الرئيسية / صحف ومقالات / الأنباء : الفراغ يطوي عامه الأول… القطاعات تنهار وحتى رغيف اللبنانيين مهدّد
الانباء

الأنباء : الفراغ يطوي عامه الأول… القطاعات تنهار وحتى رغيف اللبنانيين مهدّد

دخل الفراغ عامه الثاني. سنة بالتمام والكمال على استقالة حكومة حسان دياب، والبلد دون سلطة تنفيذية. ورغم ‏الأزمات المتعاقبة والتي لا تنتهي، تنحّت حكومة تصريف الأعمال عن القيام بواجباتها بعد الاستقالة وفي ظل غياب ‏مجلس وزراء أصيل. أمّا المعنيّون بتشكيل الحكومة فلم يسهّلوا أي طريق لتأليف حكومة جديدة تُنقذ ما تبقى من البلد‎.‎

عامٌ من التخبّط في إدارة البلاد، ولم يتيقّن المسؤولون بعد أن المجالس والهيئات الشكلية لا تغني عن وجود حكومة ‏فعّالة ووزراء يقومون بواجباتهم ضمن اختصاصاتهم، وبعيداً عن تقمّص المستشارين للأدوار. عامٌ من الوعود الفارغة ‏والإجراءات الفاشلة التي لم تفلح إلّا في تحويل الواقع من سيّء إلى أسوأ، والحبل على الجرار‎.‎

التمهيد لرفع الدعم الكامل عن المحروقات بات واضحاً، والأزمات التي تعانيها مختلف القطاعات خير دليل. فهذا ‏السيناريو اختبره اللبنانيون قبل أسابيع قليلة حينما رُفع الدعم جزئياً عن المواد النفطية. القطاعات في حالة شلل تام ‏بغياب مصادر الطاقة، فالأمن الغذائي مهدّد مع تراجع إنتاجية الأفران واحتمال توقّفها عن العمل، والأمن الصحّي ‏بخطر في ظل تراجع مخزون المستشفيات، وتعذُّر قيامها بالعمليات، أو تشغيل أقسام‎.‎

حكومياً، لم تحرّك المياه الراكدة أيّ بحصةٍ منذ اللقاء الأخير الذي عُقِد بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي يوم ‏الجمعة. لم يُحدّد بعد أي موعد للرئيس المكلّف في قصر بعبدا، وهو إن دل على شيء، فهو يدلّ على أن الأمور لا ‏تسير في الاتجاه الصحيح، ووتيرة التأليف تتراجع شيئاً فشيئا، في حين أن العقبات لا زالت على حالها، لا بل تتكاثر ‏يومياً مع طرح ملفات إشكالية كان قد اعتقد اللبنانيون أنها صارت خارج التداول نهائياً‎.‎

أحد هذه الملفات حقيبة وزارة المالية، والتي تمّ الاتّفاق في وقت سابق على إيلائها للثنائي الشيعي، دون أن تؤثر على ‏توزيع باقي الحقائب على الطوائف. إلّا أنها عادت إلى ساحة النقاش مجدداً‎.‎

عضو كتلة التنمية والتحرير، أيوب حميّد، رأى أن “عودة الحديث عن حقيبة المالية هو قفزٌ عن مجريات المباحثات ‏التي تحصل بين الرئيسين عون وميقاتي. أما وحول اعتبار “المالية” هي العقدة، فإنّ الموضوع ليس في هذه الاتجاه، ‏فالأمور المتداولة تفضح مكمن العُقد، وهذا الأمر ليس خافياً على أحد‎”.‎

وعن مبادلة حقيبة المالية بالداخلية، لفت حميّد في حديث مع جريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أن “الموضوع لم يُطرح ‏علينا، وبالتالي لم نبحث به من الأساس‎”.‎

وأضاف: “يحاول الرئيس المكلف تثبيت ثوابت معيّنة، قوامها إخراج الوزارات السيادية من سياق المداورة، ونحن ‏ليس لدينا أي موقف سلبي من الإبقاء على التوزيع نفسه لهذه الحقائب‎”.‎

وختم حديثه متمنياً تشكيل الحكومة بأقرب وقت‎.‎

بعيداً عن السياسة وكواليسها، يهدّد انقطاع المازوت سير عمل مختلف المؤسّسات الضرورية. فقد استجدت أزمات إلى ‏أزمة الكهرباء والتقنين. مخزون المؤسّسات التي تحتاج إلى مصادر الطاقة يتراجع بشكلٍ كبير، والشركات لا تُسلّم ‏المادة، مما يهدد الأسواق والمواطنين بشكلٍ مباشر‎.‎

رئيس نقابة صناعة الخبز، طوني سيف، أعلن أن “عدداً من الأفران توقّف عن العمل، في حين أنّ مخزون الأفران ‏المتبقية شارف على الانتهاء، وهي تحاول قوننة استخدامه لاطالة الأمد أكثر، وذلك عبر تخفيض ساعات العمل ‏وتراجع الإنتاجية‎”.‎

وفي اتصالٍ مع جريدة “الأنباء” الإلكترونية، كشف سيف أنّ “المادة ستنفد خلال مهلة أقصاها يومين، وبعدها ستفتقد ‏الأسواق للخبز إثر تراجع الإنتاج، ونحن لن نتوجّه إلى السوق السوداء لتأمين مادة المازوت بسعر 300 ألف ليرة ‏للصفيحة، وبالتالي على المعنيين إيجاد الحلول بأسرع وقت‎”.‎

وفي هذا السياق، أشار إلى أن “أصحاب الأفران تلقوا وعوداً بتأمين المازوت، خصوصاً وأن عدداً من الشركات ‏المستوردة باتت لديها المادة، لكن حتى الآن لا شيء على الأرض. وزارة الاقتصاد من جهتها نفت علاقتها بتأمين ‏المازوت، لكنها تسعى مع الجهات المختصة، وزارة الطاقة ومصرف لبنان والشركات المستوردة لتأمين المازوت ‏مقابل بونات، لكن الجواب أن لا مخزون

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *