كتبت صحيفة “الديار” تقول: المرحلة استثنائية، وبالغة الخطورة في لحظة اشتباك اقليمي ودولي لايرحم، “على حد السيف ” بين مشروعين لايلتقيان، وهذا الصراع سيترك تداعياته الكبيرة والصغيرة وبالتالي لن يخرج البلد من ازماته وكل الدعم مجرد اوكسجين لمنع الانهيار الشامل، وعلى هذا الاساس يجب ان تعمل حكومة ميقاتي دون وعود كبيرة، بعد ان بدأ وهجها يتراجع نتيجة عمق الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعدم شعور المواطنين باي تحسن في كل الملفات التربوية والمالية والغذائية والطبية والمحروقات والكهرباء والعودة الى التلاعب بالدولار، وهذا ما يدفع معظم اللبنانيين الى اعتماد خيارالهجرة بعد ان انتهى عهد البحبوحة كليا.
وحسب مصادر سياسية مطلعة، فان لبنان دخل معركة الانتخابات النيابية الكبرى بين المشروعين، في ظل قرار اميركي سعودي واضح لا لبس فيه، وعنوانه تشليح حزب الله وحلفاؤه الاكثرية النيابية ومنع المجيء برئيس للجمهورية يحاكي توجهات حزب الله وسوريا وايران وتاليا روسيا،وهذا النهج لن تسمح المقاومة بتحقيقه مهما كلف الامر، وحسب المصادر فان حزب الله وحلفاءه مقتنعون بالفوز والحصول على الاكثرية، ولن يسمحوا لواشنطن والرياض ان يأخذا الاكثرية بالضغوط وتركيب الملفات واخذ تحقيقات المرفأ بالاتجاه الذي تريده الدولتان مهما كانت المبررات، ولذلك من المتوقع ان لا يحضر الوزراء الثلاثة الى التحقيقات في المواعيد التي حددها القاضي البيطار وهذا ما سيرفع سقف التوترات بالتزامن مع تسخين واشنطن استعداداتها للانتخابات مبكرا عبر اجتماعات يومية في السفارة وعلى “الورقة والقلم “لتغيير المعادلة الحالية مع توزيع المهام بدقة ،وفي المعلومات ان نائبين مستقيلين عقدا سلسلة اجتماعات في النبطية مع ناشطين في المجتمع المدني لتركيب لائحة ضد حزب الله لكن محاولات النائبين المستقيلين فشلت بعد رفض الناشطون خوض اي معركة نيابية تحت عنوان الحرب ضد حزب الله، وفي المعلومات ايضا ان اجتماعات تعقد في جبيل لمنع حزب الله من التمدد نيابيا لهذه المنطقة، والتركيز ايضا على المواجهة مسيحيا في بعلبك وشيعيا وسنيا ودرزيا في بيروت الاولى. كما ان المجتمع المدني سيشكل لوائح في كل المناطق بشكل مستقل عن الحريري وجنبلاط.وهذا ما يظهر حتى الان.
جنبلاط متمسك بوسطيته
وفي المعلومات، ان واشنطن والرياض تشرفان بشكل مباشر على تركيب تحالف بين القوات اللبنانية والكتائب والاحرار وميشال معوض والنواب المستقيلين وقوى اسلامية وشخصيات من 14 اذار ورموز المجتمع المدني وفاعليات درزية، وحتى الان فان كل المحاولات لضم جنبلاط الى هذا التحالف فشلت ومصرّ على وسطيته، اما لجهة التعامل مع سعد الحريري فان الامور لم تحسم بعد اذا كان التحالف معه او مع شقيقه بهاء، رغم ان الرياض تراهن على جنبلاط واقناعه بالتموضع مع فريقها السياسي، كما تحاول واشنطن ترتيب العلاقة بين الرياض والحريري وبينه وبين شقيقه بهاء لتمتين جبهتهم ضد حزب الله، وفي المعلومات ان هناك رهانا اميركيا سعوديا على القوات اللبنانية بالتقدم مسيحيا على حساب التيار الوطني الحر والقدرة على تغيير التوازنات الحالية وتشليح التيار اكثر من 6 نواب والتقدم سنيا، وسيحظى هذا التحالف بدعم مالي لا سقوف له وتحديدا من الرياض للقوات اللبنانية، في المقابل، فان حزب الله سيقود المواجهة مع حلفائه الذين سيخوضون المعركة في كل لبنان بشكل موحد، ومن يراهن على خلافات بين عون وبري وباسيل والمردة نيابيا هو واهم جدا حسب 8 اذار، وهناك اجتماعات انتخابية لهذه القوى بدات في اقضية جبل لبنان والشمال وبيروت، وبالتالي لامجال لانصاف الحلول والمعركة كسر عظم و” حياة او موت “، وعلى المنخار، ومن يربح سيسمي الرؤساء الثلاثة، والمال الانتخابي بدأ يتدفق ولاحدود له في كل المناطق “وباللبناني” تحت عناوين مساعدات اجتماعية وصحية وتربوية وغذائية وزراعية وكل ما يحتاجه المواطن، والمال الانتخابي سيخفف الاعباء المعيشية وسيخلق حركة في الاسواق ستلهي “المواطنين خلال الاشهر الستة، جراء ” الغليان الانتخابي والتوترات الطائفية.
المستقبل
وفي المعلومات وحسب مصادر في تيار المستقبل، ان الحريري بدأ الاستعدادات للانتخابات عبر ورشة داخلية وينتظر مسار الامور ليحدد التحالفات حسب المناطق في ظل علاقة متينة مع بري والمردة وايلي الفرزلي وكل من يقف ضد جبران باسيل والتيار الوطني الحر، فيما العلاقات مع جعجع وجنبلاط على” القطعة ” وهناك تواصل دائم معهما، وكل الذين يراهنون على ضعف الحريري انتخابيا سيصابون بالخيببة.
وفي المقابل تشير المصادر السياسية، ان هناك من يراهن لبنانيا على مسار مختلف داخليا، ويعلق امالا على المفاوضات الايرانية السعودية وانعكاسها ايجاببا على لبنان، وهذا امر مستبعد في القريب العاجل لان الجولة الرابعة في بغداد في حضور مستشار شمخاني ومسؤول المخابرات السعودية الحميداني وباشراف الكاظمي لم تحقق تقدما جوهريا في ظل اصرار ايران على ان الحل يبدا بالحوار المباشر بين الرياض والحوثيين لان الازمة هي بين السعوديين واليمنيين، فيما الرياض تصر على تدخل ايراني مع الحوثيين لانهاء الحرب وتتحفظ على التفاوض المباشر، كما ان الاجتماعات لاتتعلق في لبنان، رغم ان الدولتين حققتا تقدما لجهة التحضير لعودة العلاقات الدبلوماسية وازالة الكثير من الخلافات والتاكيد على استمرار الحوار، لكن فتح صفحة جديدة يلزمه بعض الوقت .
لا نواب للمغتربين ولا تعديلات على القانون
ولذلك وحسب المصادر، ان الانتخابات اذا جرت ستكون على القانون الحالي، من دون اية تعديلات في المواعيد او تخفيض سن الاقتراع او اعطاء 6 نواب للمغتربين، وهكذا تعديلات قد تجر الى تعديلات جديدة تنسف القانون الحالي برمته وتدفع قوى 8 اذار وفي مقدمهم الرئيس بري وحلفاؤه الى طرح لبنان دائرة انتخابية واحدة كونه المدخل الحقيقي والوحيد لخروج لبنان من ازماته.
وفي ظل هذه الاجواء وحسب المصادر، فان الازمات لن تاخذ طريقها للحل الا بعد الانتخابات النيابية، والملفات الاصلاحية وموضوع النفط مؤجلان الان، والاجتماعات بشانهما للصورة فقط، والمرحلة الجديدة والجدية ستبدأ مع العهد الجديد والحكومة الجديدة، ولذلك تنصح المصادر الرئيس ميقاتي بعدم الاغداق في الوعود، لان الاموال لن تاتي الا بعد الانتخابات النيابية، وكيف ستكون موازين القوى ولمصلحة من ؟ وعندها فان القوى الدولية ستعترف بالنتائج وستتعامل مع لبنان على اساس الموازين الجديدة، ولذلك وحسب المصادر، فان لبنان سيبقى في الكوما “حتى 22تشرين الثاني 2022 موعد استلام رئيس الجمهورية الجديد لمهامه.
وتؤكد المصادر، ان هذا الكلام سمعه وزير الخارجية الفرنسية من المسؤولين السعوديين، وان الرياض تراهن على قيام الشعب اللبناني بالتغيير في الانتخابات، والسعودية لم ولن تقدم شيئا ولن تستقبل ميقاتي واي وزير لبناني او مسؤول اذا لم يقفوا ضد حزب الله، حتى ان الصحف السعودية شنت هجمات على المساعي الفرنسية المنحازة الى حزب الله ورعايته، ودعوته الى الاجتماعات وزيارته في حارة حريك، وهذا ما ينزع عن باريس صفة الوسيط المحايد ويسحب الغطاء الاميركي السعودي عن المبادرات الفرنسية …
دعم خليجي للموقف السعودي من لبنان
وفي ظل هذا الواقع كشفت المصادر عن معلومات تفيد عن اتصالات خليجية لاصدار بيان شديد اللهجة عن مجلس التعاون الخليجي داعما لموقف الرياض من لبنان وحجب المساعدات عنه طالما قرار الدولة بيد حزب الله .
وفي ظل هذه الاجواء من الخلافات والتقنين في وصول المساعدات جراء الشروط القاسية للمؤسسات الدولية، تدعو المصادر حكومة ميقاتي الى التواضع في وعودها” الورقية ” على المعلمين واقرار البطاقة التمويلية، والحكومة ووزير المالية يدركان جيدا استحالة تصحيح الاجور واعطاء الموظفين الجزء اليسير من حقوقهم وحل مشاكل الناس مع الادوية والمواد الغذائية والمحروقات والكهرباء ولقمة لعيش وغيرها من القضايا، لان حل هذه الملفات يحتاج الى اكثر من 7 مليارات دولار فورا و”كاش ” فيما كل المساعدات التي اعلن عنها لاتتجاوز المليار ونصف المليار دولار، وهذا ما سينعكس على دورة الحياة في ظل تزايد حالات الفرار من المؤسسات العسكرية واستسهال ذلك رغم تقليص المهام، يضاف الى ذلك، غياب شامل للموظفين وتعطل كل موارد الدولة، ولهذا لا يعرف ميقاتي من اين يبدأ بعد؟، وعليه ان يبادر قبل الانفجار الاجتماعي . خصوصا انه يعلم جيدا ان اطلاق النار سيتجدد على حكومته قريبا بعد انتهاء فترة السماح، وبالتالي المطلوب من ميقاتي المعالجة الاستثنائية بقرارات حاسمة وجذرية والضرب بيد من حديد على الطاولة في وجه المحتكرين الذين افتعلوا ازمة المحروقات امس وعودة طواببر الذل دون اي مبرر، جراء الفلتان الاعلامي للمتعاطين في هذا الشان وهذا ما يفرض محاسبتهم قصائيا .
مجلس الوزراء
اما على صعيد اجتماع مجلس الوزراء في السراي الحكومي برئاسة ميقاتي الذي قام بخطوة الانفتاح على سوريا عبر تكليفه رسميا وزير الاشغال العامة علي حمية بزيارة سوربا والبحث مع نظيره السوري باجراءات فتح الحدود بين البلدين وتسهيل حركة الترانزيت، فيما تم سحب بند توقيع اتفاقيات تجارية بين لبنان وقبرص بعد رفض الثنائي الشيعي لهذا الاجراء، كما تم التطرق الى الموقف القبرصي من عملية الترسيم البحرية وتنسيقها مع العدو الاسرائيلي على حساب لبنان، علما ان وزير الخارجية القبرصي يقوم بزيارة بيروت، كما تم سحب بند توظيف ما بين 700 الى 800 موظف في شركة كهرباء لبنان للجباية بعد الاعتراض على هذا البند من الثنائي الشيعي ووزراء ميقاتي والمستقبل والقومي وايده التيار الوطني الحر، وبررت عملية سحبه بسفر وزير الطاقة، وقد حض الرئيس ميقاتي الوزراء في بداية الجلسة على العمل وعدم انتظار المساعدات المالية كون الصناديق الدولية تربط تقديم الاموال بالقيام بالاصلاحات، وهذا الموضوع يلزمه بعض الوقت .
عبد اللهيان في ببروت
وفي ظل هذه التطورات وصل ليل امس الى بيروت وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان للقاء الرؤساء الثلاثة ووزراء، وسيلتقي قادة الفصائل الفلسطينية والاحزاب الوطنية في السفارة الايرانية كما سيلتقي قادة حزب االه وسيؤكد المسؤول الايراني دعم بلاده للبنان في كل المجالات وتحديدا في المجالين النفطي والكهربائي على ان تكون العقود والاتفاقات بالليرة اللبنانية وكذلك تقديم التسهيلات في كل الملفات، وكان الوزير الايراني وصل الى بيروت من موسكو مباشرة بعد مفاوضات مع الجانب الروسي تعلقت باستئناف مفاوضات فيينا، وتزامنت زيارة اللهيان مع اجتماع لوزراء الطاقة في لبنان وسوريا والاردن لتزويد لبنان بالكهرباء وكذلك اعلنت مصر استعدادها لرفع كمية الغاز المصري الى لبنان.