كتبت صحيفة ” الديار ” تقول : باتت كل الاستحقاقات في لبنان مرتبطة بطريقة او بأخرى باستحقاق رئاسة الجمهورية. فالقول انه من المبكر الحديث بالموضوع اصبح تهربا واضحا من الجواب عن اسئلة مرتبطة بالملف. هي اجوبة باتت تتبلور في حلقات ضيقة بالداخل والخارج مع اقتراب القوى الرئيسية المعنية بالملف من خلاصة مفادها ان لا خلاص للبلد الا عبر رئيس توافقي.
باسيل غير متحمس بعكس فرنجية
وتشير مصادر مطلعة على النقاشات الحاصلة في هذا الشأن الى ان المباحثات لا تزال على مستوى حزبي داخلي ولم تتوسع بين الحلفاء، خاصة وانه لن يكون من السهل على حزب الله مثلا ابلاغ حليفيه رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل انه سيدعم احدهما بوجه الآخر، لافتة في حديث ل»الديار» الى ان الحزب كما الكثيرون من الفرقاء باتوا على قناعة بأن الرئيس التوافقي هو الامثل للمرحلة وبخاصة الرئيس الذي يحظى بدعم خارجي والقادر على التخفيف من الضغوط على البلد وبالتالي ان يحد من ازمته الاقتصادية – المالية من خلال عودة ضخ الدولارات المفقودة حاليا الى البلد.
وبحسب معلومات «الديار»، لا يبدو باسيل متحمسا راهنا للرئاسة بعكس فرنجية. ففيما يعتبر الاول ان من افشل عهد الرئيس عون سيفشل عهده وبالتالي سيكون من الافضل له انتظار بضعة سنوات قبل المطالبة بتبوؤ كرسي الرئاسة، يرى فرنجية انه جاء دوره لتولي سدة الرئاسة بعد عون وانه يفترض ان يدعمه حزب الله برغبته هذه، حتى انه يعتقد انه اقرب ليكون مرشحا توافقيا من سواه من قادة الصف الاول. لكن ما سبق لا يعني، بحسب المصادر، ان باسيل لن يضغط كي تكون له الكلمة الاولى بهذا الاستحقاق باعتباره لا يزال صاحب اكبر تكتل نيابي.
الحكومة أسيرة كباش ميقاتي- باسيل
وبانتظار حلول الموعد الدستوري لانتخاب رئيس والذي يبدأ نهاية آب وينتهي نهاية تشرين الاول، لا يبدو ان هناك حماسة لتشكيل حكومة جديدة رغم اعلان كل المعنيين عكس ذلك. فالثنائي عون- باسيل مثلا ليس مستقتلا على الاطلاق على حكومة كيفما كان، وبالتحديد حكومة وفق أهواء ميقاتي ورئيس المجلس النيابي نبيه بري. وهو ما تشير اليه مصادر معنية بعملية التشكيل، لـ «الديار» لافتة الى ان ميقاتي من جهته غير مهتم على الاطلاق بتشكيل حكومة تعطي عون وباسيل اي مكسب ايا كان نوعه ولو حتى تعيين واحد على بُعد شهرين من موعد الانتخابات الرئاسية. وتضيف المصادر: «حتى الساعة الافق الحكومي مغلق تماما. وحتى ولو سجلت في الساعات المقبلة زيارة للرئيس المكلف الى بعبدا فذلك لن يعني تحقيق اي خرق من اي نوع يذكر باعتبار ان الاستراتيجية التي يتبعها عون وميقاتي على حد سواء تقول بالسعي لتفادي الظهور بموقع المعطل والقيام بكل الخطوات اللازمة علنا لالقاء اي مسؤولية عنهما وتحميلها للآخر».
طعنة ميقاتي!
في هذا الوقت، لم يستوعب حزب الله بعد ما يعتبره «طعنة بالظهر» تلقاها من رئيس الحكومة المكلف الذي ساهم الى حد كبير بتكليفه قبل اسابيع. فهو وان كان يدرك حجم الضغوط الاميركية التي تعرض لها، الا انه لا يفهم التعاطي بهذه الطريقة مع ملف ذي بُعد وطني. وتقول مصادر مطلعة على جو الحزب: «بدل ان يستفيد لبنان من عنصر قوته المتمثل بالمقاومة، نراه كمن يطلق النار على قدميه». وتنفي المصادر نفيا قاطعا ما تردد عن تنسيق بين ميقاتي وحزب الله لاصدار هكذا موقف لاستيعاب اي تصعيد خارجي، في وقت لم تتضح حقيقة موقف الرئيس عون الذي كشفت مصادر مطلعة انه تبلغ من وزير الخارجية عبدالله بو حبيب انه ذاهب للاجتماع برئيس الحكومة لاتخاذ موقف رسمي من اطلاق المسيرات الـ٣، من دون ان يوضح المصدر ما اذا كان وضعه في جو البيان الذي سيصدر.
الشحادة مستمرة
كهربائيا، واصلت السلطات اللبنانية عملية «الشحاذة» للابقاء على الحد الادنى من الخدمات لعدم قدرتها على البت بحلول جدية لكل الازمات دون استثناء. وسعيا لتجديد الاتفاق مع العراق الذي يسمح بالحصول على الفيول لمعامل الكهرباء مقابل خدمات معينة ومبالغ بالليرة. التقى وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض أمس وزير الكهرباء بالوكالة في وزارة الكهرباء في بغداد عادل كريم، وتم البحث في المواضيع ذات الاهتمام المشترك بين الوزارتين. وكان فياض وصل الى العراق في زيارة رسمية تستغرق يومين. وعقد ووزير النفط العراقي احسان عبد الجبار اسماعيل، اجتماعا أوليا تمهيديا لسلسلة محادثات سيجريها فياض في بغداد في اطار التعاون المشترك بين لبنان والعراق، لا سيما لناحية تمديد العقد الموقع وتطويره وتمتين الشراكة في مجال استمرار توريد الفيول لزوم معامل الانتاج في مؤسسة كهرباء لبنان. ويلتقي فياض اليوم في بغداد وزيري النفط والمال ورئيس البنك المركزي.
وقالت مصادر مطلعة على الملف ان رفض العراقيين تجديد العقد سيعني كارثة كبرى للبنان خاصة وان مصير استجرار الغاز المصري عبر الاردن لا يزال غير واضح ومرتبط بقرار اميركي يبدو هو الآخر مرتبطا بمصير مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و»اسرائيل».