بلغ لبنان نقطة الذوبان بالكامل. لا مازوت ولا بنزين، لا انترنت ولا كهرباء، لا خبز ولا مولدات. مستشفيات تقاوم لحظة اعلان توقفها عن العمل، سوبرماركات تقفل ابوابها، اشكالات “نارية” على محطات بيع المحروقات، عائلات بأكملها تهاجر تغص بها قاعات مطار بيروت الدولي، فيما أقصى أولويات أصحاب الأمر والنهي، تتركز على مَن يقضم أكثر مِن كعكة الحكومة التي لم تجد سبيلا الى النور بعد عام ونيف، ومن يتحكّم بادارتها وبقرارها الانتخابي.
ايجابية مفرطة؟!
الرئيس المكلف نجيب ميقاتي زار قصر بعبدا امس حيث استكمل مع رئيس الجمهورية البحث في الملف الحكومي. وقال بعد اللقاء:” لم نتطرق إلى ملف البرنامج الحكومي. ونحن أمام الامتار الاخيرة من تشكيل الحكومة”.
وأكد “نحن نعمل بجهد لإزالة كل العقبات. وتشكيل حكومة تراعي كل التوازنات يأخذ بعض. وقال:لم نتطرق إلى ملف البرنامج الحكومي ونحن أمام الامتار الاخيرة من تشكيل الحكومة”.
وافادت المعلومات ان عملية غربلة الاسماء بدأت وحظوظ الانفراج الحكومي تكبر والنقاش يجري لاختيار اسماء ترضي الداخل والمجتمع الدولي للحصول على المساعدات. واشارت معلومات “ام تي في” الى ان اللقاء اليوم بين عون وميقاتي تمّ الاتفاق عليه بالأمس بعد اللقاء الذي جمعهما. واضافت: حقيبة “الطاقة” ستكون من حصة رئيس الجمهورية وتيار “المردة” طلب الحصول على أكثر من حقيبتين إلا أنّ الاتصالات أفضت إلى الاتفاق على حقيبتين فقط. ولفتت الى ان مصادر بعبدا متفائلة بإمكان ولادة الحكومة خلال الساعات المقبلة. بدورها اشارت او تي في الى ان الاتصالات حسمت مبدئيا للمردة اما الطاقة فالاتجاه لأن تكون ضمن حصة رئيس الجمهورية لكن باسم توافقي. وقالت : الحقائب التي لا تزال محور نقاش لناحية الاسماء هي العدل والداخلية، اما الطاقة والاتصالات فلناحية التوزيع.
فتح اعتمادات
معيشيا، حلحلة مؤقتة في ملف المحروقات. فقد افيد ان مصرف لبنان يوافق على ادخال شحنتي محروقات لشركة ”ليكوي غاز” و”يوني تيرمينالز” على سعر 3900 وتحتويان على 80 مليون ديزل تكفي السوق من 5 الى 6 أيام ولم يوافق على شحنة البنزين بقيمة 40 مليون ليتر التي تحتاجها السوق. وقالت المعطيات ان المركزي قرر فتح اعتمادات لباخرتين محمّلتين بـ80 مليون ليتر من المازوت لإفراغهما على السعر المدعوم أي 3900 ليرة للدولار. كما تردد ان مصرف لبنان وافق على إدخال شحنة غاز على السعر الرسمي المدعوم تكفي السوق اللبناني عدة أيام
نسف محطة
وفيما طوابير الذل امام محطات المحروقات تمتد من منطقة الى اخرى متسببة بزحمات سير خانقة لاسيما على الاوتوسترادات، سجل عصرا إطلاق قذيفة B7 على محطة للمحروقات في الكفاءات ما ادى الى اشتعال النيران فيها وذلك في اعقاب اشكال وقع فيها.
المولدات
في الاثناء، قال رئيس تجمّع أصحاب المولدات الخاصة عبدو سعادة “لا تسليم مازوت لأصحاب المولّدات وأيّ مولّد ينتهي مخزونه سيتمّ إطفاؤه وأدعو الجيش للكشف على مستودعات الشركات والمصافي فوراً.”واضاف أن “الفيول في خزانات مؤسسة الكهرباء يكفي حتى أيلول فلماذا لا تتمّ زيادة التغذية؟ وهل من قطبة مخفيّة؟” واضاف “تمّ إعلامنا أنّه بدءاً من الأحد الماضي، نتسلّم المازوت الأمر الذي لم يحصل حتى هذه اللحظة ونطلب من الجيش وضع الكميات التي يُصادرها في خزاناته وتوزيعها بطريقة عادلة ولنا ملء الثقة به”.
المستشفيات
ليس بعيدا، أوضح نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون أن “كميات المحروقات المعلن عن مصادرتها غير كافية لتلبية حاجة المستشفيات”، لافتاً الى أن “المستشفيات الخاصة فقط تحتاج يومياً الى 350 ألف ليتر من المازوت”.
دهم وضبط
في الغضون، أعلن الجيش عبر حسابه على “تويتر” عن دهم مستودع في المدينة الصناعية – زوق مصبح حيث صودرت كمية 65000 ليتر من المازوت و48000 ليتر من البنزين، تم توزيعها على المستشفيات والافران في المنطقة. كما دهمت قوة من الجيش خزان محروقات في محلة وادي هونين بين بلدتي مركبا وعديسة، وضبطت بداخله حوالي 47000 ليتر من المازوت. من جهة أخرى، أعلنت قوى الأمن الداخلي عبر “تويتر” ضبط أكثر من 70 ألف ليتر من مادّة المازوت مخزنة داخل خزانات وصهاريج وإحدى بؤر الخردة في محلة طريق المطار، وضبط كمية أخرى داخل مرملة في المنطقة ذاتها من قبل دوريّة من مفرزة الضاحية القضائية، جرى توزيع الكمية المضبوطة على المستشفيات وعلى أصحاب المولدات.
تلاوة الرسالة
ودائما على خط المحروقات ورفع الدعم عنها، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى عقد جلسة عامة، في الثانية من بعد ظهر الجمعة 20 آب الجاري في قصر الاونيسكو، وذلك لتلاوة رسالة رئيس الجمهورية ميشال عون لإتخاذ الموقف أو الاجراء أو القرار المناسب.
البيطار
على صعيد التحقيقات في انفجار المرفأ، يستكمل المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار تحقيقاته مع المدعى عليهم في الملف بدءا من يوم الجمعة المقبل في جلسات متتالية تمتد حتى الأسبوع التالي، وذلك بالتزامن مع البتّ بالدفوع الشكلية التي تقدم بها عدد من المدعى عليهم بواسطة وكلائهم القانونيين. جدير ذكره أنه تم الإستماع لحوالى 120 شاهدا لغاية تاريخه.