في وقت يترقب اللبنانيون خطوات انقاذية سريعة من الحكومة الميقاتية تقيهم المزيد من الانهيارات، ترتفع مؤشرات الشلل التام، وكذلك علامات السقوط التدريجي والدخول أكثر في العتمة، مع توقف شركة “كارباورشيب” إمداد لبنان بالطاقة الكهربائية من باخرتَيها فاطمة غول سلطان وأورهان باي، الراسيتَين قبالة معملَي الجية والزوق تباعًا، مع انتهاء العقد صباحا، فيما تتجه الازمات المعيشية لا سيما المرتبطة منها بالمحروقات الى الاشتداد دفعة واحدة بفعل غياب الحلول العملية واكتفاء المسؤولين حتى الساعة بالخطابات والمواقف الرنانة والوعود بترميم العلاقات مع الاشقاء العرب.
اليوم رفعت المستشفيات الصوت عارضة بالارقام تكلفة الطاقة عن كل مريض في المستشفى بما لا يقل عن 650.000 ل.ل. يوميا مؤكدة انها لا يمكن ان تتحمل هذا العبء الذي سينعكس على كلفة الطبابة بشكل دراماتيكي والمريض في المحصلة النهائية هو المتضرر الاول، في حين لوّح المعنيون بقطاع المحروقات بعودة الطوابير الى المحطات اذا لم تعط الموافقات للشركات المستوردة وتسدد فواتير البواخر المستحقة.
توقف كارباورشيب
في السياق، وغداة مغادرة رئيس الوزراء الاردني لبنان حيث عرض للاستعدادات لمد بيروت بالغاز المصري عبر بلاده وسوريا، بما يخفف من وطأة ازمة الكهرباء، أوقفت شركة “كارباورشيب” إمداد لبنان بالطاقة الكهربائية من باخرتَيها فاطمة غول سلطان وأورهان باي، الراسيتَين قبالة معملَي الجية والزوق تباعًا، وذلك مع انتهاء العقد صباح اليوم. وسوف تُعلم شركة “كارباورشيب” الشعب اللبناني عبر وسائل الإعلام عن عملية انسحاب باخرتَيها تباعًا في الوقت المناسب. وقال متحدث باسم الشركة: “اعتبارًا من الأول من تشرين الأول، انتهى عقدنا مع شركة كهرباء لبنان، وبالتالي، سنباشر بعملية انسحاب الباخرتين. إننا ندرك تمامًا أزمة الطاقة الحادة في البلاد. خلال السنوات الثماني التي زاولنا العمل فيها في لبنان، وعلى الرغم من كل التحديات، بذلنا كل ما في وسعنا لدعم الشعب اللبناني والحكومة للتصدي للتحديات الجوهرية التي يواجهها البلد. نتمنى الأفضل لرئيس مجلس الوزراء وحكومته والبلد ككل في الأشهر والسنوات المقبلة”. وتُشغّل شركة “كارباورشيب” باخرتَيها منذ العام 2013، حيث قامت بتزويد لبنان بإحدى مصادر الطاقة الأقل كلفةً والأكثر موثوقيةً، وبتوليد حوالى 370 ميغاواط أي 25 في المئة من إجمالي إنتاج الطاقة في لبنان وما يعادل 4-6 ساعات التغذية الكهربائية في اليوم.
خط الغاز
في المقابل، عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني -السوري نصري خوري عمل الأمانة العامة، لا سيما السبل الايلة الى تفعيل العلاقات مع سوريا في المجالات كافة، كما تطرق البحث الى نتائج الاجتماعات التي عقدت سابقا وضرورة متابعتها. وأوضح خوري ان “اللجنة الفنية المشتركة اللبنانية – السورية التي كشفت على خط الغاز بين لبنان وسوريا اعدت تقريرا يشير الى ان الخط بحاجة الى إصلاحات بسيطة ليصبح جاهزا للعمل”.
الطوابير عائدة ؟
على صعيد المحروقات، الازمة ستتجدد قريبا الا اذا. فقد غرّد عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس عبر صفحته على “تويتر”: “كي نحافظ على ما نشهده حالياً من انفراج في أزمة البنزين وغياب طوابير السيارات، على مصرف لبنان : ?- الإسراع في إعطاء الموافقات المسبقة للشركات المستوردة، ?- إعطاء الموافقات لجميع الشركات معاً، ?- سداد فواتير البواخر المستحقة من دون تأخير. عدا ذلك، سنعود إلى الطوابير وشحّ مادة البنزين”.
المستشفيات
من جانبها، اعلنت نقابة اصحاب المستشفيات في بيان، ان “بعد رفع الدعم عن مادة المازوت ليصبح ثمن الالف ليتر 620 دولارا، ارتفعت تكلفة الطاقة عن كل مريض في المستشفى ما لا يقل عن 650.000 ل.ل. يوميا اي سبعة اضعاف التعرفة الرسمية للغرفة.” اضافت “كذلك فان المستشفيات الخاصة مجموعة تحتاج الى 130.000.000 مليون ليتر من مادة المازوت سنويا ما يجعل كلفة تشغيل المولدات 1500.000.000.000 ل.ل. وهذا المبلغ يتجاوز مجموع ما تستوفيه المستشفيات سنويا من الجهات الضامنة الرسمية كافة، بما فيها الضمان الاجتماعي ووزارة الصحة والطبابة العسكرية والقوى الامنية وتعاونية موظفي الدولة . وختمت “من الواضح ان المستشفيات لا يمكنها ان تتحمل هذا العبء وهو سينعكس على كلفة الطبابة بشكل دراماتيكي والمريض في المحصلة النهائية هو المتضرر الاول، وبالتالي لا بد من دعم مادة المازوت المخصصة للمستشفيات اذ يكفي القطاع الاستشفائي ما اصابه من مشاكل خلال السنتين الاخيرتين.
المرحلة الاصعب
ازاء هذه الصعوبات كلّها، كانت لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي سلسلة مواقف من دارته في طرابلس حيث أمّتها وفود مهنئة بتأليفه الحكومة. فقال “صحيح أننا نمر في المرحلة الأصعب من تاريخ لبنان والتحديات الداهمة كبيرة، والناس تأمل من الحكومة عملا انقاذيا ينتشلها من المآسي المختلفة التي تعانيها، وهو امر ندركه جيدا، وبدأنا القيام بما يجب فعله لوضع الامور على سكة الحل. لكن اي حل يبقى ناقصا اذا لم تلق الحكومة دعما من الجميع لكي تقوم بالمهمات الاساسية المنوطة بها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتطبيق ما التزمته في بيانها الوزاري وتعهدت بتنفيذه”. أضاف “نعول في هذا الاطار على التعاون الكامل داخل الحكومة، وكذلك مع المجلس النيابي لاقرار المشاريع الضرورية لتحريك العجلة الاقتصادية وعملية الاصلاحات المطلوبة. نسمع الكثير من التحليلات الصحافية التي تتناول علاقات لبنان بالدول العربية وصلت الى حد تسويق البعض لوساطات مزعومة وسلبيات مطلقة في المقابل.
لوصل ما انقطع
اضاف: مع احترامي لما يقال ويكتب، فإن الحكومة ستقوم بنفسها بكل الخطوات المطلوبة لاعادة وصل من انقطع في علاقات لبنان مع الاخوة العرب، ونعلم في المقابل حرص الاشقاء العرب على المحافظة على وحدة لبنان وحمايته من أي أخطار قد تحيط به. هذا الوطن لطالما شكل رسالة لتجسيد المحبة والتعايش بين الأديان، ولطالما سارع الاخوة العرب إلى انتشاله من عثراته، كلما ألمت به المحن، إنطلاقا من تفهمهم الأخوي لخصوصية وتنوع نسيجه السكاني، خصوصا بعدما أثبتت التجارب التي مر بها في الماضي القريب، أنه، بقدر ما يظل هذا النسيج بمنأى عن تعريضه للضرر، يظل لبنان رسالة، وبقدر تحميله ما لا طاقة له على تحمله يصبح عالة على كاهل شعبه وأشقائه وأصدقائه ومحبيه”. وتابع “إن الحكومة تعمل كل ما في وسعها، انطلاقا من حرصها على مصلحة لبنان العليا التي لا تتحقق إلا من خلال استقراره، وحدة شعبه والمحافظة على سلمه الأهلي، وتقوية علاقاته التاريخية باشقائه العرب واصدقائه في العالم”.
الصفقة – الفضيحة للبواخر التركية:
سرقة مليار ونصف مليار دولار
سؤال يطرح اليوم بقوة بعد الاعلان عن توقفها عن العمل بسبب عدم سداد الدولة مبلغ ??? مليون دولار متوجبة عليها. ولكن السؤال الاهم هو هل ادت هذه البواخر وظيفتها بتأمين الكهرباء ?? ساعة يوميا كما وعد عراب البواخر جبران باسيل عندما استقدمها في العام ???? على ان تبقى عامين فقط بانتظار بناء معامل انتاج كهرباء.. فتم التمديد للبواخر ? سنوات وكلفت حزينة الدولة مليار ونصف المليار دولار كانت كافية لبناء ? معامل كهرباء بقوة ? آلاف ميغاوات.
لا المعامل بنيت ولا البواخر ادت دورها ، وكل ما جرى هو مجرد ترقيع لواقع الكهرباء ، واغتناء اصحاب هذه الصفقة – الفضيحة، والنتيجة المزيد من العتمة للبنانيين.