بعد خسائرهم المتلاحقة خلال الشهر الجاري في شبوة ومآرب والاعداد الضخمة من القتلى في صفوفهم، هاجم الحوثيون امس بالمسيّرات السعودية والامارات بهدف تخفيف الضغط عن جبهة مآرب.
وأعلنت السلطات في إمارة أبوظبي وقوع انفجار في 3 صهاريج لنقل المواد البترولية في منطقة مصفح الصناعية بالقرب من خزانات شركة بترول أبو ظبي الوطنية (أدنوك)، كما وقع حريق “بسيط” في منطقة الإنشاءات الجديدة في مطار أبو ظبي الدولي.
ونقلت وكالة أنباء الإمارات عن الشرطة قولها إن التحقيقات الأولية تشير إلى “رصد أجسام طائرة صغيرة يحتمل أن تكون لطائرات من دون طيار (درون) وقعت في المنطقتين قد تكون السبب في الانفجار والحريق”، وأضافت أنها تقوم حاليا بتحقيق موسع.
وأكدت الشرطة أن انفجار صهاريج المواد البترولية “أسفر عن وفاة شخص من الجنسية الباكستانية وشخصين من الجنسية الهندية وإصابة 6 آخرين إصاباتهم بين البسيطة والمتوسطة”.
وتزامنت هذه التطورات مع زيارة رئيس كوريا الجنوبية مون جيه-إن للإمارات. وقال مسؤول بقصر الرئاسة في كوريا الجنوبية إنه تم إلغاء قمة كان من المقرر أن تنعقد بين مون وولي عهد أبو ظبي بسبب تطورات غير متوقعة.
وفي غضون ذلك، قالت وكالة الأنباء السعودية إن التحالف -الذي تقوده السعودية في اليمن- دمر 8 طائرات مسيرة أطلقت باتجاه المملكة امس.
وكان التحالف قال في وقت سابق إنه رصد تصعيدا عدائيا باستخدام طائرات مسيرة من قبل الحوثيين، مشيرا إلى أن عددا من الطائرات المسيرة انطلقت من مطار صنعاء الدولي.
وردا على بيان التحالف، قال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين محمد البخيتي إنه لا يعرف مكان إطلاق الطائرات المسيرة، ولكنه أشار إلى أن القول إنها انطلقت من مطار صنعاء يأتي كذريعة لاستهداف المطار.
وأضاف أن العسكريين في الجماعة أكدوا له أن ضربة استهدفت أبو ظبي كانت موجعة، وأنها مجرد بداية إذا لم توقف الإمارات عدوانها، حسب قوله.
وحذر الإمارات من أن العملية العسكرية ما زالت مستمرة، وأنها في بدايتها، مؤكدا أن جماعته تتعامل بصبر كبير مع الإمارات، حسب قوله.
وفي ردود الفعل على الأحداث وصف مستشار الرئيس الإماراتي، أنور قرقاش، استهداف حركة “أنصار الله” اليمنية لمنطقة في بلاده بأنها “رعونة وعبثية هوجاء”.
وقال قرقاش عبر “تويتر” إن الجهات المعنية في الإمارات تتعامل “بشفافية ومسؤولية تشكر عليها بخصوص الاعتداء الحوثي الآثم على بعض المنشآت المدنية في أبوظبي”.
وأضاف قرقاش أن “عبث المليشيات الإرهابية باستقرار المنطقة أضعف من أن يؤثر في مسيرة الأمن والأمان الني نعيشها، ومصير هذه الرعونة والعبثية الهوجاء إلى زوال واندحار”.
وشددت الخارجية الإماراتية على أن الإمارات تحتفظ بحقها في الرد على الهجمات الإرهابية والتصعيد الإجرامي الآثم.
وأدان وزير خارجية الإمارات استهداف الحوثيين لمناطق ومنشآت مدنية على الأراضي الإماراتية
وشدد الديبلوماسي الإماراتي على أن هذا الاستهداف الآثم لن يمر دون عقاب.
وذكرت الوزارة في بيان أن الإمارات تحتفظ بحقها في الرد على تلك الهجمات الإرهابية وهذا التصعيد الإجرامي.
ووصفت الهجمات بالجريمة النكراء نفذها الحوثيون خارج القوانين الدولية والإنسانية.
ودعت المجتمع الدولي إلى إدانة هذه الأعمال الإرهابية التي تستهدف المدنيين والمنشآت المدنية ورفضها رفضا تاما.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان “ندين بأشد وأقسى العبارات الهجوم الإرهابي الجبان الذي استهدف مطار أبوظبي”.
وكذلك قالت الخارجية البحرينية في بيان إنها تدين بشدة “قيام مليشيا الحوثي الإرهابية بإطلاق عدد من الطائرات المسيرة المفخخة على منشآت مدنية حيوية في أبوظبي”.
وقالت الخارجية الكويتية في بيان إنها تدين “العدوان الإرهابي الجبان الذي استهدف المناطق المدنية في دولة الإمارات”، ورأت أن استمرار مثل تلك الهجمات “يؤكد خطورة سلوك هذه المليشيات”.
وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري دعم مصر لكل ما تتخذه الامارات من إجراءات للتعامل مع اي عمل إرهابي يستهدفها، وجاء ذلك خلال تصاله بوزير الخارجية الاماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، مشدداً على الارتباط بين الامن القومي المصري وأمن الامارات.
كذلك، ادان امين عام الجامعة العربية احمد ابو الغيط الهجوم ضد الامارات داعيا المجتمع الدولي للوقوف في مواجهة العمل الارهابي للحوثيين.
غوتيريش يدين هجوم الحوثيين على أبو ظبي
أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش هجوم الحوثيين على مطار أبو ظبي الدولي والمنطقة الصناعية المجاورة، ودعا “كافة الأطراف إلى التحلي بأقصى قدر من ضبط النفس”.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك أن الأمين العام يشدد على أنه “لا توجد حلول عسكرية للصراع في اليمن”. كما حث الأمين العام الأطراف على “الانخراط البناء وبدون شروط مسبقة مع مبعوثه الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، وجهود الوساطة التي يبذلها بهدف دفع العملية السياسية للوصول إلى تسوية تفاوضية شاملة لإنهاء الصراع في اليمن”.
وردا على سؤال يتعلق بجهود غروندبرغ في المنطقة، قال دوجاريك إن المبعوث الخاص موجود حاليا في العاصمة السعودية الرياض، حيث سيلتقي بمسؤولين سعوديين ويمنيين رفيعي المستوى، وسيقوم “ببحث الوضع وبلا شك التصعيد العسكري الأخير الذي شهدناه ليس فقط اليوم ولكن أيضا خلال الأسابيع الماضية”.