تحفل الأيام القليلة في بحر الأسبوع الطالع، الفاصلة عن عطلة عيد الفصح المجيد لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، بتكثيف الحراك الانتخابي، مع بلورة اللوائح وتعزيز التحالفات، نظراً لما يتوقع أن تسفر عنه الانتخابات المقبلة بعد شهر وأيام خمسة فقط، لجهة تحديد وضعية لبنان بين سائر وضعيات تتغير في الشرق الأوسط، بصرف النظر عن حجم التغيرات المرتقبة، والأجندات المرتبطة بتلك النتائج، التي من الممكن بعد الاتفاق المبدئي مع صندوق النقد الدولي أن تنقل البلد من ضفة الانهيار إلى ضفة التعافي والاستقرار، ضمن خطة انتقالية، بدءاً من حزيران المقبل.
وعلمت “اللواء” ان ثمة تعثراً في ترميم التحالفات سواء في جبهة 8 آذار، عبر وساطة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بين حليفيه المسيحيين، سليمان فرنجية وجبران باسيل، من دون التوصل إلى تفاهم على المجريات الراهنة والمقبلة (راجع ص3).
وفي ما خص التحالف الانتخابي بين “القوات اللبنانية” والحزب التقدمي الاشتراكي في البقاع الغربي، فقد كشف النائب وائل ابو فاعور انه لم يتم التوصل إلى تفاهم، وتقرر فصل هذا الملف عن سائر ملفات التحالف في جبل لبنان.
ويتوجه النائب فرنجية إلى موسكو في الايام القليلة المقبلة، بناء لدعوة تلقاها من القيادة الروسية، في اطار الاتصالات الدولية الجارية، وانطلاقاً من أن روسيا هي لاعب اساسي في المنطقة، انطلاقاً من وجودها الفاعل في سوريا، وتأثيرها في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وفي ما خص متابعة التفاهمات التي جرت مع صندوق النقد الدولي، وضع مشروع قانون الكابيتال كونترول على طاولة اللجان النيابية المشتركة في جلستها بعد غد الاربعاء قبل احالته على الهيئة العامة للتصويت عليه، وإقراره.
وكانت عطلة نهاية الاسبوع حافلة بالتطورات التي شغلت الساحة لا سيما عودة السفيرين السعودي والكويتي الى لبنان، واعلان قوى اساسية كالتيار الوطني الحر وتحالف الحزب الاشتراكي والقوات اللبنانية عن لوائحهم الانتخابية في مهرجانات تخللتها خطابات عالية السقف السياسي. إضافة الى اللقاء المفاجيء بين رئيسي التيار الوطني الحر جبران باسيل وتيار المردة سليمان فرنجية الى مائدة افطار الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والذي كرّس حسب معلومات “اللواء” المصالحة بين الطرفين والتوافق على التعاون والتنسيق لمواجهة المرحلة المقبلة.
وعلى الصعيد الرسمي، يعقد مجلس الوزراء جلسة عادية الخميس المقبل، لكن لم يتحدد بعد ما اذا كانت ستعقد في القصر الجمهوري او السراي الكبير، وفي أي ساعة.
حراك سعودي كويتي
فقد تلقى الرئيس نجيب ميقاتي إتصالا امس، من وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، جرى في خلاله عرض الاوضاع اللبنانية والعلاقات بين لبنان ودول الخليج العربي، في ضوء التطورات الايجابية التي سجلت أخيرا.
وفي خلال الاتصال قال وزير خارجية الكويت: إن دول الخليج تتطلع إلى استقرار لبنان الشقيق الحبيب وأمنه واستعادة عافيته” . وشدد على “ان الروابط التي تجمع الكويت ولبنان بشكل خاص هي روابط متينة جدا تزداد رسوخا مع الايام”. وأكد ” ان الكويت لن تدخر اي جهد لدعم لبنان ومساعدته على النهوض من جديد” .
وقال: إن عزم رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على استعادة العلاقات اللبنانية- الخليجية عافيتها ومثابرته على تبديد ما اعتراها من شوائب هو أمر مقدّر ويعبّر عن ايمان وطيد بعمق لبنان العربي.
وشكر ميقاتي الكويت،أميرا وحكومة على وقوفها الدائم الى جانب لبنان، ومساعيها وجهودها لعودة العلاقات اللبنانية - الخليجية الى صفائها وحيويتها” . وقال: إن هذه الجهود يقدرها جميع اللبنانيين، وهي ستبقى على الدوام محطة مضيئة في تاريخ علاقات لبنان والكويت.
وزار السفير الكويتي عبد العال القناعي عصر امس، الرئيس ميقاتي في دارته، وجرى عرض العلاقات اللبنانية – الكويتية والعلاقات اللبنانية- الخليجية.
وكان السفير الكويتي قد أعلن في أول موقف له بعد وصوله الى بيروت، وعلى هامش زيارته مركز سرطان الأطفال، أنّ “جلّ ما تريده الكويت من لبنان ان يكون لبنانياً في عروبته وسياسته”، مشيراً الى “وضع تصور بين القيادات في الخليج ولبنان حول كيفية اعادة العلاقات الى طبيعتها”، مشدداً على أنّ “الانتخابات شأن لبناني، والكويت تثق بما سمعته من وعود” .
وكان ميقاتي قد تلقّى اتصالاً من سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري، العائد الى بيروت، هنأه فيه بحلول شهر رمضان المبارك، ووجه اليه الدعوة الى حفل افطار يقيمه في دار السفارة.
وحسب المعلومات الرسمية، فقد “ثمّن السفير جهود رئيس الحكومة في سبيل حماية لبنان في هذا الظرف الصعب واعادة العلاقات اللبنانية – السعودية الى طبيعتها. وكان الاتصال مناسبة لتأكيد عمق علاقات لبنان العربية وتقدير الرئيس ميقاتي للخطوة الخليجية والسعودية بشكل خاص بعودة السفراء الى لبنان كمقدمة لاستعادة هذه العلاقات عافيتها كاملة . كما تم الاتفاق على استكمال العمل الاخوي الايجابي لاجل لبنان وعروبته”.
إفطارات السفير بخاري
وبدأت الافطارات الرمضانية التي يقيمها سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري، باستضافة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على مأدبة إفطار في دارته في اليرزة، على ان تليها افطارات اخرى باستضافة الرئيس نجيب ميقاتي ورؤساء الجمهورية والحكومات السابقين وسفراء عرب وأجانب في اطار تأكيد طي صفحة المرحلة العابرة التي كانت اشبه بغيمة ضيف عابرة.
وفي اول نشاط له بعد عودته اقام بخاري مأدبة افطار حضرها إلى جانب المفتي مفتو المناطق وعدد من رجال الدين.
واعرب دريان عن امله في بقاء العلاقات اللبنانية العربية في اعلى المستويات، مؤكداً انه بفضل السفير بخاري “لن نمر بأزمة ثانية”، مشدداً على العلاقات الطيبة مع الدول العربية والسعودية بشكل خاص.
والتقى السفير بخاري في اليرزة وكيل الامين العام المنسقة الخاصة للأمم المتحدة يوانا فرونتسكا، واعلنت السفارة السعودية عبر “تويتر” انه جرى خلال اللقاء البحث في مجمل التطورات السياسية وسبل التنسيق والتعاون المشترك.
وحسب معلومات “اللواء” فان السفير البخاري سيقيم افطارات عدة بدءا من اليوم الاثنين، وقد وجهت الدعوة لافطار اليوم اضافة إلى ميقاتي، إلى الرئيس تمام سلام وشخصيات اخرى ورؤساء الجمهوريات والحكومة ومجلس النواب السابقين.
نصر الله والحليفان
وبعدما جمع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلاً من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية إلى مأدبة افطار غروب الجمعة الماضي، يتحدث اليوم نصر الله في مقابلة تلفزيونية حول الشأنين الانتخابي والعام.
وعلمت “اللواء” من مصادر قيادية اطلعت على تفاصيل لقاء المصالحة ان نصر الله تحدث عن ظروف البلد ووضع حلفاء الحزب المسيحيين غير المريح، وعن المطلوب للمرحلة المقبلة، وعرض استحقاقات مهمة وخطيرة مصيرية مقبلة، اولها خوض الانتخابات النيابية بتفاهم كامل وتنافس هاديء في الساحة المسيحية خلال الانتخابات، لمواجهة الاستحقاقات التي تليها بموقف واحد، من انتخاب رئيس للمجلس النيابي ومن ثم تشكيل حكومة جديدة وصولا الى انتخابات رئاسة الجمهورية، وهوما يتطلب مواجهة هذه الاستحقاقات بوحدة الصف لا سيما المسيحي الحليف للحزب.وقد وافق فرنجية وباسيل نصر الله في مقاربته، وطرح كلٌّ منهما ما لديه.
وانتهى النقاش بتوافق بين الحليفين على وقف الحملات والتصعيد وفتح قنوات التواصل المباشر بينهما، سواء هاتفيا او بلقاءات دورية، والتنسيق بين قيادتي الطرفين، وخرج باسيل وفرنجية من اللقاء بإمتنان لنصر الله على ترتيب المصالحة التي كانت مطلوبة قبل الانتخابات. على ان تأخذ المصالحة مفاعيلها الاولية بخوض الانتخابات بهدوء وتنسيق وتعاون في الدوائر حيث يمكن، ثم بعد الانتخابات يتم التعامل مع كل استحقاق في وقته “وعلى القطعة” وفي قضايا اخرى حسب الموضوع والظروف.
وقال فرنجية خلال لقاء مع مجموعة من “أساتذة المردة” في القطاع التعليمي الخاص في بنشعي، أن اللقاء مع باسيل ”جاء في سياقه الطبيعي وبمعزل عن اي تحالف انتخابي كما بات واضحا وأردناه علنيا، لأننا نعتمد معكم الشفافية والوضوح. وكان هناك حديث عن فتح صفحة جديدة وامكانية استتباع اللقاء بجلسات تنسيقية.
وردا على سؤال اكد ان السيد حسن نصرالله، الذي هو ضمانة لأي لقاء، وكنا لنلبي أيضا لو وجهت الينا الدعوة من البطريرك أو من رئيس الجمهورية.
وختم بالتأكيد أنه “لا بديل للحوار ولتوحيد الجهود في مرحلة دقيقة وحساسة دوليا واقليميا وداخليا”.
وكشف باسيل، أنّ “البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، لم يحاول ان يجمعني مع رئيس تيار “المرده”، سليمان فرنجية”. ولفت، إلى أنّه “حصل زعل من جانب فرنجية منذ الانتخابات الرئاسية، فيما كنت دائمًا اقول ان لا مشكلة لدي مع فرنجية، وحين سئلت من أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله، ان كان لدي مشكلة في لقاء، كان جوابي ان لا مشكلة لدي وكنت مستعدا لاجري هذا اللقاء في أي مكان”.وأوضح باسيل، أنّ “بالنسبة لي اللقاء مع فرنجية كان طبيعيا أن يحصل، وقد حصل بشكل طبيعي، وليس لدي عقدة في ان التقي مع احد وبالسياسة لا آخذ شيئا بالشخصي”، مشيرًا إلى أنّه “لا عنوان ولا اجندة للقاء مع فرنجية، وانا كنت منفتحا لأي صيغة بما خصّ اللقاء سواء في الجانب الاعلامي او غيره”، لافتًا ان لا سبب للحدّية ولا النفور، وعلى المستوى الشخصي اكنّ المحبّة لفرنجية”.
وأوضح انه “لم يتمّ البحث معنا لا من جانب حزب الله ولا المردة، في مسألة اعادة انتخاب رئيس مجلس النواب نبيه بري، وفي المرّة السابقة لم اصوت له والآن لا أجد موجبا”، مؤكدًا أنه لم يتم البحث بشأن موضوع الرئاسة.
أحد الشعانين
الى ذلك احتفل لبنان امس بأحد الشعانين لدى الطوائف المسيحية الغربية، والسابق لعيد الفصح المبارك الاحد المقبل، وأقيمت القداديس والزياحات ?في مختلف كنائس لبنان.
وترأس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي قداس أحد الشعانين على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، والقى عظة مما قال فيها: ظهرت في هذا الأسبوع تباشير ثلاثة هي: إعلان زيارة البابا فرنسيس لبنان في حزيران المقبل؛ الاتفاق المبدئي مع خبراء صندوق النقد الدولي؛ عودة سفراء الدول الخليجية إلى لبنان. وإذ تأتي هذه الخطوات الإيجابية بينما تحصل تطورات مهمة على الصعيدين الإقليمي والدولي، نأمل أن تستفيد منها الدولة اللبنانية وتوظفها في الإطار الوطني دون سواه.
أضاف: إن زيارة البابا فرنسيس، تأتي في سياق سعي الكرسي الرسولي إلى مساعدة لبنان للخروج من أزمته العميقة، وإبقائه بين منظومة الأمم الديموقراطية. وتشكل زيارة البابا فرنسيس بركة للشعب وأملا للوطن ومنبها للمسؤولين. فالبابا حريصٌ على أن يتمتع لبنان بحوكمة رشيدة وبجماعة سياسية تضع الصالح العام فوق كل اعتبار. وهو مدرك للتقصير الحاصل في التصدي بجرأة وجدية لقضايا الشعب، وبالتردد في تجاوب الدولة مع المساعي الدولية.
وعن عودة سفراء دول الخليج، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، قال: إنها تعود لتشد عرى الصداقة والتعاون بين هذه الدول ولبنان. فلبنان صديق مخلص لها، وعشرات الألوف من اللبنانيين يعملون فيها، ويسهمون في نموها وازدهارها بخبرتهم وإنجازاتهم، والسلطات المحلية من جهتها تقدر نشاطهم وإخلاصهم. وإن هذه العودة تشعر لبنان بأنه عضو فاعل في الأسرة العربية وجامعتها.
واضاف: نزيد على هذه التباشير، السير الجدي في إعداد الإنتخابات النيابية في 15 أيار المقبل، فإنها وسيلة لإحداث الفرق بين الحاضر والمستقبل، بتكوين مجلس نيابي يحقق حلم التغيير وإرادة الشعب. ولا يحصل ذلك من دون كثافة الاقتراع. واجب اللبنانيين أن يمارسوا حقهم، بل دورهم في نهضة الوطن.
كثافة لبنانية بالانتخابات الفرنسية
انتخابياً، توجه اللبنانيون المقيمون في لبنان من حاملي الجنسية الفرنسية بكثافة الى صناديق الاقتراع التي بلغت 12 مركزاً في كل لبنان.
وتعقيباً، أشار القنصل العام لفرنسا جوليان بوشار إلى أن “الدورة الأولى من الانتخابات الفرنسية تحصل في لبنان للمواطنين الفرنسيين المسجلين هنا، وأن تنظيم هذه الانتخابات للفرنسيين المقيمين في لبنان هو انتصار للديموقراطية”، لافتا إلى أن “هناك زهاء 18742 ناخبا مسجلين، ينتخبون من الثامنة صباحا حتى السابعة مساء”.
ولفت إلى أن “نسبة حاملي الجنسيتين اللبنانية والفرنسية مرتفعة جدا في لبنان حوالى 80 في المئة من الفرنسيين المسجلين في لبنان، ويبقى المبدأ الأساسي للانتخابات هو تأمين سرية الاقتراع، وعمل السفارة والقنصلية هو تنظيم الانتخابات لتسير بطريقة هادئة وشفافة وآمنة، مع احترام الأنظمة والقوانين الفرنسية كما تطبق في فرنسا”.
أبو فاعور: الانتخابات تحسم صورة لبنان
ووصف النائب وائل ابو فاعور التيار الوطني الحر انه من أسوأ التجارب السياسية التي مرت على لبنان، مشيراً الى اننا لن ننتخب جبران باسيل لرئاسة الجمهورية، مستبعداً ان تكون هناك مقاطعة سنية للانتخابات النيابية، مؤكداً ان نتيجة الانتخابات ستحسم صورة لبنان المقبلة.
169 إصابة جديدة
صحياً، سجلت وزارة الصحة 169 اصابة جديدة بفايروس كورونا، و3 حالات وفاة، ليرتفع العدد التراكمي الى 1094672 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.