كتبت “الأنباء” تقول: مرة جديدة يثبت وليد جنبلاط أنّه الأحرص على التوازنات الداخلية، والتي يقيسها بميزان من ذهب، وكذلك مواقفه في ظل الأزمة الحالية. هو الذي لا تحدّه حدود، يبقى حريصاً على التنوّع في لبنان، على المكوّنات، دورها، ووجودها.
كل العلاقة الثابتة والتاريخية والوجدانية مع السنّة وتيار المستقبل لا يستخدمها ليسمح لنفسه بالتدخّل في شؤون السنّة، علماً أنّه “دولة الأمة”، وهم ليسوا طائفة بقدر ما لهم علاقة أساسية ووجودية وثيقة بالدولة، ومَن يأخذ لنفسه طائفة الدولة يكون مجتمعاً مفتوحاً على الجميع. هكذا هم السنّة في لبنان، والذين تجلّت صورتهم ودورهم مع رفيق الحريري، واستمرّت المسيرة مع سعد الحريري.
لم يشأ جنبلاط التحدّث عن أحد غيره، مع الحرص على العلاقة والتحالف الثابت مع البيئة الحاضنة لتيار المستقبل، حرصاً على التوازن واستعادته بالمعنى السياسي والسلمي للحفاظ على لبنان كدولة فريدة في هذا الشرق.
ما كاد جنبلاط يطلق رسائله ومواقفه بميزان الجوهرجي، حتى بدأ التفاعل مع الموقف حركةً سريعة لمفتي الجمهورية، عبد اللطيف دريان، باتّجاه السراي الحكومي، واللقاء مع الرئيس نجيب ميقاتي، ومواقف واضحة، حول عدم مقاطعة السنّة للانتخابات، وفيما بعد تأكّد الموقف من قِبل الرئيس فؤاد السنيورة بعد صلاة الجمعة.
جاءت المواقف بعد دعوة من جنبلاط إلى عدم ترك الساحة والمقاطعة أو الانسحاب، لأنّه لا يمكن تسليم البلد للآخرين. قالها بوضوح: “شعرنا باليُتم عندما اغتيل رفيق الحريري واستمرّينا“.
والمقصود الأبعد أنّ الظروف الخاصة التي تحيط بالحريري ودفعته إلى العزوف، يفترض أن تُبقي السنّة في قلب المعادلة لأنّ لا ميزان ولا توازن بدونهم.
وعلى وقع الترقّب لما ستأتي به التحركات السياسية والانتخابية في المرحلة المقبلة، يستكمل لبنان البحث في إنجاز الإجابة على الورقة الكويتية حيث سيُعقد اجتماع وزراء الخارجية العرب يوم الأحد، وسيكون الملف اللبناني حاضراً على الطاولة، بحسب معلومات “الأنباء” الإلكترونية. اتّصالات مكوكية أجريت بين الرؤساء الثلاثة قام بها وزير الخارجية، عبد الله بو حبيب، وقد أُنجز الردّ الذي يتضمن ترحيباً لبنانياً بالمبادرة، وسعياً إلى تعزيز العلاقات مع دول الخليج، مع الحفاظ على وحدته الداخلية، وبدون الدخول في صراعات تؤثّر على الاستقرار.
ولذلك تقول مصادر متابعة لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إنّ الصيغة متكاملة لا تستفز أحداً في الخارج أو الداخل، فيما يقترح لبنان تشكيل لجان من دول الخليج للتنسيق في كل الشروط والاتفاق حولها.
وربطاً بهذه الملفات ذات البُعد الإقليمي، ينتظر لبنان زيارة سيجريها وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، وزيارة المبعوث الأميركي لشؤون الطاقة، آموس هوكشتاين، في منتصف شهر شباط المقبل للبحث في ملف ترسيم الحدود، وإمكانية الوصول إلى تفاهم حول عملية الترسيم أو تقاسم الحقول النفطية من خلال احتفاظ لبنان بحقه تحت الماء بحقل كاريش، والذي يمتد لمساحة أبعد من 860 كلم مربع.
وفيما تتواصل جلسات مجلس الوزراء لدراسة مشروع الموازنة، رأى الخبير الاقتصادي، جاسم عجاقة، في حديثٍ مع “الأنباء” الإلكترونية في قرار رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، تكثيفَ اجتماعات الحكومة في السراي قبل وبعد الظهر بالخطوة الجيّدة، والتي قد تساعد على الانتهاء من دراسة الموازنة قبل آخر الشهر، معتبراً أنّ إقرار المساعدات مسألة مهمة وضرورية، لكنّه سأل عن مصادر تمويل المساعدات، خاصة وأنّه لم يصدر تصريح رسمي يحدّد مصدرها، هل هي من خلال قرض معيّن أو استدانة.
هذا، ووُصف تعيين هيئة مكافحة الفساد بالمسألة المهمة، خاصة وأنّ هذا مطلب صندوق النقد الدولي، ومدرجٌ أيضاً في مقرّرات صندوق النقد الدولي، متوقفاً عند إصرار ميقاتي على بحث مشروع الموازنة بنداً بنداً، معتبراً أنّ هذا أمر جيد، ويبشّر بالخير.