كجرح الوطن المفتوح الذي لا يعرف سبيلا الى الشفاء بفعل ممارسات السلطة السياسية، هو جرح العدالة الممنوع تحقيقها في جريمة 4 آب اذ يبقى شلال دمائها هادرا بعد عام ونيف مع انضمام المزيد من الضحايا الى عدّادها، من دون ان يهتز ضمير مسؤول في هذا الوطن دعما للحقيقة ومنعا للاغتيال المعنوي لاهالي الشهداء، ولو ان بائعي الكلام والمواقف كثر، فهم يفعلون عكس ما يقولون، الا ان المجتمع الدولي يبدو لهم في المرصاد في ظل تدفق المواقف الداعية الى تحقيق العدالة يومياً، على امل الترجمة العملية للوعود ان هي اصطدمت بجدار الضغوطات السياسية و”الحيل” القانونية والترهيب الميليشياوي.
المجلسان
تحرك اهالي الضحايا ومعهم مجموعات المجتمع المدني والناشطين سحب وهج الجلسة الاولى لمجلس الوزراء التي عقدت امس واعقبت اجتماع للمجلس الاعلى للدفاع حيث تم إعلان التعبئة العامة من 1 تشرين الأول المقبل لغاية 31 كانون الأول والإبقاء على الإجراءات والتدابير المقررة سابقاً، اذ واكبته مواقف لافتة محلية وخارجية من تحقيقات المرفأ بالتزامن مع التحرك رفضا لمحاولات كف يد القاضي طارق بيطار.
فرنسا تأسف
الخارجية الفرنسية اعربت عن اسفها لتعليق التحقيق بانفجار مرفأ بيروت، وقالت: للّبنانيين الحق بمعرفة الحقيقة في انفجار مرفأ بيروت ويجب أن تعمل العدالة اللبنانية بشفافية كاملة”.
من جانبه، غرد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عبر حسابه على “تويتر” كاتبا “اذا كانت المحاكمة العادية تتم على درجتين ودرجة استثنائية، فإن قرار المحقق العدلي بالإحالة على المجلس العدلي وحكم المجلس لا يقبلان أي طريق من طرق الطعن. ولكن يبقى ان أي إدانة أو تبرئة يحددهما حكم المحكمة المبرم وليس التحقيق”. وأشار الى أن “التحقيق ليس القضاء، وإذا اخطأ فهناك ثلاث درجات للتصحيح: البداية، الاستئناف، التمييز”. وختم “يجب أن يستمر التحقيق كي يُدان المذنب ويُبرّأ البريء”.
اعتصام
على الارض، اعتصم أهالي الشهداء في انفجار مرفأ بيروت، بعد ظهر امس امام قصر العدل، رافعين صور ابنائهم الشهداء ولافتات تستنكر وتندد بشدة بالسلطة السياسية والحاكمة في لبنان ولفتوا الى “التدخل الوقح والسافر في تهديد وتحذير القاضي العدلي طارق بيطار لأجل تحريف العدالة عن مسارها الطبيعي”
إخضاع القضاء
ليس بعيدا، أعلن رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل، في مؤتمر صحافي، “اننا نضع آمالنا على القاضي طارق بيطار، الا ان وفيق صفا تمكن من تعليق مهامه في ظل صمت مريب من قبل كل من هو مؤتمن على القضاء. وفيق صفا ذهب الى العدلية واجتمع مع كبار القضاة وتمكن من اخضاع القضاء”.
الانتخابات
على هذا الصعيد، وفي اطار متابعته للتحضيرات الجارية لإجراء الانتخابات النيابية، أعطى وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي توجيهاته للبدء بالتجهيزات اللوجستية لمقر هيئة الاشراف على الانتخابات بشكل فوري.
تمسك بالاصلاح
وسط هذه الاجواء، الى الاصرار الدولي على الانتخابات، تمسّكٌ ايضا بالاصلاحات. في هذا الاطار، استقبل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الامينة التنفيذية للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الاسكوا) رولا دشتي في مكتبه في السراي. وقالت دشتي بعد اللقاء “كان لقاء مثمرا وعمليا، وتحاورنا بقضايا متعلقة بالتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها لبنان، واهمية الاسراع في اجراء الاصلاحات، وكيفية دعم الاسكوا لهذه الاصلاحات في مجالات المالية العامة والقضايا الاجتماعية، اضافة الى توفير فرص عمل للبنانين وتطوير البنية التحتية”.
سفراء ووزير العدل
الى ذلك، إستقبل رئيس مجلس الوزراء سفيرة فرنسا آن غريو وجرى البحث في نتائج زيارة الرئيس ميقاتي الى باريس ولقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وتلقى ميقاتي اتصالا هاتفيا مطوّلا من وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو الذي هنأه بتشكيل الحكومة الجديدة، وجرى البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين وآفاق التعاون… كما إجتمع ميقاتي مع وزير العدل هنري خوري وعرض معه ملفات وزارته.
رئيس وزراء الاردن
وامس وصل الى بيروت رئيس الوزراء ووزير الدفاع الأردني بشر الخصاونة في زيارة رسمية على رأس وفد وزاري. وكان في استقباله في المطار الرئيس ميقاتي .وستعقد المحادثات الرسمية بين رئيسي وزراء لبنان والاردن عند العاشرة والربع من صباح اليوم الخميس في السراي الكبير، يليها اجتماع موسع بمشاركة الوفدين اللبناني والاردني ثم لقاء صحافي مشترك… بعد ذلك سيتوجه رئيس وزراء الاردن الى القصر الجمهوري للقاء رئيس الجمهورية، ثم ينتقل الى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعدها يلبي والوفد المرافق دعوة الرئيس ميقاتي الى الغداء. وبعد الظهر يغادر رئيس وزراء الاردن والوفد الوزاري بيروت الى عمان .
الراعي: اقتصاديا، وفيما سجل سعر المحروقات امس ارتفاعا اضافيا، أطلق البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من على منبر المجلس الاقتصادي والاجتماعي، خارطة طريق اقتصادية – اجتماعية إنقاذية للبنان، ارتكزت على أربعة محاور: العدالة الاجتماعية، الواقع الاجتماعي، الهجرة، والاقتصاد الذي هو “أساس النشاط الاجتماعي والحدّ من الهجرة”.
ورقة وشرط
سلّم لقاء “سيدة الجبل” المجتمعين ورقة تؤكّد التمسّك بالثوابت التالية: الدستور ووثيقة الوفاق الوطني المنبثقة عن الطائف؛ قرارات الشرعية العربية؛ قرارات الشرعية الدولية 1559، 1680 و1701؛ رفع الاحتلال الايراني عن لبنان؛ واستقالة الرئيس ميشال عون ومعه رؤساء المجلس النيابي والحكومة.
وتمنى صياغة ورقة سياسية تجمع كل القوى الوطنية في مواجهة الإحتلال الإيراني كما اكّد “عدم المشاركة في أي لقاء ينبثق عن هذه المجموعة إذا لم تتضمّن ورقة عمله السياسية ثوابت” لقاء سيدة الجبل “لأننا ندعو الى مقاومة الإحتلال وليس إلى تشكيل معارضة تقليدية وسنعلن موقفنا هذا أمام الإعلام”.