كتبت صحيفة “الديار” تقول: العواصف الطبيعية والسياسية والمالية والصحية والاجتماعية تحاصر اللبنانيين من كل الجهات رغم الاجراءات الاجتماعية الايجابية للحكومة في جلستها الاخيرة، لكنها لم تترجم على الارض مع استمرار اضراب المعلمين في القطاع الرسمي بكل مندرجاته، وبقاء طلاب التعليم الرسمي خارج الصفوف منذ 3 اسابيع، فيما تراجع سعر الدولار لم يترجم انخفاضا في الاسعار بسبب الجشع وغياب اجراءات وزارة الاقتصاد الرقابية مع استمرار انقطاع معظم الادوية وارتفاع اسعارها بشكل جنوني، حيث لا قدرة للمواطن على التحمل، كما ان ارتفاع اسعار المحروقات، وتحديدا المازوت لابناء القرى الجبلية، زاد من معاناتهم وسط موجة من الصقيع هي الاشد منذ 10 سنوات مصحوبة بعاصفة ثلجية قطعت الطرقات الجبلية وعزلت العديد من القرى وحجزت مواطنين في سياراتهم حيث عملت وحدات الجيش والدفاع المدني على انقاذهم، وتستمر العاصفة حتى مساء السبت مع التحذير من الجليد المتراكم على الطرقات صباحا، بالمقابل استبشراللبنانيون خيرا بتوقيع اتفاقية استجرار الكهرباء من الاردن عبر الاراضي السورية في وزارة الطاقة امس في حضور وزيري الطاقة في الاردن وسوريا والمسؤولين اللبنانيين، مما يساهم برفع التغذية ساعتين ووصول المعدل الى 6 ساعات في اليوم الواحد. ومن المتوقع ان تصل التغذية فيالربيع الى 8 او9 ساعات في اليوم الواحد مع استكمال عملية استجرار الكهرباء من الاردن، وفي حال نجاح هذه الخطوة و استمرارها وتنفيذها فان ذلك يخفف الفاتورة الكهربائية عن المواطنين، فيما الاسراع بتوقيع اتفاقية الغاز المصري سيترك تداعياته الايجابية على كل اللبنانيين.
المبادرة الخليجية وشروطها
ووسط زحمة الملفات الحياتية وتشعباتها، قفزت الى الواجهة المبادرة الكويتية باسم مجلس التعاون الخليجي وحظيت بدعم مصري واردني وغطاء من جامعة الدول العربية وواشنطن وباريس كما قال الوزير الكويتي. هذه المبادرة، حسب المصادر العليمة والمتابعة، تحمل شروطا قاسية لايستطيع لبنان تنفيذها، وربما فجرت الوضع اللبناني من بوابة البند الخامس المتعلق بالقرار 1559 وسحب سلاح المقاومة، وهنا بيت القصيد الخليجي من لبنان والباقي تفاصيل. “والانكى” حسب المصادر، انها تعطي لبنان مهلة ? ايام للرد، وهذا لم يحصل مع اي دولة ويمثل خروجا عن الاطر الدبلوماسية للتعامل بين الاشقاء والدول. وحسب المصادر، ان ما طرحه الوزير الكويتي ليس مبادرة بل املاءات وشروط مذلة ابرزها: ان يكون الرد اللبناني مقتصرا على “نعم ام لا” وليس اجوبة دبلوماسية، وفي حال رفض المبادرة فان عقوبات ستفرض على اللبنانيين بغطاء خليجي شامل وعربي واميركي رغم المساعي العراقية والجزائرية والتونسية لتهدئة الاجواء وتجنب تحميل لبنان ما لا قدرة على تحمله. وعلم ان اتصالات عراقية – جزايرية – تونسية -اردنية – مصرية للتهدئة ولتجنب عدم حصول اجماع عربي حول لبنان في الاجتماع التشاوري للمجلس الوزاري العربي في الكويت السبت، في ظل الشرط الخليجي ايضا ان يسلم لبنان الجواب خلال اللقاءالوزاري، بعد ان اخذت المبادرة الدعم الاميركي في الاجتماع بين وزيري خارجية الكويت والولايات المتحدة الاميركية في واشنطن.
وحسب المصادر، ان القرار الاميركي الخليجي واحد لجهة تنفيذ الـ 1559 ونزع سلاح المقاومة، والاتصالات ستكون مكثفة حتى السبت، والجواب اللبناني الذي اعدته وزارة الخارجية سيكون موحدا من الرؤساء لثلاثة، في ظل معلومات عن محاولات لعقد اجتماع بينهم في بعبدا لاظهار وحدة الموقف والرد. وتتابع المصادر العليمة، ان حزب الله ابلغ بان الرد اللبناني سيكون واضحا لجهة عدم القدرة على تنفيذ الـ 1559 وعليه ان يطمئن الى الموقف الرسمي للحكومة الذي لن يخرج عن الاطر “الدبلوماسية” و العموميات المعروفة لجهة الالتزام بالطائف والتمسك بقرارات الشرعية الدولية وعدم القدرة على تنفيذ الـ1559 لانه يتجاوز في بنوده لبنان الى مطالب اقليمية ودولية. كما ان هذا القرار يحتاج الى وقت طويل ليسلك طريقه للتنفيذ، مع الحرص على افضل العلاقات مع الدول العربية والحفاظ على امنها، وتحديدا الدول الخليجية والعمل على الا يكون لبنان منصة لتصدير اي مواد تضر باي دولة عربية وخليجية، كما سيتضمن الرد التزام الحكومة بتنفيذ الاصلاحات ومحاربة الفساد وبدء التفاوض مع صندوق التقد الدولي والعمل على حفظ الاستقرار والسلم الاهلي ومحاربة الارهاب من قبل الجيش اللبناني الذي ينفذ مهامه على كل الاراضي اللبنانية، وبانتظار السبت وما سيحمله من مستجدات ينتظر اللبنانيون القرار العربي الذي لن يخرج عن اجواء التشدد والاجراءات وتحميل حزب الله كل المسؤولية عن مآسي اللبنانيين، وهذا ما يفتح صفحة من التوترات الداخلية، علما ان مصدرا قياديا في 8 اذار علق بالقول : “القرار لا يساوي ثمن الحبر الذي كتب به” ولايستحق الرد.
الانتخابات النيابية ومواقف جنبلاط
اما في ما يتعلق بالانتخابات النيابية، فان السؤال المطروح اليوم، كيف سيتعامل الاقطاب في لبنان مع الانتخابات بعد عزوف الحريري وتياره عن الترشح ؟ وهل يعلن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط اليوم في مقابلة له على الـ “ام تي في” موقفا حاسما من موضوع المشاركة في الانتخابات النيابية او عدمه تضامنا مع الرئيس سعد الحريري وحفاظا على الميثاقية، او يؤجل قراره بانتظار وضوح موقف جمهور المستقبل والشارع السني وما سيصدر عن دار الفتوى خلال الاجتماع الذي ستعقده قريبا لاعلان موقف من الاقتراع والمشاركة بعد عزوف الحريري، وعلى هذا الاساس والمعطيات ياخذ جنبلاط قراره، وبالتالي فمصير الانتخابات قد يبقى معلقا بانتظار موقف رئيس الاشتراكي واحتمال المقاطعة، وهذا القرار في حال اتخاذه ينزع الميثاقية الدرزية عن الانتخابات مع غياب المكون الدرزي الابرز، وعندئذ قد يصبح تاجيل الانتخابات متقدما مع غياب مكونين اساسيين السنة والدروز.
وفي المعلومات، ان جنبلاط تاثر جدا عندما استمع الى كلمة سعد الحريري واشادته بالمختارة. ورئيس الاشتراكي كان من الاوفياء القلائل للحريري وحمل ملفه الى موسكو وطرحه خلال الاجتماع مع لافروف واوفد وائل ابو فاعور الى مسؤول المخابرات السعودية خالد الحميداني طارحا هذا الملف، كما اثاره مع السفراء العرب والاجانب المعتمدين في بيروت والنتائج لم تكن على قدر الامال، كما ظهر من المشهد الختامي لحياة سعد الحريري السياسية، هذا بالاضافة الى ان الصوت السني في اقليم الخروب المؤيد لتيار المستقبل بقي على وفائه الكامل لجنبلاط والمختارة، ولم يعمل الشهيد رفيق الحريري او نجله سعد على تغيير هذا الدور، علما ان الصوت السني في اقليم الخروب بات يوازي الصوت الدرزي في الشوف، ومع الحريرية السياسية كان جنبلاط مطمئنا لخاصرة الجبل البحرية، وتحديدا طريق بيروت الشوف. كما ان الصوت السني في البقاع الغربي وحاصبيا المرجح والوازن كان الى جانب جنبلاط والتحالف معه، وهذا ينطبق على الصوت السني المستقبلي الى جانب الاشتراكي في عاليه وبيروت وبعبدا، ويعرف جنبلاط انه فقد حليفا ثابتا مهما وصلت التباينات احيانا بينهما، وهذا الامر قد يؤثر في كتلة جنبلاط وتنوعها.
وفي المعلومات، ان ماكينة الحزب التقدمي الاشتراكي لم تنطلق بعد، وكان جنبلاط يرد على استفسارات الحزبيين”بعد بكير” لكنه همس باذان فريق عمله انه ينتظر موقف سعد الحريري ولن يعلن اي موقف قبل قول سعد كلمته. واوفد نجله تيمور ووائل ابو فاعور الى الامارات والتقيا الحريري ووضعاه في اجواء موقف جنبلاط لكن الحريري لم يكن قد حسم موقفه بعد، وهذا ما يؤكد ان جنبلاط سيعلن موقفه اليوم بعد اعتزال الحريري من كل المستجدات الاخيرة. وتكشف المصادر، ان الحريري تلقى نصائح بعدم قطع”شعرة معاوية”مع السعودية، وعدم المشاركة في الانتخابات “قد يفتح ابواب الرياض مجددا امامه ورفع “الحرم”عنه، وعلى هذا الاساس التزم الحريري عدم الترشح ، لكن”الشتائم” التي تناولت الرياض من مناصري المستقبل اغضبت السفير السعودي في بيروت وليد البخاري ولم يشفع بيان المستقبل بتهدئة غضبه. وبالمقابل تؤكد المصادر، ان الغضب المستقبلي منصب على القوات وتحميلها المسؤولية عما الت اليه اوضاع الحريري في الرياض، والسؤال هل ينعكس ذلك سلبا على التحالف بين الاشتراكي والقوات اذا قرر جمهور المستقبل عدم التصويت لاي لائحة تضم القوات اللبنانيية. وفي ظل هذه الاجواء، فان اوساطاً عليمة وبارزة ما زالت تشكك في حصول الانتخابات واعطاء نسب متساوية للتاجيل والاجراء، وتعزو السبب الى تبدلات في الموقفين الاميركي والاوروبي بعد الاستطلاعات التي قاموا بها وصبت جميعها لمصلحة حزب الله وعدم القدرة على اضعافه، والوصول الى قناعة بانه مهما بلغ الدعم للمجتمع المدني سيقتصر التغييرعلى خروقات محدودة فقط لن تنقل الاكثرية من فريق الى فريق.
الانتهاء من الطبقة السياسية
وحسب المعلومات والمصادر ، فان تقريرا دبلوماسيا وصل الى بيروت بعد استقالة حكومة الحريري وخلاصته “ان عهد رموز الطبقة السياسية قد انتهى، ولا بديل عن دعم قيادات شابة وجديدة واحداث “نفضة” شاملة في كل مؤسسات الدولة تشمل الرئاسات الثلاث والاجهزة الامنية مع تغيير عقيدة المؤسسات العسكرية؟ فهل بدأ “الدور” بسعد الحريري، وهناك من استخف بتلك التقارير يومذاك، وربما تفتح “بوابة التغيير” مجددا مع الانتخابات النيابية اذا حصلت، بعد مئات التقارير عن استحالة الحل في لبنان مع هذه الطبقة السياسية، ولذلك فان ما تبقى من رموز سيتوحدون وسيقاتلون دفاعا عن امتيازاتهم.
اضراب شامل لـ 3 ايام مطلع شباط
وفي دفتر الهموم اليومية للحكومة مطالب موظفي القطاع العام وعدم الاخذ بها، وهذا ما دفع روابطهم الى التلويح باعلان الاضراب العام في كل لبنان ايام 2و3 و4 شباط للضغط على الدولة لتحقيق المطالب، على ان يتولى قطاع النقل العام بقيادة القيادي في حركة امل بسام طليس قطع كل الطرقات الدولية في كل لبنان بدءأ من الثلاثاء وحتى مساء الخميس، علما ان قطاع النقل بقيادة طليس حاصر السرايا الحكومية امس بسيارات النقل العام ملوحا بالمشهد الكبير الثلاثاء، اما النقابات التربوية فمستمرة في اضرابها العام ايضا جراء عدم التوصل لاي اتفاق مع الوزير عباس الحلبي.