كتبت صحيفة ” النهار ” تقول : على رغم تجنب الرئاسات الثلاث الخوض في مواقف علنية، وتعمد كل منها الابتعاد عن واجهة التسريبات الإعلامية امس، بدا واضحاً ان الواقع الرسمي بمجمله عاش في الساعات الأخيرة تداعيات عاصفة “بيان السرايا” الثنائي الذي صدر اول من امس عن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب، والذي شكل نزع غطاء للدولة عن عملية تطيير “حزب الله ” ثلاث مسيّرات السبت الى محاذاة حقل كاريش. والواقع ان هذه العاصفة شكلت وفق المعطيات والمعلومات المتوافرة لـ”النهار”، عامل تأزيم إضافياً لعله الأكثر اثارة للتعقيدات المتراكمة في طريق نزع الألغام من مسار تاليف الحكومة الجديدة، اذ “طرأ” عامل توتر جديد لم يعد ممكناً تجاهله، تمثل في ما يعتمل قيادة “حزب الله” من سخط كبير بلغ حد الاسترابة حيال الرئيس ميقاتي تحديدا والوزير بو حبيب. اللافت في هذا السياق، ان هذا الاستياء الذي يسود أوساط “حزب الله” وتعكسه وسائل التواصل الاجتماعي على نحو “غير رسمي” بعد، بدأ يتمدد نحو الملف الحكومي بحيث يتردد كلام من نوع ان الحزب الذي منح ميقاتي الثقة بتكليفه، بوغت بموقفه من المسيرات، واعتبره استجابة بل واستسلاما لمطلب أميركي. ولكن الحزب يحيّد في حملته الضمنية هذه حليفه رئيس الجمهورية ميشال عون الذي يقال انه ابلغ من يعنيهم الامر موقفاً لم يكشف مضمونه، ويوحي بانه لا يماشي بيان السرايا على رغم الالتباس “المشروع” في موقف كهذا نظرا لكون الوزير بوحبيب يعتبر اكثر الوزراء قربا من عون والتصاقا بترجمة مواقفه. وفي ظل التداعيات المكتومة الساخطة هذه، بدا اللقاء الذي عقده رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس ميقاتي امس في عين التينة بمثابة وضع لهذا العامل الطارئ في غرفة العناية المكثفة، سعيا الى تبديد التداعيات التي ستثقل على ازمة التاليف وتزيد بعدا معقدا جديدا الى شبكة تعقيداتها. ولا يبدو ان الوضع ينبئ باي إيجابيات بعد فيما لم تظهر أي معالم لإمكان معاودة النقاش بين الرئيسين عون وميقاتي حول التشكيلة التي قدمها الرئيس المكلف او حول الاقتراحات التي قدمها في المقابل رئيس الجمهورية، علما انه لم يكن امس قد سجل اي اتفاق على موعد جديد لزيارة ميقاتي بعبدا ما لم يطرأ جديد في الساعات المقبلة.
ماكرون ولابيد
في أي حال لم تتوقف تداعيات ملف الترسيم البحري في ظل واقعة المسيرات عند اطارها اللبناني الداخلي، بل تفاعلت بقوة مع احتلال هذا الملف الأولوية في المحادثات التي اجراها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون امس في الاليزيه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد.
واعلن ماكرون عبر كلمة من باحة قصر الاليزيه انه “بالنسبة الى لبنان تعلمون تعلقي بهذا البلد ان استقراره أساسي بالنسبة الى استقرار المنطقة. وسنواصل جهودنا من اجل تعافيه. وانني اتمنى بمناسبة زيارتكم استمرار المفاوضات حول الحدود البحرية مع اسرائيل.”.
واعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي “ان حزب الله الذي وجه هذه المسيرات يشكل تهديدا لامن لبنان، وهذا يؤدي الى تصعيد ويهدد مصالح لبنان.”
وأفادت وسائل اعلام إسرائيلية ان وزيرة الطاقة الاسرائيلية كارين الهرار قامت بزيارة منصة التنقيب عن الغاز في “كاريش” وحذرت في تصريح لها “حزب الله ” من أن “أي محاولة للاعتداء عليها سيلاقي ردًا إسرائيليا بمختلف الادوات المتوفرة لدينا”.
باسيل
وفي المواقف الداخلية من ملف الحدود البحرية اعتبر رئيس “التيار الوطني الحر” النائب #جبران باسيل بعد اجتماع المجلس السياسي في “التيار” ان:”هناك فرصة جدية والتيار مع اغتنامها بالكامل، وفجوة الخلاف تضيق لكن الاجوبة لا تزال غير واضحة وينبغي تكريس معادلة قانا-كاريش، والاهم من الترسيم ان يسمح لنا بالتنقيب وهذا الوقت المناسب للبنان ليقوم بحلول ديبلوماسية عادلة له مع استخدام نقاط القوة ونحن لسنا ضعفاء”.
وشدد باسيل في ملف تاليف الحكومة على ان “رئيس الجمهورية شريك كامل في عملية تشكيل الحكومة بغض النظر عن موقف التيار وله الحق بإبداء الرأي في كل الوزارات مهما كانت طوائفها ومذاهبها وكذلك رئيس الحكومة”. واكد أن “التيار مع حكومة لا تتهرب من معالجة مسألة حاكمية مصرف لبنان وموضوع تحقيق المرفأ الذي يحتاج الى قرار سياسي، وملف النازحين وخطة التعافي والاصلاحات مع القوانين الاربعة المعروفة المرتبطة بها اي الكابيتال كونترول واعادة هيكلة المصارف والموازنة والسرية المصرفية الى جانب موضوع الحدود”.
تظاهرات
الى ذلك وتزامناً مع بدء العمل بالتسعيرة الجديدة لوزارة الاتّصالات والمرتبطة بمنصّة صيرفة، وانقطاع بطاقات التشريج من الأسواق اللبنانية، عمت المسيرات الاحتجاجيّة امس عددا من المناطق اللبنانية. وانطلقت مسيرات تحت شعار “قوى التغيير” من أمام وزارة الطاقة باتجاه وزارة الاقتصاد، للمطالبة بتعديل الأسعار وتحسين الإرسال. وتجمع عدد من المواطنين على كورنيش بيار الجميل باتجاه العدلية وقد سُجلت حركة المرور كثيفة في المحلة.وحاول المتظاهرون، دخول مبنى شركة “تاتش”، في حين أن الجيش اللبناني تصدى لهم وحال دون دخولهم المبنى، ما أدى إلى حصول مواجهات بين الجانبين