الرئيسية / صحف ومقالات / الشرق: ميقاتي في باريس الجمعة وغداء مع ماكرون… “شكرا فرنسا” اجماع رئاسي على موقف لبناني موحد في الترسيم البحري
الشرق

الشرق: ميقاتي في باريس الجمعة وغداء مع ماكرون… “شكرا فرنسا” اجماع رئاسي على موقف لبناني موحد في الترسيم البحري

اما وقد نالت حكومته الثقة النيابية واقلعت في مشوارها الاجرائي الانقاذي، فإن الرئيس نجيب ميقاتي سيطير الى باريس يوم الجمعة المقبل، لتقديم الشكر الى فرنسا ورئيسها ايمانويل ماكرون على الجهود الجبارة التي بذلها خلال عام كامل من “الفراغ” الحكومي وقد خص لبنان بزيارتين متتاليتين شكلتا جرعتي دعم للبنانيين في مشوار الصمود في وجه الازمات الخانقة. زيارة الشكر هذه سيتخللها غداء عمل يقيمه الرئيس ماكرون على شرف ميقاتي وتشاور في طبيعة المرحلة التي ترعاها باريس سياسيا وعمليا من خلال مشاريع تنوي تنفيذها في اكثر من قطاع ابرزها في الكهرباء والمرفأ، فيما تستعد لعقد مؤتمر دولي في بيروت استكمالا لسيدر من شأنه اذا ما توافرت له مقومات النجاح ان يحدث قفزة نوعية الى الامام تشيع اجواء من الراحة بعد ليل لبنان الحالك.
لا جلسة
وفي بيروت وفيما تغيب هذا الاسبوع جلسة مجلس الوزراء، بحسب ما اكدت مصادر مطلعة، لانهماك الحكومة في التوقيع على المراسيم الموروثة من حكومة الرئيس حسان دياب باعتبارها حكومة تصريف اعمال وقد تُرك امر توقيعها للحكومة التي ستشكل، على ان ينعقد الاسبوع المقبل، شكل ملف ترسيم الحدود اولوية رئاسية امس، بحيث اجتمع الرئيسان ميشال عون ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب في بعبدا بمبادرة من عون وشرعوا في التشاور في اكثر الملفات اهمية. فتناولوا التطورات التي نشأت بعدما اقدمت اسرائيل على تكليف شركة أميركية القيام بتقديم خدمات تقييم للتنقيب عن آبار غاز ونفط في المنطقة المتنازع عليها. وخصص الاجتماع لدراسة تداعيات الخطوة الاسرائيلية والاجراءات التي سيتخذها لبنان عطفا على الرسالة التي وجهها بهذا الخصوص الى الأمم المتحدة.
موقف موحد
وقالت المصادر ان رئيس الجمهورية يسعى لبلورة موقف وطني موحد يشكل سندا للمفاوض اللبناني في عملية ترسيم الحدود وتثبيت الحقوق البحرية، واصفة جو اجتماع امس الذي استعرض مسار الملف ومراحله منذ انطلق ابان ترؤس الرئيس ميقاتي الحكومة سابقا بالممتاز، تخلله تشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، في ظل مناخ من التعاون والتكامل والتنسيق بين القوى السياسية على رغم ان الملف هذا من صلاحية رئيس الجمهورية باعتباره تفاوضيا مع الخارج، بيد ان الرئيس عون وسّع مروحة التشاور لضمان السند القوي للمفاوض. وعن احتمال استئناف المفاوضات اكدت المصادر ان الامر يتوقف على اسرائيل التي كانت خلف قرار وقف التفاوض، علما ان لبنان ابلغ الامم المتحدة ومن يعنيهم الامر استعداده لاستئناف المفاوضات على الاسس التي حددها في الجولات السابقة بما يحفظ الحقوق ويحمي الحدود، مشددة على ان لبنان لا يمكن ان يقبل بأن تقفز الدولة العبرية فوق القوانين الدولية وحقوق لبنان وتباشر بأي تنقيب في ارض متنازع عليها.
حملة السندات
الى ذلك، وغداة نيل الحكومة الثقة، تتجه الانظار الى تشكيلها اللجنة التي ستفاوض باسمها صندوقَ النقد الدولي بعد ان اعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ان وجهته الاولى هي الصندوق… في الانتظار، حثت مجموعة من حملة السندات اللبنانية، والتي تشمل بعضا من أكبر صناديق الاستثمار في العالم، الحكومة الجديدة امس على بدء محادثات لإعادة هيكلة الديون في أقرب وقت ممكن للمساعدة في التعامل مع الأزمة المالية الطاحنة في البلاد. وقالت في بيان “الآمال والتوقعات بأن تعزز الحكومة الجديدة عملية إعادة هيكلة ديون سريعة وشفافة ومنصفة”. وأضافت “مثل هذه العملية ستتطلب من الحكومة الانخراط بشكل مجد مع صندوق النقد الدولي ودائني لبنان الدوليين وشركاء القطاع الرسمي”.
للاستفادة من الاخطاء
ماليا ايضا، أصدر رئيس جمعية المصارف الدكتور سليم صفير بياناً بعد اعتماد البيان الوزاري، اكد فيه ضرورة الاستفادة من أخطاء المرحلة السابقة والتي فاقمت من حدة الازمة وتحديدا قرار توقف الدولة عن الدفع الذي طال بانعكاساته المدمرة كل القطاعات دون استثناء فأقفلت جراءَه المؤسسات وتضاعفت البطالة وعادت الهجرة لتسجل مستويات قياسية.
ودعا الحكومة ان تبادر فورا الى تطبيق التزاماتها بحسب بيانها الوزاري الذي لحظ استئناف فوري للتفاوض مع صندوق النقد الدولي لمعالجة الاثار السلبية للسياسات السابقة الخاطئة كما اطلاق المفاوضات مع الدائنين لإعادة سداد التزامات الدولة اللبنانية وصولا الى اصلاح القطاع المصرفي واقرار موازنة وكلها بنود تطالب بها جمعية المصارف منذ بدء الازمة”…
سفراء في السراي
في الاثناء، عجقة سفراء في السراي. فقد استقبل ميقاتي امس السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو وعرض معها الاوضاع في لبنان والعلاقات الثنائية. والتقى سفير الاردن وليد الحديد، وبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين. واكتفى السفير بالقول “هدف الزيارة تهنئة الرئيس ميقاتي ودعمه في مهمته. كما تطرق البحث الى تفعيل عمل اللجنة اللبنانية – الاردنية المشتركة”. وإستقبل ايضا سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا العائدة الى بيروت من الولايات المتحدة الاميركية.
أين الدولة؟
وكان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط غرد عبر “تويتر”: “وكأن كل شيء مدروس. يعلن عن الكهرباء الاردنية والغاز المصري وهي الفرصة لبداية معالجة ازمة الكهرباء فيأتي اجتياح المازوت. تسأل عن النفط العراقي وملابسات استبداله الغامضة فلا جواب، انتهاء بمسرحية انقطاع الكهرباء عن المجلس والمزايدة اللاحقة. ختامها التنقيب الايراني، فأين دولة لبنان”؟.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *