الرئيسية / صحف ومقالات / الديار: تجديد «البيعة» لبري اليوم.. وانتخاب نائب الرئيس الإختبار الأول للمعارضة النيابيّة إستفزاز «غازي إسرائيلي» جديد.. وصمت لبناني رسمي..قلق من تحذير حزب الله نقاشات «هادئة» لتمرير الاستحقاق الرئاسي.. واستجابة «روتينيّة» لشراء الدولارات؟
الديار لوغو0

الديار: تجديد «البيعة» لبري اليوم.. وانتخاب نائب الرئيس الإختبار الأول للمعارضة النيابيّة إستفزاز «غازي إسرائيلي» جديد.. وصمت لبناني رسمي..قلق من تحذير حزب الله نقاشات «هادئة» لتمرير الاستحقاق الرئاسي.. واستجابة «روتينيّة» لشراء الدولارات؟

خالف اللبنانيون كل التوقعات، فالمصارف بالامس لم تشهد الطوابير المتوقعة والمفترضة بعد كل تعميم لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وجاء الاقبال «روتيني» لشراء الدولارات على سعر منصة «صيرفة»، ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حيال طبيعة ما جرى والتاثيرات المحتملة في خطوة «المركزي». في هذا الوقت «تتقزم» اهتمامات الساسة في البلاد من خلال تحويل منصب نائب رئيس المجلس النيابي الى «معركة» واختبار لقوى المعارضة، بعدما تجاوز الرئيس نبيه بري «مبدئيا» «قطوع» الارقام الضيئلة لاعادة انتخابه اليوم من الدورة الاولى في جلسة تعقد في ساحة النجمة، حيث تخوض قوى «المعارضة» «والتغييريين» اول اختبار مؤسساتي في مواجهة على منصب ناب الرئيس بين النائب الياس بوصعب عن «تكتل لبنان القوي»، حيث تحرمه «المناورات» غير المفهومة من قبل رئيس الكتلة جبران باسيل من فوز سهل ومريح، وبين النائب غسان سكاف الذي يراهن على تكتل القوى المناهضة للتيار الوطني الحر لاسقاط مرشحها، وفي مقدمها كتلة «القوات».
وفي انتظار نتائج هذا الاستحقاق، الذي لن يغير الكثير من الوقائع في البلاد في ظل امتلاك بري «لمفاتيح» اللعبة البرلمانية، وفي ظل فقدان اي من القوى السياسية للاغلبية في البرلمان الجديد، بدأ العمل بعيدا عن الاضواء لايجاد «تسوية» ينجز من خلالها الاستحقاق الرئاسي في موعده كيلا تدخل البلاد في فراغ طويل الامد في انتظار نضوج الحلول الاقليمية التي ليست في متناول «اليد» بعد.

في ملف «الترسيم»، وفيما ينتظر الاميركيون ردا لبنانيا رسميا على اقتراحهم الاخير، ومع اقتراب مهلة الشهر التي اعلن عنها بري قبيل الانتخابات لاتخاذ لبنان قرارا احاديا بالتنقيب عن غازه، تتعمد «اسرائيل» اتخاذ المزيد من الاجراءات الاستفزازية في ملف استخراج الغاز مع اعلانها «المبهم» بالامس عن طرح عطاء جديد لإصدار تراخيص للتنقيب عن الغاز الطبيعي في المياه الاقتصادية، دون تحديد الموقع الجغرافي المفترض، وذلك للاستفادة من تقليل الأوروبيين الاعتماد على الغاز الروسي.

«ناقوس الخطر» الغازي!
فقد اعلن مسؤولون في وزارة الطاقة في «كيان العدو»، ان «إسرائيل» تعتزم طرح إعطاء جديد لإصدار تراخيص للتنقيب عن الغاز الطبيعي في المياه الاقتصادية، وأرجعوا ذلك لإقبال الأوروبيين على الوقود ضمن مساعيهم لتقليل الاعتماد على روسيا. ويأتي قرار طرح العطاء الجديد رغم ما سبق أن أعلنته الوزارة بشأن عزمها إرجاء منح تراخيص جديدة هذا العام، والتركيز في المقابل على جهود التوسع في الطاقة المتجددة.

هذا الاعلان الجديد يجب ان «يدق ناقوس الخطر» لدى الجانب اللبناني، كما تؤكد مصادر معنية بهذا الملف، لان «اسرائيل» دخلت مباشرة على خط مساعدة واشنطن في حربها ضد موسكو من خلال توفير الطاقة البديلة للدول الاوروبية، وهذا سيمنحها دعما مطلقا من قبل الادارة الاميركية المعنية بزيادة انتاج الغاز من المتوسط لاكمال الحصار على موسكو، ولهذا ثمة استغراب جدي من «الصمت» الرسمي من الجانب اللبناني، الذي عليه الاسراع في التواصل مع الاميركيين لمعرفة حدود التوسع «الاسرائيلي» في الانتاج، وعدم السماح باي مقاربة على حساب الحقوق اللبنانية. وهذا الملف يجب ان يكون جاهزا ودون اي انقسامات داخلية حوله، في ظل حديث عن زيارة قريبة للوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين الذي سبق واحتج بعدم جهوزية الرد اللبناني.

«فرصة اسرائيلية»
وقد نقلت وكالة «بلومبرج» عن مسؤولين «اسرائيليين»، تأكيدهم ان التطورات الجيوسياسية، وما تسببت به من أزمة عالمية في مجال الطاقة، قد غيرت حالة السوق بشكل كامل، وقالت وزيرة الطاقة الصهيونية كارين الحرار، في مؤتمر صحافي، إن «إسرائيل» تحشد لمساعدة أوروبا لتنويع مصادرها من الطاقة، ولفتت الى ان أزمة الطاقة العالمية هي فرصة «لإسرائيل» لتصدير الغاز الطبيعي. ويأتي الطرح الجديد، الذي من المتوقع أن يبدأ في الربع الثالث من العام، بينما يعمل الاتحاد الأوروبي على صفقة لاستيراد الغاز الإسرائيلي عبر مصر.

قلق «اسرائيلي»
وفي هذا السياق، لفتت مصادر مطلعة الى ان «المناورة الاسرائيلية» الاخيرة «عربات النار» خصص جزء منها لحماية آبار الغاز، ومنصات الاستخراج في ظل خشية «اسرائيلية» من قيام حزب الله بخطوة متقدمة لمنع الشركات من بدء عمليات التنقيب في حقل «كاريش» أو غيره من المواقع البحرية المتنازع عليها مع لبنان، وثمة تقديرات «اسرائيلية» باحتمال حصول ذلك اذا لم ينجح الاميركيون في ايجاد صيغة مناسبة لجميع الاطراف في هذا السياق، خصوصا ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يصر على ادراج هذا الملف في خطاباته الاخيرة، في دلالة على تهيئة «المسرح» لخطوات تصعيدية في هذا الملف الحيوي. ولهذا تعتقد تلك الاوساط ان «الكرة» الآن في «الملعب» اللبناني، حيث يفترض صدور موقف رسمي صارم وحاسم لاجبار الاميركيين على تحريك الملف في هذا التوقيت الحساس، واستغلال الحاجة الاميركية – «الاسرائيلية» لانتاج المزيد من الكميات لتغطية الحاجة الاوروبية.

الاستحقاق الرئاسي؟
وفي ظل الغموض الذي يكتنف مصير الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس للحكومة، وبانتظار اولى المؤشرات الدالة في كلمة الرئيس بري بعد انتخابه اليوم، بدأت الاتصالات على «نار هادئة» بين القوى المؤثرة في محور المقاومة لايجاد «هبوط آمن» للاستحقاق الرئاسي، وعلمت «الديار» ان الانتهاء من «الطبخة» النيابية سيمنح هذه الاتصالات زخما اكبر في ظل توجه لدى قوى وازنة لفتح النقاش جديا مع رئيس تكتل «لبنان القوي» جبران باسيل لترجمة غياب اي حظوظ له بالوصول الى بعبدا في الظرف الراهن، بخطة جدية وممنهجة لقطع الطريق امام الفريق الآخر للمناورة في هذا الاستحقاق. وتعتمد هذه الاستراتيجية اقناع باسيل بانه خارج «السباق»، والاهم اقناعه مبكرا بوضع كل ملفاته على «الطاولة» للبحث بمرحلة ما بعد هذا الاستحقاق، لانه سيبحث بالضرورة عن «ثمن» لموقفه.

«ثمن» المقايضة؟
وفي هذا السياق، لا تخفي تلك الاوساط قناعتها بان مصير هذا الاستحقاق مرتبط بجواب باسيل، فاذا ما قبل الامر الواقع قد نكون امام انتخابات رئاسية في موعدها، حيث يحقق النائب السابق سليمان فرنجية «بالارقام» فوزا مفترضا في الدورة الثانية، باصوات نواب «المستقبل» السابقين، وعدد من النواب المستقلين، يضاف اليهم دعم تكتل «لبنان القوي»، بينما يفتقد باسيل دعم كتلة بري النيابية، وكذلك معظم الكتل النيابية. وترى تلك الاوساط ان الاسابيع الاربعة المقبلة حاسمة في هذا السياق، حيث من المفترض ان تتبلور «الشروط» الحكومية ومعها «ثمن» المقايضة من قبل باسيل في ظل استعادة منسوب كبير من الثقة في علاقته مع فرنجية، وهو يفضله كثيرا على قائد الجيش العماد جوزاف عون.

استحقاق «ساحة النجمة»
سيدخل اليوم 56 نائبا جديدا الى البرلمان، وستكون هناك «عراضة» شعبية ترافق نواب «التغيير» الـ 14 انطلاقا من المرفأ، وسيعود بري اليوم رئيساً لمجلس النواب بعد إعادة انتخابه المضمونة لولاية سابعة، بأصوات كتل «التنمية والتحرير»، و»الوفاء للمقاومة» و»المردة» و»اللقاء الديموقراطي»، «والطاشناق» «والأحباش» «وإنماء عكار»، وبعض النواب المستقلين، ميشال إلياس المر، وحسن مراد وجهاد الصمد، واذا ما حصل على تأييد 4 أو 5 من نواب تكتل «لبنان القوي» سيكون الرد بتصويت عدد مماثل من نواب كتلة بري لمرشح نائب الرئيس الياس بو صعب؟! وهكذا مقابل 98 صوتاً و30 ورقة بيضاء في 2018 ، سيحصل بري على 60 او 64 صوتا هذه المرة، وسيعاد انتخابه بأصوات كتلتين شيعية وسنية وبعض المسيحيين، أي أن الحاصل الذي سيناله لن يكون، للمرة الأولى جامعا وميثاقيا، لكنه شرعي وقانوني.

لا حسم!
لكن هذا السيناريو غير نهائي برأي مصادر نيابية، لان الامور لن تتضح بشكلها النهائي قبل صباح اليوم بالنسبة الى منصب نائب الرئيس، خصوصا ان «المناورات» من جانب التيار الوطني الحر استمرت طوال يوم امس، واصدرت اللجنة المركزية للإعلام والتواصل في «التيار» تأكيدا انه لا موجب لانتخاب بري، نافية حصول صفقة بهذا الخصوص.

«خلط اوراق»
وكان ترشيح النائب المستقل غسان سكاف لموقع نائب رئيس مجلس النواب خلط «الأوراق»، ومهّد لخوض معركة على هذا الموقع مع بو صعب الذي عقد اجتماعا مع نواب «التكتل الوطني المستقل» الذي يضم نائب “المردة» طوني سليمان فرنجية، والنائبين فريد هيكل الخازن ووليم طوق. كما سيكون هناك تنافس على أميني السر والمفوضين الثلاثة.

ماذا تريد «القوات»؟
وفي هذا الإطار، عُقدت اجتماعات لكل من «التنمية والتحرير» و»القوات اللبنانية» و»الوفاء للمقاومة» و»اللقاء الديموقراطي» و»إنقاذ وطن» ونواب «التغيير» لتحديد المواقف، ومع حسم «القوات» عدم ترشيح النائب غسان حاصباني لنيابة رئاسة المجلس، ودعمها أي مرشح يتبنى الخيارات السيادية، فان موقف «معراب» يتأرجح بين «الورقة البيضاء» التي ستتحول الى دعم سكاف في حال ضمان نجاحه على حساب بوصعب. واذا ما التزمت الكتل بمواقفها فإن الأوراق البيضاء في الصندوق ستكون راجحة، ويربو عددها على حوالى 50 ورقة سيضعها نواب «القوات» و»الكتائب» ومستقلون و»تغييريون».

معركة نواب «التغيير»
وقد عقد النواب «التغيير» جلسة مطولة مساء امس، وجرى البحث «بسلة» كاملة خصوصا كيفية مشاركتهم في هيئة مكتب المجلس، وكان التفاهم تاما على الحضور في غرفة صناعة القرار في الهيئة. وبحسب مصادر هذه القوى، فإن الاتفاق كان تاما على خوض معركة اساسية في اللجان النيابية، حيث الحرص على حجز مواقع أساسية في لجان مهمة كالمال والموازنة والإدارة والعدل، كما سيشاركون في الترشح لجميع مناصب هيئة مكتب المجلس، أي أمين السر والأمانة العامة.

انسحاب عطية لسكاف
اما الاجتماع الذي عقد في دارة النائب نبيل بدر في بيروت، وقاطعه نواب «التغيير» الذين فضلوا البقاء على مسافة من تكتلات اخرى، وكذلك النائب عبد الرحمن البزري، وحضرت كتلة اللقاء الشمالي كاملة، وتم الاتفاق على السير بانتخاب غسان سكاف الذي ابلغ المجتمعين انه «ضامن» للفوز، وقد اعلن في اللقاء انسحاب عطية بعدما باتت حظوظ سكاف اوفر باعلان «اللقاء الديموقراطي» دعمه.

حزب الله يمد يده
وعشية الجلسة وجه حزب الله «رسالة» إلى النواب الجدد في البرلمان ، مؤكدا انفتاحه على كل تعاون، أيا تكن خلفيته السياسية والإيديولوجية، وفي كلمة ألقاها في احتفال بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، قال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، في رسالة للنواب الجدد: «نحن منفتحون على كل تعاون أيا تكن خلفيتكم السياسية والإيديولوجية، وحاضرون للتعاون على أساس شعاراتكم السياسية التي طرحتموها في ما يتعلق بمكافحة الفساد وباستنهاض الوضع الاقتصادي».

الدولار الى اين؟
في هذا الوقت، وفيما اعلن مصرف لبنان ان حجم عمليات التداول على منصة «صيرفة» بلغ بالامس 169مليون دولار، كان لافتا تسجيل حركة «روتينية» في المصارف بالامس، في اليوم الاول لبدء تنفيذ تعميم «المركزي» بشراء الدولار وفقا لسعر المنصة، ووفقا لمصادر مصرفية فان هذه محدودة سجلت ايضا في سوق الصيرفة، اما الاسباب فترتبط بحالة الارباك التي سادت نهاية الاسبوع وقيام الكثيرين بعملياتهم خارج نطاق المصارف، فيما فضل الكثير من المواطنين الاحتفاظ بالليرات اللبنانية لندرتها في السوق، فيما ينتظر آخرون انتظارا متوقعا للتسعيرة على منصة صيرفة. وكان مصرف لبنان قد سدد بالامس كل عمليات طلبات بيع الدولار المسجلة قبل عشرة ايام.

اما الهدوء في السوق فسيبقى برأي مصادر مالية، لفترة معقولة، لكن دون تفاؤل كبير بامكان الحفاظ على الاستقرار لفترة طويلة، لان الرهان على تدفق الاموال من المغتربين ستنتهي مفاعيله في منتصف ايلول، ومن غير المعلوم حجم الكتلة النقدية بالدولار لدى «المركزي»للتدخل في السوق. وعبرت تلك الاوساط عن خشيتها من مغامرة غير مأمونة النتائج تستنزف كميات كبيرة من مخزون احتياطي العملات الصعبة المتبقي لدى البنك المركزي، والبالغ نحو 10 مليارات دولار فقط !

الشيكات «مقبولة»
وقد واصل الدولار تراجعه مستفيدا من تعاميم «المركزي» الاخيرة. وفي سياق متصل، صدر عن «جمعية المصارف» تعميم بقبول جميع الشيكات التي لا تفوق قيمتها خمسة عشر الف دولار أميركي والتي يودعها المستفيدون منها في حساباتهم لديها، على ألا يطلب قبضها نقـداً أو تحويلها بعد التحصيل إلى خارج لبنان وان تأتلف، طبيعة النشاط المعتاد للحساب وحركته. وتعتبر كذلك، الشيكات المسحوبة لأمر أي صاحب مهنة حرة حالي أو متقاعد من صندوق تعاضد نقابتـه.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *