الرئيسية / صحف ومقالات / البناء : الناتو يتمّ سحب قواته من مطار كابول… ‏والمطار تحت سيطرة طالبان… ومجلس ‏الأمن يتمنى! هل حصل اللواء إبراهيم ‏على ضمانات بالوصول للتأليف قبل ‏الموافقة على دور الوسيط؟ / بري يضع ‏ثقله لإنهاء ذيول حادث مغدوشة… ‏ويتحدث في ذكرى الصدر اليوم‎ /‎
flag-big

البناء : الناتو يتمّ سحب قواته من مطار كابول… ‏والمطار تحت سيطرة طالبان… ومجلس ‏الأمن يتمنى! هل حصل اللواء إبراهيم ‏على ضمانات بالوصول للتأليف قبل ‏الموافقة على دور الوسيط؟ / بري يضع ‏ثقله لإنهاء ذيول حادث مغدوشة… ‏ويتحدث في ذكرى الصدر اليوم‎ /‎

أتمّ حلف الناتو وفي طليعته القوات الأميركية الانسحاب من أفغانستان، بمغادرة آخر وحدات ‏المارينز لمطار كابول عشية إنتهاء المهلة المقرّرة صبيحة اليوم، ودخل مطار كابول رسمياً ‏تحت مسؤولية حركة طالبان بعدما رفضت الحركة مشروعاً أميركياً تركياً بأن تتولى الوقات ‏التركية مسؤولية أمن المطار، وأصرّت على حصر المساهمة التركية عبر شركاتها المدنية في ‏تشغيل المطار معتبرة انّ القوات التركية جزء من قوات الناتو وستعامَل كقوة احتلال إنْ بقيت ‏في المطار، وقبيل الإعلان عن إتمام الانسحاب الأميركي من مطار كابول كان مجلس الأمن ‏يصدر أول قرار له حول أفغانستان بامتناع روسي صيني عن التصويت، ونص القرار بصورة ‏مثيرة للانتباه على مجموعة تمنيات على طالبان حول تأمين حرية السفر وضمان حقوق ‏النساء والأقليات، والحؤول دون حصول الجماعات الإرهابية على ملاذات آمنة‎.‎

ما بعد الانسحاب الأميركي والغربي من أفغانستان ليس كما قبله، واليوم أفغانستان وغداً ‏سورية كما قالت مجلة “فورين بوليسي”، وغداً العراق كما قال قادة فصائل المقاومة في ‏العراق، بينما عجزت قمة بغداد الإقليمية بسبب التوتر في العلاقة الأميركية الإيرانية وغموض ‏مستقبل الملف النووي الإيراني من جهة، واستبعاد المشاركة السورية من جهة مقابلة، عن ‏التأسيس لنظام إقليمي جديد يملأ الفراغ الناجم عن التراجع الأميركي‎.‎

أما في لبنان، فعلى إيقاع الأزمات المتنقلة تحصد المزيد من الموت، ينام اللبنانيون على ‏العتمة، على أمل كهرباء يفترض أن تضيء منازلهم مع بدء التشغيل بالفيول العراقي، وبعدما ‏تحققوا من أنّ المازوت حلّ مؤقت لكنه مع حالهم المعيشية اليوم صار فوق طاقتهم على ‏بلوغه، عندما يتمّ رفع الدعم، ليبقى الحل بإعادة التوجه نحو تشغيل معامل الكهرباء وحلّ ‏أزماتها، بالسعي للحصول على أمثال مشابهة للمساهمة العراقية التي لا ترتب على لبنان ‏نزيفاً في العملات الصعبة، بينما الطريق الذي بشرت به السفيرة الأميركية باستجرار الكهرباء ‏من الأردن أمامه الكثير من التعقيدات، عدا عن عدم التحقق من جدية الكلام عن استثناء ‏الاستجرار من العقوبات الأميركية، فالاستجرار تعيقه الأضرار اللاحقة بأكثر من ثمانين برجاً ‏لنقل الطاقة جرى تدمير أغلبها في جنوب سورية بالإضافة الى الألغام التي زرعتها الجماعات ‏الإرهابية تحت مسار الخط الكهربائي،، كما كشف وزير الكهرباء السوري غسان الزامل، كذلك ‏تعيق عملية استجرار الغاز من مصر عمليات التحقق من كونه مصرياً وليس غازاً “إسرائيلياً” ‏بعنوان مصري، كما تقول مصادر سوق الغاز العالمية، التي تتحدث عن أنّ مصر لم تعد تملك ‏فائضاً للتصدير بل هي تشتري لاستكمال تغطية كامل حاجاتها المتزايدة الغاز من “إسرائيل”، ‏وتعيقه كذلك حالة الأنابيب في جنوب سورية وما لحقها من أضرار، والبحث في ما إذا كانت ‏سورية وفق خارطة الإنتاج الكهربائي قادرة على امتصاص الكمية الواردة الى جنوبها، وقادرة ‏بالتوازي على التخلي عن كمية موازية من الشمال، وهذا هو الأسلوب الذي تتمّ فيه عملية ‏استجرار الكهرباء الأدرنية والغاز المصري عبر سورية، اضافة طبعاً للشق السياسي الذي ‏يتوقف على قرار أبعد مدى من الحسابات التقنية والاقتصادية، على أهميتها، وهذا القرار ‏يرتبط بطبيعة التوجه الذي سترسمه القيادة السورية للتعامل مع الاستثناءات الممنوحة من ‏عقوبات قانون قيصر، بعد ثبوتها، بين الإصرار على رفع كامل للعقوبات أو التعامل واقعياً مع ‏تجزئتها، وفي حال التعامل مع التجزئة، ما هي البنود التي ستطلب سورية إخراجها من ‏العقوبات لقاء القبول بالاستثناءات المعروضة، وكيف ستنظر سورية للطلب، لبنانياً أم أردنيا ‏أم مصرياً أم مثلثاً، والمستوى السياسي المطلوب للتفاوض حول التعاون في ملف الكهرباء ‏والغاز، وفقاً لما تقوله مصادر متابعة للملف وما قاله وزير الكهرباء السوري الذي أعلن أنّ ‏الأمر يتوقف في النهاية على القرار السياسي مضيفاً “لا أميركا ولا أي بلد يفرض على سورية ‏ما تريد فعله”، مشدّداً على أنّ “العمل يكون وفق المصلحة السورية العليا ونرى ما الأنسب ‏وما يحقق مصلحة الوطن وبناء عليه نتصرف‎”.‎

تأمين تشغيل الكهرباء بأقلّ نزيف للعملات الصعبة، هو الحلّ الوحيد كما يقول الخبراء، ‏لتخفيض الطلب على المازوت، والسوق السوداء، والطريق المتاح هو استيراد الفيول من ‏إيران بالليرة اللبنانية، والسعي لتكرار المساهمة العراقية من العراق والسعي مع غير العراق، ‏والتوجه بصدق نحو سورية للتشاور في شكل التعاون المناسب للبلدين بمعزل عن قضية ‏الاستجرار، بحسابات وطنية خالصة وليس ببرمجة أميركية لن تقبلها سورية، ولا تليق بلبنان ‏واللبنانيين‎.‎

البحث الجدي مع سورية يحتاج حكومة، لكن لا شيء يمنع البدء الآن ولو بمبعوث رئاسي ووزراء ‏مختصين من حكومة تصريف الأعمال، أما الفيول العراقي الذي تأخر استثماره بسبب البطء ‏الذي تتحمّل مسؤوليته وزارة الطاقة، كما يؤكد الجانب العراقي، فقد آن أوان استثماره ‏العملي، تبقى سفن المقاومة التي تحمل معها بارقة الأمل وقد اقتربت ساعات الوصول، ‏بانتظار ان يكشف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خطط توزيعها وما يليها‎.‎

وبالانتظار تتسع دائرة الفوضى وتحصد المزيد من الضحايا، وتكاد تهدّد الاستقرار في ضوء ‏المخاوف التي أوحت بها حادثة مغدوشة، التي نجح لبنان بتجاوزها، بفضل الجهود التي ‏وضعها رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي تقول مصادر كنسية انه وضع ثقله لمحاصرة ‏نيران الفتن، ويتوقع ان يتناول بري ما جرى في مغدوشة في كلمته اليوم بمناسبة إخفاء ‏الإمام السيد موسى الصدر، التي يتوقع ان تتضمّن مواقف من الشأن الحكومي ومن الأزمات ‏المتفاقمة والمخاطر المحدقة بلبنان، وربما يطلق بري خلال كلمته مبادرات في مواجهتها كما ‏قالت بعض المصادر السياسية‎.‎

المأزق الحكومي يدخل اليوم مرحلة جديدة، عنوانها تولي المدير العام للأمن العام اللواء ‏عباس إبراهيم مهمة المساعي الإيجابية بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس ‏المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، وهو ما دفع بمصادر متابعة لطريقة عمل اللواء ‏إبراهيم خصوصاً بعد توليه مهمة التوسط بين الرئيس ميشال عون والرئيس السابق سعد ‏الحريري، للجزم بأنه سيبحث في خلفيات توجهات الأطراف المعنية بالتأليف داخلياً وخارجياً، ‏وما إذا كانت هناك قطب مخفية لعرقلة التأليف، أم أنّ الطريق يمكن أن يسلك نحو البر الآمن ‏اذا تمّ إيجاد حلول مناسبة للعقد المطروحة، وهذا يرفع منسوب التفاؤل بالتأليف لمجرد ‏قبوله تولي المهمة‎.‎

لا يزال الجمود يسيطر على الملف الحكومي بانتظار انعقاد اللقاء الرابع عشر بين رئيس ‏الجمهورية والرئيس المكلف بعد التعثر الذي اعترض جولة المفاوضات الأخيرة، إلا أنّ ‏الاتصالات مستمرة ولكن لم يتمّ التفاهم على النقاط الخلافية حتى الساعة وخاصة حقائب ‏الداخلية والعدل بحسب ما أشارت مصادر مطلعة لـ”البناء”. فيما ترددت معلومات عن مساعٍ ‏يقودها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم لتقريب وجهات النظر بين عون ‏وميقاتي وتقليص مساحة الخلاف عبر طرح أسماء توفيقية ووسطية لبعض الحقائب ‏المختلف عليها لكن حتى الساعة لم تتضح نتيجة هذه المساعي. إلا أنّ مصادر بعبدا تشير ‏لـ”البناء” الى أنّ الكرة في ملعب الرئيس المكلف ولا تزال بانتظار ردّه على الملاحظات التي ‏أبداها رئيس الجمهورية على التشكيلة النهائية التي أودعها ميقاتي بين يدي عون في اللقاء ‏الاخيرة”، من جهتها تؤكد مصادر ميقاتي لـ”البناء” أنّ “المساعي مستمرة ولم تغلق الابواب ‏أمام الحلول والاعتذار وارد إذا وجد ميقاتي نفسه أسير المطالب وصراع الصلاحيات وتعنت ‏الاطراف الاخرى وتمسكها بالثلث المعطل مواربة”. وقال مصدر سياسي لـ”البناء” أن “لا ‏حكومة في الافق والظروف الاقليمية والدولية لم تنضج في ظل تطور الاحداث في المنطقة ‏واشتداد وتيرة التفاوض حول ملفات ساخنة عدة يشكل لبنان أحد مخرجاتها وتأثيراتها، لا ‏سيما أن القرار الاميركي لم يعلن الافراج عن الحكومة حتى الساحة ويربط الملف اللبناني ‏بملفات المنطقة، لذلك سيبقى ميقاتي مكلفاً لوقت اضافي طويل ولن يقدم اعتذاره قبل ‏رسم سيناريو بديل لئلا تذهب البلاد الى انهيار دراماتيكي سريع”. واضافت المصادر: “لا ‏يمكن تجاهل التعقيدات الداخلية والحسابات السياسية والانتخابية والطائفية والتنازع على ‏الصلاحيات بين المكونين السني والمسيحي، لا سيما رئيس الجمهورية ونادي رؤساء ‏الحكومات‎”.‎

وبالتوازي مع تعثر التأليف تتفاقم الأزمات يوماً بعد يوم وتتحوّل فوضى اجتماعية عارمة ‏تتطور إلى إشكالات أمنية في مناطق عدة ذات حساسية طائفية ومذهبية، الأمر الذي يتعدى ‏خطر الأمن الاجتماعي إلى السلم الأهلي وآخرها ما حصل بين بلدتي عنقون ومغدوشة. ‏وحذرت أوساط مطلعة لـ”البناء” من طابور خامس يستغل الفوضى والتوتر الذي يسيطر ‏على المواطنين بسبب أزمة المحروقات لنشر الفتنة الطائفية، مذكرة بما قاله الأمين العام ‏لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه ما قبل الأخير عن مخطط لتدمير المجتمع اللبناني ‏من خلال بث الفتن والخلافات والإشكالات الأمنية داخل القرى نفسها وبين القرى المجاورة ‏لإشعال الفتنة في أرجاء الوطن‎.‎

وفي سياق ذلك، أعلن وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي أننا “نبّهنا منذ آذار الماضي من ‏هشاشة الوضع الذي سنصل إليه ما لم يتم إيجاد الحلول السياسية والاقتصادية ‏والاجتماعية‎”.‎

ونشطت مساعي التهدئة التي تولتها فاعليات بلدتي عنقون ومغدوشة إثر التوتر الأخير إلى ‏عودة الحياة الى طبيعتها فيما بقي الجيش اللبناني منتشراً على الأرض. وألقت القوى الأمنية ‏القبض على عدد من مفتعلي الحادث في مغدوشة‎.‎

وأجرى بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيّين الكاثوليك يوسف العبسي اتصالًا ‏برئيس مجلس النواب نبيه بري واطّلع منه على المعالجات الجارية في بلدة مغدوشة وسمع ‏منه ما يؤكّد بأنّ مغدوشة هي بلدته الثانية وأن ما يحصل عليها إنّما يحصل على كلّ لبنان. ‏وقد اضطلع الرئيس بري بدور حاسم في إرساء التهدئة والحؤول دون تطور الوضع وأصدر ‏تعليماته إلى قيادة حركة أمل ونواب التنمية والتحرير وقيادة الجيش لضبط الوضع وتكليف ‏الأجهزة الأمنية بضبط الأمور والقاء القبض على المخلين بالامن، وأكدت مصادر أمل ‏لـ”البناء” أنها لا تغطي أحداً وهي تقف خلف القوى الامنية في كل قرار تتخذه‎.‎

ودعت مصادر في كتلة التنمية والتحرير عبر “البناء” بعض الجهات السياسية الى عدم ‏استغلال حادثة مغدوشة واللعب على الوتر الطائفي لكسب شعبية من هنا أو هناك، ‏موضحة أنّ “إشكال مغدوشة في هذه الايام يأتي في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها ‏كل لبنان وبالتالي من الممكن أن يحصل في اي بلدة وهذا ما يحصل فعلاً ولا علاقة له بفتنة ‏او ما شابه”. ولفت عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى الى “أن الوضع جيد في ‏مغدوشة حالياً ومستتبّ والجيش متواجد وهذا مطمئن ونأمل ان تتوقف التداعيات كلياً‎”.‎

ويطلّ الرئيس بري في كلمة مباشرة متلفزة في السادسة من مساء اليوم في عين التينة ‏بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لتغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد ‏يعقوب والصحافي عباس بدر الدين. ومن المتوقع أن تحمل كلمة بري مواقف هامة ورسائل ‏سياسية حاسمة في أكثر من اتجاه، ويتطرق خلالها الى مجمل التطورات والاحداث الاخيرة لا ‏سيما تطورات قضية الامام ورفيقيه والملف الحكومي والاحداث الامنية الاخيرة والوضع ‏الاقتصادي وقضية مرفأ بيروت، ويعرّج على أبرز تطورات في الساحتين الاقليمية والدولية‎.‎
ومساء أمس وقع انفجار في بلدة حدث الجبة – بشرّي رجّح مصادر أنّه داخل محطّة ‏للمحروقات‎.‎

واستمر مسلسل الطوابير أمام محطات الوقود على حاله مع تزايد الأحداث الامنية ‏والاشكالات أمام المحطات، لا سيما في الضاحية الجنوبية حيث أدى اشكال بين عائلتين الى ‏سقوط عدد من القتلى والجرحى بعدما تطور الى معركة حقيقية بالأسلحة الرشاشة. فيما ‏وقع انفجار في مخزن في برج البراجنة أدى الى سقوط ضحايا، وأكد رئيس بلدية برج البراجنة ‏عاطف منصور أنّ الأجهزة الأمنية تطوق المكان والمعلومات متضاربة عن أسباب الإنفجار ‏في معمل الخزّانات وتأكيد على سقوط ثلاث ضحايا‎.‎

وعلى صعيد أزمة المحروقات، أكد ممثل موزعي المحروقات فادي ابو شقرا ان “الازمة ‏ستستمر طالما سياسة بيع الغالونات ناشطة في السوق السوداء من دون اي محاسبة”، ‏مشيراً الى ان “اربعين في المئة من المحطات لا تزال على موقفها بعدم تسلم المحروقات ‏خوفاً من التوترات الامنية التي تحصل”. ولفت إلى أن “بواخر الفيول تصل تباعاً وتفرغ ‏حمولتها”، متحدثا عن “معاناة كبيرة لأصحاب المحطات والموزعين الذين يقفون في وجه ‏المواطن”، مشددا على ان “الموضوع لدى الدولة وليس عندهم”. وأفيد أن “كميات لا بأس ‏بها تمّ إفراغها من البنزين تكفي لمدّة 15 يوماً كحدّ أدنى‎”.‎

وفي موازاة ذلك، التقى وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني وزير الأشغال ‏العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال ميشال نجار ورئيس اتحادات ونقابات قطاع النقل ‏البري بسام طليس، وتم البحث في موضوع دعم القطاع على صعيد المحروقات والصيانة. ‏واتفق المجتمعون على أن يعد وزير المال دراسة عن الكلفة الإجمالية للدعم وإرسالها إلى ‏رئاسة مجلس الوزراء، وفق بيان صادر عن مكتب وزير المال الإعلامي‎.‎

وفيما أكدت مصادر في فريق المقاومة لـ”البناء” أن “باخرة النفط الإيرانية الأولى المحمّلة ‏بكميات كبيرة من المازوت دخلت مياه البحر المتوسط على أن تعبر قناة السويس باتجاه ‏المياه الاقليمية اللبنانية، توقعت المصادر أن تصل الى سورية خلال هذا الأسبوع على أن ‏تفرغ في الساحل السوري وتنقل براً الى لبنان عبر صهاريج على أن توزع على القطاعات وفق ‏الأولويات والأكثر حاجة كالمستشفيات والأفران والمولدات”، أما آلية التوزيع والتفاصيل ‏فأشارت المصادر الى أن السيد نصرالله سيعلن تباعاً عن كل هذه التفاصيل فور وصول ‏النفط الى لبنان‎.‎

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، أنه طالما استمر لبنان ‏بالطلب، ستستمر إيران بإرسال المحروقات إلى هذا البلد. وقال خطيب زاده، في مؤتمره ‏الصحافي الأسبوعي إن “الدولة في إيران هي التي تقرر لأي جهة تصدر نفطها”، مشدّداً ‏على أن “الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى لا تستطيع أن تتدخل في هذا الأمر”، وقال: ‏‏”طالما استمرّ الطلب من جانب لبنان سنستمر بإرسال المحروقات إلى هذا البلد‎”.‎

في المقابل لم يتضح مسار القرار الأميركي بمنح لبنان استثناءات عن العقوبات التي يشملها ‏قانون قيصر المفروض على سورية، علماً أنّ معلومات “البناء” تشير الى وجود موافقة ‏أميركية ضمنية للسماح بمرور الغاز المصري عبر سورية لكن هذا يتطلب جملة اجراءات ‏وتعقيدات يجب العمل على حلها ما يقد يؤخر هذا الخيار لوقت طويل لا يستطيع لبنان ‏الانتظار في ظل الازمات العميقة التي يواجهها، فضلاً عن اعتراض اميركي على تواصل لبنان ‏مع الحكومة السورية، اضافة الى أن هذا الامر يتطلب وجود حكومة توقع وتنفذ اي اتفاق ‏بهذا الشأن، ما قد يجعل النفط الإيراني الخيار الوحيد أمام لبنان للتخفيف من حدة الازمة عن ‏كاهل المواطنين بالتوازي مع وصول النفط العراقي الى لبنان في منتصف شهر ايلول‎.‎

وأشاد الرئيس عون بـ”النصر الذي حققه الجيش بالقضاء على الإرهابيين في معركة “فجر ‏الجرود” في 30 آب من العام 2017. وفي الذكرى السنوية الرابعة لهذا الإنجاز الوطني ‏والأمني أكد عون أن “هذا الانتصار ما كان ليتحقق لولا دماء الشهداء الذين سقطوا في سبيل ‏حماية الشعب اللبناني وأرضه وروح الاعتدال ورسالة لبنان ولولا التنسيق الأمني بين جميع ‏المؤسسات الأمنية اللبنانية والذي ساهم في الكشف عن الشبكات والخلايا الإرهابية والقضاء ‏عليها في جميع أرجاء الوطن”. ودعا الجيش وسائر القوى الأمنية، إلى “التنبه الدائم لأي ‏نشاط أو مخطط إرهابي يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في لبنان، واستغلال الظروف ‏والتحديات الاقتصادية الصعبة التي تواجهها البلاد، لخلق مزيد من الارباك والفوضى تحقيقا ‏لمآرب وأهداف خارجية”، منوها بـ”أداء القوى الأمنية في هذه المرحلة الدقيقة في تاريخ ‏لبنان، والتضحيات الجسيمة التي تبذلها قياداتها وضباطها وأفرادها للحفاظ على الاستقرار ‏وحفظ أمن المواطنين”، داعيا اللبنانيين إلى “الالتفاف حول مؤسساتهم العسكرية والأمنية ‏لتفويت الفرصة على المصطادين في المياه العكرة والساعين إلى عرقلة أي محاولة ‏للنهوض واستعادة الحياة الطبيعية للبنانيين‎”.‎
الى ذلك صوّت مجلس الأمن الدولي أمس على تجديد مهمة قوات اليونيفيل في لبنان لسنة ‏إضافية‎.‎

في غضون ذلك، برز تطور نوعي في ملف سلامة – مكتف، حيث أفادت المعلومات أن ‏المدعية العامة الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون في ملف “شركة مكتف ‏للتحويلات المالية” اصدرت ورقة الطلب بالإدعاء على المتورطين في جرم تبييض الأموال ‏في الأساس، إضافة إلى جرائم أخرى وفقًا لتحليل الداتا كما بات ثابتًا في تقارير الخبراء ببعض ‏المدعى عليهم، وشملت: ميشال مكتف، شركة مكتف للتحويلات المالية، مصرف‎ SGBL، ‏أنطون الصحناوي/ رئيس مجلس إدارة مصرف‎ SGBL، حاكم مصرف لبنان بجرم التواطؤ ‏والتدخل في عمليات تبييض الأموال، مايا دباغ رئيسة هيئة الرقابة في مصرف لبنان بجرم ‏التمنع عن التعاون وحجب معلومات، شركة‎ PWC ‎بموجب المادة 412 من قانون العقوبات ‏معطوفة على قانون تنظيم مهنة مفوضي المراقبة والتي تمّ التثبت في ضلوعها بتقديم ‏تقارير مجتزأة أو منقوصة‎.‎

إلا أنّ إدارة “سوسيته جنرال” اعتبرت القرار باطل (وكأنّه لم يكن) صادر بدوافع واعتبارات ‏سياسيّة بحتة عن قاضٍ تمّ كفّ يده عن الملفّ من قبل كلٍّ من النيابة العامة التمييزية ‏ومجلس القضاء الأعلى ويأتي بنتيجة أعمال اجرائيّة مشوبة بعيوب جوهريّة عديدة‎.‎

على صعيد قضائي آخر، وعلى وقع مذكرة الجلب التي اصدرها المحقق العدلي القاضي ‏طارق البيطار بحق رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب تحرّكت مجموعة من أمّهات ‏ضحايا انفجار مرفأ بيروت أمام منزل القاضي غسان عويدات في بعبدا‎.‎

والتقى عويدات المعتصمين بناء على إلحاحهم عند مدخل المبنى الذي يقطن فيه، وسط ‏هتافات الاهالي المطالبة برفع الحصانات وتحقيق العدالة، سواء في ملف انفجار المرفأ او ‏في ملفات الفساد المنتشرة في لبنان. وحمّلت الكلمات التي ألقيت عويدات “مسؤولية ‏تغطية المرتكبين والمطلوبين للتحقيقات لجهة عدم مثولهم امام القضاء‎”.‎
وقال عويدات للمعتصمين: “أنا متنحٍّ عن الملفّ لأنّ النائب غازي زعيتر صهري والنظرية التي ‏تقول إنني يمكن أن أبتّ بأيّ شيء خاطئة”. وأضاف: “أنا تنحّيت غصب عني‎.”‎

وتابع: “لست مع أن يذهب رئيس الحكومة إلى التحقيق لأنّه ذهب وقدّم إفادته وبحسب ‏الدستور كمدّعى عليه يجب أن يدّعي عليه مجلس النواب وأن يُحاكم أمام مجلس محاكمة ‏الرؤساء والوزراء‎”.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *