الأمور بخواتيمها.. بهاتين الكلمتين المعبّرتين اختتم الرئيس المكلف نجيب ميقاتي حديثه عن أجواء اللقاء العاشر الذي عقده مع رئيس الجمهورية ميشال عون من دون تحديد موعد جديد، ما يوحي بأن الأمور لم تصل بعد الى مرحلة الاتفاق النهائي على خلاف الأجواء الايجابية التي تناقلتها بعض وسائل الاعلام والتي كشف عنها الرئيس عون بنفسه، وإنْ كانت لا تلغي احتمال ولادة الحكومة في وقت قريب على وقع التطورات الخطيرة في البلاد، الا ان المخاض الحكومي يعيقه كما في كل مرة شيطان التفاصيل، خاصة بعدما أعلن ميقاتي ان البحث وصل إلى الأسماء.
مصادر سياسية علّقت عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية بالقول: “الذين اعتقدوا ان انفجار خزان البنزين في بلدة التليل وسقوط عشرات القتلى والجرحى من بينهم عسكريين سيعجّل بتشكيل الحكومة، أخطاوا بالحسابات وبتقدير الامور، تماما كما أخطاوا بتقديراتهم ورهاناتهم بعد انفجار المرفأ بانتظار ربما كارثة أسوأ من هذين الانفجارين المروعين”.
الا أن المصادر اعتبرت أن “تفاؤل ميقاتي بارتفاع أسهم تشكيل الحكومة مبرر في مكان ما لأن البلد أصبح على كف عفريت، وأي موقف سلبي قد يعلنه الرئيس المكلف سيؤدي الى ارتفاع خيالي للدولار الاميركي ربما يصل الى 30 الف ليرة. عندها ماذا سيحل بالناس وكيف يمكنهم تدبر أمورهم؟”.
المصادر أشارت الى ان “ملف تشكيل الحكومة دونه مطبّات كثيرة والتفاؤل الذي يتحدث عنه ميقاتي سبق للرئيس سعد الحريري إعطاء جرعات تفاؤلية مماثلة، فماذا كانت النتيجة؟”.
بدوره، استبعد عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار ان يتمكن ميقاتي من تشكيل الحكومة. وأشار في حديث لجريدة الانباء الالكترونية الى ان “التفاؤل الذي عبّر عنه الرئيس المكلف شهدنا مثيلا له في السابق، ولكن الامور تلاشت في نهية الامر بسبب إصرار عون على شروطه التي تختصر بالسيطرة الكاملة على الحكومة وسيطرة صهره جبران باسيل عليها بالكامل”.
وقال الحجار ان “هذا الرجل لا يقيم اي وزن للمصلحة الوطنية فلا يهتم الا بعائلته، فهي عنده تتقدم على ما عداها. ونتمنى ان يتمكن الرئيس ميقاتي من تشكيل الحكومة بشروط المجتمع الدولي فتتمكن من استعادة ثقة العالم بلبنان، فنكون من أشد المصفقين له والداعمين، فنحن فريق ننتمي الى مدرسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ندعم الرئيس ميقاتي ونتمنى له التوفيق بتشكيل حكومة قادرة ان تضع خطة انقاذية وتفتح حوارا مع صندوق النقد الدولي ونكون في قمة السعادة لكن من جرب المجرب كان عقله مخرب”.