كتبت صحيفة “اللواء” تقول: في الثلث الأخير من كانون الثاني الجاري، بدا الموقف يميل إلى التحسّن، ضمن مؤشرات عملية من دون ان يعني سقوط المخاوف من العودة إلى سياسات “حافة الهاوية” التي تحسن اتقانها الطبقة السياسية:
1- ثبات سعر صرف الدولار، الآخذ بالتراجع إلى ما تحت سعر المنصة المتداولة في مصرف لبنان لشراء الدولار، بما في ذلك داخل المصارف العاملة.
2- ثبات “الهدنة السياسية” التي فرضتها العودة للمشاركة في جلسات مجلس الوزراء من قبل الثنائي الشيعي.
3- الكشف عن اتصالات دولية أدّت إلى رعاية الوضع المستجد من قبل الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، بصرف النظر عن المفاوضات في فيينا حول الملف النووي الإيراني.
4- الإعلان رسمياً عن توقيع اتفاق استجرار الكهرباء من الأردن عبر سوريا، الأربعاء المقبل في 26 الجاري، إذ كشف وزير الطاقة وليد فياض عن وصول وزير الطاقة والثروة المعدنية في الأردن صالح الخرابشة إلى بيروت مساء الثلاثاء، على ان يوقع الأربعاء المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان والمديرالعام لشركة الكهرباء الوطنية الأردنية الاتفاق، ثم يتوجه الوزيران اللبناني والأردني والوفد المرافق إلى سوريا للتوقيع من قبل المدير العام للمؤسسة العامة للنقل والكهرباء في سوريا، ويعقد الوزيران اللبناني والأردني اجتماعاً مع نظيرهما السوري غسّان الزامل..
وينتظر ان تؤدي الاتفاقية إلى تأمين 150 ميغاوات تغذية كهرباء من منتصف الليل حتى السادسة صباحاً، و250 ميغاواتاً خلال بقية أوقات النهار.
والمعروف ان خطة استجرار الكهرباء يمولها البنك الدولي بقيمة 600 ميلون دولار أميركي.
5- الاتجاه لاعتماد سعر صرف الدولار في موازنة 2022 رقماً بين 6 آلاف و10 آلاف ليرة لبنانية للدولار الواحد.. بهدف زيادة مداخيل الخزينة لسد عجز الكهرباء ورواتب القطاع العام والمستحقات المتعددة، لا سيما بعد ارتفاع سعر الصرف.
6- مواكبة صندوق النقد الدولي مناقشات مجلس الوزراء للموازنة بدءاً من الاثنين المقبل، تحت نظر الصندوق، ليأتي المشروع متلائماً ومنسجماً مع نتائج المفاوضات مع الصندوق.
يُشار على هذا الصعيد ان مصرف لبنان خفض سعر صرف التداول على منصة صيرفة إلى 23900 ليرة لبنانية.
ولا شك ان كلمة الرئيس ميشال عون عند الحادية عشرة والنصف من قبل ظهراليوم امام عميد السلك الدبلوماسي في لبنان السفير البابوي المونسنيور جوزيف سبيتري وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والاجنبي، من شأنها ان تحمل المؤشرات لما يمكن حدوثه في الأيام المقبلة.
وفي الشأن الرسمي، افادت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أن رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء اتفقا على جدول أعمال مجلس الوزراء المقبل الذي يضم الموازنة والأمور التي تتصل بالأمور المعيشية الطارئة من مساعدات اجتماعية، وكشفت المصادر أنه إذا اقتضى الأمر فقد يبت مجلس الوزراء بعض الأمور الطارئة لاسيما تعيين هيئة الإشراف على الانتخابات المنتهية ولايتها وبعض الأمور الملحة وبالتالي ليس هناك من حركة تعيينات كبيرة.
وقالت إذا كان لزاما تمرير ما هو طارىء منها لاسيما هذه الهيئة وما يتصل بالعملية الانتخابية، فإن الأمر غير مستبعد داخل مجلس الوزراء.
وبدا واضحاً اهتمام العالم بعودة جلسات مجلس الوزراء وما يرتقب منها على كل الصعد الاقتصادية والاصلاحية والمعيشية والتفاوض مع صندوق النقد الدولي، لا سيما الدول الصديقة والمانحة من خلال البيانات التي صدرت امس عن مجموعة الدعم الدولية للبنان وسفراء مجموعة الدول الاوروبية وروسيا، فيما ينتظر وصول الموفد الاميركي الخاص بترسيم الحدود البحرية مع لبنان آموس هوكشتاين قريباً الى بيروت، والذي كان يُفترض حسب معلومات “اللواء” اليوم في 20 الشهر الحالي، لكن تفشي جائحة كورونا ومنع السفر حال دون زيارته، التي باتت مرتقبة نهاية هذا الشهر او مطلع الشهر المقبل على الاكثر، ما لم يخرق حظر السفر ويأتي قبل ذلك.
وذكرت بعض المعلومات ان هوكشتاين قد يزور باريس في طريقه الى لبنان، للقاء المسؤولين الفرنسيين والبحث معهم في الوضع اللبناني وإمكانية التأثير على المسؤولين لتليين مواقفهم من موضوع ترسيم الحدود البحرية. وتوقعت ان ينتهي هوكشتاين من مهمته بنجاح في آذار المقبل.
اهتمام دولي بعودة الحكومة
فقد شددت مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان “على ضرورة استئناف اجتماعات الحكومة في أقرب وقت ممكن. وحثت على اتخاذ قرارات عاجلة وفاعلة لتدشين الإصلاحات والإجراءات الملحة، بما في ذلك سرعة إقرار موازنة العام 2022 التي من شأنها أن تمهد الطريق للتوصل الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، الأمر الذي يكفل الدعم المطلوب لتجاوز الأزمات على مستوى الاقتصاد الكلي والمالية العامة”.
ودعت المجمومة “الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لضمان اجراء انتخابات نزيهة وشفافة وشاملة في أيار 2022 كما هو مقرر، بما في ذلك عن طريق تمكين هيئة الإشراف على الانتخابات من تنفيذ ولايتها”.
وجددت مجموعة الدعم الدولية دعوتها “الى تحقيق العدالة والمساءلة من خلال تحقيق شفاف ومستقل في انفجار مرفأ بيروت، والى ضمان احترام استقلالية القضاء، مؤكدة استمرارها بالوقوف الى جانب لبنان وشعبه”.
بدورها، دعت بعثة الاتحاد الأوروبي والبعثات الديبلوماسية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في لبنان، “الحكومة وجهات صنع القرار الأخرى إلى استعادة قدرتها على صنع القرار من دون مزيد من التأخير”، وقالت: ان هذا يتطلب، من بين أمور أخرى، استئناف الاجتماعات المنتظمة لمجلس الوزراء، من أجل التصدي للأزمات الدراماتيكية التي يواجهها لبنان.
وطالبت البعثات في بيان، “الحكومة وجهات صنع القرار الأخرى بأن تقوم، من دون مزيد من التأخير، وبما يتماشى مع إعلاناتها والتزاماتها المتكررة والثابتة، بإبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي من شأنه أن يدعم إيجاد مخرج من الأزمات الاقتصادية الكلية والمالية التي تواجهها البلاد، وإلى أن تتخذ على الفور كل القرارات والتدابير التي يلزم اتخاذها قبل إبرام هذا الاتفاق”.
وحضت “الحكومة وجهات صنع القرار الأخرى على اتخاذ جميع القرارات والخطوات اللازمة لتمكين هيئة الإشراف على الانتخابات من الاضطلاع بمهمتها، بما يتماشى مع إعلاناتها والتزاماتها المتكررة والثابتة، وعلى اتخاذ كل القرارات والخطوات الأخرى لضمان عملية ملائمة تفضي إلى انتخابات نزيهة وشفافة تجرى في موعدها المقرر في عام 2022”.
وكررت الدعوة إلى “إحقاق العدالة والمساءلة عبر تحقيق شفاف ومستقل في أسباب انفجار مرفأ بيروت واحترام استقلال القضاء ومبدأ فصل السلطات من جانب صانعي القرار اللبنانيين”.
من جهة اخر، أعلنت وزارة الخارجية الروسية “أن وزير خارجيتها سيرغي لافروف استقبل أمس الاول رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في مقر الوزارة في موسكو. ووفق بيان وزارة الخارجية الروسية، “جرى خلال اللقاء مناقشة تطورات الوضع في لبنان بالتفصيل، وفي الوقت نفسه الإعراب عن القلق حيال الأزمة الاجتماعية – الاقتصادية العميقة الحاصلة في لبنان.
وجدد الجانب الروسي “تأكيد موقفه الثابت الداعم لسيادة لبنان واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه، كما على ضرورة حل القضايا المستعصية على الأجندة الوطنية على أساس التوافق المتبادل بين القوى السياسية اللبنانية حصراً وفق القانون، ومن دون أي تدخل أجنبي.
واشار بيان الخارجية الروسية أن ميخائيل بوغدانوف، الممثل الخاص لرئيس الاتحاد الروسي لمنطقة الشرق الأوسط والدول الأفريقية ونائب وزير خارجية روسيا، كان أجرى أيضا مشاورات معمقة مع جنبلاط في وزارة الخارجية الروسية.
توقيع عقود الكهرباء
على صعيد وضع الكهرباء، أعلن مكتب وزير الطاقة وليد فياض ووكالة الانباء الاردنية “بترا” أنّ الأردن يوقّع ولبنان وسوريا، يوم الأربعاء المقبل، اتفاقية العبور وعقد تزويد لبنان بجزء من احتياجاته من الطاقة الكهربائية من الأردن عبر الشبكة الكهربائية السورية.
وقال مكتب الوزير فياض: أن هذا ما تم الاتفاق عليه بين وزير الطاقة والمياه الدكتور وليد فياض ووزير الطاقة والثروة المعدنية في الأردن الدكتور صالح الخرابشة ووزير الكهرباء السوري المهندس غسان الزامل .
واوضح أنه “من المتوقع أن يصل الوفد الأردني مساء الثلثاء في 25 الجاري إلى بيروت، ويوقع الأربعاء عن الجانب اللبناني المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان، وعن الجانب الأردني المدير العام لشركة الكهرباء الوطنية في المملكة الأردنية الهاشمية، على أن يتوجه الوزيران والوفدان إلى سوريا للتوقيع على اتفاقية العبور التي سيوقعها عن الجانب السوري المدير العام للمؤسسة العامة للنقل والكهرباء في الجمهورية العربية السورية. وسيؤمن هذا العقد وهذه الاتفاقية للبنان حوالى 150 ميغاوات تغذية كهرباء رئيسية من منتصف الليل حتى السادسة صباحا و250 ميغاواتا خلال بقية أوقات النهار.
وأكد وزير الطاقة والثروة المعدنية الاردني صالح الخرابشة في تصريح صحافي، “أهمية الاتفاقية في مساعدة اللبنانيين لسد جزء من احتياجاتهم من الطاقة الكهربائية، تنفيذا لتوجيهات الملك عبد الله الثاني بالوقوف مع الأشقاء اللبنانيين ومساندتهم في تجاوز العقبات التي يواجهونها في قطاع الطاقة”.
وأكد الخرابشة أنّ “المشروع سيعود بالفائدة على النظام الكهربائي الأردني، حيث سيجري تزويد لبنان من شبكات النقل مباشرة، مشددا على أن سعر بيع الطاقة الكهربائية للبنان لن يلحق أية خسائر بالنظام الكهربائي الأردني، حيث لن تدخل كلفة التوزيع في سعر البيع”.
وعلى الصعيد الخدماتي ايضاً، اعلن مدير عام هيئة “أوجيرو” عماد كريدية عبر حسابه على “تويتر” انه تم تزويد غالبية سنترالات الهيئة بمادة الفيول، وتستمر عملية التزويد لما تبقى من المراكز. وتوجه بالشكر لمدير عام المنشآت بتسهيل عملية التسليم ولشركة مدكو ادارة وموظفين للتجاوب السريع بتلبية حاجات الهيئة. وقال ان تظافر الجهود ساهم بتفادي انقطاع الخدمة.
العاصفة الثلجية مستمرة
مناخياً، استمر لبنان واقعاً تحت تأثير العواصف الثلجية القاسية، التي يتأثر بها لبنان ابتداءً من ليل امس الأوّل، مترافقة مع موجات باردة وصقيع متدني درجات الحرارة، مع سرعة الرياح تصل إلى 100 كلم بالساعة.
بيّضت العاصفة “هبة” بثلوجها وأمطارها وجه لبنان على عكس قلوب اللبنانيين المحرومة من الدفء في ظل ارتفاع أسعار المحروقات وانقطاع التيار الكهربائي. فمنذ ليل أمس الأوّل أطلت “هبة” بعواصفها وسرعة رياحها لتتحول إلى أمطار غزيرة وتساقط ثلوج غطت القمم والجبال وصولا إلى المناطق الساحلية. ومع اشتداد العاصفة الثلجية منذ الرابعة من فجر الأمس، بدأت الآليات التابعة لوزارة الاشغال العامة والنقل بفتح الطرق الجبلية كافة، كما عملت على رشها بالملح لإذابة الجليد حرصا على السلامة العامة والمرورية، وطلبت وزارة الأشغال من المواطنين عدم التوجه إلى المناطق الجبلية حرصا على سلامتهم.
العاصفة “تتحوّر”
إلى ذلك، لا نزال اليوم (الخميس) تحت تأثير العاصفة الثلجية “هبة”، التي حملت أمطاراً غزيرة، وثلوجاً على مرتفعات متدنية لامست الـ600 متر، ورياحها الشديدة لامست أيضاً الـ100 كم/س، لكن سرعان ما سنلاحظ خلال ساعات اليوم، إنحساراً تدريجياً لتتحوّل “هبة” إلى منخفض مثلج وزخّات ثلجية قد تطال الجبال القريبة من السواحل شمالاً، يليها استقرار مع برد قارس وموجة جليد، واحتمال وصول منخفض آخر رطب مطلع الاسبوع المقبل.
أما الحرارة فقد تراوحت ساحلاً بين 5 و12 درجة، بقاعاً بين -5 و4 درجات، وعلى الـ1000م بين -2 و3 درجات.. الرياح جنوبية غربية قوية ليلاً تتراوح بين من 80 و90 كم/س، تتحوّل شمالية لاحقاً، في ظل رؤية سيئة وارتفاع موج البحر.
840514 إصابة
صحياً، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 6643 إصابة جديدة بفايروس كورونا خلال الـ24 ساعة الماضية، مع تسجيل 17 حالة وفاة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 840514 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.