عداد الأزمات الى ارتفاع، وشهر نيسان في لبنان سيكون مزدحما بالمواقف الشعبوية والمزايدات الأنتخابية والتحريض وألهيجان الطائفي والمذهبي المفتوح على كل الاحتمالات قبل ١٥ ايار التي تخوضها معظم القوى بشعارات « يا قاتل يا مقتول «، فيما « نيسان المنطقة” مزدحم بالملفات الساخنة من وقف اطلاق النار في اليمن الى الاتفاق النووي واللقاءات الليبية في مصر والانفتاح على سوريا وما بينهم من اجتماعات اميركية عربية اسرائيلية كان آخرها في صحراء النقب في فلسطين المحتلة في حضور وزير الخارجية الاميركي الذي حاول طمأنة المجتمعين من مفاوضات الاتفاق النووي والتوقيع عليه، والسعي الى تشكيل نواة حلف عربي اسرائيلي لمواجهة حركات المقاومة في لبنان وسوريا وفلسطين والعراق واستقطاب سوريا بالاغراءات مقابل رفع الحصار. هذه المحاولات الاميركية العربية، رد عليها الفلسطينيون بسلسلة عمليات نوعية في قلب فلسطين المحتلة وكشفت ان كل الاجراءات الامنية الاسرائيلية لا قيمة لها. وتؤكد مصادر فلسطينية في بيروت ان اجتماعات التطبيع لن تنجح ولن تمر، والفلسطينيون بكامل فصائلهم سيواجهون هذه المحاولات ولن يقدموا اي تنازلات، وردوا عليها فورا، لكن الرد الابرز على اجتماع النقب تمثل باللقاء بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والامين العام لحركة الجهاد الاسلامي زياد نخالة، وكان توقيته لافتا ليلة العملية البطولية ليشكل أكبر رد عملي على محاولات التطبيع وألتاكيد على وحدة قوى المقاومة ووجه رسالة قاسية وواضحة وحاسمة وصلت بوضوح الى كل من شارك في اجتماع النقب، كما ان وزير الخارجية الايراني أكد لفصائل المقاومة الذين التقاهم في بيروت استمرار الدعم الايراني لكل الفصائل الفلسطينية وهذا الدعم ليس خاضعا لاتفاقات ومفاوضات، وحيا العملية داخل اراضي ال ٤٨، وحسب مصادر فلسطينية، فان فصائل المقاومة يدرسون امكان اطلاق انتفاضة جديدة والقيام بسلسلة تحركات في يوم الارض ردا على كل محاولات عزل القضية الفلسطينية وتشريع العواصم العربية امام العدو الاسرائيلي.
وفي ظل هذه الاجواء المخيمة على المنطقة وامكان انعكاسها على لبنان، تدعو المصادر المتابعة الى تحصين البلد وتحديدا على الصعد الاقتصادية ليتمكن من مواجهة الضغوط التي سترتفع حدتها، وهذا يتطلب وقف التشنجات، وتأجيل الملفات الخلافية مع دخول البلاد مرحلة «المواسم الانتخابية»، « وخلو «الساحة للتجار والمحتكرين الذين يتلاعبون بلقمة العيش دون «شفقة أو رحمة» مع بدايات شهر رمضان الفضيل والعجز عن ضبط الاسعار المتوقع ارتفاعها الى مستويات قياسية، حتى ان الوزراء الذين جالوا في مهمات استعراضية فوجئوا في مستوى الغلاء ومدى حجم النهب الناتج من التلاعب بالاسعار وعجزهم عن التصدي للتجار المحميين بوكالات حصرية من «كبار القوم «، هذا الوضع المأسوي حسب المصادر المتابعة، يعيشه الرئيس ميقاتي» المكبل» والمدرك ان حكومته دخلت مرحلة تصريف الاعمال، ولم تترك تهديداته بالاستقالة أي صدى لان وزارة الداخلية محكومة بالاشراف دستوريا على الانتخابات، ويدرك أيضا أن مرحلة الشلل القصوى ستتوسع خلال الاسبوعين المقبلين مع انتقال معظم الاقطاب السياسيين الى مناطقهم لادارة العملية الانتخابية والاشراف على التحضيرات واستقبال الوفود الشعبية، كون عامل الوقت يداهم الجميع، وكل القوى مضطرة الى تسجيل اللوائح قبل ٤ نيسان وتسجيلها في وزارة الداخلية. وبالتالي فان الازمة تتطلب وحدة رؤى من القيادات، مستحيلة في الوقت الحاضر، فبري وميقاتي يسعيان لتأجيل الملفات الراجحة والتعيينات الى العهد الجديد وعون يرفض ومصر على محاسبة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مهما كانت الاعتبارات، وهو استاء من كلام ميقاتي عن دعوة سلامة الى اجتماع الحكومة امس، وتبين لاحقا ان هذا الكلام خلفه تسريبات اعلامية، وسلامة لم يتلق اي دعوة لاجتماع الحكومة .
مجلس الوزراء و٧٦ مليون دولار للكهرباء
وعقد مجلس الوزراء جلسة في القصر الجمهوري اقرت « الكابيتال كونترول « بعد تعديلات جذرية على اللجنة وتشكيلها من مصرف لبنان ووزارة المالية وخبيرين ماليين وقاض، واعترض الثنائي الشيعي على الصيغة النهائية لجهة صلاحية اللجنة التي ستبت عمليات السحب، كما وافق مجلس الوزراء على اعطاء ٧٦ مليون دولار «فريش « لضمان الاستثمار في معامل « العتمة» الكهربائية، والسؤال: من اين الاموال وكيف تامنت ؟ في ظل دولة مفلسة تعاني عجزا في كل القطاعات وتحتاج « لقرش واحد « فيما اللبنانيون يدفعون فاتورة المولدات الكهربائية بملايبن الليرات شهريا، وكأن حزب الكهرباء الذي كلف البلد ٤٠ مليار دولار أقوى من كل الشعب اللبناني « والخير لقدام « كما وافق مجلس الوزراء على تسديد القروض للبنك الدولي وشركات التدقيق الجنائي، واعلن عدد من الوزراء عن اجراءاتهم لمعالجة موضوع القمح في ظل الارتفاع اليومي لسعر ربطة الخبز.
الانتخابات النيابية
وبالنسبة للانتخابات النيابية وحسب المتابعين، فأن كل المعطيات تؤكد على حماوة المعارك وقساوتها في كل الدوائر باستثناء مناطق النفوذ الشيعي، لكن الانظار مصوبة على المناطق السنية التي يشكل فيها سعد الحريري الثقل الاساسي، وفي المعلومات ان الحريري رفض وسطاء «سعاة الخير « الذين تواصلوا معه خلال الايام الماضية من اقطاب وفاعليات سنية لتليين موقفه من السنيورة ولوائحه وترك الحرية لمناصريه بالاقتراع بدلا من المقاطعة، وعلى العكس قام احمد الحريري بجولات على منسقيات المستقبل في بيروت والبقاع وصيدا مشددا على الالتزام بقرار سعد الحريري والقول للمناصرين « لا تصدقوا كلامهم، موقف الرئيس الحريري لم يتغير ولن يتغير « كما فشلت الجهود في تأمين أتصال هاتفي بين الحريري وجعجع، فالرئيس الحريري كل همه رفع نسبة المقاطعة السنية والقول للرياض « الامر لي سنيا « وعودة السفير السعودي وليد البخاري أول أيام شهر رمضان لن تغير شيئا، بعد ان أجمعت كل تقارير الاجهزة الأمنية، على أن « الارض سنيا» « محسومة لسعد الحريري والقرار له، ونسبة المقاطعة السنية ستصل الى ٧٥ ٪ وهذا ما سيفقد الانتخابات الميثاقية، وبالتالي فان راديكالية «الحريري تشكل قلقا فعليا لجنبلاط وجعجع والسنيورة في الشوف وبيروت والبقاع الغربي .
ماذا بين بري وجنبلاط؟
أما بالنسبة للعلاقة بين بري وجنبلاط، فان ايحاءات المقربين تشير الى أزمة صامتة بين الرجلين ظهرت من خلال موافقة بري على ضم المرشحين الدروز المعارضين لجنبلاط الى لوائح الثنائي في بيروت الثانية « نسيب الجوهري « والبقاع الغربي « طارق الداود « وكذلك في بعبدا، في حين حسم بري اسم مروان خير الدين في حاصبيا دون التشاور مع جنبلاط الذي وافق على الاسم بعد اعلانه، وحسب الاوساط والمقربين، فان بري رفض في انتخابات ٢٠١٨ انضمام مرشحي ارسلان للوائح الثنائي وقال للجميع « أعطيت كلمتي لوليد « حتى ان أصوات امل التفضيلية صبت في الشوف وعاليه للاشتراكي وحرمت وئام وهاب الفوز، لكن الامور اختلفت حاليا، ولم يحصل جنبلاط حتى الان على جواب من بري بالنسبة لاقتراع مناصريه وتحديدا في الشوف ؟ وحسب المصادر، فان بري مستاء جدا من التحالف بين جنبلاط وجعجع، وهناك «حرم « شيعي بعدم التصويت للقوات اللبنانية المسؤولين عن احداث الطيونة بحسب الثنائي، وبري حاسم في الامر كما حزب الله ولن يعطي أصواته للائحة تضم القوات اللبنانية ولا يستطيع تجاوز «الحرم».
وحسب المصادر، فان بري مستاء ايضا من مواقف جنبلاط بالنسبة لانفجار المرفأ وانحيازه للمحقق طارق البيطار دون مراعاة مواقف رئيس المجلس .
في حين تقلل اوساط أخرى وقريبة من الطرفين من حجم التباينات الموجودة، والتي لن تؤثر في العلاقة مع حرص بري على عدم خوض معركة في قلب الشوف ومنح الصوت التفضيلي لوئام وهاب، مع التاكيد ان اختيار مروان خير الدين لم يزعج الاشتراكي مطلقا وحصل بالتوافق بين بري وجنبلاط وارسلان، كما ان رئيس المجلس لن يخوض معركة في البقاع الغربي ضد جنبلاط، وفي بيروت الثانية تركت المنافسة في اطارها الديموقراطي، لكن المصادر لا تنفي وجود تباينات، وتحديدا حول حملات جنبلاط على حزب الله وعدد من الملفات مع النفي المطلق من اوساط بري لأي محاولة من الثنائي الشيعي لعزل جنبلاط او تطويقة ولا تتعدى الامور معركة انتخابية في دائرة أو دائرتين فقط.
انتخابات الشوف
أما على صعيد انتخابات الشوف، فلائحة ٨ اذار ما زالت تصطدم بمشكلة ناجي وفريد البستاني، ولم يصل الجواب النهائي من التيار في موضوع عدم ترشيح فريد البستاني حتى الان، مقابل تمسك ارسلان ووهاب بناجي البستاني وحيثيته، والحسم في الساعات المقبلة، لكن ألامور لن تذهب الى لائحتين، وبالنسبة للمجتمع المدني الحاضر بقوة في الشوف وعاليه اذا توحد، ويواصل القيمون على مرشحي المجتمع المدني اجتماعاتهم من اجل صياغة « التوافق المستحيل» حتى الان . اما على صعيد كتلة جنبلاط – القوات فقد تعلن نهار السبت من المختارة بانتظار حل المقعد الماروني الثاني في عاليه والكاثوليكي في الشوف مع معلومات عن انسحاب شارل عربيد.
بيروت الثانية
وفي بيروت الثانية، فان لائحة السنيورة اكتملت بانضمام فيصل الصايغ عن الاشتراكي، وكذلك لائحة مخزومي وهناك ثالثة للجماعة الاسلامية وعدد من اللوائح التابعة للمجتمع المدني في مواجهة لائحة ٨ اذار التي تضم الثنائي والتيار والقومي وأرسلان .
فرنجية باسيل
وفي معلومات مؤكدة، ان جهود الحلفاء لم تتوصل الى تقريب المسافات الانتخابية بين رئيس المردة سليمان فرنجية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، والتعاون بينهما مستحيل في الدوائر المشتركة.