اسبوع سقوط الحوار ولجم الدولار، انتهى على مفاجأة فجرها الثنائي الشيعي، اذ من دون اتصالات او لقاءات ظاهرة فاجأ الثنائي الشيعي الجميع باعلان العودة عن قرار مقاطعة مجلس الوزراء.
الا ان الثنائي تمسك بموقفه من المحقق العدلي طارق البيطار فاكد «ان حركة امل وحزب الله يؤكدان الاستمرار في مواصلة العمل من أجل تصحيح المسار القضائي وتحقيق العدالة والانصاف، ومنع الظلم والتجني، ورفض التسييس والاستنساب المغرض، ويطالبان السلطة التنفيذية بالتحرك لتصويب المسار القضائي القائم والالتزام بنصوص الدستور ومعالجة الاعراض والظواهر غير القانونية التي تتعارض مع احكامه ونصوصه الواضحة وابعاد هذا الملف الانساني والوطني عن السياسة والمصالح السياسية».
هذه الخطوة قد تفتح الباب امام خطة انقاذية رسمية كاملة الاوصاف تُقدّمها الدولة لصندوق النقد الدولي، لان ما يجب ان تعرفه «المنظومة» وما يشدد عليه اهل الاختصاص في المصارف والاقتصاد، هو ان مفاعيل اجراءات «المركزي» لضبط سعر صرف الدولار ووقف انهيار الليرة موضعية ولن تدوم طويلا اذا لم تُلاقها السلطة السياسية، في منتصف الطريق وتضطلع بمهامها لناحية تفعيل مجلس الوزراء واقرار القوانين الاصلاحية اللازمة، في مجلس النواب..
ميقاتي يرحب
وسارع ميقاتي الى الترحيب بقرار الثنائي «الذي يتلاقى مع الدعوات المتكررة التي اطلقها لمشاركة الجميع في تحمل المسؤولية الوطنية خصوصا في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به الوطن، وبما يحفظ الميثاقية الوطنية ، مشيرا الى انه ، وكما سبق وأعلن ، سيدعو مجلس الوزراء الى الانعقاد فور تسلّم مشروع قانون الموازنة من وزارة المال، وهو يثمن الجهود التي بذلها ويبذلها جميع الوزراء لتنفيذ ما ورد في البيان الوزاري ووضع خطة التعافي التي ستنطلق عملية التفاوض مع صندوق النقد الدولي بشأنها».
مهاجمة سلامة
وفيما اكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة انه باق على تعاميمه، شارحا ان «عملية تقليص الأوراق النقدية بالليرة ستكون بين البنك المركزي والبنوك التجارية» وان «هذه المبادرة تهدف إلى كبح تقلبات سوق الصرف، وتهدف إلى تعزيز قيمة الليرة أمام الدولار»، هدأت السوق الموازية غير الشرعية، واستمر تراجع الدولار حتى بلغ سعرا ادنى من سعر منصة صيرفة، كما هدأت هرولة اسعار المحروقات والخبز والطحين والدواء والسلع كلّها، صعودا. لكن اندفاعة الفريق الرئاسي نحو تطيير سلامة، لم تهدأ. فقد شن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ، في حديث صحافي، هجوما جديدا عليه، معتبرا ان اي انقاذ جدي لا يمكن ان يتحقق في وجود سلامة، على وقع اصرار القاضية المحسوبة على العهد القاضية غادة عون على ملاحقته قضائيا.
المواجهات تشتد
وبحسب ما تقول مصادر سياسية مطلعة ، فإن موقف العهد من سلامة سيشكّل مادة ملتهبة جديدة تضاف الى القضايا الخلافية المحلية وعلى رأسها موقف الثنائي الشيعي من المحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار، وستعقّد انتاجية مجلس الوزراء اذا ما قيض له الانعقاد. فبعد صراع التيار – الثنائي الشيعي بفعل قرارهما شل الحكومة، جبهة قديمة – جديدة ستُفتح الآن وستزداد سخونة، بين العهد والسراي هذه المرة. ذلك ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، رفض ويرفض التخلي عن الحاكم سلامة، وقد قال منذ ايام قليلة انه و»خلال الحرب، لا يمكن ان أغيّر ضبّاطي». على اي حال، فإن مطالبة باسيل بجلسة لسحب الثقة من الحكومة، خير دليل على المواجهة التي تدور بينهما اليوم.
الحزب وبيطار
وفي السياق نفسه، جدد نائب الامين العام لحزب الله نعيم قاسم رسم معادلة الحزب: تكبيل البيطار مقابل تحرير الحكومة. فقد لفت الى ان «المحقق العدلي البيطار ومن وراءه هم السبب المباشر وراء تعطيل المؤسسات الدستورية في لبنان وذلك بمصادرة صلاحيات المجلس النيابي، أداء هذا المحقق أساء كثيرا إلى القضاء الذي يتخبط ويعيش أسوأ أيامه وهل يجوز أن نبقى مكتوفي الأيدي ولا نتحرك لوضع حد لمصادرة السلطة القضائية حقوق وصلاحيات سلطة أخرى في البلد»؟
دريان والاختزال
قال مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان خلال زيارته منطقة البقاع: لسنا بطائفة نحن أمة كبيرة وجزء من الأمة الكبيرة. نعم لبنان ومنذ تأسيسه تشارك المسلم والمسيحي في قيام هذا البلد، نحن جزء من معادلة. لبقاء البلد لا يستطيع احد ان يتجاهلنا او يهمشنا، نحن الأساس في هذا الوطن مع بقية المخلصين. لا يفكرن احد ان باستطاعته ان يختزل المسلمين السنة، هم لبنانيون وطنيون يحافظون على عيشهم المشترك أمام بقية إخوتهم في لبنان، هذه هويتنا العربية والإسلام منهجنا».
الراعي وعودة
و اكد البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي أننا «نتطلّع مع كلّ اللبنانيّين إلى الضرورة الماسّة لإجراء الإنتخابات النيابيّة في أيّار المقبل، ونتطلّع من بعدها إلى الإنتخابات الرئاسيّة في تشرين المقبل، لتكون معًا خَشبةَ خلاصٍ للبنان وشعبه من مآسيه المتراكمة والمستمرّة.
وحذّر البطريرك الراعي «من اللجوء إلى تعطيل هذه الإنتخابات النيابيّة والرئاسيّة لأهداف خاصّة مشبوهة.
من جهته ندد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة بالتحزّب الأعمى الذي يستشري بين الناس وعبادة الزعيم وتقديس الحزب او الطائفة واجب بنظرهم، لا يحكّمون عقولهم ولا يفتحون عيونهم على الحقيقة المرة: كل شيء ينهار على رؤوس الجميع»