رأى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن ما جرى في اليومين الماضيين من تسريع واستنسابية في ردّ طلبات كفّ يد المحقق العدلي طارق البيطار «يؤكد كل ما تحدّثنا عنه خلال عام عن ممارسة الجهات القضائية المعنية الاستنسابية وخضوعها للسياسة»، متهماً «بعض القضاء اللبناني» بأنه «يحمي بعضه البعض ويعمل على تضييع المسؤولية التي يقع جزء منها على عاتق بعض القضاة». وكرّر أن «المسار القضائي الحالي في قضية المرفأ استنسابي ولن يوصل إلى الحقيقة».
وفي كلمة متلفزة ليل أمس، تطرق نصر الله إلى التحقيقات في مجزرة الطيونة التي قضى فيها سبعة شهداء الشهر الماضي على أيدي مسلحي القوات اللبنانية في الطيونة، محذراً من «تعرض القضاء العسكري لضغوط من جهات سياسية ودينية للإفراج عن موقوفين في القضية، وبعضهم أُطلق وبعضهم الآخر يختبئ في معراب لمنع توقيفهم». ونبّه الى أن «ضغوط الجهات السياسية والدينية على القضاء استهتار بالشهداء والجرحى وعائلاتهم وبالجهات التي ينتمون إليها، والاستمرار بالمسار الحالي خطر ويمكن أن يدفع البلد إلى الفتنة لأنه قد يدفع الأهالي إلى الأخذ بالثأر».
وكان نصر الله، في بداية كلمته، قد هنأ اللبنانيين بعيد الاستقلال، مؤكداً أن «الحفاظ على الاستقلال والسيادة والحرية معركة يجب أن تبقى مستمرة (…) واللبنانيون خاضوا أكبر معركة استقلال بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي عام 1982 الذي كاد يقضي على سيادة لبنان وحريته واستقلاله، لأنه احتل نصف لبنان وعاصمته بيروت والقصر الجمهوري». وأضاف: «الهروب الإسرائيلي عام 2000 كان انتصاراً كبيراً لسيادة لبنان وخروجاً له من العصر الإسرائيلي. والمعركة قائمة لأن السيادة منقوصة بسبب استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراض لبنانية. وعندما يمنع لبنان من الاستفادة من الثروات النفطية تكون السيادة منقوصة، كما تكون منقوصة بالتدخل الأميركي في القضاء والسياسة والانتخابات النيابية، وسيأتي يوم نحقق فيه جميعاً لوطننا استقلالاً وسيادة وحرية حقيقية لا نقاش فيها وغير خاضعة لوجهات النظر».
وشدّد نصر الله على أن وضع مزيد من حركات المقاومة على لوائح الإرهاب من عدة دول في العالم، وتسريع التطبيع بين بعض الدول العربية وإسرائيل، وأوقحه أخيراً المغرب، والدخول الإسرائيلي الى الشمال الإفريقي، والتهويل على كل من يؤيد المقاومة بالمال أو الدعم، وتصاعد التهديدات في أكثر من بلد… كل ذلك لن يؤثّر بالمقاومين ووعيهم وإرادتهم وداعميهم، ومهما فعلوا فلن يتمكنوا من المقاومة وعزمها وإصرارها»، مشيراً إلى أن وضع حزب الله على لوائح الإرهاب «قد تكون له علاقة بتطورات المنطقة أو بالانتخابات النيابية».
حياتياً، أعلن نصر الله أن حزب الله قرّر إعادة تفعيل خطة مواجهة كورونا مع تصاعد الإصابات، «وأقول لوزير الصحة نحن جاهزون لأي مساعدة في مختلف المجالات، ويمكنه أن يستفيد من تجربة وزير الصحة السابقة».
وفي السياق، دعا نصر الله إلى إعادة النظر في رفع الدعم عن الدواء «حتى لو تمت الاستدانة. هذه مسؤولية الجميع ولا يجوز السكوت عنها وهذا أمر له علاقة بحياة الآلاف»، مشيراً إلى أن حزب الله «سيعمل على تفعيل مراكزه الصحية ومستوصفاته، وسيحاول تأمين الأدوية في هذه المراكز». كما أكد أنه لا يجوز السكوت عن انفلات سعر الدولار، ولا يمكن للدولة أن تقول إنها لا يمكن أن تفعل شيئاً لأن لهذا الأمر مخاطر كبيرة على البلد. ما نحتاج إليه هو قرار وتحمّل مسؤولية وتدخل جريء وشجاع في وجه المحتكرين والمتلاعبين بأسعار الدولار».
وقدّم نصر الله تفاصيل عن المرحلة الأولى من توزيع المازوت الإيراني التي بلغت «كلفة الدعم التي تحمّلناها خلالها لتأمين المازوت 10 ملايين دولار». وقال إن المرحلة الثانية لتوزيع مازوت التدفئة ستبدأ مطلع الشهر المقبل، وتتضمن تقديم المادة مجاناً للمؤسسات الإنسانية التي استفادت منه مجاناً في المرحلة الأولى لمدة شهر واحد، أما التوزيع على العائلات فسيعتمد «معيار البلدات والمدن الواقعة فوق سطح البحر بـ 500 متر، وسيقدم للعائلات المقيمة في هذه البلدات ويشمل جميع المواطنين في كل المناطق، وسيتم بيع برميل المازوت للعائلة بأقل من السعر الرسمي بمليون ليرة والدفع بالليرة، ومئات آلاف العائلات بحسب إحصائيّاتنا ستستفيد من هذا المشروع»، شارحاً آلية التوزيع التي ستعتمد لذلك.