في ظل تدفق معلومات أميركية مستمرّة عن مواعيد متلاحقة لبدء الحرب الروسية على أوكرانيا، بدأت أوروبا وأوكرانيا تستشعران خطورة اللعب بالنار التي تريد أميركا إشعالها في ذيل الثوب الأوروبي من جهة أوكرانيا، نجحت الاتصالات التي أجراها الرئيس الفرنسي أمانويل ماكرون بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بتأمين عقد اجتماع أوروبيّ أوكرانيّ روسيّ على مستوى لجنة الاتصال الثلاثيّة لمناقشة الخروق في شرق اوكرانيا وكيفية ضبطها منعاً لتدهور الأوضاع الأمنية هناك، مع خشية روسية من تحريض واشنطن لأوكرانيا لاجتياح المناطق الشرقية التي تلتزم روسيا بحمايتها، والتي لحظ اتفاق مينسك منحها خصوصية يتم تقريرها عبر التفاوض، وظهور تحسّب روسي للهجوم الأوكراني بتشريع أقرّه مجلس الدوما ينتظر توقيع بوتين للاعتراف بالإقليمين المنفصلين كجمهوريتين مستقلتين، وفتح الباب لتداعيات من نوع مختلف، والعيون تشخص اليوم الى باريس لرؤية مسار التطورات بين فرضيات التصعيد وفرص نجاح مشاريع التهدئة.
بالتوازي إقليمياً سجل الملف النووي الإيراني المزيد من المواقف المتفائلة، خصوصاً ما صدر عن وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان في تصريحات صادرة على هامش مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن، قال فيها، نحن أقرب من أي وقت مضى للاتفاق، بينما قال المندوب الروسي في مفاوضات فيينا ميخائيل اوليانوف، سنشهد عودة للاتفاق بصورة كاملة، والاتفاق لن يكون أضعف من اتفاق 2015، في رد ضمّني على كلام لرئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت، يقول إن الاتفاق النووي الجديد سيكون أضعف من اتفاق 2015.
في موسكو كلام لوزير الخارجية السورية الدكتور فيصل المقداد، يقول فيه إن سورية متفائلة بشأن عودتها إلى الجامعة العربية وإن هناك اتصالات في هذا الشأن، وإن الاتصالات بين سورية وعدد من الدول العربية قائمة لتجاوز المرحلة الماضية، معلناً دعم سورية للحوار السعودي الإيراني ودعوتها إلى تعميقه، مضيفاً أنه لا يمكن للوضع أن يستقرّ في الخليج بدون تفاهم عربي إيراني، وأن سورية قادرة على لعب دور في تقريب وجهات النظر بين إيران والدول الخليجيّة بدلاً من حال العداء القائم، وعن الوضع في مواجهة تحديات الغارات الإسرائيلية قال المقداد، نحذر «إسرائيل» من التمادي في الاعتداء على سورية ولدينا ما يكفي للردّ عليها عندما نريد ذلك.
لبنانياً، يعقد مجلس النواب جلسة تشريعية اليوم وغداً، بينما سجلت القاهرة كلاماً هاماً لرئيس مجلس النواب نبيه بري، سواء في مداخلته أمام الاتحاد البرلماني العربي، أو في الحوارات التي أجراها على هامش مشاركته في الاجتماعات، وكان لافتاً كلام بري عن علاقة لبنان بالوضع العربي، لجهة إشارة أولى إلى أن لبنان يقع تحت حصار عربي في زمن الاندفاع العربي نحو التطبيع، وهذا مؤلم وموجع، والإشارة الثانية كانت لبري حول الميادرة الخليجية التي حملتها الكويت، معتبراً ان الخلاف حول ما تضمنته المبادرة يطال القرارين 1559 و1791 وفي كل منهما نص واضح على المطالبة بالانسحاب الإسرائيلي، الذي لم يتطرّق إليه أحد.
في الشأن الحكومي لا تزال خطة الكهرباء موضع أخذ ورد قبل مناقشتها النهائيّة في الحكومة، وقد كشف وزير الكهرباء عن فرصة لتحسين التغذية الى ما بين 8 و10 ساعات يومياً، مضيفاً أن شرط ذلك بعد إقرار الخطة هو أن تتحوّل الموافقة المبدئية الأميركية على استثناء استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر سورية الى لبنان، الى موافقة نهائيّة، وهو ما لم يحصُل بعد.
يفتتح هذا الاسبوع بالجلسة العامة التي يعقدها المجلس النيابي اليوم وغداً صباحاً ومساء للبحث في جدول أعمال من 22 بنداً من أبرز بنوده مشروع قانون المنافسة، واقتراح القانون المتصل باستقلالية القضاء العدلي واقتراح قانون تعليق المهل القانونية والقضائية والعقدية واقتراح القانون المتعلق بإنشاء مؤسسة كهرباء لبنان واقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى تعديل الفقرة الثانية من أحكام المادة 118 من قانون الانتخابات رقم 44/2017.
وفي هذا السياق، تبدي اوساط سياسية قلقها على انتخابات المغتربين بسبب الخلافات السياسية الحاصلة. وتعتبر المصادر أن عدم اصدار مجلس الوزراء للتشكيلات المتصلة بوزارة الخارجية، خاصة أن خمس سنوات مرت على تشكيلات مدراء الوحدات الادارية في وزارة الخارجية من دون أن تصدر عن مجلس الوزراء. وليس بعيداً تقول الاوساط إن رئيس المجلس النيابي نبيه بري يرفض إجراء التعيينات والتشكيلات في وزارة الخارجية ومردّ ذلك أن هذا الملف يمكن أن يؤجل الى ما بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية وليس صحيحاً فتح هذا الملف اليوم قبل 3 أشهر من موعد الانتخابات النيابية في ايار المقبل.
الى ذلك شككت مصادر نيابية في إقرار الموازنة العامة قبل الانتخابات النيابية، مشيرة إلى أنه من المفروض وفق إعلان وزير المال أن تحال الموازنة هذا الأسبوع الى مجلس النواب لتبدأ لجنة المال بدراستها، مشيرة إلى أن التعديلات التي ستطال المشروع ستطال على وجه الخصوص الدولار الجمركيّ.
ويعقد مجلس الوزراء الاربعاء المقبل جلسة في السراي الحكومي للبحث في جدول أعمال من 18 بنداً، أبرزها ملف النفايات، حيث سيبحث في خطة النفايات وما قد يتفرّع عنها من مواضيع, ومشروع مرسوم يرمي الى تنظيم الهيئة الوطنية لإدارة النفايات الصلبة وتحديد ملاكها وشروط التعيين ونظام العاملين فيها وسلسلة فئاتهم ورواتبهم ودرجاتهم إضافة إلى النظام الداخليّ لمجلس إدارة الهيئة. كما سيبحث في طلب وزارة الداخليّة والبلديات تمديد العقد الموقع مع لافاجيت ملتزمة أعمال كنس وتنظيف طرقات وشطفها ونزع الملصقات وجمع النفايات وترحيلها من مدن اتحاد بلديات الفيحاء لمدة 6 أشهر قابلة للتجديد ستة اشهر اضافية. طلب وزارة الداخلية والبلديات تمديد استمرارية العمل مع شركة باتكو ش.م.ل. ملتزمة أعمال إدارة وتشغيل وصيانة مركز معالجة النفايات المنزلية الصلبة في حبالين التابع لاتحاد بلديات قضاء جبيل لغاية 30/6/2022».
وسيتم البحث ايضاً في طلب وزارة الداخلية والبلديات الموافقة على عقد اتفاق بالتراضي مع شركة NTCC لجمع ونقل النفايات ضمن نطاق اتحاد بلديات منطقة جزين بالإضافة إلى «وضعية العقود الموقعة بين مجلس الإنماء والإعمار وشركة الجهاد للتجارة والتعهدات ش.م.ل التدابير الواجب اتخاذها من اجل اعادة فتح مطمر مصب الغدير (الكوستابرافا) ومطالب اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية المتعلقة بالموضوع, عرض مجلس الانماء والاعمار تلزيم أعمال صيانة وتلزيم وحراسة مطمر الناعمة الصحي».
وعلى صعيد الحراك الدولي تجاه لبنان، فقد حضر ملف لبنان في لقاء وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان بوزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن على هامش مؤتمر الأمن في ميونخ.
وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي واصل زيارته الى ميونيخ واجتمع مع وزير خارجية مصر سامح شكري، وبحث معه في العلاقات الثنائية. وقد طلب الرئيس ميقاتي من الوزير شكري نقل تحياته إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي وشكره على اهتمام مصر الدائم بلبنان والمساعدات الأخيرة التي أرسلتها مصر للبنان.
واجتمع ميقاتي في حضور المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم مع وزير خارجية إيران أمير عبد اللهيان الذي دعا كل الدول لدعم استقرار لبنان وأمنه دون تدخل أي دولة في سياساته الداخلية، مشدداً على أن طهران تؤكد ضرورة تعزيز العلاقات بين إيران ولبنان في المجالات السياسية والاقتصادية.
وعقد الرئيس ميقاتي اجتماعاً مع وزير الدولة الألماني لشؤون التعاون الدولي نيلز أنين، بحضور سفير لبنان في المانيا مصطفى اديب، وبحث معه في العلاقات الثنائية بين البلدين وجهود المانيا لدعم لبنان ومؤازرته في المحافل الدولية كافة. كما اجتمع الرئيس ميقاتي مع وفد من الكونغرس الأميركي، ضم كلاً من السيناتور كريس مورفي والسيناتور السيدة جين شاهين والسيناتور كريس فان هولن.
ودعت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في لبنان ومنسقة الشؤون الإنسانية نجاة رشدي عبر «تويتر» الحكومة إلى «تنفيذ الإصلاحات التي طال انتظارها والكفيلة بصون مبادئ الإنصاف والحقوق والمشاركة والمساواة التي ترتكز عليها هذه العدالة».
ووجّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، نداء من روما الى المسؤولين في لبنان، مشيراً إلى أنه «لا يمكن ان نستمر في لبنان على النحو الذي نسير فيه».
وقال الراعي، في قداس أحد تذكار الموتى المؤمنين في المعهد الحبري البطريركي الماروني في روما، للمسؤولين: «لا يمكنكم أنتم المؤتمنون على مقدرات البلاد، على المال العام، على المرافئ والمرافق، على العلاقات مع الدول، على القيمة الوطنية الموجودة من أجل خدمة شعبنا، ان تستمروا بتبديدها وتعطيلها وبانهيار البلاد وتهجير الشعب اللبناني من أرضه. لا يمكنكم الاستمرار بامتهان هدم البلاد وإفقار الشعب بالرغم من كل النداءات من العالم كله، وكأنه يبقى ان يقبلوا أياديهم للقيام بواجبهم وعلى رأسهم قداسة البابا فرنسيس الذي لا يترك مناسبة إلا ويوجه نداء لهم».
وأكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أن «مسيّرة حسان ليست إلا واحدة من الأساليب والوسائل التي تبتدعها المقاومة لتوفير معادلة ردع تمنع العدو من أن يتعدّى». وأضاف: «بقدر ما نحمي ونمنع العدوان ونحفظ شعبنا بقدر ما نحن معنيون بأن نبلسم جراحات أهلنا خصوصاً أن هذه الأزمة مفتعلة وممنهجة وموجهة منذ بدايتها وصولاً الى حلقتها التي باشر المجتمع التحضير لها وهي الانتخابات وكل الهدف هو حصار المجتمع المقاوم وكسره ومنع هذا المجتمع أن يصدح في رأيه».
وقال رئيس المجلس التنفيذي لـ «حزب الله» السيد هاشم صفي الدين إن «الأميركي يريد أن يأخذنا للضغط الأقصى، وأعتقد يجب علينا أن نذهب إلى الخيار الأقصى في الاعتماد على أنفسنا لبناء وطننا، عندها منكنس الأميركي وأزلامهم في لبنان».
وتابع: «من هذه الضغوط سنجترح معجزة بناء لبنان الجديد على أولويات جديدة وثقافة جامعة حقيقيّة لكل الطوائف والمذاهب والمناطق، بعيداً من الزعماء والمتسلطين والإقطاعيين الذين تحكموا بالبلد على مدى أكثر من سبعين، ثمانين عاماً إلى يومنا هذا».
وكان وزير الحرب الاسرائيلي بيني غانتس زعم أن إيران «مسؤولة عن تسليح وكلائها في لبنان، وتقويض سيادة وحكم البلاد». قائلاً: «فقط هذا الأسبوع رأينا عدة محاولات من قبل حزب الله لانتهاك سيادة «إسرائيل»»، مضيفاً «إن كبار المسؤولين في حزب الله يعلمون جيدًا وعن قرب أزيز محركات طائراتنا وقدراتها. إذا استلزم الأمر الهجوم بقوة فسنفعل ذلك ونلحق ضررًا كبيرًا بالتنظيم وستتحمل الدولة اللبنانية المسؤولية. سننفذ عملياتنا في كل مكان يستدعي تدخلنا وفي كل وقت».