لم تحل العطلة الرسمية بمناسبة عيد مار مارون اليوم الاربعاء دون استنفار القوى السياسية لمواكبة زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الذي وصل إلى لبنان لبحث ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية كما مسألة استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن. وتكتسب هذه الزيارة اهمية قصوى باعتبارها ستحدد المسار المقبل لهذين الملفين وبخاصة لملف الترسيم في ظل معلومات عن طرحين يتم التداول بهما وافقت عليهما تل أبيب وسيحاول الوسيط الاميركي جس نبض بيروت بشأنهما. وعلمت «الديار» ان الطرح الاول يتحدث عن اعتماد خط متعرج يعطي لبنان كل حقل قانا على ان تحصل اسرائيل على ما تبقى من منطقة متنازع عليها، اما الطرح الثاني فيقضي بتقاسم الانتاج بالمساحات المشتركة المتنازع عليها ما يؤدي الى توقيع اتفاق مباشر مع اسرائيل، ما يجعل الطرحان غير مرضيين للطرف اللبناني.
عودة الى الناقورة؟
وتشير مصادر لبنانية مواكبة للملف الى انه ورغم اللغط الذي حصل بشأن الرسالة التي بعث بها لبنان الى الامم المتحدة عبر وزارة الخارجية والتي، بحسب معلومات «الديار» لم يتم اطلاع رئيس المجلس النيابي نبيه بري عليها، فان الموقف اللبناني موحد في التعاطي مع الملف، ولا خلافات كبرى كما يصور البعض، والكل متفق على ان المطالبة بالخط ٢٩ تندرج باطار رفع سقف التفاوض وان المطلب الواقعي هو الخط ٢٣. وتضيف المصادر:»الوسيط الاميركي لم ينع آلية التفاوض غير المباشر في الناقورة لكنه جمدها بانتظار تأمين ظروف استمراريتها ونجاحها، وبالتالي اذا نجح بتحقيق خروقات خلال زيارته الحالية فقد يتم احياء الآلية من جديد».
عون في طرابلس
في هذا الوقت، لفتت الزيارة التي قام بها قائد الجيش العماد جوزاف عون الى مدينة طرابلس حيث التقى الفاعليات الدينية في المدينة، ولفت ما قاله من دار الافتاء لجهة دعوته فعاليات المدينة الدينية، «إلى استكمال ما بدأتم به بتوعية شبابنا وأبنائنا من مخاطر الانزلاق إلى المخدرات والجريمة والإرهاب وغيرها، علماً أنّه لا يجوز أن يكون الفقر دافعاً لهذه الحالات الشاذة».
وتوقفت مصادر مطلعة عند توقيتها وربطتها بالتطورات الاخيرة التي شهدتها المدينة وبالتحديد لجهة عودة نشاط تنظيم «داعش» من خلال تجنيده شبان لبنانيين للقتال في العراق. وقالت المصادر لـ»الديار»:»رغم التطمينات المتواصلة من قبل القيادات الامنية الا ان هناك هواجس حقيقية لدى المعنيين من امكانية استخدام طرف معين لا يريد الانتخابات ورقة «داعش» لتفجير الوضع، خاصة بعدما بات الجميع على يقين ان تأجيل او تطيير الاستحقاق النيابي لا يمكن ان يحصل الا اذا كان هناك حدث أمني كبير، باعتبار ان الضغوط الدولية لانجاز الانتخابات في موعدها الدستوري في أوجها».
تحرك فاتيكاني واستعدادات مستقبلية
سياسيا، وفي اطار استكمال الفاتيكان حراكه لمساعدة لبنان، علمت «الديار» ان وزير خارجية الفاتيكان المونسينور ريشارد غلاغير الذي زار بيروت مؤخرا، وبمسعى للبناء على نتائج الزيارة، طلب الاجتماع بعدد من السفراء العرب والاجانب في الفاتيكان لتبيان ما يمكن القيام به لدعم لبنان ماليا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيًا وترسيخ الاستقرار الامني.
اما القوى السياسية في الداخل، فبدت مستنفرة استعدادا للانتخابات. وبانتظار ذكرى اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري في ١٤ شباط والمواقف التي ستعلن خلالها خاصة في ظل ترقب عودة رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري وشقيقه بهاء، ينجز عدد كبير من نواب التيار الازرق الحاليين استعداداتهم لخوض الانتخابات بغض النظر عن طلب الحريري منهم تعليق العمل السياسي كما سيفعل هو شخصيا.
وقالت مصادر مطلعة لـ»الديار» ان «نواب «المستقبل» في عكار حسموا امرهم وسيترشح معظمهم مجددا كما ان عددا آخر من نواب التيار الازرق يستعدون للاعلان عن خوضهم الاستحقاق بحجة انه لا يمكن ترك الساحة السنية للاخصام».