كتبت صحيفة “الديار” تقول: السياسيون في وادٍ والشعب في وادٍ اخر، والبلاد امام موجة اضرابات واعتصامات مفتوحة تشمل كل القطاعات بعد تنصل الحكومة من كل وعودها للموظفين والعمال بحجة الشح في الموارد المالية وتاخر المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وعدم اجتماع مجلس الوزراء، وهذه التبريرات لم تقنع قطاع النقل العام الذي دعا الى اضراب صباح اليوم لمدة 4 ساعات على ان يتم تنظيم مسيرات سيارة وتجمعات لسائقي السيارات العمومية والفانات عند مداخل العاصمة بيروت والمدن الرئيسية وعلى الطرقات ما بين السادسة صباحا حتى العاشرة قبل الظهر، وسيؤدي ذلك الى قطع شامل لكل الطرقات وشل الوضع العام في البلاد، وبرر رئيس الاتحاد بسام طليس القيادي في حركة امل الخطوة بانها رد على الوعود الكلامية للسلطة، وهذا التحرك سيعطل عمل اللبنانيين، وبالمقابل فان الجهد الاساسي للمسؤولين وتشريعاتهم انتخابي بامتياز، حتى البطاقة التمويلية حولوها الى بطاقة انتخاببة مع اعلان المجلس النيابي البدء بتطبيقها اوائل اذار قبل اسابيع من الاستحقاق الانتخابي وبتوافق شامل بعد ان ضربوا مواعيداً في ايلول وتشرين الاول والثاني وشباط، واضاعوا على المواطنين نصف سنة تقريبا، ومن يضمن عدم اختيار العائلات على اساس الانتماء السياسي والمذهبي؟ ” والانكى ” ان من يتابع الجلسات والاجتماعات الوزارية والتشريعية والتصريحات يكتشف مدى ضحالة الحياة السياسية وعقم المسؤولين في معالجة امور الناس الذين يعانون من اقسى ازمة اجتماعية حلت على البلاد منذ الاستقلال، فيما المعالجات لم تخرج عن اطار الوعود الكلامية ، حتى ان وزيرا بارزا اتهم نقابات ” بكثرة النق ” “ويطولوا بالهم” لانه لايعرف ربما ان “مجمع الحليب ” الواحد للاطفال تجاوز ال 500 الف ويكفي لاسبوع واحد ؟ وربما لم يعرف ايضا ان سعر علبة الدواء للامراض السرطانية، والسكري والضغط تزيد عن النصف مليون هذا اذا وجدت؟ ولم يعرف ربما ان اسعار المواد الغذائية هي الاغلى في العالم، و اسعار المحروقات جنونية؟ والحد الادنى 750 الفا؟ فيما الحصول على منحة” النصف الراتب ” قبل الاعياد تحتاج لاجتماعات واجتماعات، وتاجيل اقرارها الى ما قبل الانتخابات بايام ووصفها بالانجازات التاريخية؟ هل يدرك هذا الوزير وكل المسؤولين انهم سرقوا من اللبنانيين كل امل في حياة شريفة وكريمة و سرقوا معها بهجة الاعياد ” والضحكة” “وعجقة الاسواق ” جراء غلاء فاحش وفقدان شامل لابسط مقومات الحياة.
تسوية الاستقلال
وفي معلومات مؤكدة من مصادر تعرف خفايا الاتصالات، ان “تسوية الاستقلال ” لم تسقط بعد ، والنقاشات محصورة في بنودها، وحزب الله كلف احد اصدقائه الذين يرتبطون بعلاقة متينة مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وموضع ثقته وفي نفس الوقت يحظى هذا الوسيط بعلاقة خاصة مع الرئيس بري وفريق عمله نقل الافكار بين بري وباسيل بعيدا عن الاعلام، والرسائل تطغى عليها الايجابيات الحذرة حتى الان جراء عدم الثقة بين الطرفين “والكمائن المتبادلة “وعبء الملف الانتخابي والتحالفات، لكن التواصل ما زال قائما وعلى” قدم وساق ” وهناك عروض متبادلة ومتوافق عليها ويمكن وصفها “بالمقايضات ” وسيتم اقرارها حتما في جلسة تشريعية بعد الاعياد قد تنعكس ايجابا على البلاد وحسن سير الانتخابات النيابية، وهذه الاتصالات ستتوسع لتشمل تبريد الاجواء بين فرنجية وباسيل رغم استحالة الامر لتشعباته والحاجة الى مستويات اعلى لتطبيعه، لكن ذلك لا يمنع التخفيف من السجالات الاعلامية، وتؤكد المصادر ان هذه الاتصالات والحرص على ازالة التباينات بين كل قوى 8 اذار يحظى بدعم اقليمي وتحديدا سوري بالدرجة الاولى ليشمل تقريب المسافات بين طرفي القومي ايضا، بعد حل مشكلة حزب البعث، لخوض الاستحقاق النيابي في اطار موحد في كل لبنان .
وفي المعلومات، ان ” تسوية بعبدا ” حاجة لعون وبري وميقاتي وباسيل، ونفذ بندا اساسيا منها، تمثل باستقالة الوزير جورج قرادحي، فيما عودة اجتماعات مجلس الوزراء مرتبطة باقالة القاضي طارق البيطار المستحيلة قضائيا بعد ان سدت كل الابواب والتراجع عن الوعود التي قطعت للرئيس بري بتصويت احد القضاة في محكمة التمييز لصالح ابعاد البيطار، وتصبح النتيجة 3 قضاة مع ابعاد البيطار وقاضيان مع استمراره.
وفي المعلومات، ان الحل الذي سينفذ في النهاية سيسلك مسارا يتضمن حضور نواب التيار الوطني الحر الجلسة العامة والتصويت لصالح محاكمة الرؤساء والوزراء والنواب في المجلس النيابي و سحب المحاكمات من القضاء، وهذا يرضي الثنائي الشيعي وميقاتي كونه يعفيه من مسالة اقالة البيطار في مجلس الوزراء، مقابل اعطاء 6 نواب للمغترببن كما يريد التيار الوطني، على ان يدعو بعدها ميقاتي لجلسة للحكومة بعد اجازة الاعياد مباشرة، وهذه التسوية ستنفذ بدعم من كل القوى السياسية وتاخرت نتيجة عدم الثقة، وباستثناء القوات اللبنانية والاشتراكي وتوزيع الاصوات من المستقبل لا احد يعارضها، والاخراج يتطلب هذا السيناريو .
وفي المعلومات، وحسب خبراء الانتخابات، فان تصويت المغتربين خارج ” كوتا ال 6 نواب ” كما يقترح التيار الوطني ستمنح الحسم لاصوات المغترببن والتحكم بالانتخابات النيابية ونتائجها في كل المناطق باستثناء الجنوب والبقاع والضاحية وتحديدا مناطق النفوذ الشيعي، وخارج هذه المناطق فان اصوات المغتربين ستقرر شكل ولون المجلس النيابي القادم والخيارات السياسية للنواب وتحديدا في جبل لبنان وصولا الى زغرتا والكورة وعكار، وفي المعلومات، ان اصوات المغتربين ستصب في معظمها لصالح المجتمع المدني نتيجة الاشراف الدولي عليها وتحديدا في الخليج واوروبة، وهذا ما سيصيب احزاب الطبقة السياسية الحاكمة ببعض الاضرار وتحديدا التيار الوطني الحر وربما فقدان 8 اذار للاكثرية النياببة، مع محافظة القوات اللبنانية على حجمها الحالي وربما زيادة 3 نواب، وكذلك الحزب الاشتراكي على حصته، وبالتالي لامصلحة للطبقة السياسية واحزاب السلطة الا باقرار 6 نواب للمغترببن والغاء تاثيرهم الداخلي، لكن التعديل يصطدم بمعارضة اميركية سعودية مطلقة، وهذا ما سيدفع الامور الى اعلى درجات التصعيد.
ولذلك، تؤكد مصادر عليمة ان البلاد دخلت مرحلة الانتخابات النيابية وكل الملفات مؤجلة الى ما بعد الانتخابات النياببة والرئاسية باستثناء اقالة البيطار وعودة الحكومة بعد الاعياد، حتى ان ملف الغاز لن يناقش بشكل مفصل ولن تحسم الخطوط قبل العهد الجديد.
الانتخابات النيابية
اما على صعيد الانتخابات النيابية فانها ستجري في موعدها، وقد وعد ميقاتي الرئيس الفرنسي ماكرون ومحمد بن سلمان اجراءها من قبل حكومته في موعدها وفي كل شفافية ووضعهما في اجواء التحضيرات التنفيذية، في حين كان ماكرون وبن سلمان حاسمين بالتاكيد على ان مهمة الحكومة المركزية اجراء الانتخابات مع تاجيل الملفات المالية والمصارف واموال المودعين والكابيتال كونترول والتعينات وغيرها الى العهد الجديد الذي سيدشن عمله مع وصول المساعدات المالية والبدء بورشة الاصلاحات في كل المجالات، وقد وضع ميقاتي القوى السياسية بالقرار الدولي الحاسم باجراء الانتخابات وعلى هذا الاساس رفعت كل الاحزاب وتيرة استعدادتها الجدية في كل المناطق، وستنحصر المعارك بين لوائح المجتمع المدني و 8 و 14 اذار ومستقلين، وعلى صعيد المجتمع المدني، فان الاجتماعات مفتوحة ببن كل الجمعيات وبرعاية السفارة الاميركية مباشرة مع دعم فرنسي وسعودي، لكن المحاولات لضم الشيوعي والتنظيم الشعبي الناصري الى هذا التحالف سقطت جراء اتهام الشيوعي والناصري لقوى في المجتمع المدني بالارتباط في السفارة الاميركية، لكن المجتمع المدني نجح بتركيب لوائحه في الجبل وزغرتا رغم ان تنظيم اوضاعه في الجنوب يصطدم برفض رموز المجتمع المدني الشيعية حصر اطار المعركة ضد حزب الله، كما تبقى مشكلة المجتمع المدني افتقاره الى الرموز، لكنه يمارس الدور الخدماتي كاحزاب السلطة، اما الطرف الثاني في المواجهة النياببة، وهي القوات اللبنانية التي تعيش” الفترة الذهبية “ونشوة حصد معظم المقاعد المسيحية في مناطق جبل لبنان والكورة وعكار وتشليح التيار الوطني عدد من المقاعد البارزة، والتحالف مع الاشتراكي في عاليه والشوف وبعبدا، والتحالف مع المستقبل لم يحسم بعد وتحديدا في عاليه وبعلبك وحاصبيا، لكن القوات تريد من الانتخابات التاكيد ان سمير جعجع هو المسيحي الاقوى وهذا يعطيه الحق في موقع الرئاسة الاولى، وهذا ما يجعل التحالف ببن القوات و الكتائب والمجتمع المدني وشخصيات مسيحية مستحيلا، علما ان معظم قوى 14 اذار ستكون على لوائح المجتمع المدني وهذا ما يجعل المعارك على الساحة المسيحية مفتوحة على كل الاحتمالات ومن دون ضوابط وتحديدا بين التيار الوطني والقوات، مع اعلان مسؤولي التيار ارتياحهم في كل المناطق الانتخابية وبان التسريبات عن تراجع التيار لا اساس لها مطلقا، فيما تيار المستقبل يخوض الاستحقاق على” القطعة “في كل المناطق، مع الاشتراكي في الجبل، وامل وايلي الفرزلي والاشتراكي في البقاع الغربي، وحزب الله وامل في الجنوب ومع امل والاشتراكي في بيروت ،لكن لطرابلس وصيدا وبيروت حسابات خاصة تتعلق بالزعامة السنية، وفي المقابل بدات 8 اذار اجتماعاتها، ويتولى الشيخ نعيم قاسم نائب الامين العام لحزب الله تنسيق المواقف بين الحلفاء والشخصيات، وستخوض 8 اذار الاستحقاق في عاليه والشوف ضد لوائح جنبلاط والقوات والمجتمع المدني، مع ارتياح هذه القوى الى حجم وقوة التيار الوطني في الجبل التي لم تتبدل حسب الاحصاءات، وتبقى العقد تان الاساسيتان، المقعد الدرزي الثاني في عاليه والخصوصية الدرزية بين جنبلاط وارسلان في هذا المجال، والعلاقة ببن جنبلاط وبري مع تاكيد رئيس المجلس ان حركته لن تعطي اصواتها لاي لوائح تضم القوات اللبنانية، فيما النائب طلال ارسلان اعطى اشارات لخوض المعركة مهما كانت حظوظه في عاليه وهذا يعني اقفال لائحة 8 اذار درزيا وهذا مستحيل لانه سيفتح جروحا لن تندمل لسنوات، بالمقابل، اعلن جنبلاط انه حسم اسماء نوابه في كل المناطق، والتغييرات قد تشمل نائب الشوف الثاني مروان حماده ونائب عاليه اكرم شهيب، وحدد فيصل الصايغ في بيروت رغم ان هذا المقعد يطمح اليه ارسلان لشخص يسميه، لكن بري قال : “الحسم بعد بكير عليه ” كما انه ابلغ التيار الوطني ان التحالف ممكن انتخابيا باستثناء البقاع الغربي وجزين، اما حزب الله سيحضن كل حلفائه في كل المناطق والحسم لن يظهر قبل منتصف شباط، وعندها لكل حادث حديث على معركة انتخاببة هي الاهم في تاريخ لبنان.