هي دائرة مغلقة يدور فيها المشهد اللبناني منذ اكثر من عام. سبحة ازمات تكر كل يوم حبة جديدة منها، ارتفاع سعر صرف الدولار، حجز اموال اللبنانيين في المصارف، رفع الدعم عن المواد الغذائية، انقطاع الادوية، ازمة مستلزمات طبية، ندرة البنزين والمازوت، فقدان الغاز والخبز، وقريبا رفع الدعم كليا عن المحروقات وما سيعقبه من كوارث اجتماعية ومعيشية. وتوازيا تكليف رؤساء بتشكيل حكومات لم يُكتب لها ان تُشكل حتى الساعة، مواعيد في قصر بعبدا لا تصل الى اتفاق على اي تشكيلة مهما كان شكلها، رسائل رئاسية الى مجلس النواب لا تنتهي الى خلاصات عملية، ادعاءات في ملف تفجير المرفأ تدخل الزواريب الطائفية والحزبية. وبين كل ذلك تجدد للسجالات بين بعبدا والمعنيين بالتشكيل من رؤساء الحكومات واهل البيت الاسلامي ….وهكذا دواليك، فيما الشعب ينازع ويقترب من لفظ انفاسه الاخيرة وليس من يسأل فقادته السياسيون دخلوا المدار الانتخابي الذي لن يصلوا استحقاقه على الارجح اذا بقيت الاوضاع على حالها من السوء وانعدام المسؤولية ومنع تشكيل حكومة.
تلّبد
الاجواء الحكومية تلبدت بقوة اول امس. فغداة اللقاء الذي جمع امس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، لم يجتمع الرجلان مجددا امس. واذ افيد ان ثمة اتصالات تدور بعيدا من الاضواء لتذليل بعض العقد، سُجلت مواقف لافتة مصدرها القصر ودار الفتوى على خلفية قرار احضار الرئيس حسان دياب الى التحقيق في ملف انفجار المرفأ، لا تدفع الى التفاؤل بالتأليف بل العكس تماما.
خطبة نارية
ففي خطبة نارية وجَهت السهام الى رئيس الجمهورية حكوميا، والى مسار التحقيقات في انفجار المرفأ، وعلى مسامع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ورئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب الحاضرَين، قال مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، “التصويب على رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أمرٌ مرفوض وغريب عن أصول التعامل مع رئاسة الحكومة والإصرار على هذا النهج من قبل البعض في السلطة القضائيّة التي لا نتدخّل في عملها يُسيء إلى أصول مفهوم التعامل مع الرئاسة الثالثة في قضيّة انفجار مرفأ بيروت”. وتوجه إلى رئيس الجمهورية قائلاً “حاول أن تنقذ ما تبقّى من عهدك وإلا فنحن ذاهبون إلى الأسوأ وإلى أبعد من جهنّم إلى قعر جهنّم كما بشّرتنا”.
بعبدا ترد
في المقابل، ردّ مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية على بيان رؤساء الحكومة السابقين بالقول “من المؤسف حقا اتهام رئيس الجمهورية في موضوع تفجير المرفأ في حين انه وضع نفسه بتصرف المحقق العدلي لسماع شهادته”. واضاف “ان العدالة لا تنال من أي موقع دستوري اذا مورست من المرجع المختص ولبنان عانى ولايزال من الخطوط الحمر الطائفية لدى كل مسألة”.
عون حريص
وفي انتظار اي مواقف يمكن ان يطلقها من التشكيل والمحاكمات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وما ابلغته السفيرة الاميركية دوروثي شيا الى الرئيس نبيه بري خلال زيارتها اليه بعد امس، كان عون اكد خلال استقباله في قصر بعبدا وفدا من المجلس الارثوذكسي اللبناني برئاسة روبير الابيض حرصه على “المحافظة على حقوق كل الطوائف اللبنانية في الحياة السياسية وتحقيق التمثيل العادل لها في المؤسسات الدستورية”.
تحقيقات المرفأ
وبالعودة الى التحقيقات في قضية المرفأ، فقد أرسل الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر كتاباً إلى النيابة العامة التمييزية، جاء فيه: “جانب النيابة العامة التمييزية الموقّرة. الموضوع: ورقه إحضار السيد رئيس الحكومة. بالإشارة الى الموضوع أعلاه. ولما كان قد ابلغنا دولة رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب أن المحقق العدلي السيد طارق بيطار قد أبلغه ورقة إحضار امامه بتاريخ 26-8-2021، ولما كان هذا الإجراء لا يعود إختصاصه الى القضاء العدلي وفقاً للمواد 70-71-80 من الدستور وفقا للقانون 13/90 وهذا الامر موضوع ملاحقة امام المجلس النيابي تمهيداً للسير بالإجراءات اللازمة. ووفقا لما سبق نعلمكم لإتخاذ الإجراء المقتضى”… الى ذلك، افادت معلومات صحافية عن إتجاه لدى النيابة العامة التمييزية لرد مذكرة إحضار دياب التي أصدرها القاضي طارق البيطار لإستحالة تنفيذها كونه رئيس حكومة فاعلا وليس سابقاً ولأن كل الأجهزة الأمنية تابعة له.
محروقات
معيشيا، سجلت امس حلحلة جزئية على خط المحروقات، مع بدء السوق تلمس مفاعيل قرار رفع الدعم الى الـ8000، حيث خفت قليلا الطوابير امام المحطات. وأعلن مصرف لبنان في بيان امس أن دولار المحروقات على سعر منصة “Sayrafa” أما حليب الاطفال والمواد الاولية والادوية على سعر الـ 1500.
دواء
دوائيا، أعلن المكتب الإعلامي لوزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن الذي واصل مداهتمه المستودعات امس، اعلن في بيان أن “بعد متابعة حثيثة، بالتزامن مع عمليات الدهم التي يقوم بها التفتيش الوزاري، إنفرجت الأمور مركزيا، وتبلغ الوزير حسن أمس بدء مصرف لبنان منح الأذونات المتراكمة والمصادقة من الوزارة منذ فترة وعددها 1800 فاتورة، وعليه تطلب الوزارة من الشركات المستوردة البدء بصرف الدواء المحجوب وشحن المقطوع بدءا من اليوم وستكون مستودعات الوكلاء المستوردين، بالاضافة إلى مستودعات الأدوية العامة تحت الرقابة والتتبع الإلكتروني والميداني بمؤازرة من التفتيش الوزاري والأجهزة الرقابية المختصة”.
الحملة مستمرة
إلى ذلك، غرّد حسن عبر “تويتر”: “نتائج المداهمات: – بيع ما قيمته مليارين ونصف من مستودع العاقبية بالسعر المدعوم. – بدء مستودع جدرا بصرف مخزونه الضخم المدعوم. – مصادرة مضبوطات الشقة والمخازن غير المرخصة في تول وزحلة وتعنايل – لا تدخل للإفراج عن أي من الموقوفين الخمسة بقرار قضائي وبلاغ عن متوار. – الحملة مستمرة…”.