بدون أي تفاؤل أو تشاؤم بعض اللبنانيين يظنون أنّ الانتخابات هي فرصة يمكن أن تكون مناسبة للإصلاح والتغيير…
وهنا لا بد أن نُذكّر فخامة الرئيس الحالي ميشال عون عندما لم يكن رئيساً، أنه رفع شعار الاصلاح والتغيير.. وعلى هذا الأساس كان الكثير من الناس يعتقدون أنهم أمام فرصة استثنائية.. وحده دولة الرئيس نبيه بري واجه فخامته عندما زاره طالباً تأييده قائلاً: «أعتذر لأنني لا أريد أن أنتخب رئيسين: حضرتك وحضرة صهرك».
فعلاً نقول اليوم كم كان دولته بعيد النظر.. لكن المصيبة هي أنّ حلفاء دولته هم الذين تبنّوا ترشيحه، وأبقوا البلاد من دون رئيس للجمهورية لمدة سنتين ونصف السنة، وذلك لأوّل مرة في تاريخ لبنان.
فلا عودة الى الوراء، إذ لا أحد يستطيع أن يعيد التاريخ… ولكن نسأل أنفسنا: هل تعلّمنا؟ جوابي السريع: «لا» وألف «لا».
فمن خلال متابعتي للتلفزيونات التي امتلأت بأعداد كثيرة من المرشحين الذين يدّعون أنهم أفضل الناس في العالم، وأنّ مستقبل لبنان متوقف على نجاحهم هم.
لا أريد أن أدخل في التفاصيل الصغيرة.. ولكن لا بد من التوقف عند بعض «المحطات» وهنا أبدأ:
أولاً: الذين يرفعون شعارات انهم قادرون على التغيير وأنهم سوف يحصلون على الأكثرية.. هنا أقصد «القوات اللبنانية»، وأخص بالذكر الدكتور سمير جعجع، لأنه تحدّث في هذا الأيام أكثر مما تحدّث في كل مراحل حياته، ولكن أقول بصدق ومن دون ضغينة إنه سوف يفاجأ لأنه حتى لو حصل على ما يَحْلم به فإنه لن يستطيع أن يحْكم… والأيام بيننا…
ثانياً: لو افترضنا انك يا «حكيم» حصلت على الأكثرية التي تحلم بالحصول عليها، ففي أي «بنك» سوف تصرفها؟ ونذكّرك أيضاً أنك مع جميع جماعة 14 آذار كان عددكم الماضي 85 نائباً، فهل استطعتم أن تحكموا.. وهنا أذكرك بحالتين:
(ألف): هل استطعتم أن تختاروا رئيس جمهورية من جماعتكم..؟ طبعاً كلا.
(باء): هل استطعتم أنتم وجماعة 14 آذار أن تأتوا بحكومة من دون الحزب العظيم؟
ثالثاً: كل الذين يدلون بخطابات نارية ضد «الحزب» وعلى رأسهم تاجر السلاح والصفقات الملتبسة الذي بنى ثروة كبيرة من خلال صفقات السلاح والعمولات الخيالية… هذا التاجر يحاضر منذ اليوم الأول بأنه يتحدّى «الحزب»، وأنه ضدّه ليتبيّـن أنه كان بعد كل تصريح، يذهب الى مكتب الحزب ليقول لهم: لا تصدّقوا ما أقوله لأني معكم وتجربتكم معي كانت صادقة ولم اتخذ في يوم من الأيام أي قرار ضدكم… واليوم أنتم تريدون أن تحققوا بعض الأرقام الجيدة في الطائفة السنيّة، خاصة بعد عزوف الرئيس الحريري عن الترشح، وكذلك جماعة «المستقبل».. لذلك اسمحوا لي بالتهجّم على الحزب، وهذا يزيد من حظوظي في الحصول على عدد جيّد من النواب، وفي النهاية سيكون هؤلاء النواب في صفكم وإلى جانبكم.
رابعاً: أما الذين يرفعون شعار التصدّي للحزب، وعدم ترك البلد له ولأنصاره، فلهؤلاء أقول: «شفناكم فوق وشفناكم تحت». فماذا فعلتم؟ وهل تعتبرون أن محاربة الحزب تكون بالمواقف وبالتصريحات العنترية… أهكذا تكون المجابهة؟
يا جماعة الخير.. كفى كذباً على أنفسكم وكفى كذباً على الناس، والأيام آتية وسنرى ماذا ستفعلون!..
خامساً: ملاحظة صارت أكثر من واقع… إذ ان هناك عدداً كبيراً من المرشحين غير معروفين، ولا تاريخ لهم، حتى ان خدماتهم تكاد تكون معدومة… وهم يشكلون أغلبية المرشحين.
سادساً: الخطاب السياسي لهذه الانتخابات باستثناء موضوع السلاح، شعار بشعار… فكلهم سرقوا وكلهم فاسدون… وللأسف الشديد، أسأل أصحاب شعارات محاربة الفساد، لماذا بقيتم مع «الفاسدين»؟. أحد الظرفاء علّق على الموضوع بالقول: هذا كلام انتخابي لا «بيقدّم ولا يأخر»… وبالإذن من جورج وسّوف: «كلام الناس لا بيقدّم ولا يأخّر».
سابعاً: إنّ «أهضم» مرشح هو رجل وليس برجل.. لكنه خبير في الجنس وفي ترتيب الحفلات الخاصة، وصاحب تاريخ حافل بحفلات الدعارة.. هذا المخلوق العجيب جاء الى الوطن وراح يصرف الأموال على «الطالع» و»النازل» ومن دون خجل.