قبل أيام قليلة، من رفع الدعم رسمياً عن المحروقات (الأربعاء المقبل) افتعلت أزمة حادّة على المحطات، شهدت عودة للاشكالات، وإطلاق النار، والاعتداء على الزبائن، وممارسات معيبة، وسط موجة مرعبة من الشائعات عمقت الازدحام، إذ أمضى بعض المواطنين ساعات امام المحطات، لتدارك الوقوع في “محظور الانقطاع”، في وقت كان القطاع التربوي ينفذ يوم غضب امام وزارة التربية والتعليم العالي في الأونيسكو، تحت شعار لا عودة إلى التدريس قبل الحصول على حقوقنا، وتصحيح الرواتب، من دون ان يتمكن الاجتماع الذي عقد بين وزيري التربية والمال في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب وغازي وزني مع روابط التعليم الثانوي والاساسي والمهني من التوصّل إلى أية نتيجة، سواء على مستوى المساعدات الاجتماعية، أو زيادة بدل النقل للاساتذة والمعلمين والمتقاعدين.
التحركات بالشارع ملأت الفراغ، على وقع استمرار “ذر الرماد في العيون” من قبل فريق العهد، الذي يلعب بمقدرات الوضع العام، من دون تحمل أية مسؤولية، والتأكيد ان الرئيس ميشال عون قدم كل التسهيلات المطلوبة لتبصر الحكومة النور، وانه لا يريد الثلث المعطل الذي يخترعه “المعطلون كذريعة لتحميله المسؤولية” على حدّ تعبيره.
ولاحظت مصادر سياسية ان كلام رئيس الجمهورية يتنصل برفع المسؤولية عنه حيال تأخير صدور مراسيم الحكومة، وإلقاء التبعة على “المعطلين” فيصبح السؤال من هم هؤلاء؟
وكشفت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة النقاب عن توقف الوساطات والاتصالات بين الرئيس عون من جهة والرئيس ميقاتي بالامس، خلافا لما كان عليه الوضع سابقا، ولوحظ أيضا، عدم قيام اللواء عباس ابراهيم، بزياراته، لكل من الرئيسين، على غرار ما كان يقوم به خلال الايام الماضية، لتقريب وجهات النظر بينهما وتبديد الخلافات التي تحوول دون تشكيل الحكومة، ما يؤشر بأن عملية التشكيل تعثرت، بفعل سلسلة من الشروط والمطالب التعجيزية، التي يطرحها رئيس الجمهورية ميشال عون ويحركها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، استنادا، الى مقربين من بعبدا.
واعتبرت المصادر ان العقبات والعراقيل التي تعترض تشكيل الحكومة. ما?تزال على حالها، بل اكثر من ذلك عادت الامور الى الوراء، ما?يؤشر الى عدم وجود نوايا وتوجهات سليمة لتسهيل وتسريع التشكيل،الا ضمن تلبية هذه الشروط والمطالب التي تتعارض كليا مع تشكيل حكومة، قادره على القيام بالمهمات المنوطة بها لانقاذ لبنان من ازمتة المتدحرجة.
وأشارت أوساط أخرى عبر “اللواء” الى أن السؤال الذي بات يتردد ما إذا كانت الحكومة الجديدة ستؤلف بالفعل ام لا. ورأت أن الآمال المعقودة بحكومة قريبة بدت وكأنها تبخرت مشيرة الى ان هناك اتصالات تتم إنما لم تؤد بعد إلى إحداث الخرق بما يشير بوضوح إلى كربجة معينة فهناك مسائل لا تزال عالقة من الوزارة البديلة عن وزارة الاقتصاد الى الوزيرين المسيحيين إلى أسماء وزراء وغير ذلك مع العلم أن هناك أسماء لها وزنها وهناك 3 أسماء مرشحة تعمل في الخارج.
وأفادت الأوساط نفسها أن ثمة ملاحظات سجلت وتسجل في طريقة التعاطي بتأليف الحكومة منها عدم الاستقرار على رأي وكثرة الطباخين وغير ذلك ما قد يؤخر أي توافق لافتة إلى ان الأيام المقبلة قد ترسم الصورة الأوضح عن مسار التشكيل، محذرة من ان تشوط الطبخة..
وحسب مصادر الرئيس ميقاتي فإن رئيس الجمهورية رفض حنين السيد التي عرض الرئيس المكلف إسمها لتولي حقيبة الاقتصاد. ولكن مصادر بعبدا نفت ان يكون اسم حنين السيد عرض لنيلها حقيبة الاقتصاد كما تنفي ان يكون عون رفضها.واوضحت المصادر: أن رئيس تكتّل لبنان القوي النائب جبران باسيل لا يتدخل بملف تشكيل الحكومة، وأنه أبلغ الرئيس ميقاتي أنه لن يشارك ولن يعطي الحكومة الثقة.
ونشر موقع “الإنتشار” مقابلة مع الرئيس عون، اشار فيها الى “إبداء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمام زواره إستياءه من التأخير الحاصل في تشكيل الحكومة حتى الساعة. وهو الذي ينتظر التفاهم حولها كليا مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي”.وسمع الزوار منه “تصميما وعزماً على الوصول إلى الغاية المنشودة، على الرغم من العراقيل والمطالب التي تطرأ بين حين وآخر”.
واكد عون ان التواصل قائم بينه وبين الرئيس ميقاتي، سواء بالمباشر، أو عبر الوسطاء وسعاة الخير ،موضحا أنه قدّم كل التسهيلات المطلوبة حتى تبصر الحكومة النور. وقال: هناك اوراق تذهب وتجيء على خط بعبدا و”بلاتينوم” تحمل أسماء ومقترحات تخضع للجوجلة خصوصا من طرف الرئيس المكلف.
واضاف عون رداً على سؤال: لقد عقدت العزم، انا والرئيس المكلف، ان نعمل معا لتأليف حكومة و هذا ما نأمل في تحقيقه.
وحمل عون على من يدعي تمسكه بالثلث المعطل ،الذي يحول دون ولادة الحكومة، وشدد على أنه لم يطلبه يوما وقد تحدث بذلك علنا.وهناك أكثر من بيان صادر عن القصر الجمهوري بهذا الصدد. كما أن البطريرك الراعي نفسه نفى من قصر بعبدا هذا الأمر. وعلى الرغم من كل ذلك ما فتىء المعرقلون يتخذونه ذريعة لرمي المسؤولية على رئيس الجمهورية.
ولا يخفي عون أمام زواره دوره في سد الفراغ المسيحي الذي خلفه موقف كل من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية عند التكليف بأيلائه عناية خاصة في اختيار الوزراء المسيحيين، مشيرا في الوقت نفسه إلى عقدة تسمية الوزيرين المسيحيين اللذين يرغب ميقاتي بتسميتهما.
وعن دور اللواء ابراهيم المساعد في فكفكة العقد أبلغ عون زواره “ان الأخير تطوع مشكورا لهذه المهمة وباتت الصورة واضحة لديه ويعرف مكمن الخلل”.
ونفى الرئيس عون وجود ” فتور” في العلاقة بينه وبين قائد الجيش العماد جوزف عون. وقال: أن هذا التصور من “فبركات الاعلام” الذي يخترع قصصا لا وجود لها، وهناك من يمضي في الكذب والافتراء من دون حسيب أو رقيب، ولا غرابة ان نشهد محطة او أخرى متخصصة في الهجوم على رئيس الجمهورية.
ويرفض عون كليا اتهامه بمخالفة “الطائف”،عبر عقد جلسات عمل وزارية او عبر المجلس الاعلى للدفاع، ويقول “هل أقف متفرجا على معاناة الناس اليومية إزاء تقاعس من يفترض القيام بمسؤولياتهم والتذرع بتصريف أعمال لا تُصرّف كما يجب. انا ألجأ لما كل ما هو متاح امامي”.
وابدى الرئيس عون رغبته في العودة إلى “الرابية اليوم قبل الغد، لكنه لن يفعل قبل أن ينطوي اليوم الأخير من عهده”.
وعليه، ما زالت البلاد تنتظر توافق الرئيسين عون وميقاتي على الصيغة النهائية لتشكيل الحكومة التي توقفت عن عقدتي وزير مسيحي واحد ووزير الاقتصاد الذي علمت “اللواء” ان ثلاثة اسماء طرحت له يجري التداول بها منها محمد بعاصيري الذي رفضه عون، في ضوء مساعي القنصل مصطفى الصلح لتقريب وجهات النظر بين رئيس الحكومة المكلف ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.
الغاز المصري للحدّ من أزمة الكهرباء
على صعيد، ما أسفر عنه الاجتماع الوزاري لدول خط الغاز العربي (مصر، الأردن، وسوريا ولبنان)، الذي عقد في عمان أمس، كشف وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر ان الاستفادة من الغاز المصري في تغذية معمل دير عمار، وقدرته حوالى 450 ميغاواط، من شأنها ان تؤمن أكثر من 4 ساعات تغذية بالطاقة الكهربائية للمواطنين اللبنانيين.. واكد ان المبادرة لا يمكن ان تحصل لولا التعاون الحاصل بين الدول الاربعة، وبمواكبة لصيقة من البنك الدولي في هذا الوقت العصيب الذي يمر به لبنان ليؤمّن الغطاء او المظلة المالية ليستطيع لبنان التوقيع على هذه الاتفاقية، خصوصاً ان الفرق الفنية التي شكلت في هذا الاجتماع الرباعي ستدرس الاتفاقية من جوانبها كلها التقنية والادارية والفنية والمالية كي تكون متوازنة لكل الدول.
وقال ان هذا التعاون سيؤدي في المستقبل الى اعادة احياء اتفاقية اخرى هي استجرار الطاقة الكهربائية من الاردن التي من الممكن ان تكون اسعارها منخفضة مقارنة بأسعار توليد الطاقة في لبنان. وأكد ان لبنان، حكومة وشعباً، يشكر الدول المعنية الشقيقة على هذه المبادرة، متمنيا ان ينجز فريق العمل الخطة اللازمة والجدول الزمني المحدد بالسرعة المطلوبة.
وقال طارق الملا وزير البترول المصري: وضعنا خارطة طريق مع الوزراء (تنص على) انه خلال الأسابيع المقبلة، سيعقد اجتماع آخر، للتأكيد على الجهوزية على ان يتم الضخ في أقرب فرصة.
وقال وزير النفط السوري بسّام طعمة ان بلاده ستبذل كل الجهود الممكنة لإنجاح الخطة.
وقالت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية هالة زواتي، التي ترأست الاجتماع الى جانب غجر والملا وطعمة في عمان ان الاجتماع يهدف بشكل أساسي للتعاون في مجال إعادة تصدير الغاز الطبيعي المصري للجمهورية اللبنانية عبر الأراضي الأردنية والسورية من خلال خط الغاز العربي، وان الاردن سيبذل كل جهد لمساعدة الاشقاء اللبنانيين للخروج من محنة الطاقة وبتوجيهات مباشرة من جلالة الملك عبدالله الثاني.
وأكدت ان الاجتماع يأتي إيمانا بأن التعاون بين دول خط الغاز العربي سيكون خطوة فعالة ومؤثرة في دعم المشاريع الاستراتيجية وتعزيز المصالح المشتركة والتي من شانها الانعكاس ايجاباً على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذه الدول، مؤكدة اهمية الاجتماع في إطار التعاون المشترك بين دول خط الغاز العربي والعلاقات الوثيقة التي تجمعهم واستمرار التعاون في مجال قطاع الطاقة بشكل عام، والغاز الطبيعي بشكل خاص.
وأشارت زواتي الى اجتماعات فنية عقدت على هامش الاجتماع الوزاري تم خلالها دراسة جاهزية البنية التحتية اللازمة لنقل الغاز الطبيعي في كل دولة من الدول الأربع والمتطلبات الفنية اللازمة، والاتفاق على تقديم خطة عمل واضحة وجدول زمني لإيصال الغاز الطبيعي المصري إلى الجمهورية اللبنانية على أن ينهي الفريق المشكّل أعماله ضمن مدة محددة، وان يتم رفع النتائج ليتم اعتمادها بتوافق الاطراف والعمل بمضمونها بأسرع وقت.
وبخصوص تصدير الكهرباء الاردنية الى لبنان اكدت الوزيرة زواتي أنه سيتم عقد اجتماع اخر قريبا لوضع خطة عمل من أجل إعداد الاتفاقيات وتقييم البنية التحتية بخصوص تصدير الكهرباء للبنان.
وانتهى الاجتماع الوزاري الرباعي، الذي استضافته عمان لوزراء الطاقة في كل من الأردن ومصر وسوريا ولبنان إلى وضع خارطة طريق لنقل الغاز المصري براً إلى لبنان.
ولفت الانتباه ما كشفته المديرية العامة للنفط في وزارة الطاقة ان النفط العراقي لن يصل مباشرة إلى لبنان، فالشركة الاماراتية تسلمت الشحنة من العراق، وستستبدلها بشحنتين لزوم حاجة مؤسّسة كهرباء لبنان، على ان تأتي بهما إلى لبنان الأسبوع المقبل.
على الصعيد المعيشي، بدأت معالجات الازمة المعيشية حيث يعقد الوزيران في حكومة تصريف الأعمال?رمزي المشرفية وراوول نعمة مؤتمراً صحافياً اليوم لإطلاق البطاقة التمويلية وشرح الآلية المتّبعة للتقديم والحصول عليها، ووقع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المرسوم الرقم 8318 تاريخ 8 أيلول 2021، القاضي بتعديل بدل النقل اليومي للمستخدمين والعمال في القطاع الخاص، بحيث يصبح 24 الف ليرة يوميا بدلا من 8 آلاف ليرة. ويعمل بهذا التعديل ابتداء من اول الشهر الذي يلي تاريخ نشره.
610197 إصابة
صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 1008 إصابات جديدة بفايروس كورونا و15 حالة وفاة في الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 610197 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.