عقدت في العاصمة التونسية اجتماعات المجلس التنفيذي لاتحاد اذاعات الدول العربية، وتم البحث في تعزيز العمل الاعلامي العربي المشترك في مجالات المرئي والمسموع والاعلام الالكتروني، في حضور وفد وزارة الاعلام برئاسة المدير العام للوزارة الدكتور حسان فلحه وعضوية مدير “اذاعة لبنان” محمد غريب.
فلحه
وقال الدكتور فلحه في مداخلة: “كيف نشفى من حب تونس الذي يجري فينا مجرى النفس . لقد رأينا في تونس من الالفة والحنان والسند السمح ما لم نر في اي مكان اخر” كما قال الشاعر محمود درويش”.
اضاف: “في بيتنا في اتحاد اذاعاتنا العربية نعود ويتمدد ظلنا العربي في زمن ارتفاع الجدران وطغيان الليل على احلامنا وتطلعاتنا وآمالنا المكسورة ولكننا لن نيأس، فهذا المؤتمر فيه عودة الى الذات وفيه حسن اللقاء والنية الصافية بالتلاقي والتعاون والتآزر لمد جسور الانفتاح الاعلامي والثقافي والفكري والاجتماعي والاقتصادي”.
وتابع: “نقف هنا بعيدا عن سياسة الاحباط والوهن لنرى بكل صدق مؤسسة رائدة فاعلة تبعث على الامل و خير العمل تزيد من الثقة والعزة و حسن الدراية ومواكبة العصر الاعلامي والتقدم التقني وتضاهي المؤسسات الدولية الاخرى في الجودة والفاعلية والعطاء والنجاح والريادة، عنيت بها اتحاد اذاعات الدول العربية. عندما اراد الجميع ان يسير على دروب التفرق صمم العاملون فيها على الجمع ولم الشمل”.
وأشار فلحه الى “ان الاعلام اليوم اصبح يسابق اللحظة ويصنع القرار، الاعلام اصبح سلطة مستقلة تدور في فلك التكنولوجيا، ولم يعد ولن يبقى بيد السلطة ايا كانت السلطة التى ترى فيها اطارا للتوجيه او صنع السياسات المعلبة او الجاهزة”.
وقال: “تغير الاعلام في الوسيلة وتغير في صياغة المضمون. والتغيير جوهري وكبير في الشكل والوظيفة . الاعلام الذي كان يحتاج الى مؤسسات ضخمة و اعداد كبيرة من الجماعات اصبح اعلاما يديره عدد قليل من الأشخاص واصبح بمكان ما، اعلام الفرد يتولاه الاذكياء واصحاب الابداع والباع في استثمار المال في المكان الصحيح”.
اضاف: “سابقا، لجأت بعض الدول العربية الى استغلال الاعلام الخاص بالباطن واستثماره على حساب تطوير الاعلام العام والرسمي، الا ان تكنولوجيا المعرفة والمعلومات تجاوزت ذلك في ظل الرتابة بالانظمة والتشريعية والقوانين التى ترعى العمل الاعلامي. من حسن الطالع ان الاجيال الشابة هي التى تمددت على مساحة العمل الاعلامي الحديث و هذا حقها وهذا مستقبلها الواعد. لقد سقط نظام التتبع والمنع والقيود الصارمة الى غير رجعة .التكنولوجيا اسقطت الحدود والقيود”.
ورأى ان “المطلوب اليوم من اعلامنا العربي الانفتاح والتطور ومواكبة العصر من خلال ثقافات حية تنمو على غنى التراث ومخزون المعرفة الهائل الذي تذخر به بلداننا و التي يمكن ان تشكل روابط تواصل شديدة الفاعلية داخل المجتمعات العربية ذاتها ومع المجتمعات الاخرى. ولكن الاعلام مسؤولية اخلاقية وانسانية قبل كل شي، يقدر ان يميز بين الحرية والمسؤولية من جهة وبين العبث والفوضى التي تكون مقصودة مدروسة في احيان كثيرة وفي اماكن متعددة”.
واشار الى ان “العالم اليوم اصبح وسيصبح مشرعا بلا حدود ولا قيود الا من يملك الثقافة القوية و المتفاعلة و المتنوعة و المتعددة التى يمكن ان تؤثر وتتأثر بسرعة فائقة لتنتج انماطا وسلوكات جديدة لم تعرفها البشرية من قبل”. وقال: “الصورة لم تعد بذات الالوان، والصوت غدا متعدد الطبقات. متنوع اللغات وعابر للهجات، الاعلام ليس عملًا سياسيًا يحمي السلطة فحسب ، الاعلام اليوم عمل انساني يحفظ الشعوب. ويحقق رفاهية الانسان. وكل انسان”.
وختم فلحه مداخلته: “الشكر كل الشكر والامتنان الموفور للقيمين على اعمال هذا اللقاء الثقافي العلمي العربي والانساني الذي نتوق اليه لتطوير اعلامنا العربي المشترك الذي يحمل همومنا ويسهم في معالجة قضايانا، انه اعلام المسؤولية لا المسؤولين”.
وعلى هامش اللقاء، التقى فلحه وغريب عددا من مسؤولي اتحاد اذاعات الدول العربية ورؤساء الهيئات الحاضرة حيث جرى نقاش فى الاوضاع الاعلامية للبلدان العربية وأفق التعاون في هذا المجال، ولا سيما التعاون بينها لانتاج برامج مشتركة بين اذاعة لبنان والاذاعات العربية.