سبع وأربعون سنة مرت على اندلاع الحرب الأهلية في الثالث عشر من نيسان من العام 1975 مع ما حملته من ويلات على مدى 15 سنة دمرت الحجر وقتلت وشردت وهجرت مئات ألوف البشر وغيرت وجه لبنان الحضاري وقلبته رأساً على عقب، فتراجع معها الانتماء إلى الوطن وأصبح الارتهان إلى الخارج هو المعيار، وعبثاً يحاول المخلصون والحالمون بلبنان الحرية والعدالة لبنان السيادة والاستقلال.
وعلى الرغم من أننا أصبحنا على مشارف نصف قرن من تلك الحرب المشؤومة لم يزل بعض اللبنانيين يستحضرون خطابها ويرددون مصطلحاتها ويقرعون طبولها ويتقنون لغتها ويتفننون بالنفخ في أتون الطائفية تارة والمذهبية طوراً، وكأنهم لم يتعلموا من دروس الماضي شيئاً حتى أضحوا أسرى شعاراتهم ولم يقووا على التحرر منه فاذا بهم في جهنم وبس المصير.
على خط آخر، يتابع السفير السعودي وليد البخاري جولاته على المرجعيات السياسية والروحية فالتقى بالأمس رئيس الجمهورية ميشال عون مؤكدًا على أمرين، وقوف السعودية إلى جانب لبنان واستمرارها بمساعدة الشعب اللبناني وليس أي طرف اخر.
وفي السياق، أكدت مصادر متابعة عبر “الأنباء” الالكترونية أن الاهتمام الخليجي سينصب بشكل أساسي في المرحلة المقبلة على الدعم الانساني والاغاثي قبل أي أمر، مشددة على انه لن يكون هناك أي تحوّل جذري عربي ودولي قبل الانتخابات وما ستسفر عنه من نتائج ستؤسس لمرحلة ما بعد العهد الحالي.
توازياً، أعرب عضو تكتل الجمهورية القوية النائب أنيس نصار في حديث مع “الانباء” الالكترونية عن تقديره وشكره لوقوف السعودية الى جانب لبنان واستمرارها بتقديم المساعدات للشعب اللبناني، فالسعودية لا تقدم الا الخير للبنان فهي لا ترسل لنا السلاح ولا تريد أخذ لبنان رهينة في خدمة مصالحها الاقليمية الخاصة فهي ودول الخليج العربية يشكلون الضمانة للبنان المقيم واللبنانيبن الذين يعملون في السعودية وفي دول مجلس التعاون، ويكفي التذكير بأن هناك أكثر من نصف مليون لبناني يعملون في هذه الدول.
نصار أشار الى تأكيد البخاري على استمرار المملكة بتقديم المساعدات للشعب اللبناني وما ترمز اليه من دلالات على ان المساعدات ستذهب مباشرة الى الشعب وليس المسؤولين، مضيفا: “لا أدري اذا كان هذا الموقف هو ترجمة لقرار أميركي فرنسي بالعودة الى لبنان”، متوقعا إجراء الانتخابات النيابية في موعدها وانجاز معظم الاستحقاقات بما فيها الاستحقاق الرئاسي في تشرين المقبل وبعدها سيكون لبنان على موعد مع إعادة بناء اقتصاده.
وقال: “لو كانت هذه السلطة جدية بتنفيذ الاصلاحات لما اكتفى صندوق النقد بمساعدة لبنان بمبلغ 3 مليار دولار في حين اننا بحاجة إلى مبلغ أكبر من ذلك بكثير لتحقيق التعافي الاقتصادي”، كاشفا ان مجموع الاصلاحات التي يطالب صندوق النقد تحقيقها تنوف عن الاربعين وحتى الساعة لم يتحقق شيئاً حتى الكابيتال كونترول لا يوجد اجماع حوله وكذلك الامر بالنسبة لاصلاح الكهرباء.
بدوره، رحب عضو كتلة الوسط المستقل النائب على درويش بعودة السفراء الخليجيين الى لبنان وبالاخص السفير السعودي وليد البخاري التي نرى فيها محط ارتياح لدى غالبية اللبنانيين الذين يحفظون للسعودية وقوفها الدائم الى جانب لبنان ودعم صموده وازدهاره طيلة السنوات الماضية، معتبرا ان هذه العودة فتحت باب التواصل مع المملكة بشكل لافت وهو ما عبر عنه حراك السفير البخاري من لحظة عودته الى لبنان.
وكشف درويش عبر “الأنباء” الالكترونية عن جولة قريبة للرئيس نجيي ميقاتي الى السعودية ودول الخليج العربي ستتم في فترة زمنية قريبة، لافتاً الى ان موضوع دعم لبنان بدأ يسلك طريقه الطبيعي وقد تمثل ذلك بموافقة صندوق النقد على تقدبم مساعدة للبنان ب 3 مليار دولار، مثنياً على الحراك الذي يقوم به البخاري والذي يبرد الاجواء ويزيل الحقد من القلوب خاصة ان المنطقة مقبلة على انفراجات واسعة على لبنان ان يستفيد منها.
على صعيد اخر، يكثر الكلام عن الاستحقاق الانتخابي وعدم جهوزية الدولة بعد لانجازه، وقد أشارت مصادر مطلعة عبر “الأنباء” الالكترونية الى ان التحضيرات اللوجستية المتعلقة باجراء الانتخابات النيابية أصبحت جاهزة بنسبة كبيرة وان أجهزة الدولة ووزارة الداخلية هي ايضا على جهوزية تامة، بحسب ما أشار الى ذلك وزير الداخلية بسام مولوي، لتبقى بعض التدابير المتعلقة بوزارة الخارجية وانتخاب المغتربين فالتجهيزات اللوجستية في طريقها الى الحل.
فأسابيع قليلة باتت تفصلنا عن الاستحقاق الانتخابي الذي سيكون أساسياً في أكثر من ملف، وسيؤسس حكماً للمرحلة المقبلة والتي يتفترض ان يكون عنوانها الوحيد هو اخراج لبنان من الانهيار.