موقف لا يطمئن أعلنه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من بعبدا عقب لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، خلاصته “الشغل ماشي، ولكن جلسات مجلس الوزراء مش ماشية”، ما يعني ان الأزمة الحكومية مُدّد لها أسوة بكل الأزمات التي يتخبط بها لبنان، ولكن هذه المرة برعاية رسمية، ما يؤكد أن لا حل قريباً في الأفق.
وفيما البعض يعتبر كلام رئيس الحكومة هروباً إلى الأمام في محاولة منه للتنصل مما وعد به، اعتبر البعض الآخر أن ميقاتي قدّم توصيفاً دقيقاً للأزمة التي وصلت إليها الحكومة، فيما اللبنانيون كانوا يعوّلون عليها كثيراً بأنها قد تخرجهم من الأزمة غير المسبوقة التي حلّت بهم منذ تشرين الاول 2019 وتدهور حال البلاد من سيئ إلى أسوأ.
مصادر سياسية متابعة استبعدت عبر “الانباء” الالكترونية أي حل للأزمة في ظل التباينات القائمة بين أركان السلطة، ورأت أن ما دفع ميقاتي لإعلان هذا الموقف شعوره أنه مكبّل اليدين من الفريق الذي هلّل له بعد اعتذار الرئيس سعد الحريري، أي فريق الرئيس ميشال عون وحزب الله.
وأضافت المصادر: “ما لم يكشف عنه رئيس الجمهورية في بيروت قاله في حواره مع فضائية الجزيرة القطرية، ما يعني أن الأزمة طويلة ومصالح الحلفاء اللدودين متشابكة وغير قابلة للحل، وقدر ميقاتي إما السير بحكومته بين النقاط او الذهاب الى الاستقالة، ويبدو انه فضّل الخيار الاول”.
عضو كتلة المستقبل النائب نزيه نجم علّق في اتصال مع “الانباء” الالكترونية على كلام ميقاتي بالقول انه لا يستغرب ذلك “لأن حزب الله من البداية وضع شرط اقالة القاضي طارق بيطار مقابل اجتماع مجلس الوزراء، فالظاهر أن الحزب لا يريد للحكومة ان تجتمع ولا يهمه وضع البلد والازمة التي يتخبط بها”.
وأضاف نجم: “عندما أبلغناهم ان الحكومة لا تُشكل بهذه الطريقة قامت قيامتهم علينا وعلى الرئيس سعد الحريري، واستمروا بالمماطلة والتسويف الى ان اعتذر عن التشكيل، فحزب الله هو صاحب الكلمة الفصل فإذا كان يريد لهذه الحكومة ان تعمل فلا أحد يمكنه ان يمنعها”.
وشدد نجم على انه “من المفروض اجراء الانتخابات والا سيكون لبنان في أزمة أصعب”، متوقعا عودة الرئيس الحريري الى لبنان بعد الانتهاء من ملف الطعن بقانون الانتخابات.
بدوره، اعتبر عضو تكتل الجمهورية القوية النائب وهبي قاطيشا ان “الامور لا تحل بهذه الطريقة، وزراء يعملون ومجلس وزراء معطل”، سائلاً عبر “الأنباء” الالكترونية: “كيف تتخذ القرارات؟ فانعقاد مجلس الوزراء اكثر من ضروري. فأي معنى لحكومة لا يسمح ان تجتمع؟ وما يُفهم من كلام ميقاتي انه لا يستطيع تنفيذ الاصلاحات التي التزم بها، ومعنى ذلك انه فقد الامل والدولة أصبحت في الحضيض وكلامه هروب للامام”.
وتابع قاطيشا: “واضح أن الدولة لا تقدر على مواجهة حزب الله، فالرئيس لم يعد يهمه شيئا، فهو من أيام الحكومة العسكرية يتقن ثقافة التعطيل وهو القائل ان 40 في المئة من عهده كانت من دون حكومة، ومن قبل ان يصبح رئيسا للجمهورية عطل الحكومات وأدخل البلد في الفراغ الرئاسي، والمشكلة انه لم يعد قادرا على اتخاذ القرار”.
وتوازياً، أوضحت مصادر ميقاتي عبر “الأنباء” أن ما أراد ان يقوله هو “توصيف للحالة التي وصلت اليها أمور البلد، وأنه قام بما هو مطلوب منه وأكثر، ولكن تبين ان الخلافات كبيرة ولم يحن بعد موعد حلها، الا أنه مستمر بتدوير الزوايا مع الطلب من الوزراء الاستعجال بدراسة ملفاتهم ووضع الحلول لكل المشاكل المطلوبة لتكون جاهزة لاقرارها في اول جلسة لمجلس الوزراء”.