السياسية وتواصلت مع جميع الأطراف المعنية، بحسب بيان صادر عن مكتبها.
وقال البيان: إنّ احتمال حدوث خطأ في التقدير قد يؤدي الى خطر وقوع عواقب وخيمة. من هنا فالمطلوب التزام أقصى درجات ضبط النفس لتجنّب المزيد من التصعيد. ودعت المنسقة الخاصة جميع الأطراف إلى الامتناع عن العنف واستعادة الهدوء، والالتزام الكامل بالقرار 1701 (2006) والحفاظ على الامن والاستقرار.
بري
وتعليقاً على التطورات جنوباً، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري: الكيان الاسرائيلي لا يرتدع بلغة الادانة فهو لا يفهم الّا لغة واحدة هي لغة “الوحدة والمقاومة”. بهما حررنا الارض وبهما نحصّن لبنان ونحميه.
واكد الرئيس بري أنّ الموقف البديهي والرد الوطني السريع على ما حصل ويحصل يجب ان يكونا بمُسارعة المعنيين بالشأن الحكومي القيام بفِعلٍ وطني صادِق مقاوم للمصالح الشخصية الضيقة والحصص الطائفية البغيضة يُقفلان من خلاله كل الابواب المشرّعة على التعطيل والفراغ في مؤسسات الدولة، لا سيما في السلطة التنفيذية، التي وإن بقيت كذلك على النحو المستمر منذ سنة ونصف، فهي ستفتح شهية الكيان الاسرائيلي على شن مزيد من الاعتداءات ضد لبنان وجنوبه. فهل نعقل ونتوكّل؟
مواقف
ورأى الرئيس سعد الحريري انّ “الوضع على الحدود مع العدو الاسرائيلي خطير جداً وتهديد غير مسبوق للقرار 1701”. وقال: “لبنان ليس جزءاً من الاشتباك الايراني-الاسرائيلي، وتسليم قرار الحرب والسلم مع العدو لمُطلقي الكاتيوشا قمّة التخلّي عن دور الدولة ومسؤولياتها”. فيما اعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع انّ “ما يجري في الجنوب خطير للغاية”. وقال: “خافوا الله واتركوا الشعب اللبناني، أقلّه في مآسيه الحالية، ولا تضيفوا عليها عدة مآس أكبر وأفظع وأشد إيلاماً”. ودعا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى أن “نخرج جميعاً من هذا الجو الموتور ونحكّم العقل ونعتمد الموضوعية في التخاطب بعيداً عن التشنج”. فيما أعلن رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل “رفضنا المطلق لممارسات “حزب الله” الذي ينفذ أجندات ايديولوجية وإقليمية”. كما اعلن رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان انّ “العدوان على الجنوب يعطي الحق للبنان وجيشه ومقاومته بالدفاع عن أرضه وسيادته، وبالرَد على كل ضربة بمثلها وأكثر”.
الجامعة العربية
الى ذلك، أكّدت جامعة الدول العربية، وفق قناة الحدث، أّنها “لا تريد للبنان أن ينجَرّ إلى المواجهة بين إيران وإسرائيل”. ولفتت إلى أّنهم “يتواصلون مع أطراف دوليّة ومع الأمم المتّحدة للتهدئة بين لبنان وإسرائيل”. وأضافت: “لا بد أن يعمل الجميع على عدم الزَجّ بلبنان في هذا الوقت الصعب”.
وأعلنت الحكومة الألمانية انها تدين بشدّة إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل من قبل جماعات مسلّحة في لبنان.
الحكومة لا أبيض ولا أسود
حكومياً، عُقد اللقاء السادس بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي. وكان الأطول من بين كل اللقاءات الخمسة التي عقداها في السابق، حيث استمر لنحو 45 دقيقة، فيما كانت اللقاءات السابقة لا تتجاوز الـ25 دقيقة.
وبحسب مصادر مواكبة، فإنّ الرئيسين يتباحثان في افكار جديدة، والنفس الإيجابي هو الطاغي حتى الآن على مناقشاتهما، لكن ليس في الامكان القول انهما اتفقا على النقاط الخلافية الموجودة، بل تتم مقاربتها بليونة متبادلة، ولا سيما في ما خصّ توزيع الحقائب السيادية.
وقالت المصادر انّ أجواء الرئيسين توحي بأنّ الحسم قد اقترب، مع تغليب المنحى الإيجابي على السلبي، وهو ما فهم مما قاله الرئيس المكلف بعد اللقاء، الا اذا طرأ من الآن وحتى موعد اللقاء السابع بينهما ما يُمكن أن يدفع الامور الى الوراء، على غرار ما كان يجري في السابق. ولفتت المصادر الى انّ لدى الرئيس المكلف توجهاً واضحاً لتسريع الامور الى الحد الاقصى، وصولاً الى تشكيل حكومة تعمل على وقف الانهيار في أسرع وقت ممكن. فضلاً عن انّ الظروف الأمنية التي استجدّت توجِب التعجيل بتأليف الحكومة أكثر من أي وقت مضى.
ميقاتي
وبعد اللقاء، تحدث الرئيس ميقاتي فقال: “إنّ الاحداث تتسارَع، وأخذ حيزاً من الحديث خلال الاجتماع مع فخامته ما حصل في الجنوب في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، وفخامته يتابع الاتصالات لتهدئة الاوضاع، ونحن نتمنى أن تهدأ، ونؤكد أنّ لبنان يلتزم القرار 1701 بكل مندرجاته. وفي هذه المناسبة أوجّه تحية للجيش وللدور الذي يقوم به، خصوصاً من خلال التعاون مع القوات الدولية العاملة في الجنوب.”
وأضاف: “أمّا في ما يتعلّق بالموضوع الحكومي، فأنا وبكل صراحة كنت أفضّل عدم الحديث عن هذا الموضوع اليوم، وهذا كان قراري قبل دخولي للقاء الرئيس عون، فالصمت يبقى أبلغ من الكلام والأمور في خواتيمها بإذن الله.”
ورداً على سؤال عن استبدال وزارة المال للطائفة الشيعية بوزارة الداخلية، أجاب: “إنّ كل هذا الكلام، ومع احترامي للإعلام، هو كلام صحافي، وليس له أي اساس”.
ورداً على سؤال عن موعد لقائه التالي مع الرئيس عون؟ أشار الى أنه “ستكون هناك اتصالات غداً للاتفاق على موعد اللقاء”.
وعن موضوع المداورة في الحقائب الوزارية قال: “إذا اتخذ القرار بعدم المداورة في الحقائب فإنّ عدم المداورة سيشمل غالبيتها”.
مصادر بري
الى ذلك، أوضحت مصادر الرئيس نبيه بري “أنّ تأليف الحكومة مقتصر على رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، وكل ما يقال او ينشر لا علاقة للرئيس بري به، الذي لم يقدم مبادرة جديدة بعد تكليف الرئيس ميقاتي”. وجاء توضيح المصادر رداً على ما أشيع من أنّ بري قد وافق على التخلي عن وزارة المال لغير الطائفة الشيعية.
… والحريري
في سياق متّصل، نقل موقع “مستقبل ويب” عن مصدر مقرّب من الرئيس سعد الحريري قوله انّ المرونة التي يُبديها الرئيس ميقاتي تستحق كل الدعم والثناء، “لأن لا شيء يجب ان يتقّدم على تأليف الحكومة، ولأنّ ضياع هذه الفرصة سيؤدي ببلدنا الى ضياع كامل في المجهول، وإقفال الابواب امام مبادرات الاصدقاء، وآخرها المؤتمر الذي انعقد برعاية الرئيس الفرنسي والامانة العامة للامم المتحدة”.
ونقل المصدر عن الرئيس الحريري قوله: لبنان يحتاج لهذه الفرصة، حاجة المُصاب بوباء كورونا الى أوكسجين عاجل. فلبنان في قلب عاصفة اقتصادية ومالية ومعيشية، وقبل يومين مَرّت الذكرى السنوية على تفجير مرفأ بيروت، ومعها ارتفع منسوب الغضب الوطني من انقطاع الكهرباء، وتهريب المازوت، وارتفاع سعر الدولار والبنزين والمواد التموينية، ناهيك عن فقدان الدواء والامان وكل مقوّمات العيش الكريم. فماذا ينتظر حملة أختام الجمهورية لتحرير تأليف الحكومة، وإعطاء اللبنانيين فرصة لتنَشّق هواء الحلول ونصائح الاشقاء والاصدقاء؟!خليّة معطّلة بأقفال مُحكَمة تمنع إخراج الحكومة العتيدة من مغارة التعقيدات والأنانيات والحسابات السياسية والحزبيّة. ولا بصيص أمل جدّياً حتى الآن، في إمكان كسر باب تلك المغارة، وإن كانت أجواء الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي توحي ببدء سلوكهما خطوات إيجابية إنّما ببطء. وأمّا الثانية، فهي الجبهة الجنوبيّة التي يبدو أنّها دخلت حرب الرسائل الصاروخية المتبادلة، ما يجعلها عرضة لشتى الإحتمالات.