هو شيطان التفاصيل اقتحم الخط الحكومي فنسف الامل واعاد التشكيل الى نقطة الصفر، ام شيطان آخر يكمن على كوع اية تشكيلة مهما كان شكلها ونوعها وكل تقدم في اتجاه ابصار الحكومة النور لأن باختصار ممنوع ان تكون للبنان حكومة الا وفق مواصفاته «الجهنمية» المطابقة لطموحاته؟ سؤال بات على شفة ولسان كل لبناني ألِف مسار التشكيل المزمن وقد بلغ درجة الاستخفاف والاستهزاء بمن ما زال يراهن على امكان تشكيل حكومة لا تلبي تطلعات من في يده « العصمة» مهما كلف الامر وبلغت نسبة الانهيار داخليا والضغط خارجيا، ويبدو ان الخارج «رفع العشرة» ولم يعد مهتما ان تشكلت حكومة او لم تشكل فليقّلع المسؤولون أشواك العراقيل بأيديهم، ما دامت كل الدول المعنية استنفدت امكاناتها وطاقاتها في هذا السبيل من دون طائل، وبات يصح على الدولة اللبنانية القول «سارحة والرب راعيها».
لا حركة ولا حكومة
فوسط انعدام الحركة على الضفة الحكومية، اقله في الظاهر، وتبخّر الايجابية التي تم ضخها مطلع الاسبوع، في شكل شبه تام، اشارت مصادر معنية ان لا حل حكوميا وان هامش الخيارات بات ضيقا جدا وعلى رغم الوساطات والضغط الممارس من اكثر من طرف لم يحرز التشكيل التقدم الكفيل بإبصار الحكومة الميقاتية النور، بكل بساطة لانتفاء الرغبة ما دام الثلث المعطل لم يتأمن ولا التسوية السياسية المطلوب ابرامها مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي على غرار تلك التي عقدت مع الرئيس سعد الحريري في اعقاب انتخاب الرئيس ميشال عون. وهنا بيت القصيد.
من جهتها نقلت محطة «ام.تي.في» أن «مصطفى الصلح لا يزال يعمل على الوساطة بين رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ولكن لا جديد في هذه المساعي». واضافت إن رئيس مجلس النواب نبيه برّي ومعظم الأفرقاء يحذّرون منذ اليوم الأول من تشكيل حكومة يحصل فيها أي فريق على الثلث المعطّل.
وأشارت مصادر الرئيس ميقاتي إلى أن رئيس الجمهورية ميشال عون رفض حنين السيد التي عرض الرئيس المكلف إسمها لتولي حقيبة الاقتصاد، واشارت الى ان الرئيس المكلف لن يزور القصر الرئاسي لمجرّد الصورة فهو يريد تشكيل الحكومة.
الازمة تستفحل
وفي غياب الجديد الحكومي، قفز ملف المحروقات بشؤونه وشجونه الى واجهة الحدث اليوم. ففيما استفحلت الازمة وعادت الطوابير لتصطف امام المحطات محولة العاصمة الى مرآب كبير للسيارات مع كثرة الحديث عن اقتراب رفع الدعم عن البنزين والمازوت حتى قبل تأمين البطاقة التمويلية، لم تصل السفن الايرانية الموعودة بعد. اما المازوت، فسمح امس ببيعه بالدولار على سعر السوق السوداء اي تم رفع الدعم عنه. وفيما النفط العراقي سيصل مبدئيا في غضون ايام، اتجهت الانظار امس الى الاردن.
موافقة رباعية
فقد عقدت اجتماعات مغلقة لوزراء طاقة الأردن ومصر وسوريا ولبنان في عمان لبحث تزويد لبنان بالكهرباء. ووافق الاجتماع الوزاري العربي على خارطة طريق لتزويد لبنان بالغاز الطبيعي المصري وذلك بعد عدة اجتماعات عقدت في حضور وزراء الدول الاربعة. وتم الاتفاق عقبها على بحث موقف البنية التحتية السورية لنقل الكهرباء.
ابو شقرا
بالعودة الى ازمات الداخل، أعلن ممثل موزعي المحروقات في لبنان فادي أبو شقرا: نحن على أبواب فصل الشتاء وما يهمنا هو توافر المحروقات حتى لو رُفع الدعم عنها، فسياسة الترقيع يجب أن تتوقف حالاً. وأضاف: سنعمل على توزيع المحروقات حتى النفس الأخير، ولكن لن تُحلّ الأزمة إلا عبر تشكيل حكومة.
جدول الاسعار
وصدر صباح امس جدول أسعار المحروقات وفق آلية الدعم على 8000 ل.ل. وقد أصبحت الأسعار على الشكل الآتي: – البنزين 98 أوكتان: 130500 ل.ل. – البنزين 95 أوكتان: 126400 ل.ل. – الديزل أويل: 98600 ل.ل. – الغاز: 92000 ل.ل.
المستشفيات
ليس بعيدا، أشار نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون الى أن «التعرفة الموجودة حالياً تجبر المستشفيات على تحميل المريض الفروقات والتي أصبحت باهظة وكنت حذرت سابقاً من أن الاستشفاء سيصبح فقط للأثرياء». وقال «نحن مقبلون على كارثة صحية خلال أسبوعين إذا تم رفع الدعم عن المحروقات وحتى الأغنياء سيكونون غير قادرين على الاستشفاء وتمّ الإبلاغ بأن استيراد المستلزمات الطبية متوقف».
البطاقة اليوم
في المقابل، وفيما افيد ان البطاقة التمويلية ستطلق على الارجح اليوم خلال مؤتمر صحافي، لفتت معلومات الى أن عراقيل عدّة تواجه البطاقة تسبّبت في تأخير إطلاقها أبرزها الأموال المرصودة لها والمنصّة المعتمدة للتسجيل والمؤشّرات تدلّ الى نيّة لدى عدد من المعنيّين بالعرقلة والتأخير. المعلومات أضافت: التفتيش المركزي ووزارتا الشؤون الإجتماعيّة والإقتصاد أنجزوا كل ما هو مطلوب منهم والعرقلة تكمن لدى بعض النافذين عبر أزلامهم في مواقع كبرى، وفي حال تبيّن المزيد من المراوحة والمماطلة من قبل البعض في إنجاز ما هو مطلوب لإطلاق البطاقة سيُعلن بالأسماء والوقائع عن كلّ من سبّب في التأخير وستظهر أسماء مسؤولين في مواقع حسّاسة.
بدل النقل
وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي التقى في قصر بعبدا، وفدا من ديوان المحاسبة برئاسة القاضي محمد بدران، وتسلم منه تقريرا عن قطع حساب موازنة العام 2019، وقّع المرسوم الرقم 8318 تاريخ 8 أيلول 2021 القاضي بتعديل بدل النقل اليومي للمستخدمين والعمال في القطاع الخاص بحيث يصبح 24 الف ليرة يوميا بدلا من 8 آلاف ليرة. ويعمل بهذا التعديل ابتداء من اول الشهر الذي يلي تاريخ نشره.