الرئيسية / صحف ومقالات / الشرق: الراعي يطالب الجيش بمنع إطلاق الصواريخ
الشرق

الشرق: الراعي يطالب الجيش بمنع إطلاق الصواريخ

 

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، وألقى عظة لفت  فيها الى  ما بلغناه من «البؤس والإنهيار والتفرقة، واللاثقة والتباغض والعداوة، والسعي إلى إقصاء الغير عن المشاركة في مائدة خدمة الخير العام والوطن. فانحرف لبنان عن ذاته الجوهرية رغما عنه».

وقال: «هذا الواقع المر والموجع لم يمس بعد قلوب المسؤولين وضمائرهم. فإنهم لم يغيروا شيئا في سلوكهم لا بعد مؤتمر باريس، ولا بعد ذكرى 4 آب التي هزت الرأي العام الداخلي والعالمي، ولا بعد تسخين جبهة الجنوب في هذه الأيام لحرف الأنظار عن قدسية ووهج قداس شهداء وضحايا انفجار المرفأ على أرضه، وقد استقطب أنظار العالم كله ومسهم في أعماقهم».

وتابع: «السؤال الأكبر والأساس هو: لماذا لا يتم تأليف حكومة بعد كل ذلك؟ أهو الخلاف على توزيع الحقائب الوزارية؟ فهذا عيب في الظروف العادية، ومخزٍ في الظروف المأسوية التي يعيشها اللبنانيون (…) نقول: «لا يحق لأي مسؤول أن يتذرع بنقص في صلاحياته لتغطية تأخير تأليف الحكومة، أو لأي آخر أن يتحجج بفائض صلاحيات ليفرض حكومة على الشعب. فالصلاحيات لم تكن يوما معيار القدرة أو العجز عن تشكيل حكومة. لذا، ندعو كل مسؤول يشعر بأنه يتمتع بصلاحيات إلى تحمل مسؤولياته وتأليف الحكومة وإنقاذ البلاد على الفور، والقيام بواجباته تجاه شعبه ووطنه».

وختم الراعي: «إننا نقف إلى جانب أهلنا في الجنوب لنشجب توتر حالة الأمن. وقد سئموا -والحق معهم- الحرب والقتل والتهجير والدمار. وفيما ندين الخروق الإسرائيلية الدورية على جنوب لبنان، وانتهاك القرار الدولي 1701، فإننا نشجب أيضا تسخين الأجواء في المناطق الحدودية انطلاقا من القرى السكنية ومحيطها. كما أننا لا يمكننا القبول، بحكم المساواة أمام القانون بإقدام فريق على تقرير السلم والحرب خارج قرار الشرعية والقرار الوطني المنوط بثلثي أعضاء الحكومة وفقا للمادة 65، عدد 5 من الدستور. صحيح أن لبنان لم يوقع سلاما مع إسرائيل، لكن الصحيح أيضا أن لبنان لم يقرر الحرب معها، بل هو ملتزم رسميا بهدنة 1949. وهو حاليا في مفاوضات حول ترسيم الحدود، ويبحث عن الأمن، والخروج من أزماته، وعن النهوض من انهياره شبه الشامل، فلا يريد توريطه في أعمال عسكرية تستدرج ردودا إسرائيلية هدامة. ونهيب بالجيش المسؤول مع القوات الدولية عن أمن الجنوب بالسيطرة على كامل أراضي الجنوب وتنفيذ دقيق للقرار 1701 ومنع إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية لا حرصا على سلامة إسرائيل، بل حرصا على سلامة لبنان. نريد أن ننتهي من المنطق العسكري والحرب واعتماد منطق السلام ومصلحة لبنان وجميع اللبنانيين (…)».

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *