كتبت صحيفة ” الأنباء ” الالكترونية تقول : تعود ذكرى الرابع عشر من آذار هذا العام لتؤكد بعد التطورات التي شهدتها الساحة اللبنانية في السنوات الماضية، وما يشهده لبنان من أزمات حالياً، على أهمية تحقيق السيادة الحقيقية الكاملة كمفتاح أساس لحل كل هذه الأزمات، إذ لا تغيير ولا إصلاح بدون سيادة، وهذا هو الشعار الذي رفعه الحزب التقدمي الإشتراكي في مؤتمره العام الأخير، وهو الذي شكّل رأس حربة 14 آذار وانتفاضة الاستقلال.
وفي هذا اليوم تستعاد تلك اللحظات التاريخية، حين أخذ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى جانب القوى السيادية، القرار بالمواجهة بعد ساعات قليلة على استشهاد الرئيس رفيق الحريري. وهو كان عصب لقاء البريستول الذي كان له الدور الأساس في تهيئة الأرضية للانتفاضة التي انطلقت بعد شهر بالتمام والكمال على الزلزال الذي أصاب لبنان باستشهاد الحريري.
وقد أكد جنبلاط في مناسبة الذكرى الـ17 لانتفاضة 14 آذار بالحيثيات والأحداث التي وقعت تلك المرحلة، مشيرا الى جنبلاط أنّه كان أول من رفع الصوت واتهم النظام الأمني السوري – اللبناني باغتيال الرئيس الحريري “فيما غيري كانت متردّداً”، وتابع: “اعتقدوا بعد مقتل رفيق الحريري ان الناس ستخاف، لكن الناس لم تخف”.
جنبلاط لفت في سياق حديثه أمس لمحطة mtv إلى أنّ “بيان اتفاق الدوحة عام 2008 نص على كيفية استيعاب ميليشيا حزب الله وبناء الدولة، لكن لم يُنفّذ لأن إيران تقرر لا حزب الله”، وأكد أنه “لا يمكن بناء دولة دون سيادة”، مشدداً على عدم فقدان الأمل بالشباب والشابات القادرين على التغيير.
وإذ تصادف ذكرى 14 آذار هذا العام موعد ساعات على انتهاء مهلة تقديم الترشيحات للانتخابات النيابية المقبلة وبدء العد العكسي ليوم الخامس عشر من أيار، خرج رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في خطاب مشبع بمحاولات التعمية على الحقائق، بعدما مارس هو شخصيا وتياره السياسات التي أسهمت في بلوغ الأمور هذا الدرك الذي نعيشه، ثم يخرج ليقول “ما خلّونا”.
باسيل الذي جدد أيضا محاولة سرقة تضحيات قوى 14 اذار الحقيقية، استحضر في خطابه أمس أسلوبه المعتاد، محاولا تبرير تحالفه مع حزب الله كما مع حركة أمل التي لا يتفق معها على شيء، ثم وجّه سهام التشويه إلى من يقف ضد مشاريعه الفاشلة في الكهرباء والسدود، والى من ناصبه الخصومة السياسية طيلة السنوات الماضية.
وفي سياق الردود على مواقف باسيل، قال النائب السابق مصطفى علوش إنه لم يلمس أي جديد في موقفه، واصفا خطابه “بالتقليدي الذي لا يستدعي الرد”.
علوش وفي حديث مع “الأنباء” الالكترونية، وصف ما قاله باسيل بأنه “محاولة اختطاف إنجازات 14 آذار، وتصوير نفسه بأنه هو الأصلي والباقي تقليد، فيما الحقيقة عكس ذلك تماما. فالناس لم تنس كيف أنه منذ فترة طويلة تقدم بأوراق اعتماده لدى بشار الأسد وولاية الفقيه، وكلامه أمس لم يغير شيئا، ولن يجد من يصدقه”. وقال علوش: “نحن المقاومة الحقيقية، مقاومة ضد السلاح، وضد الهيمنة والانقلاب على الدولة وقرارها السيادي الحر المستقل”.
من جهة أخرى وصف علوش تحالفه الانتخابي مع الرئيس فؤاد السنيورة ”بالممتاز”، وقال إنه سيقدم ترشيحه في الساعات 24 المقبلة، آملا أن يتمكن تحالفه مع السنيورة من تشكيل اللوائح في كل لبنان، لكنه لفت إلى ان الأمور تتركز حاليا على العاصمة بيروت وطرابلس، معتبرا أن موضوع ترشيح الرئيس السنيورة يخصه لوحده.
عضو تكتل الجمهورية القوية النائب وهبي قاطيشا لفت بدوره في حديث مع ”الأنباء” الإلكترونية الى أن “باسيل بنى زعامته على تهديم صورة الآخرين وتشويه صورتهم، وذلك بإيعاز سوري ومن بشار الأسد بالتحديد”، وقال: “أنا أعرفه حق المعرفة، فشغله الشاغل تهميش صورة الآخرين والإساءة إليهم. وهذا الأسلوب لا يعتمده فقط مع خصومه، بل مع حلفائه ايضا. وهذه من صفات الفاسد الذي يعتقد أن الكل مثله، فكيف يمكن أن نرد عليه، وكما يقول المثل إذا لم تستح فافعل ما شئت”، مستغربًا “كيف أن المجتمع المسيحي يقبل به بعد اليوم، فإذا سمح لنفسه أن يقول هذا الكلام عن 14 فماذا يمكنه أن يقول عن الرئيس نبيه بري وعن حزب الله”.
قاطيشا سأل عن “أي 14 آذار يتحدث باسيل؟ الكل يعرف ان 14 اذار التيار الوطني الحر كلها هزائم، وأن احتفاله بها يشبه احتفال الفرنسيين بمعركة واترلو”، مذكرا بأن “العماد ميشال عون اعتبر ما حصل في 1989 كانت حربا نفسية، فلماذا يريد تصوير نفسه بطلا من خلال حفنة أكاذيب؟”، مضيفا: “لقد كانت أسوأ مرحلة بتاريخ لبنان أدت إلى مقتل 476 عنصرا من الجيش بينهم 35 ضابطاً، وكل ذلك بهدف القضاء على القوات اللبنانية خدمة للنظام السوري الذي اشترط عليه تصفية القوات مقابل رئاسة الجمهورية هذا عدا الضحايا المدنيين في القليعات وغير القليعات”.
وتساءل قاطيشا “كيف يمكن أن نعمر بلدنا بهذه الذهنية التي لا تضمر الا الشر للآخرين”، معربا عن “الأسف لكون أسلوب باسيل لا يجيد إلا لغة بث السموم التي قد تحرمه من كل شيء”.
مصادر نيابية معارضة استغربت بدورها عبر “الأنباء” الالكترونية “اصرار باسيل على تسجيل بطولات وهمية من خلال التركيز على سياسة نبش القبور وادعاء الحرص على لبنان وتخوين الآخرين”، وسألت “كيف يمكن له أن يتخطى الهدر الفاضح الذي ارتكبه مع كل وزراء التيار الذين تعاقبوا على وزارة الطاقة والبالغ 50 ألف دولار، ويتهم الآخرين بالفساد، وعلى أي أساس يعطي لنفسه صك براءة”.