نجحت خطوة حزب الله في استيراد المازوت الايراني، ودخل الى لبنان من مرفأ بانياس في سوريا اكثر من 60 صهريجاً تسلمتهم شركة الامانة التابعة لحزب الله، وبدأ توزيع مادة المازوت في البقاع الشرقي والشمالي. فهنالك فئتان ستستفيدان من المازوت بالدرجة الاولى كنوع من هبة للمستشفيات، وبيع مازوت لمولدات الكهرباء التي توقفت عن العمل بسبب فقدان المادة. كما ان هنالك فئات اخرى ستستفيد من المازوت الايراني الذي استورده حزب الله في كل المناطق اللبنانية وعلى مستوى كل الطوائف دون استثناء.
على صعيد آخر، وفي حديث لرئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي لقناة الـ “سي ان ان” الاميركية، قال تعليقاً على استيراد المازوت الايراني الى لبنان انه حزين لان هذا الامر هو انتهاك لسيادة لبنان. لكنه اضاف ان الولايات المتحدة لن تفرض عقوبات على لبنان لان لا علاقة للحكومة اللبنانية بصفقة استيراد حزب الله المازوت الايراني.
“نيويورك تايمز”:
حزب الله ربح جولة ضد اميركا
هذا وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” الاميركية ان حزب الله بدا امس بعد نقله اكثر من مليون غالون من المازوت الايراني الى لبنان عبر سوريا انه المنقذ الوطني وتدخّلَ حيث فشلت الحكومة اللبنانية وداعموها الغربيون اثر تعرض لبنان لواحد من اسوأ الانهيارات الاقتصادية في التاريخ الحديث.
واضافت الصحيفة ان عملية تسليم الوقود التي قال مسؤول في حزب الله انها الدفعة الاولى من اكثر من 12 مليون غالون، سلطت الضوء على خطورة الازمة اللبنانية فضلا عن فشل الحكومة اللبنانية في معالجتها، ورفضت السفارة الاميركية في بيروت التعليق امس لطلب مراسلي الصحيفة.
وقالت السفيرة الاميركية دوروثي شيا في مقابلة: “لا اعتقد ان اي شخص سوف يشهر سيفه اذا كان شخص ما قادرا على ادخال الوقود الى المستشفيات التي تحتاج اليها”.
وقالت “نيويورك تايمز” ان ازمة الوقود ادت الى مواجهة من نوع ما بين حزب الله وحلفائه من جهة والولايات المتحدة من جهة اخرى.
وقد نجح حزب الله بشكل اسرع في تخفيف آلام الناس وهي مناسبة فاز بها حزب الله يوم امس.
اما الجو الاوروبي فقد ظهر عليه التعجب نتيجة خطوة حزب الله ونجاحه في استيراد المازوت الايراني خاصة عبر سوريا حيث تفرض الولايات المتحدة قانون قيصر على سوريا.
وبقي الاتحاد الاوروبي على الحياد بالنسبة لصفقة المازوت الايراني فلم يعلق لا سلبا ولا ايجاباً.
اما الاعلام السعودي وبعض الامراء فقد استهجنوا قيام حزب الله باستيراد المازوت الايراني عبر سوريا الى لبنان. واحد الامراء غرّد على تويتر قائلا: ان لبنان انتهى.
توافق عون وميقاتي… فهل يتحوّل ميقاتي زعيماً للطائفة السنّية؟
يبدو انه على عكس العلاقة التي كانت سيئة ومتوترة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري، فان العلاقة بين عون وميقاتي هي على توافق تام، وقد ظهر ذلك من خلال سرعة اقرار البيان الوزاري برئاسة عون في جلسة الحكومة، كذلك تفاهم الوزير باسيل مع الرئيس ميقاتي واعلانه ان التيار الوطني الحر سيمنح الثقة للحكومة. هذا الامر، بعد ابعاد الرئيس الحريري عن رئاسة مجلس الوزراء وتولي الرئيس ميقاتي رئاسة الحكومة، تم طرح السؤال الآتي: هل يتحوّل الرئيس ميقاتي زعيماً للطائفة السنية؟ خاصة اذا نجحت الاتصالات وقام ميقاتي بزيارة المملكة العربية السعودية وخصوصاً ايضاً ان الرئيس ميقاتي يصرّ على تطبيق دستور الطائف وصلاحيات الرئيس السني بكل حذافيره. وهذا ما سيضايق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع انه على توافق مع ميقاتي. اضافة الى ان الرئيس ميقاتي سيكون رئيسا للحكومة التي ستشرف على الانتخابات. فهل يأتي بكتلة نيابية وازنة؟
جعجع الحليف للسعودية
بعد فرز المواقف في لبنان يبدو ان الدكتور سمير جعجع تحوّل الى الحليف الوحيد للمملكة العربية السعودية وان عدم اشتراكه في الحكومة وقراره بحجب الثقة عنها امر يدغدغ مشاعر الاعجاب السعودي بجعجع وبموقفه.
وهنالك نقطة هامة وخطيرة وهي ان جعجع هو اول شخصيّة سياسيّة يعلن في خطابه في مهرجان تحريض الطائفة الشيعية على حزب الله والمقاومة. وهذا هو الموقف السعودي التي تطالب به الرياض والقيادة السعودية العليا طلبت من جعجع تحريض الطائفة الشيعية كي ترفع البطاقة الحمراء في وجه حزب الله والمقاومة وهو امر خطير، لان حزب الله لم يقم في اي مرة في خطاباته السياسية على تحريض المسيحيين والموارنة على قيادة الدكتور سمير جعجع في القوات اللبنانية.
الدولار يرتفع وازمة المحروقات مستمرة
هل عادت مافيا الدولارات والتلاعب باسعاره وتحقيق ارباح كبيرة، الى السيطرة على السوق اللبنانية؟ ذلك انه بعد ان انخفض الدولار الى مستوى تحت 14 الف ليرة عاد وارتفع فجأة امس الى 15.500 ليرة وحصلت عمليات شراء بالدولار بكثرة ورفض الصرافون بيع الدولار طيلة يوم امس بل كانوا يطرحون شراء الدولار وبيع الليرة اللبنانية.
ازمة المحروقات
رغم رفع سعر صفيحة البنزين الى 180000 ليرة واعلان لائحة اسعار البنزين والمازوت وغيرها فان ازمة المحروقات بقيت مستمرة ولم يحصل توزيع منظم للبنزين على محطات الوقود، ولم تفتح كل محطات الوقود ابوابها بل 30% من المحطات عملت على تسجيل طوابير طويلة جدا بالوقود وبكميات قليلة واغلقت ابوابها عند الساعة 2 بدلا من الساعة 5 من بعد الظهر. وهكذا خلال شهرين ونصف الشهر ارتفع سعر صفيحة البنزين من 24 الف ليرة الى 180000 الف ليرة. ويبدو ان مديرية النفط في وزارة الطاقة لديها خطة لتوزيع البنزين والمازوت على كل الاراضي اللبنانية للخلاص من ازمة المحروقات التي تشل البلد وتقوم بالتسبب بعذاب كبير للشعب اللبناني.