على وقع اصوات المدافع الروسية وصفارات الانذار في المناطق والمدن الاوكرانية، تسير يوميات اللبنانيين ثقيلة وهم كما معظم سكان العالم يترقبون المسار الذي ستسلكه هذه الحرب في ظل مخاوف من ان تتطور لمواجهة دولية مفتوحة وصولا لحرب عالمية ثالثة تتوج مرحلة الكوارث التي تعصف بلبنان منذ عامين ونصف. ويبدو ان الكباش بين واشنطن وحزب الله بلغ مستويات متقدمة جدا وهو ما تعكسه التصريحات الاخيرة لرئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» محمد رعد وبخاصة من ملف الترسيم.
المفاوضات معلقة؟
وقالت مصادر مطلعة على جو الحزب ان الموقف المتقدم لرعد بخصوص ملف الترسيم والذي يأتي بعد مرحلة طويلة من الصمت وتوكيل رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي به بقيادة المفاوضات، هو رد صارم على موقف الخارجية اللبنانية بخصوص الحرب في اوكرانيا باعتبار ان الحزب يدرك تماما ان البيان اللبناني صدر بايعاز اميركي، لافتة في تصريح لـ «الديار» الى ان «مفاوضات الترسيم بعد هذه التطورات باتت اقرب الى كونها معلقة لاننا لا يمكن ان نوكل المفاوضات على ثرواتنا بالنفط والغاز لمن يتنازل عن حقوقنا بمكالمة من السفيرة الاميركية وبطلب او ايعاز منها».
وتشير المصادر الى ان اعلان وزير الخارجية ان البيان الذي اصدره تعليقا على الحرب في اوكرانيا يعبّر عن موقف الدولة وان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اتصل به وهنّأه «ازعج حزب الله وأحرج عون الذي اصدر بيانا نفى فيه ما قاله بو حبيب دخل بمواجهة مباشرة مع واشنطن، وفي حال العكس ترك علامات استفهام كبيرة لدى حزب الله»، مضيفة: «لا نتوقع ان يكون هناك توضيح رسمي من عون بهذا الخصوص وهو يسعى لترتيب الوضع بعيدا عن الاضواء سواء مع حزب الله او مع السفير الروسي والقيادة في موسكو».
وفي هذا المجال برز يوم امس استقبال وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب سفير روسيا لدى لبنان الكسندر روداكوف الذي وصف اللقاء بـ «الجيد والودي». وردا على سؤال عن تصويت روسيا في مجلس الامن على عقوبات ضد الحوثيين في اليمن وانعكاس هذا التصويت على علاقاتها مع حلفائها في لبنان وايران، نفى السفير الروسي ان يكون للقرار اي تأثير.
كذلك وفي سياق استيعاب تداعيات بيان بو حبيب، عُلم ان عون سيوفد مستشاره للشؤون الروسية النائب السابق امل ابو زيد الى موسكو «لمتابعة التطورات والبحث مع المسؤولين الروس في المعطيات المرتبطة بها».
اوقفوا «القرض الحسن»
في هذا الوقت، اتجهت الانظار لوفدي الخزانة الاميركية وصندوق النقد الدولي اللذين التقيا امس عددا من المسؤولين اللبنانيين. وبحسب معلومات «الديار» فان الهدف الاساسي من زيارة وفد الخزانة الاميركية محاولة تطويق «القرض الحسن»، اذ يبحث الوفد مع المعنيين في السبل والآليات للضغط باتجاه مزيد من محاصرة من خلال وقف اي نشاط للقرض الحسن. وبدا واضحا من المواقف التي اطلقها عون بعد لقاء الوفد ان هناك ما طلبه منه اعضاء الوفد، فكان جوابه: «لبنان مستمر في مكافحة الفساد وعمليات تبييض الاموال وتمويل الارهاب، وان القوانين اللبنانية تطبّق في هذا المجال بحزم ودقة وتشهد على ذلك المؤسسات المالية الدولية».
الى ذلك، عقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعاً مع وفد صندوق النقد الدولي برئاسة إرنستو راميريز. وتم البحث في الإجراءات والقرارات المُتخذة، ومشاريع القوانين التي ستُطرح، وما توصلت إليه خطة التعافي المالي والاقتصادي.
قائد الجيش للتحقيق؟
قضائيا، برز تطوران اساسيان، الاول استدعاء المحقق العدلي في ملف تفجير التليل القاضي علي عراجي قائد الجيش العماد جوزاف عون للاستماع الى افادته كشاهد في جلسة حددها في الرابع من شهر نيسان المقبل. واكدت مصادر مطلعة على الملف لـ «الديار» هذه المعلومات ممتنعة عن اعطاء المزيد من التفاصيل «احتراما لسرية التحقيق».
وكان موقع «جنوبية» افاد بأن استدعاء عون يأتي على خلفية تمنع عدد من العناصر العسكرية وبينهم اربعة ضباط من المثول امام المحقق العدلي.
وفي سياق قضائي آخر، تعطل مجددا عمل المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار بعدما تقدم أحد أعضاء اللجنة التأسيسية لتجمع أهالي شهداء ومتضرري انفجار مرفأ بيروت، بدعوى جديدة لرد البيطار. واعتبر مقدم الدعوى أن المحقق العدلي «أصبح عائقا أمام الوصول إلى الحقيقة في هذه الجريمة «. وسلمت الدعوى إلى الرئيس الأول لمحكمة التمييز القاضي سهيل عبود، تمهيدا لإحالته إلى إحدى غرف محاكم التمييز للنظر بها، واتخاذ القرار في شأنها. وقالت مصادر مطلعة على التحقيق لـ «الديار» ان «المتهمين في هذا الملف يستنفدون السبل القانونية لاعاقة التحقيق، وهم مؤخرا باتوا للاسف يستخدمون بعض اهالي الضحايا لوقف التحقيقات». واضافت المصادر: «الامر بات خطيرا ويتوجب وقفة شعبية وقضائية والا فعلى التحقيق السلام».
ديب خارج «الوطني الحر»
كذلك شكل اعلان النائب حكمت ديب امس تقديم استقالته من «التيار الوطني الحر» بسبب «الادارة الخاطئة للتيار منذ سنوات»، صفعة قوية لـ «الوطني الحر» على ابواب الانتخابات النيابية. واشارت مصادر مطلعة على احوال «التيار» لـ «الديار» ان «ما يخشاه باسيل بشكل اساسي مقاطعة قسم كبير من العونيين للانتخابات ما يؤدي تلقائيا لفوز اخصامه»، لافتة الى ان اية خسارة للتيار ستصب لمصلحة المسيحيين المستقلين لا في مصلحة القوات او قوى الانتفاضة».