صحيح ان لا صوت يعلو اليوم على صوت الماكينات الانتخابية قبل نحو 40 يوما على موعد الاستحقاق النيابي، الا ان من يدقق بالمعطيات والاولويات بعيدا عن ضجيج هذه الماكينات يتأكد ان البلد يعيش في حالة من الترقيع تمهد لانفجار كبير في اليوم الذي يلي الخامس عشر من ايار. اذ وبالرغم من محاولة المسؤولين اللبنانيين استيعاب ما صدر عن نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي لجهة اعلانه ان الدولة ومصرف لبنان المركزي مفلسان وذلك من خلال نفي الموضوع والحديث عن اجتزاء كلام الشامي، فان الجميع يعي حقيقة ما قاله وان كل ما يحصل راهنا مجرد محاولة لتخدير اللبنانيين حتى تمرير الاستحقاق النيابي.
البابا في لبنان في حزيران
ضوء وحيد في هذا النفق المظلم لاح يوم أمس باعلان رئاسة الجمهورية ان قداسة البابا فرنسيس يزور لبنان في شهر حزيران المقبل، لافتة الى ان السفير البابوي في لبنان المونسنيور جوزف سبيتري سلم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رسالة خطية اعلمه فيها ان قداسة البابا فرنسيس قرر زيارة لبنان في شهر حزيران المقبل، على ان يصار الى تحديد تاريخ الزيارة وبرنامجها وموعد الإعلان عنها رسمياً، بالتنسيق بين لبنان والكرسي الرسولي.
وتشكل هذه الزيارة فسحة أمل في بلد بات يعيش في العتمة الشاملة على الصعد كافة، علما انه وبحسب مصدر وزاري “فاننا مقبلون على الاسوأ مع استنفاذ الاموال المخصصة في مصرف لبنان لتسيير شؤون الدولة والناس ووصولنا الى الخطوط الحمراء بما يتعلق بالاحتياطي الالزامي”. واشار المصدر في حديث لـ “الديارالى ان “الازمات ستنفجر الواحدة تلو الاخرى وان كان هناك اشارات ايجابية من وفد صندوق النقد الدولي الذي يجول على المسؤولين اللبنانيين”. وكشف المصدر ان “المعطيات الراهنة تشير الى توجه لتوقيع اتفاق مبدئي مع صندوف النقد في الايام القليلة المقبلة وبالتحديد قبل مغادرته بيروت نهاية الاسبوع”، مضيفا: “هناك نقاط قليلة لا تزال عالقة ابرزها المرتبطة باصرار الصندوق على اقرار قانون الكابيتال كونترول”.
أزمة خبز
وبالرغم من كل التطمينات التي يعطيها وزير الاقتصاد باستمرار بشأن الامن الغذائي وبخاصة موضوع الطحين، لا تبدو المعطيات مطمئنة. اذ انه وعشية جلسة مجلس الوزراء المقررة اليوم في السراي برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعلى جدول أعماله 21 بندًا حول الطاقة والشؤون المالية والمصرفية والإقتصادية والتربوية والعلاقات الدولية، تفاقمت ازمة الطحين والرغيف. وهو ما قال المصدر الوزاري لـ “الديار” انها “ازمة موجودة بالفعل وكبيرة خاصة في ظل الشح الحاصل وعدم اتضاح ما اذا كان مصرف لبنان سيواصل سياسة دعم القمح”.
ويوم امس كشف نقيب الأفران في جبل لبنان أنطوان سيف أن 3 مطاحن متوقفة عن العمل والسبب أن القمح الذي وصل من أوكرانيا تبيّن أنه تعرّض للرطوبة، مضيفا: “المطاحن وضعت القمح في المستودعات ووزارة الزراعة أخذت عيّنة لفحصها وهناك فحص معيّن يجب إجراؤه خارج لبنان تحديداً في فرنسا”. غير أنه أشار إلى أن كمية القمح الموجودة في المطاحن الاخرى لا تلبي حاجة كل السوق كما أنها لا تكفي أكثر من 25 يوماً، لافتا إلى أنه “قريبا سيصل 45 ألف طن من القمح الى لبنان تكفي لـ 25 يوماً إضافياً”. من جانبه، أعلن وكيل المطاحن في الجنوب علي رمال أن أزمة طحين خانقة بدأت تظهر في الجنوب وستشتد مع الساعات المقبلة وذلك بعد توقيف شركة مطاحن التاج منذ حوالي الإسبوع عن العمل وخروج شركة مطاحن الدورة عن الخدمة بسبب نفاذ مخزون القمح، وخصوصا أن هذه المطاحن تغطي نسبة تفوق الخمسين بالمئة من السوق اللبناني ولا يمكن لأي مطحنة أخرى تغطيتها وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي تعمل المطاحن الباقية بطاقات انتاجية منخفضة ومقننة. وحذر رمال من مغبة الإستمرار في اقفال مطاحن التاج التي سينتج عنها اقفال العديد من الأفران والمخابز على مساحة لبنان في الساعات المقبلة.
المعارضة تخذل المجتمع الدولي
وبعيد اقفال وزارة الداخلية الباب على تسجيل اللوائح الانتخابية، تكشف حجم تضعضع قوى المعارضة وانقسامها بعدما قررت خوض الانتخابات على لوائح متعددة في معظم الاقضية وهو ما يؤدي لتراجع حظوظها كثيرا بتحقيق الخروقات التي كانت منتظرة لو نجحت بتوحيد صفوفها وخوض الاستحقاق على لوائح موحدة في الدوائر كافة.
وكشفت مصادر مطلعة ان “ما آلت اليه الامور على هذا الصعيد ادى الى خيبة دولية كبيرة بعدما كانت الكثير من الدول تراهن على ما يسمى “قوى التغيير”” لقلب المشهد البرلماني الحالي، فاذا بها ترسخه بانقساماتها”. وقالت المصادر لـ “الديار:” “بعكس ما كان يعتقد البعض ويروجون له، فان الاستحقاق المقبل سيرسخ دور وحجم حزب الله وحلفاءه، اذ يتوقع هذا الفريق ان يكون عدد نوابه في برلمان 2022 بين 68 و72 نائبا”.
تشتت المعارضة
ووفق تدقيق اجرته “الديار”، يتبين حجم تشتت قوى ما يُعرف بـ “التغيير”، ففي دائرة البقاع الأولى (زحلة) هناك 8 لوائح بينها 4 للمعارضة. في دائرة البقاع الثانية (البقاع الغربي- راشيا) 6 لوائح بينها 4 للمعارضة. دائرة البقاع الثالثة (بعلبك – الهرمل) 6 لوائح بينها 3 للمعارضة. في دائرة الجنوب الأولى (صيدا- جزين) 7 لوائح بينها 4 للمعارضة. في دائرة الجنوب الثانية (قرى صيدا وصور) 5 لوائح بينها 2 للمعارضة. في دائرة الجنوب الثالثة (بنت جبيل – مرجعيون – حاصبيا – النبطية) 3 لوائح بينها لائحة للمعارضة. في دائرة الشمال الأولى (عكار) 8 لوائح بينها 4 للمعارضة. في دائرة الشمال الثانية (طرابلس- المنية الضنية) 12 بينها حوالي 8 لوائح للمعارضة. في دائرة الشمال الثالثة (بشري – الكورة- زغرتا- البترون) 7 لوائح بينها 4 للمعارضة. في دائرة بيروت الأولى (الأشرفية، الرميل، الصيفي، المدوّر) 6 لوائح بينها 3 للمعارضة. في دائرة بيروت الثانية (رأس بيروت، المريسة، ميناء الحصن، زقاق البلاط، المزرعة، المصيطبة، المرفأ، والباشورة) 10 لوائح بينها 7 للمعارضة. في دائرة جبل لبنان الأولى (جبيل – كسروان) 7 لوائح بينها 4 للمعارضة. في دائرة جبل لبنان الثانية (المتن) 6 لوائح بينها 3 للمعارضة. في دائرة جبل لبنان الثالثة (بعبدا) 7 لوائح بينها 4 للمعارضة وفي دائرة جبل لبنان الرابعة (الشوف- عاليه) 7 لوائح بينها 5 للمعارضة.
عون تتراجع؟
قضائيا، رفعت المدعية العامة الإستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون في قرار اصدرته أمس قرار منع السفر عن رئيس مجلس ادارة بنك لبنان والمهجر سعد الازهري وبنك عودة سمير حنا، وذلك بناء على الطلب المقدم لها من المحامي صخر الهاشم بوكالته عن المصرفين وذلك بعدما كانت قد رفعت اسم ريا الحسن عن منع السفر واستبدلته برئيس مجلس الادارة السابق لبنك البحر المتوسط محمد الحريري، وهو ما اعتبرته مصادر حقوقية في تصريح لـ “الديار” “خطوة للوراء لعون بعدما ثبت انها تتحرك سياسيا وان ما اقدمت عليه لم يكن مبنيا على تدقيق قضائي بالمعطيات التي بين ايديها. والا كيف تفسر انها لم تكن تعي ان لا دور لريا الحسن في الملف وادرك ذلك مؤخرا!”
الى ذلك، تنحى رئيس الهيئة الاتهامية في جبل لبنان القاضي بيار فرنسيس عن النظر في الاستئناف المقدم من النيابة العامة و “رواد العدالة” ورجا سلامة لقرار تخلية سبيل الأخير. وقد احيل الملف الى الرئيس الاول لمحكمة استئناف جبل لبنان ايلي الحلو لتعيين قاض بديل.
الرئيسية / صحف ومقالات / الديار : البابا في لبنان في حزيران وخيبة دولية من تشتت “قوى التغيير”..أزمة خبز تلوح في الافق واتفاق مبدئي مع صندوق النقد خلال ساعات ..حزب الله وحلفاؤه يتوقعون اكثرية مطلقة في المجلس النيابي المقبل