في عهد الانهيارات والتفجيرات والانفجارات عض اللبنانيون، مرة أخرى، على جراحهم، بعد الانفجار الآثم، الذي وقع فجر الأحد في بلدة التليل العكارية، شمال لبنان، وأودى بحياة 27 مواطناً وإصابة 79 آخرين بجروح وحروق بليغة، مع الإحتياجات الطبية والمساعدات المشكورة من بعض الدول الشقيقة والصديقة، على خلفية المحروقات الخاضعة لسلطة وزارة الطاقة، التي يقف على رأسها وزراء من التيار الوطني الحر منذ العام 2015.
إلا أن الطامة الكبرى برزت في انفضاض الاجتماع العاشر بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي من دون التوصل إلى نتائج عملية، جعلت عملية التأليف مؤرجحة بين صدور المراسيم أو الخروج من حلبة التكليف، مع أن الرئيس المكلف أكد لدى خروجه من اللقاء مع رئيس الجمهورية أن ما يستطيع قوله: إن نسبة تشكيل الحكومة أكثر من نسبة الاعتذار، ولكن لا شيء يثبت ذلك.
وفيما لا تزال مصادر بعبدا، تسرب اجواء إيجابية عن اللقاء الاخير بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، وتاكيدها بأن مسار تشكيل الحكومة الجديدة، يأخذ طريقه باتجاه اكتمال التأليف، لوحظ ان تصريح الرئيس المكلف ميقاتي بعد اللقاء، كان يوازي بين التحفظ والتفاؤل الحذر، مع حرصه على الاشارة الى انه، مايزال متمسكا بموعد محدد لمهمته لن يتجاوزه، مايؤشر بنظر مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة، الى ان ثمة عقبات، ماتزال تعترض عملية التشكيل.
وفيما نقلت المصادر عن اوساط بعبدا، انه تم تبادل لائحتين للاسماء المرشحة للتشكيلة الوزارية خلال اللقاء وانه، تم تذليل عقدة وزارة الشؤون التي يصر عليها رئيس الجمهورية، باعطاء حقيبة التربية للاشتراكي، فيما لم تحل عقدة وزارة المال بعد لاستمرار تمسك بري بصراحه للوزارة، في حين يرفض معظم الاطراف تولي حقيبة الطاقة أيضا. وفي اعتقاد المصادر ان مسار تشكيل الحكومة، مايزال يراوح مكانه، ضمن دائرة الشروط والمطالب المتجددة التي يطرحها الرئيس عون الذي، يقدم مطلبا جديدا في كل مرة ما يعيد البحث في كل الاسماء من جديد.
واعتبرت انه لو ان هناك نوايا سليمة من قبل رئيس الجمهورية لتسريع تشكيل الحكومة العتيدة، لتم تجاوز العديد من العقد والصعوبات بسرعة، لمواجهة تسلسل الاحداث المتسارعة ووضع حد لها. الا ان ما يحصل العكس، وابدت المصادر خشيتها من تكرار مسلسل التعطيل المتعمد الذي اتبع مع الرئيس سعد الحريري سابقا، مع ميقاتي الذي يحرص على كتم تفاصيل مشاوراته مع عون حتى المقربين، أملا في تخطي هذه العراقيل قريبا.ولاحظت المصادر، ان عدد لقاءات رئيس الجمهورية مع الرئيس المكلف، بات يقترب من معدل عدد اللقاءات التي عقدها عون مع الحريري سابقا، الامر الذي لا يبعث على الارتياح ويؤشر إلى نوايا مبيتة وسلبية بالنسبة لعملية التشكيل عموما.
ولاحظت المصادر ان رئيس الجمهورية، لا يعطي الرئيس المكلف اجوبة نهائية على الافكار والطروحات المعروضة لحل العقد، وهو يطلب باستمرار مهلة للتمعن فيها ودراستها مع فريقه السياسي، اي رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي لوحظ استنادا الى عاملين في بعبدا، انه يجتمع مع رئيس الجمهورية، قبل اي لقاء يعقد الاخير مع الرئيس المكلف وبعده، كما حصل بالامس تحديدا.
وقالت مصادر سياسية مواكبة لعملية تأليف الحكومة لـ«اللواء» أن التفاؤل الحذر لا يزال يطغى على ملف التأليف، وإن اللقاء العاشر بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف دخل في مرحلة الأسماء على الحقائب التي حصل توافق حولها وأشارت إلى ان هذه المرحلة تتطلب المزيد من التشاور لا سيما أن هناك أكثر من اسم مرشح للتوزير في كل حقيبة.
وكشفت أن النقاش يدور حول الأسماء لبعض الحقائب الوزارية لا سيما تلك التي تم التفاهم على أن تكون توافقية. وأشارت إلى أن الرئيسين عون وميقاتي تبادلا وجهات النظر في ما خص الأسماء ويدرسها الطرفان على أن ياخذا الوقت الكافي للاتفاق عليها أو تعديلها من أجل قيام تفاهم حولها ويفترض أن يتبلور ذلك في الساعات الثماني والأربعين المقبلة. وأوضحت أن هناك أسماء لا مشكلة حولها وأخرى يتم التداول بها وتحتاج إلى أخذ ورد. وعلم أنه لم يتم التأكد ما إذا كانت هناك وجوه جديدة ستوزر او ستعود وجوه قديمة سبق لها أن وزرت وقدمت مثالا جيدا في العمل الحكومي.
وفهم أنه لا تزال هناك حقيبتان تشكلان محور تشاور وبالتالي لن يتم البت بهما بسبب وجود مطالب مستجدة لبعض الفرقاء بتم العمل على تذليلها وهي محور نقاش من أجل الحلحلة لا سيما أن هؤلاء الفرقاء يبدون اهتماما ببعض الوزارات. وفهم أيضا أن وزارة الطاقة لا تزال محور نقاش في حين أن وزارة الشؤون الاجتماعية في طريقها إلى الحل. ولفتت المصادر إلى أن رغبة تأليف الحكومة سريعا لا تزال قائمة.
وأفادت أن الوضع في عكار احتل حيزا من البحث وكان تأكيد مشترك على ضرورة معالجته.
اما أوساط مراقبة فعكست اجواء غير مريحة للقاء لاسيما أن هناك شروطا جديدة فرضت كما أن هناك أسماء غير مقبولة لدى الطرفين، مشيرة إلى أنه لا بد من انتظار بعض الوقت وترقب التحركات المقبلة في حين لم يحدد موعد جديد للقاء عون وميقاتي في الوقت الذي يتردد فيه أن الاجتماع بينهما قد يحصل في أي وقت.
وسجلت المصادر المعنية الملاحظات التالية على موقف رئيس الجمهورية:
1- وضع فيتو على اسم يوسف خليل لوزارة المالية، مع العلم ان الثنائي الشيعي لا يضع مثل هذا الفيتو. وقيل إن الرئيس نبيه بري أبلغ الرئيس ميقاتي تسمكه بترشيح خليل للمالية.
2- وضع فيتو على اسم اللواء مروان زين لوزارة الداخلية.
وعلى الرغم من نفيه أن يكون في بعبدا، قبل وأثناء لقاء الرئيسين، فان مصادر مراقبة شككت بنفي النائب جبران باسيل أن يكون وراء إعادة عقارب الساعة إلى الوراء في اللقاء العاشر في قصر بعبدا.
وكان الملف الحكومي حضر في لقاءسن، الأول السبت الماضي، بقي بعيداً من الإعلام، وكانت أجواؤه ايجابية، استكمل فيه البحث في بعض الطلبات الوزارية المستجدة من افرقاء آخرين مشاركين في الحكومة.
وقال ميقاتي بعد اللقاء: نتقدم من اهالي التليل بالتعازي. ونحاول حل الموضوع بالطريقة الملائمة للجميع، على أن تُشكل حكومة تواجه الواقع الموجود في لبنان. ونريد أن تتضافر الجهود كي تقوم الحكومة بواجباتها. واضاف: الحديث مع الرئيس عون كان بالعمق وستكون لنا لقاءات أخرى هذا الأسبوع ودخلنا بموضوع الأسماء.
وتابع: العبرة في النهاية ولن أشرح من هذا المنبر المشاكل الموجودة. لكن نسبة تشكيل الحكومة أكبر من نسبة الاعتذار ولا وقت محدد لديّ ولكن المدة ليست مفتوحة.
وكان قد عُقِد اجتماع بعيدا عن الاعلام السبت بين الرئيس عون والرئيس ميقاتي، استكملا خلاله البحث في التشكيلة الحكومية، وذكرت مصادرمتابعة للإجتماع ان الاجواء كانت ايجابية، وان الرئيس ميقاتي سيستكمل معالجة بعض الطلبات الوزارية المستجدة من افرقاء آخرين مشاركين في الحكومة.
وقد كثّف ميقاتي حركته السياسية خلال اليومين الماضيين واجرى إتصالات مع الأطراف الممثلة في مجلس النواب، للوقوف عند آرائهم حيال موضوع التسميات بعدما باتت مسألة التوزيعة في الحقائب مُنجزة تقريباً، ولرغبته في إنجاز «مسودة حكومية كاملة»، لعرضها على رئيس الجمهورية.
وعلمت «اللواء» ان الدخول في مرحلة الاسماء يتطلب المزيد من التشاور لاسيما وان هناك بعض الحقائب توافقية. لذلك طرحت اسماء ودار بحث حولها وتبادل اسماء وسيُعطي الرئيسان الوقت الكافي لدرسها والاتفاق عليها. لأن البحث في الاسماء يأخذ عادة بعض الوقت.لذلك الامور تسير على نحو جيد ولكن ببطء.
وفي هذا السياق، قالت مصادر سياسية مطلعة في حديث مع الميادين نت إن «عون وميقاتي اقتربا من التوقيع على مرسوم تأليف الحكومة اللبنانية العتيدة». وأكدت المصادر أنه «إذا لم يحدث شي كبير وفوق العادة فإن الحكومة الجديدة ستولد خلال أيام على أبعد تقدير، إلا إذا اُعيد خلط الأوراق وتعقيد الموقف في اللقاءات التي يجريها عون وميقاتي هذين اليومين حول الحكومة».
وأضافت المصادر عينها أن «تسليم حزب الله وحركة أمل أسماء الوزراء المرشحين للوزارة من قبلهما يعتبر مؤشراً جدياً على التقدم في عملية التأليف التي دخلت مرحلة البحث في الأسماء، بعدما جرى تذليل عقدتي حقيبتي الداخلية والعدل، اللتين كانت تمثلان جوهر التعقيدات المحلية في مقاربة كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف».
وكشفت أن «الحقائب السيادية ستظل موزعة على الطوائف الكبرى على غرار توزيعها في الحكومة المستقيلة، ويبقى الانتهاء من تثبيت الحقائب التي ستعطى لتيار المردة وحلفائه التي تعتبر أوساط رئيس الحكومة المكلف أنها قابلة للحل».
وفي التحركات السياسية ايضا، التقى عون امس، سفيرة الولايات المتحدة دوروثي شيا، التي قالت بعد اللقاء: «التقيت صباحاً رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي حيث بحثنا الجهود اللبنانية لتشكيل حكومة بسرعة، وقد بحثنا الموضوع نفسه مع الرئيس عون.
أضافت: الشعب يعاني والاقتصاد والخدمات الأساسية وصلا إلى حافة الانهيار. كل يوم يمر من دون وجود حكومة تتمتع بالصلاحيات وملتزمة وقادرة على تنفيذ إصلاحات عاجلة، هو يوم ينزلق فيه الوضع المتردي أصلا أكثر فأكثر إلى كارثة إنسانية.
وتابعت: «نحن نحضّ الذين يواصلون عرقلة تشكيل الحكومة والإصلاح على وضع المصالح الحزبية جانبا. لقد رحبنا بإطار العقوبات الجديدة التي أعلن عنها الاتحاد الأوروبي لتعزيز المساءلة والإصلاح في لبنان، وستواصل الولايات المتحدة التنسيق مع شركائنا بشأن التدابير المناسبة.
واعتبرت شيا أن «لبنان يحتاج إلى قادته لاتخاذ إجراءات إنقاذ عاجلة، وهذا لا يمكن أن يحدث دون حكومة ذات صلاحيات تركز على الإصلاح وتبدأ في تلبية احتياجات الشعب وتباشر العمل الجاد من أجل التعافي الاقتصادي».
وعلم ان مهمة شيا ركزت على امرين: الحكومة والعقوبات وبواخر المحروقات التي يعتزم حز بالله ايصالها من ايران الى لبنان.
الى ذلك، أعرب الرئيس عون عن أمله في أن «نتوصل الى الحد من الازمة من خلال تشكيل حكومة جديدة في الأيام القليلة، برغم سعي البعض لعرقلة هذا التشكيل»، وقال خلال استقباله امس المجلس الوطني للتجمع من أجل لبنان في فرنسا: أن رئيس الجمهورية، برغم ما خسره من صلاحيات، إلا انه شريك في التأليف مع رئيس الحكومة المكلف، وله ان يختار من بين الأسماء المطروحة في ظل ما يتمتع به من سلطة معنوية.
اضاف: أن نضالنا مستمر من أجل إعادة بناء هذا البلد، برغم كل الصعاب والمواجهات التي تعترضنا وحملات التضليل والشائعات، وقال: لن استقيل وسأقوم بواجباتي حتى النهاية، وآمل أن تبدأ معي مرحلة إعادة إعمار لبنان نفسيا وماديا على ان يستكملها الرئيس الجديد في وقت لاحق.
واكد سعيه المتواصل لإجراء التدقيق الجنائي. وقال: كلما اقترب الأمر من التحقيق زادت الضغوط لمنعه. الفساد وليد الذهنية المافيوية كما أثبتت الوقائع على مر العصور، وهناك ما تحقق أخيرا لجهة رفع السرية المصرفية».
وكان رؤساء الحكومات السابقين اجتمعوا صباح الأحد الماضي عبر تقنية زوم، واعتبروا ان المصيبة التي حلت بعكار، هي «واحدة من مظاهر سقوط الدولة اللبنانية وتلاشيها، وبالتالي وجوب مبادرة رئيس الجمهورية، وكل الأطراف السياسيين الفاعلين فوراً إلى فك العقد التي لا تزال تحول دون تأليف الحكومة حتى الآن».
وفي سياق حكومي، قال رئيس تيّار المردة النائب السابق سليمان فرنجية (مستقبل ويب) ان «ليس هدفنا المشاركة في الحكومة»، موضحاً: «لكن هذا لا يعني اننا نتهرب من المسؤولية، ولا نقبل ان نكون شرابة خرج».
رسالة عون للمجلس
على صعيد آخر، وبعد رفض الرئيس دياب دعوة عون الى عقد جلسة لمجلس الوزراء للبحث في رفع الدعم عن المحروقات وتأثيراته السلبية، وجّه عون رسالة يوم السبت الى مجلس النواب «بواسطة الرئيس نبيه بري طلب فيها مناقشة الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي استجدّت بعد قرار حاكم مصرف لبنان وقف الدعم على مواد وسلع حياتية وحيوية وما نتج عنه من مضاعفات، وذلك لاتّخاذ الموقف أو الإجراء المناسب في شأنه». وسيتقرر اليوم الموقف من الرسالة بعدما يتبلغها الرئييس بري.
وحسب مصادر مقربة من عين التينة، فان رئيس المجلس ملزم بالدعوة للجلسة طبقا للمادة 145 من النظام الداخلي خلال ثلاثة ايام من تسلمه رسالة رئيس الجمهورية (علما ان بري لم يستلم حتى الان الرسالة ومن المتوقع ان يتسلمها اليوم، لان المجلس يومي السبت والاحد في عطلة، بالإضافة الى يوم امس تزامنا مع عيد انتقال السيدة العذراء)، وتقول ان اي اجراء او موقف سيتخذه المجلس هو يمثابة توصية لحث الحكومة وان تصريف اعمال على التحرك، وكما حصل مع الرسالة الاولى المتعلقة باتهام الحريري بصفته الرئيس المكلف انذاك، ومطالبة المعنيين بتشكيل الحكومة فورا، وعدم تهرب التسلطة التنفيذية من مسؤولياتها وتحميلها العبء للمجلس.
وعليه، فان دعوة بري قد تكون خلال اليومين المقبلين، مع الاخذ بالاعتبار مصادفة يوم عطلة لمناسبة عاشوراء، مع الاشارة الى ان نصاب الجلسة سيبقى رهن الاخذ والرد، بعد مقاطعة الكتل المسيحية الجلسة التي دعا اليها بري حول مناقشة العريضة النيابية المتعلقة بانفجار المرفا.
كارثة إنفجارالتليل
توالت الكوارث على لبنان وهذه المرة بفعل طمع تجار السوق السوداء ومهربي المحروقات حيث انفجر خزان بنزين في بلدة التليل في عكار خلال تجمع نحو مئتي شخص قربه بعد مصادرة الجيش له، ما ادى الى استشهاد نحو 29 شخصا بينهم عسكريين وإصابة نحو مائة شخص بحروق اكثرها بليغة وفقدان بين ثمانية وعشرة اشخاص، وجرى نقل عدد من المصابين بحروق شديدة الى مستشفى الجعيتاوي المختص بالحروق، وحصل تدخل عربي ودولي لنقل المصابين بالحروق فتم نقل عدد منهم مساء امس الاول الى تركيا وتم ارسال مواد إسعافية للحروق من عدد من الدول.
وكان الجيش قد صادر الخزان العائد للمدعو علي صبحي الفرج(الموقوف منذ اشهر بتهمة التهريب الى سوريا) كان موضوعا في قطعة ارض لمواد البناء تخص المدعو جورج الرشيد، واخذ منه حمولة صهريج وترك الباقي لتوزيعه على المواطنين الذين تهافتوا من قرى المنطقة لتعبئة ماتيسّر، لكن تردد ان احد الاشخاص وقد يكون والد صاحب الخزان او احد اتباعه ازعجه اجراء الجيش بتوزيع البنزين مجانا فاطلق رصاصة بإتجاه الخزان فتسربت منه المادة، بينما ذكرت معلومات اخرى ان احد الاشخاص كان يحمل قداحة او سيجارة سقطت منه فاشتعل البنزين وانفجر الخزان.وقدباشرت القوى الامنية التحقق في مسببات الحادث واوقفت الرشيد والفرج وعددا من المقربين منهما للتحقيق.لكن الرشيد ادلى بتصريح مصور نفى فيه علاقته بالخزان. وذكر في التسجيل المصور حيثيّات الإتصال الذي جرى مع والد علي حيث أكّد فيه عدم علمه بوجود مادة البنزين على أرضه وطالبوالد علي بسحب المحروقات، كما نفى جورج أن يكون إبنه أطلق النار كما يُشاع على بعض وسائل الإعلام حيث أنّ إبنه لا يملك أيّ سلاح كما أنّ العائلة بأكملها لا تملك أسلحة.
ونتيجة للكارثة هاجم اشخاص غاضبون منزل الرشيد في بلدته التليل واحرقوه. وهددوا نواب المنطقة بالحساب.كماجرت احتجاجات امام منازل الرئيس نجيب ميقاتي في طرابلس وبيروت وبعض نواب عكار، تخللتها مناوشات مع القوى الامنية لا سيما بعدما عمد المحتجون على تحطيم زجاج مدخل منزل ميقاتي.وعاد الهدؤ نهار امس الى التليل فيما استمرت مديرية مخابرات الجيش في التحقيق وتم الاستماع الى بعض الشهود والجرحى.
وفي اول تحرك رسمي، عقد المجلس الاعلى للدفاع اجتماعا طارئاً بعدوة من الرئيس ميشال عون وحضره رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان ديب، تلا بعده الامين العامللمجلس اللواء محمود الأسمر مقررات المجلس وجاء فيها:
– الطلب الى الأجهزة العسكرية والأمنية ضبط الوضع العام في منطقة عكار لتفادي أي فلتان أمني، حماية لمصالح المواطنين وسلامتهم.
– إبلاغ وزارة الصحة فتح المستشفى المخصص للحروق في صيدا،والطلب من وزيري الصحة والطاقة العمل على تأمين المشتقات النفطية اللازمة لتأمين عمل المستشفيات.
– رفع الإنهاء النهائي من المجلس الأعلى الى الحكومة لاصدار مرسوم يتعلق بمراقبة مصادر الطاقة لمدة شهر من قبل البلديات.
ولم تنتهِ الكارثة عند هذا الحد فتلتها مباشرة كارثة سياسية تمثلت بتبادل تيار المستقبل والتيار الوطني الحر الاتهامات عن مسؤولية نواب الطرفين في عكار بحماية المهربين، اسعد درغام من التيار ووليد البعريني ومحمد سليمان من المستقبل، وجرت حملة واسعة بين الطرفين لمدة يومين توجها الرئيس سعد الحريري بتعليق دعا فيه الرئيس ميشال عون ال الرحيل، وانتهت ببيانين منهما بوقف التراشق الاعلامي.
وأصدر «تيار المستقبل» بياناً أشار فيه إلى أنه «كارثة عكار كشفت المستور السياسي ومحاولة القاء التبعات على المنطقة واهلها وصولاً للمطالبة باعلانها منطقة عسكرية بدل اعلانها منطقة منكوبة، وفي المستور ايضاً تأجيج الخطاب الطائفي لغايات في نفس رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل».
وأضاف ولأن «عكار أقوى من أن تستدرج الى الفتنة، وهي بكافة مواطنيها وبلداتها تتشبث بالعيش المشترك والسلم الاهلي، ولن تسمح لاي طابور داخلي او خارجي بكسر وحدتها وتضامنها، فان تيار المستقبل وعملاً بتوجيهات مباشرة من الرئيس سعد الحريري، يدعو كافة المحازبين والناشطين والانصار الى التعبير عن التضامن مع اهلنا المنكوبين بالوسائل السلمية، وتجنب الانجرار لاجواء التحريض على كل صعيد».
كما صدر عن التيار الوطني الحر بيان جاء فيه: قطعاً لطريق الفتنة التي ينتهجها النائب سعد الحريري عن سابق إصرار وتصميم من مقرّ عمله المجهول المكان، مستخدماً لسان السوء إياه، سننقطع اليوم عن أي سجال معه، إحتراماً لدماء الشهداء وآلام المتألمين. حمى الله لبنان من الفتنة الطائرة من مقار السفارات على جناح الاستثمار والعمولة.
المحروقات
على صعيد المحروقات، أكد رئيس مجلس إدارة «الكورال» و»ليكوي غاز» أوسكار يمين لـ»لبنان الكبير» ان هناك «باخرتين مازوت قرب الشاطىء، الاولى تابعة لنا والثانية لشركة uniterminal تحويان ٨٠ مليون ليتر من مادة المازوت وباخرة تابعة لنا محملة ب ٤٠ مليون ليتر من مادة البنزين لا نستطيع تفريغها قبل الاتفاق على التسعيرة والمنصة الجديدة التي يفترض ان يحددها لنا الحاكم بالاتفاق مع وزارة الطاقة ولم نأخذ موافقة ولو شفوية عليها».
وقال: «المخزون الموجود حاليا ينتهي بعد أيام قليلة وعليهم ان يحسموا الامر سريعا بخصوص البواخر الجاهزة لأنهم يعلمون انه لدينا قدرة تشغيلية وتسليمية عالية بحدود ال٢٠ مليون يوميا، وهي الكمية التي تكفي لتغطية كافة سوق الاستهلاك».
والى ذلك، علم موقع «لبنان الكبير» من مصادر خاصة أن «حزب الله» بدأ فعليا بإدخال البنزين والمازوت المستورد إلى لبنان بعدما وصلت ناقلة النفط الايراني إلى مصفاة بانياس في سوريا.
وتتولى صهاريج نقل المحروقات براً إلى لبنان ليتم تفريغها في محطات «الأمانة» التابعة لـ»حزب الله». وسيتراوح سعر صفيحة المازوت ما بين ٥٥ ألف ليرة إلى ٦٥ ألف ليرة.
وانسحبت البلبلة التي تسبب بها قرار رفع الدعم عن المحروقات، على الأرض حيث طوق مشهد طوابير الذل امام المحطات، الاراضي اللبنانية من شمالها الى جنوبها وصولا الى البقاع، حيث تصطف السيارات كيلومترات لمحاولة التزود ببعض الوقود، هذا إن توافر.
وأعلنت المديرية العامة للنفط والمصرف المركزي في بيان، أن «بعد التواصل بين وزارة الطاقة والمصرف المركزي، توافق الطرفان على ان يتم تسديد ثمن المخزون من المحروقات الموجود حاليا لدى الشركات المستوردة على سعر صرف 3900، وعليه يطلب من الشركات المستوردة للنفط تسليم السوق المحلي بالمحروقات مع إعطاء الاولوية للمستشفيات، مصانع الأدوية والامصال، الأفران، المطاحن، المرافق الحيوية، وذلك عبر جداول تصدر عن وزارة الصحة ووزارة الاقتصاد والتجارة واعتماد جدول تركيب الاسعار الصادر نهار الاربعاء الفائت، على ان تستمر كل الوزارات والادارات والاجهزة الامنية وفق صلاحياتها بمراقبة التوزيع والتزام الاسعار الرسمية المعتمدة لمنع التهريب والتخزين والبيع عبر السوق السوداء».
إلى ذلك،واصلت القوى الأمنية عمليات دهم المحطات المقفلة، حيث تتم مصادرة المواد المخزنة من بنزين ومازوت»، وتوزيعها على المستشفيات والأفران والمواطنين.
وفي الإطار، دهمت قوى من مخابرات الجيش في مركز مرجعيون محطات المحروقات كافة في المنطقة، وعمدت الى فتحها بعد الكشف على المخزون، كما دهمت القوى الامنية في الكورة محطات المحروقات كافة في القضاء، حيث عمدت الى فتحها جميعها بعد الكشف على المخزون فيها. كذلك، دهمت قوة من مخابرات الجيش محطات المحروقات في قضاء حاصبيا، وعمدت الى فتحها بعد الكشف على المخزون.
وأضافت قيادة الجيش في تغريدة عبر الحساب الرسمي على تويتر بأنه تم «مصادرة 25500 ليتر من مادة البنزين المخزنة في احدى المحطات في بلدة بوارج و53000 ليتر من محطة في ضهر البيدر، وستوزع كمية 57000 ليتر من مادة المازوت التي تمت مصادرتها من محطة في بلدة لالا – البقاع الغربي على المولدات والمشاريع الزراعية بحسب التسعيرة الرسمية»
ودعا الجيش للتبليغ عن اية محطة وقود عمدت الى تخزين مادتي البنزين والمازوت واقفلت أبوابها أو أي جهة تبيع البنزين أو المازوت في السوق السوداء، عبر الاتصال على الرقم 117».
ووزّع الجيش اللبناني 4000 ليتر من احتياط المحروقات لديه على مئتين واربعين صيادا في منطقة العبدة، استنادا الى لوائح اسمية تم اعدادها، فيما صادر فوج التدخل السادس في البقاع 400 ألف ليتر من المازوت في البقاع الأوسط، ويعمل على توزيعها لصالح المستشفيات والافران وكهرباء زحلة.
وفي السياق، ضبط الجيش كمية كبيرة من المازوت في مزارع تابعة لابراهيم صقر في محيط مطار رياق موضوعة داخل خزانات مطمورة تحت الارض. وكان الجيش قد نشر ايضا عبر موقعه على تويتر فيديو وهو يصادر 400 طن من مادة المازوت وقام بتوزيعها على عدد من المستشفيات والافران والبلديات والمزارعين. كما تم ضبط أكثر من 200 الف ليتر في شرق بعلبك، وسيتم أيضا توزيعها على المستشفيات والافران، ضمن حملة المداهمات التي ينفذها الجيش على محطات الوقود واماكن تخزينها.
كذلك، أعلنت قوى الأمن الداخلي عبر «تويتر» أنّ دوريّة من فصيلة صور ضبطت حوالى 45 ألف ليتر من مادّة البنزين و32 ألف ليتر من مادة المازوت في إحدى المحطّات، كما كشفت عن مواسير وهميّة تُستخدم للتلاعب بقياس كمية المحروقات المُخزّنة، وتمّ إجبار صاحب المحطّة على فتحها وتعبئة الوقود للمواطنين كما تمّ استدعاؤه للتحقيق بناءً لإشارة القضاء.
بالتزامن، صادر عناصر من أمن الدولة كمية كبيرة من غالونات البنزين من منزل اللبناني ع.ح في بلدة دير عامص في قضاء صور ويجري التحقيق بإشراف القضاء المختص.
وداهمت دورية من دائرة أمن عام النبطية بمؤازرة دورية من الامن الإقليمي في الجنوب في الامن العام، محطة دياب ترحيني في بلدة عبا، حيث تم العثور على كمية 4500 ليتر في خزاناتها، ويمتنع صاحبها عن فتحها وبيع المواطنين. وأنه بناء على اشارة النائب الاستئنافي العام في النبطية القاضي عباس جحا تم ختم المحطة بالشمع الاحمر وإحالة صاحبها الى التحقيق.
583718 إصابة
صحياً، سجلت وزارة الصحة العامة 706 اصابات جديدة بفايروس كورونا، مما رفع العدد التراكمي إلى 583718 إصابة مع تسجيل 6 حالات وفاة.