فيما دول العالم المهتمة ببقاء لبنان مستمرة في دعم شعبه وجيشه ترسل وفودها وفرقاطاتها ومساعداتها، اطلق المطارنة الموارنة اليوم صرخة مزدوجة الى الشعب والمجتمع الدولي. فدعوا اللبنانيين إلى التصدي لقوى اقليمية ومحلية تابعة لها تعمل في اتجاه زوال لبنان، بما أُوتِوا من قوّة، فالقضيّة اليوم إنما هي قضيّة المصير وبالتالي قضيّة حياةٍ أو موت. وناشدوا المجتمع الدولي المبادرة سريعًا إلى احترام القرارات الدولية المُتعلِّقة بلبنان والعمل على تنفيذها بقوّةٍ وحزم، إسهامًا في حماية بنية الدولة اللبنانية، ومصيرها ومصير أهلها.
اما الحكومة العالقة في براثن المحاصصات، فلا جديد يؤشر الى ولادتها باستثناء آمال ابلغها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى وفد اميركي بولادتها قبل نهاية الاسبوع. لكنّ لم يعقد اللقاء الرابع عشر بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، لم يعقد بعد ولا موعد له حتى الساعة. ورغم المناخات التفاؤلية التي يضخها القصر واوساطه، لا تبدو الاجواء بهذه الوردية، وقد اتى الخلاف المتجدد بين بعبدا من جهة وعين التينة ورؤساء الحكومات السابقين من جهة ثانية، ليوحي بأن التشكيل لايزال بعيد المنال. في حين يستكمل مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم مساعيه ويزور وفق المعلومات الرئيس ميقاتي عصرا ناقلا مجموعة اسماء للحقيبتين العالقتين.
الوفد الاميركي
وجال وفد نيابي اميركي في بيروت امس، حاملا دعما للجيش اللبناني. في المناسبة، أبلغه رئيس الجمهورية ان “عملية تشكيل الحكومة الجديدة قطعت شوطا كبيرا والكثير من العقبات قد ذللت”، معربا عن امله في “ان تشكل الحكومة هذا الاسبوع”.
وجدد أعضاء الوفد الذي زار ايضا الرئيسين نبيه بري وميقاتي وقائد الجيش العماد جوزيف عون قبل ان يتوجه الى اسرائيل، “التزامهم الوقوف الى جانب اللبنانيين عموما ودعم الجيش خصوصا”. في حين اكد بري أمام الوفد “ضرورة حصول لبنان على استثناءات تضمن حرية حركة الاستيراد والتصدير عبر حدوده البرية مع الشقيقة سوريا”.
النادي يرد
بالعودة الى الشأن الحكومي، فقد ردّت مصادر رؤساء الحكومة السابقين على البيان المعمّم بلسان “مصادر مطلعة على أجواء بعبدا”، فقالت: فيما عملية تشكيل الحكومة لاتزال تدور في الحلقة التعطيلية المعروفة، رغم كل الجهود التي يبذلها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، لجأت “اجواء بعبدا”، كما وصفت نفسها، الى تسريبات جدلية مجتزأة وفي غير مكانها الصحيح في محاولة للتعمية على الوقائع الدقيقة. وتوضيحاً للحقيقة، وحسماً للجدل نقول: ان الرئيس المكّلف، في حديثه التلفزيوني الاخير عن مسؤولية رئيس الحكومة امام مجلس النواب انطلق من نص المادة 64 التي تقول رئيس مجلس الوزراء هو رئيس الحكومة يمثلها ويتكلم باسمها ويعتبر مسؤولاً عن تنفيذ السياسة العامة التي يضعها مجلس الوزراء، ويطرح سياسة الحكومة العامة أمام مجلس النواب.
كما ان موقف رؤساء الحكومات السابقين المعبّر عنه في البيان الاخير الذي اصدروه، بشأن مسؤولية رئيس الجمهورية في موضوع انفجار مرفأ بيروت، انطلق من كلام رئيس الجمهورية نفسه الذي قال فيه انه تلقى قبل اسبوعين من تاريخ وقوع الانفجار تقريرا عن المواد المتفجرة المخزّنة في مرفأ بيروت.
ممنوع
الى ذلك، رأس رئيس حركة “أمل” رئيس مجلس النواب إجتماعا طارئا للمجلس المركزي في الحركة خصص لمناقشة الاوضاع العامة في لبنان لا سيما السياسية والتداعيات الناجمة عن تفاقم الازمات المعيشية والحياتية والصحية. وأكد الرئيس بري في مداخلته أمام اعضاء المجلس المركزي”انه ممنوع تحت أي عنوان من العناوين على أي أحد كائنا من كان في تنظيم الحركة وفي أي موقع مسؤولية كان أو على ضفافه ان تسول له نفسه بأن يلقي بسيئاته الشخصية والنفعية في مياه نهر حركة “أمل” الذي هو الناس وهي اي الحركة مسؤولة أمامهم وعنهم وليست مسؤولة عليهم”.
المطارنة
وسط هذه الاجواء، رفعت بكركي السقف من جديد. فبعد اجتماعهم الشهري برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قال المطارنة الموارنة في بيان: يقف الآباء مع أبنائهم وبناتهم ومع اللبنانيين جميعهم بذهولٍ وغضب وألم أمام هذا التمادي غير المسؤول في سوء إدارة المصالح العامة والمال العام، وأمام تفاقم الأزمة السياسية، بحيث بات تشيكلُ حكومةٍ شأنًا مستحيلاً على رغم مرور أكثر من سنةٍ على تعذُّر هذا التشكيل لأسبابٍ تحاصصية معيبة لأصحابها.
مكانك راوح
معيشيا، الازمات تتفاقم. وبينما وضعُ المحروقات من سيئ الى اسوأ، وضع الخبز والطحين بات دقيقا جدا. وفيما القطاع الاستشفائي يتداعى في ظل انقطاع الدواء “المُحتكَر” وشح المازوت، اعلنت الأمم المتحدة تخصيص 10 ملايين دولار لتأمين الوقود لمستشفيات ومحطات مياه في لبنان. وفي السياق، وفي اطار مكافحة المواد المدعومة المحتكرة، نشر الجيش اللبناني عبر حسابه على تويتر خبراً عن مداهمة عناصر في مديرية المخابرات مستودعي أدوية في منطقتي الاشرفية والروشة وألزم اصحابهما ببيعها خلال 48 ساعة وذلك بناءً على طلب وزارة الصحة العامة.
من جهة ثانية، اعلن وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر ان الشحنة الأولى من الفيول العراقي تصل في الأسبوع الثاني من أيلول والشحنة الثانية تصل في الأسبوع الثالث من أيلول. أما عن النفط الإيراني، فأكد غجر أنه لم يتم التواصل معه من الجانب الايراني بشأن بواخر النفط.
التدقيق
الى ذلك وقع عون امس مرسوم تأمين اعتماد بقيمة 4 مليارات و927 مليون ليرة لزوم شركة الفاريز ومارسال للتدقيق المالي الجنائي في حسابات مصرف لبنان.