تبدأ ولاية المجلس النيابي الجديد في 22 ايار، ويظهر اول اختبار ما اذا كان هذا المجلس سيتخذ مسار المواجهة بوجه حزب الله عبر عدد الاصوات التي ستنتخب نبيه بري لرئاسة المجلس النيابي وعدد الاصوات التي لن تنتخب بري. ذلك ان النائبين نعمة افرام وميشال معوض و»الكتائب» و»القوات اللبنانية» لن يصوّتوا لبري، انما نواب «الثورة» قد ينقسمون في وجهة التصويت، ولذلك الجميع يترقب كيفية توزيع اصوات النواب في جلسة انتخاب بري. وحتى اللحظة عادت صيغة «لا غالب ولا مغلوب» الى البرلمان اللبناني، بما ان لا فريق سياسيا يمتلك الاغلبية، انما لاحقا سيكشف استحقاق انتخاب رئيس المجلس النيابي التوجه المعاكس لحزب الله ام المتماشي مع المقاومة، ومن هي الاكثرية التي سترجح كفة الخط السياسي.
وفي سياق متصل وفي وقت تسعى «القوى التغييرية» الى تشكيل كتلة نيابية واحدة، نفى نواب المجتمع المدني ان يكون قد تم اي تواصل بين الرئيس بري والنائب ملحم خلف حول نائب رئيس مجلس النواب، بينما يطفو على السطح الصراع بين «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية» على هذا المركز. وهنا سؤال يطرح نفسه: هل ستحصل مقايضة بين «الوطني الحر» و»حركة امل» ؟ بمعنى آخر هل سيترك «الوطني الحر» الحرية لنوابه بالتصويت لبري، مقابل حصول النائب الياس بو صعب على منصب نائب رئيس المجلس النيابي؟
هناك اتصالات سياسية على اعلى المستويات بين العديد من القوى السياسية، وتحديدا بين حزب الله و»حركة امل» و»التيار الوطني الحر» لتأمين مشاركة نواب تكتل التغيير والاصلاح في الجلسة العامة لمجلس النواب عندما يدعو اليها رئيس السن نبيه بري خلال 15 يوما بعد 21 ايار، والاتجاه يميل الى تسوية بحضور نصف نواب التيار الوطني الحر لتأمين النصاب للجلسة ب65 نائبا، على ان يفوز بري بالاكثرية المطلقة في الدورة الاولى او بالدورة الثانية، واذا لم يحصل على الاكثرية يتم عقد دورة ثالثة، على ان يكون صوت الاكثرية النسبية حسب الدستور مقابل المجيء بالياس بو صعب نائباً لرئيس البرلمان.
وفي النطاق ذاته تقول المعلومات ان «القوات» ابدت استعدادها لفتح البازار حول انتخاب بري اذا تأمّن وصول غسان حاصباني لنائب رئيس المجلس، رغم ان رئيس الحزب سمير جعجع اعلن رفضه انتخاب بري، لان توجهات «القوات» لهذا المنصب لا تتمشى مع شخصية بري.
في غضون ذلك، ما هي الانعكاسات الداخلية والخارجية على عدد الاصوات التي سيأخذها بري في انتخابه؟ فاذا فاز بأقلية فهذا مؤشر لتعاطٍ مختلف من قبل الدول العربية والمجتمع الدولي مع لبنان.
بيضة القبان
من جهتها، قالت اوساط مطلعة لـ «الديار» ان المرحلة المقبلة ضبابية، ولا يمكن الحسم في كيفية توجه الامور على الصعيد السياسي، حيث هناك مكون جديد سيكون كـ «بيضة القبان»، ووفق الاتجاه الذي يذهب فيه يرجح الدفة للجهة التي موجود فيها. واضافت ان السلطة السابقة اذا تمكنت من استيعاب هذا الفريق لا يعود هناك اكثرية لاي طرف، بما ان اليوم لا انقسامات واضحة المعالم على غرار حركة 14 آذار و8 آذار. واشارت الاوساط المطلعة الى ان هناك محاولات لاستمالة هذا «الجسم الثوري» من خلال النائب جبران باسيل حيث دعا «ثوار 17 تشرين» للحوار ولمناقشة صيغة الحكومة المقبلة، بخاصة ان باسيل قالها بكل وضوح انه يريد حكومة وحدة وطنية رافضا حكومة التكنوقراط.
اضف على ذلك، حاول الرئيس بري فتح قنوات مع «ثوار 17 تشرين» ايضا، لان الثنائي الشيعي يعلم ان المعارضة التقليدية على غرار «الكتائب» و»القوات» لن تنفتح عليهم، في حين يمكن لقوى 17 تشرين ان تتحاور معهم، ويمكن اغراؤهم بمقاعد وزارية او بمشاريع تنسيق وحوار بما انهم كتلة شابة لا تمتلك خبرة سياسية عالية. وكل هذه المحاولة لتعطيل امكان قيام جبهة تعارض الثنائي الشيعي بشراسة وحدية، او لمنع تشكيل اكثرية جديدة مناهضة لهم.
وفي هذا المسار من الواضح ان قوى 17 تشرين التي فازت في الانتخابات النيابية، لم تضع بعد روزنامة سياسية محددة وخارطة طريق في كيفية مقاربة المرحلة المقبلة.
اما الشيء الاكيد والامر الذي سيوضح معالم المرحلة المقبلة هو كل استحقاق جديد على غرار انتخاب الرئيس بري رئيسا للمجلس النيابي واستحقاقات اخرى ستكشف توزيع الاصوات داخل المجلس الواحد. وهنا السؤال الاساسي الذي يطرح نفسه: هل ستتمكن المكونات الاكثرية الجديدة من الاتفاق مع بعضها بعضا؟ وهل سيكون الحزب «التقدمي الاشتراكي» ضمن هذا المحور ام سيعود الى الجلوس على ضفة النهر دون اي تموضع سياسي او وطني؟
الثنائي الشيعي لـ «الديار»: ننتظر موقف باسيل لنبني على الشيء مقتضاه
بدورها تكشف اوساط نيابية في تحالف الثنائي الشيعي لـ «الديار» ان فريقنا في انتظار كلمة رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل في المهرجان الانتخابي اليوم، واعلان موقفه الصريح من انتخاب الرئيس نبيه بري من عدمه ليبنى على الشيء مقتضاه.
وتشير الاوساط الى ان «التيار» نفى، وفي اتصالات معه، صدور اي موقف رسمي بعدم التصويت لبري او صدور موقف بمقايضة انتخاب بري بترك الحرية لنواب «تكتل لبنان القوي» في مقابل انتخاب النائب الياس بو صعب نائباً لبري. وتلفت الى انه حتى ترشيح بو صعب من قبل «التيار»، وحتى الرجل نفسه لم يحسم بعد، وتشير الى ان التكتم من «التيار» على الموقف الصريح متروك لباسيل، وكي «لا يحرق» هذا الموقف على اهميته.
في المقابل، تنفي الاوساط توجه بري الى عدم الدعوة لانتخاب رئيس لمجلس النواب بحكم موقعه كرئيس السن، خصوصاً ان هناك مهلة مقيدة لهذا الاستحقاق ويجب ان تتم الدعوة خلال 15 يوماً، لذلك لن تكون الدعوة بعيدة وستتم خلال الاسبوع المقبل.
وتشير الاوساط الى انه ورغم المواقف التي صدرت عن «القوات» وسمير جعجع، وبعض المواقف لنواب «التغيير»، هناك ضياع وتشتت وعدم وضوح في المواقف في ما خص انتخاب بري. وترى ان تحديد الموقف من انتخاب بري من شأنه ان يحدد تموضع القوى المستقلة و»التغييرية» في تكتلات موجودة او ايجاد كتل جديدة.
فوضى اجتماعية مع تحليق الدولار
وتجاوزه عتبة 30 الف ليرة لبنانية
تزامنا يستمر دولار السوق السوداء في التحليق، حيث وصل الى 31000 ليرة لبنانية، ولا تظهر مؤشرات حتى اللحظة بردعه، ما ينذر بمخاطر اجتماعية كبيرة، خاصة ان هذا الارتفاع سيؤثر في كل الامن الغذائي والمحروقات وسلع اساسية اخرى. هذا التدهور الاقتصادي سيؤدي الى صراع البقاء بين الناس، حيث ان اسعار المأكولات سترتفع والجوع سيزداد والفقر ايضا، فضلا عن اسعار المحروقات التي ستتضاعف ايضا، وهذا الامر سيزيد من الفوضى ومن السرقات واختلال الامن، لان لا استقرار امني في غياب استقرار اجتماعي معيشي.
وفي هذا الصدد، كشفت اوساط اقتصادية لـ «الديار» ان الحفاظ على الدولار على العشرين الف ليرة خلال الاشهر الثلاثة الماضية تم باتفاق بين الرئيس نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة بتثبيت الدولار على العشرين الف ليرة عبر ضخ الدولار في السوق لمنعه من الارتفاع بمبلغ وصل الى 800 مليون دولار، الى حين حصول الانتخابات النيابية. واليوم انتهى مفعول هذا الاتفاق، حيث كان مصرف لبنان صريحا بان الاحتياطي من العملات الاجنبية تراجع ولم يعد بالامكان الاستمرار في تثبيته تحت سقف الثلاثين ليرة، وهذا ما يفسر صعود الدولار مجددا.
مبادرة فرنسية جديدة وجدية
الى ذلك، كشفت مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى لـ «الديار» ان هناك مبادرة فرنسية جديدة وجدية ابلغها الرئيس الفرنسي ماكرون لرئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط الذي ابدى دعما لها، كما ان الاتصالات الفرنسية تشمل كل الاطراف بما فيهم حزب الله لتمرير هذه المرحلة وانتظام عمل المؤسسات. فهل تنجح فرنسا هذه المرة في كبح الغضب الشعبي وفي حماية لبنان من الفشل السياسي في ظل الازمة الاقتصادية المستعصية، وبالتالي منع لبنان من الزوال؟
وليد جنبلاط الرقم الصعب في المعادلة
ان دلت هذه الانتخابات النيابية على شيء، وفقا لمصادر مطلعة، فعلى ان رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط يشكل رقما صعبا في المعادلة السياسية من الصعب تجاوزه، حيث اظهر دهاء سياسيا لا مثيل له في دائرة الشوف-عاليه، وتمكن من اسقاط خصومه التقليديين على غرار الوزير السابق وئام وهاب والنائب طلال ارسلان.
«القوات»: ندعم وصول ايّ شخصية لنيابة رئاسة البرلمان تشبه رؤيتنا الوطنية
بدورها، قالت مصادر «القوات» لـ «الديار» انها حاسمة لجهة الاقتراع بالورقة البيضاء في جلسة انتخاب نبيه بري رئيسا للمجلس النيابي، لان «القوات» تعتبر انها لا تصوت لاشخاص انما لخط ومشروع سياسي معين، مشيرة الى انها على خلاف مع بري من طبيعة استراتيجية كما لادارته للبرلمان، حيث لا يشجع على التصويت الالكتروني داخل المجلس والتعهد بعدم اقفال المجلس النيابي ابدا. واشارت في الوقت ذاته الى ان «القوات» ليس لديها مرشح بديل لرئاسة مجلس النواب.
وعن منصب نائب رئيس البرلمان، لفتت المصادر الى ان «القوات» انطلاقا من رؤيتها الوطنية رأت ان هذه الشخصية المختارة لهذا المنصب قادرة على ترجمة مشروعها فهي ستؤيد هذه الشخصية. وشددت على انها لم ترشح اي اسم لنائب رئيس المجلس النيابي حتى اللحظة رغم حجمها النيابي الذي ازداد، وقوتها التي تعززت عبر الاصوات التفضيلية في الانتخابات النيابية. وفي حال قررت مكونات الاكثرية الجديدة من بينها «القوات» و»الاشتراكي» وقوى 17 تشرين وحزب «الاحرار» فضلا عن المعارضة التقليدية المتمثلة بسامي جميل وميشال معوض ونعمة فرام الاتفاق على مواصفات نائب رئيس البرلمان، عندئذ ندعم هذه الشخصية لاننا نؤيد مشروعا وليس اشخاصا.
وحول تكوين كتلة نيابية تجمع الكثير من القوى المعارضة، قالت المصادر «القواتية» ان هناك مساعي للوحدة بين القوى التي تتشابه بمشروعها، وهذا يصب في المصلحة الوطنية.
مجلس الوزراء: تعرفة الاتصالات
سترتفع بداية تموز المقبل
الى ذلك، اقر مجلس الوزراء امس، في جلسته الاخيرة زيادة تعرفة الاتصالات ابتداء من اول تموز المقبل حيث ستحتسب تعرفة الاتصالات وفق سعر منصة صيرفة، كما أقر استراتيجية النهوض في القطاع المالي، وكلف وزير الاشغال العامة والنقل التعاقد مع شركة SGS لتقديم خدمة فنية متعلقة بتفعيل عمل الماسحة الضوئية في مرفأ بيروت بغية تعزيز أمن الشحنات.
ووافق المجلس على اقتراح وزارة الصحة العامة، الطلب من مصرف لبنان سداد مبلغ وقدره 35 مليون دولار اميركي شهريا للأشهر الأربعة المقبلة لزوم شراء ادوية الامراض المستعصية والمزمنة والسرطانية، ومستلزمات طبية وحليب ومواد أولية لصناعة الدواء.