رغم التسريبات أمس حول اتفاق الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي على حلحلة العقد التي كانت تعترض عملية تشكيل الحكومة، فلا شيء يوحي بأن الطبخة الحكومية أصبحت ناضجة، إذ ثمة عقد ما زالت تتطلب التشاور والجهد. وقد تحدثت اوساط الرئيس المكلف عبر “الأنباء” الالكترونية عن ثمان وأربعين ساعة حاسمة، فإما يتصاعد الدخان الأبيض وتتشكل الحكومة، أو يتأكد أن هناك نية حقيقية بعدم التشكيل. كما أن ميقاتي يعطي لنفسه فترة زمنية قصيرة من شأنها أن تبين ما إذا كانت الامور ايجابية أم سلبية، فيجب ان يكون هناك خواتيم لهذا الموضوع.
وسألت مصادر ميقاتي عبر “الأنباء” عما إذا كان ثمة رغبة للخروج بحكومة أم أن هناك عرقلة كبيرة تؤدي الى الإعتذار، وتحدثت عن مشاركة كل القوى السياسية في عملية التشكيل إذ إن الموضوع لا يقتصر على الرئيسين عون وميقاتي، ففي لبنان تركيبة سياسية ومجموعة عوامل لا يستهان بها، والامور على المحك في الفترة الزمنية الفاصلة فإما حكومة أو لا حكومة، وهذا يبين اذا كان لدى البعض رغبة بأخذ الأمور الى مكان آخر.
وحول مصير حقيبتي الداخلية والطاقة، لفتت أوساط ميقاتي الى عدم وجود اشكاليات بالنسبة لهاتين الحقيبتين. وعن انتقال التواصل بين الرئيسين عون وميقاتي الى الموفدين والمستشارين بدل لقاءاتهما الشخصية، عزت الأوساط ذلك الى أن حل معظم العقد، وما يقتضي التشاور بشأنه وهذا يتم عبر الموفدين من أجل توضيح بعض النقاط العالقة التي أصبحت واضحة، مشيرة الى فرصة حتى نهاية الأسبوع لحسم موضوع تشكيل الحكومة سلبا أم إيجابا، مع ترجيح العامل الإيجابي.
وفي غضون ذلك فإن أزمة المحروقات متواصلة مع استمرار اقفال المحطات، نتيجة التخبط في وضع جدول الأسعار، وفي هذا السياق أشار عضو نقابة موزعي المحروقات جورج البركس عبر “الأنباء” الالكترونية الى ان عدم تسليم البنزين للمحطات مرده الى عدم الإنتهاء من الترتيبات الروتينية، آملا الإنتهاء منها اليوم الثلثاء، فيتم التوزيع فورا، وأضاف: “نحن بانتظار إعادة التأكد من هذه المسألة بشكل نهائي لتبدأ عملية التسليم”، واصفا ما حصل عقب قرار رفع الدعم بـ”الخبيصة” اذ “لا شيء يريح الا بعد صدور الجدول الجديد، فالمشكلة التي حصلت كانت بالإعلان عن جدول الأسعار ثم التراجع عنه”.
والى أزمة المحروقات ومع استمرار إكتشاف الأطنان المخزنة، أعلن وزير الصحة العامة حمد حسن عن وجود أطنان من الأدوية المخزنة في المستودعات، رغم أنها مفقودة في السوق وضرورية لشتى الأمراض، ولا سيما الأمراض المزمنة، فضلا عن كميات كبيرة من المضادات الحيوية وحليب الأطفال. وأصدر حسن قرارا استثنائيا ببيع الأدوية الموجودة للعموم والصيدليات، لا سيما حليب الاطفال والأدوية الضرورية، وذلك ابتداء من صباح اليوم بحضور التفتيش الصيدلي التابع لوزارة الصحة العامة حرصا على حصول المشترين من الأفراد على الكميات التي يحتاجون إليها فقط، والصيدليات على ما يحق لها وفق القانون.