الرئيسية / صحف ومقالات / الشرق : حرب أوكرانيا في اليوم الرابع: بوتين يضع القوات النووية في حالة تأهّب قصوى
الشرق

الشرق : حرب أوكرانيا في اليوم الرابع: بوتين يضع القوات النووية في حالة تأهّب قصوى

في اليوم الرابع من العملية العسكرية التي أعلن عنها الرئيس الروسي ضد أوكرانيا فجر يوم الخميس ، اندلعت ‏اشتباكات بين القوات الروسية والأوكرانية على مشارف العاصمة الأوكرانية كييف، في الوقت الذي حثت فيه ‏السلطات المواطنين على المساعدة في الدفاع عن المدينة أمام تقدم القوات الروسية وذلك في أسوأ أزمة أمنية أوروبية ‏منذ عشرات السنين‎.‎،
وكان مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية،قال أن القوات الروسية تواجه مقاومة صلبة لم تكن متوقّعة من الجنود ‏الأوكرانيين تبطئ تقدّمها وتشكّل مصدر إحباط لها، ما يمنع دخولها كييف حتى الآن‎.‎
وأشار المسؤول الذي اشترط عدم الكشف عن هويته إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين ما زالوا قادرين على ‏إيصال أسلحة إلى أوكرانيا دعما للجيش، وشدد على أن واشنطن تخطط لإرسال شحنات إضافية في الأيام المقبلة ‏لمساعدة الأوكرانيين على مواجهة القوات الروسية البرّية والهجمات التي تتم من الجو‎.‎
وشهدت مناطق عدة من أوكرانيا تطورات عسكرية متسارعة، على وقع المعارك الدائرة بين القوات الروسية ‏والأوكرانية في جبهات متعددة‎.‎
وشهدت مدينة خاركيف ثاني أكبر مدن أوكرانيا الواقعة في شمال شرق البلاد، خلال الساعات الماضية قتال شوارع ‏بين قوات أوكرانية وقوات روسية كانت سلطات المدينة قد أعلنت دخولها صباح  الأحد‎.‎
واستمر القتال في المدينة منذ الصباح، مع ظهور مدرّعات خفيفة متروكة أو مشتعلة في الشوارع، فيما تردد صدى ‏طلقات نارية وانفجارات متفرقة في أنحاء المدينة التي أقفرت شوارعها مع بقاء السكان في منازلهم‎.‎
و أعلن المسؤول المحلي في خاركيف أوليغ سينغوبوف، أن المدينة عادت إلى سيطرة القوات الأوكرانية، بعد بضع ‏ساعات على إعلانه وصول الجيش الروسي إلى وسط المدينة‎.‎
وأظهرت عشرات مقاطع الفيديو ما يعتقد أنها ضربات مركزة للطائرات المسيرة التركية من طراز بيرقدار ضد ‏مدرعات وعربات ونقاط تجمع الجيش الروسي في أوكرانيا مخلفةً خسائر كبيرة ومؤلمة في صفوف الجيش الروسي، ‏وهو ما أكدته حسابات رسمية أوكرانية في ظل صمت رسمي تركي‎.‎
والأحد، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن دفاعاتها الجوية دمرت عددا كبيرا من الطائرات والمروحيات الروسية، ‏فضلا عن قطار شحن يحمل وقوداً، موضحةً أن تدمير قطار الشحن الروسي تم عبر مسيرة بيرقدار تركية الصنع، كما ‏أشارت بيانات عسكرية أخرى إلى تدمير قوافل عسكرية بواسطة مسيرات بيرقدار‎.‎
و أعلنت مساعدة وزير الدفاع الأوكراني، آنا ماليار، ، أن روسيا خسرت  منذ تدخلها العسكري في أوكرانيا. نحو ‏‏4300 جندي، و27 طائرة حربية، و26 مروحية، و146 دبابة، و706 مدرعات، و49 مدفعية، وسفينتين.وأن من ‏بين خسائر روسيا كذلك، مضاد طائرات من نوع “بوك”، و4 راجمات صواريخ‎.‎
من ناحيتها، نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها  إن “عددا من الجنود الروس” قتلوا ‏وأصيبوا في الهجوم على أوكرانيا، لكنها أضافت أن عدد ضحاياها أقل بكثير من ضحايا الجانب الأوكراني دون تحديد ‏أي أعداد‎.‎
ونقلت الوكالة عن الوزارة قولها إنه منذ بدء “العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا قصفت القوات المسلحة الروسية ‏‏1067 موقعا عسكريا أوكرانيا‎.‎
وفي موازاة الوضع الميداني أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قيادته العسكرية بوضع قوات الردع الروسية وذلك ‏في إشارة إلى الوحدات التي تضم أسلحة نووية في حالة تأهب قصوى مشيرا إلى التصريحات العدائية لزعماء حلف ‏شمال الأطلسي  والعقوبات الاقتصادية ضد موسكو‎.‎
وقال بوتين في التلفزيون الرسمي “كما ترون، لا تتخذ الدول الغربية فقط إجراءات غير ودية ضد بلدنا في البعد ‏الاقتصادي- أعني العقوبات غير القانونية التي يعرفها الجميع جيدا-، ولكن أيضًا كبار المسؤولين في الدول الرئيسية ‏في حلف شمال الأطلسي يسمحون لأنفسهم بالإدلاء بتصريحات عدائية في ما يتعلق ببلدنا‎”.‎
ودانت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضع قوة ‏الردع النووية في حالة تأهب إذ رأت في الخطوة “تصعيدا غير مقبول‎”.‎
وقال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي: “بوتين يهدد باستخدام السلاح النووي وإن كان ‏ليس صراحة‎”‎
‎ ‎
أكثر من 360 ألف شخص فرّوا من أوكرانيا
وتوقّع أممي بوصولهم الى 4 ملايين
‎ ‎
‎ ‎
أشارت تقديرات أممية إلى أن أكثر من 360 ألف شخص فرّوا من أوكرانيا إلى الدول المجاورة بسبب الأزمة الناتجة ‏عن العملية العسكرية الروسية، في حين أكد بابا الفاتيكان وجود حاجة ملحة لفتح ممرات إنسانية لمساعدة اللاجئين ‏الأوكرانيين‎.‎
وأضافت المفوضية، حسب ما نشر على صفحتها الرسمية على موقع تويتر، أن الأعداد ترتفع على نحو مستمر ‏وستعلن عن تحديث جديد للأعداد‎.‎
من جهتها، أفادت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين شابيا مانتو، لوكالة الأناضول، بأنه ‏لا تتوفر لديهم إحصائية لأعداد النازحين داخل أوكرانيا‎.‎
ولفتت إلى أن لديهم معطيات حديثة فقط بخصوص أعداد اللاجئين الذين عبروا إلى دول الجوار، وذكرت أن عدد ‏الأشخاص الذين غادروا أوكرانيا إلى الدول المجاورة بلغ 368 ألفا‎.‎
من جانبها، أفادت السفارة البولندية في باريس بعبور 187 ألف شخص الحدود بين أوكرانيا وبولندا منذ بدء الغزو ‏الروسي، في حين أعلنت الشرطة المجرية عبور قرابة 63 ألف شخص الحدود من أوكرانيا إلى المجر منذ الخميس ‏الماضي‎.‎
‎ ‎
‎ ‎
معظم دول الاتحاد الأوروبي تغلق
أجواءها أمام الطيران المدني الروسي
‎ ‎
أعلن مسؤول في الاتحاد الأوروبي امس أن معظم دول الاتحاد أغلقت المجال الجوي في وجه روسيا ردا على الحرب ‏التي تشنها منذ الخميس الماضي على أوكرانيا‎.‎
ونقل عن المسؤول الأوروبي قوله إنه يتوقع انضمام المزيد من دول الاتحاد إلى لائحة الدول التي قررت منع تحليق ‏الطائرات المدنية الروسية في أجوائها‎.‎
وأوضح نفس المصدر أن غلق الأجواء الأوروبية أمام روسيا قد يكون جزءا من العقوبات الأوروبية على روسيا، ‏والتي تشمل حتى الآن النقل إلى جانب قطاعات أخرى بينها التمويل والطاقة‎.‎
و أعلن وزير النقل الألماني أن بلاده ستغلق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية من لمدة 3 أشهر، كما قررت إيطاليا ‏غلق مجالها الجوي أمام روسيا‎.‎
بدورها، أكدت وزارة الخارجية الدانماركية للجزيرة إغلاق المجال الجوي للدانمارك أمام الطائرات الروسية، كما ‏أعلنت بلجيكا وفنلندا وأيرلندا وآيسلندا اليوم عن إجراء مماثل‎.‎
وكانت بريطانيا وبلغاريا وبولندا وجمهورية التشيك ورومانيا أعلنت إغلاق مجالاتها الجوية أمام الطائرات التابعة ‏للشركات المدنية الروسية، وقد حذت حذوها دول البلطيق الثلاث (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا‎).‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *